الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن نكتب ؟

راغب الركابي

2015 / 11 / 7
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



هذا النداء في صيغته الإستفهامية واحد من الضواغط التي تخيرنا بين أمرين لا ثالث لهما ، وهذا التخيير قهري بإمتياز بعد أن لمسنا إن الكتابة بواد وجمهور الشعب بواد آخر ، وهذه المتلازمة ليست جديدة فقد قيل بلسان ديان - إن العرب لا يقرؤن - وإذا اضفنا لهذا منا كلمة تقول : - إن العراقي ينخرط بالجدل أكثر ما ينخرط بالمعرفة - ، وثمة فرق بين الجدل أو قل الحكايا - وسوالف العرب - وبين المعرفة التي تقوم على التحقيق والبحث والرصد ، ولهذا يكون عنوان المقال يجري في سياق هذا التباين ويشير إليه أي إن الذي يعنيه هذا السؤال ، هو القراءة والتمعن والنظر بتفحص للمحتوى والمضمون وكما يقول الأستاذ جميل القصاص - تبيان ما بين السطور من مضامين - ، ومن هذا المنطلق ومن متابعتي لسوق العرض الكثير من الكتابات والمقالات ، صار لدي شبه إقتناع بأن ما يقرئه العرب عامة وعلى قلته إنما لا يخرج من موضوعات الإثارة والشتيمة ولنقل في الكلام البذيء والممنوع أي القبيح من الكلام ، وهذا الشبهة تعيدنا يعيدنا للتعريف بطبيعة ونوع ومديات الثقافة ، وأين وصلت ؟ وماهو المكتوب ؟ الذي لم يعد يتناغم وهذه النزعة الجديدة .
وهنا سأصارحكم القول : بأن فكرة الإصلاح التي تبناها الدكتور حيدر العبادي ، هي فكرة مطلوبة في نفسها ومرغوب بها لغيرها بقوة ، من قبل كل فئات الشعب ، لكن هذا الطلب وتلك الرغبة تصطدم بمعوقات محلية كثيرة ، لهذا لم يلمس الشعب لهذه الفكرة من ثمار ، بل بدى ويكأنه يدور في حلقات الإستفراغ ، واللوم هنا ليس على رئيس الوزراء وحده بل هي خاصية يجب ان يتحملها الشعب معه ، لأن هذه القضية تشاركية بمعنى ان لا يقف الشعب ويطلب فقط التغيير والإصلاح بل عليه ان يمارس ذلك بشكل عملي ، هذا إن إراد الشعب ان يستوعب مفهوم الدولة المؤوسسة وليس معنى الحكومة حلالت المشاكل ، لهذا لم تتقدم فكرة الإصلاح بإتجاه ما تعنيه وتطلبه بل ولم ترتقي في التنفيذ إلى ماهو مطلوب وممكن ، بل ظلت تراوح في مكان بعيد ، مكناً يعيش السجالات والإنفعالات والحشو من الكلام ، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الهمه لم تكن قد بلغت ذروتها ، أو إنها قادرة بالفعل على تغيير الحال إلى أحسنه ، وسوف أبقى محايداً هنا ولكنني سأرصد إرهاصات تبدو بعضها خائفة أو مُخوفة ، من قبل الحكومة أو من المواطنيين أنفسهم ، ولم تجد نداءات المرجعية أذن واعية ليكون الحزم في طريق الإصلاح جدي سواء في التعبئة أو في تجديد المسار ، وإنني في موقفي هذا أُتابع و أنصح من يصله خطابي وأدعوه لتوخي القدر اللازم من الكياسة والحرص وعدم الإندفاع ، فثمة من يريد هدم جدار الوطن ويستبدله بمسخ لا نعرفه ، صحيح إن المشكلات طاغية وعواصف الزمن عاتية وهذه النقمة السماوية عرت كل خفي وفضحت كل مستور ، ولكن لا يجب ان يقودنا هذا للتعامل مع قضايا الوطن بإنفعال وقلة تدبير ، ولا يجب أن نُصغي لمن يُدفع بإتجاه تخريب الوطن أو إعادة صياغة العمل على نحو يذكرنا بما مضى من العهد المباد ، لكن على الأخ الدكتور حيدر العبادي ان يضع نصب عينه هذه الضواغط المضافة والتي لا تجعل من إرادة الإصلاح قوية ، ناهيك عن هذا الكم الهائل من النفاق والذي يشتهر به ساسة العراق منذ قديم الأيام ، حتى ويكأني ألمح عن قرب سبب فشل تجربة الإمام علي في الكوفة وماصدر عنه من كلام قرأناه في نهج البلاغة عن القلب المملوء قيحاً ، ومن تبدل الأراء بين ليلة وضحاها ، يعيدنا مشهد ذلك الأمس لنعيد التذكير بما قالته المرجعية عن مفهوم الضرب بيد من حديد على أدوات الفساد ، ويقودنا هذا عن معنى الحزم وعدم التلكؤ ، فالعابثين بكل صنوفهم لن يرضوا ان تضرب مصالحهم وامتيازاتهم الباطلة والغير شرعية المحرمة
لهذا حين نكتب إنما نريد إثارة دفائن العقول لكي تتحرك في إتجاه الصلاح والإصلاح ، لا أن يكون المكتوب هي مجرد مقالات وكفى لا نرصد لها ثمرة أو تجاوب أو تفاعل ، لأننا لانريد أن يكون عقلنا مُغيب أو مُستلب فثمة أخطار جدية سوف تُهدد هذا الوطن والبيت القديم ، دعونا نتشارك في إرادتنا في الفعل وفي القوة ، هذه المشاركة نريدها حقيقية حتى يكون للكلام معنا مُراد ومطلوب ، ثم ما يهمنا هو تشذيب الحالة وتطويرها إذا إعتراها شيء من التكرار أو البعد عن الموضوع الذي تعيشه الأمة وهي في صراعها مع الحياة ، ودعونا نميز في عقولنا وضمائرنا معنى الثقافة التي يجب ان تسود وتعلو ، وهنا نشير إلى طبيعة النافع والمطلوب بحكم ما يحقق للناس العيش الكريم والعزة وعدم الابتذال والخنوع ونكران الهوية ، دعونا معاً نجدد أفكارنا بما يتلائم وهذا التطور الذي يشهده العالم في كل المجالات ، دعونا نسد الباب والشباك على قوى التخلف والرجعية قوى الإرهاب التي تعشعش بين ظهرانينا مستفيدة من ضعف ثقافتنا وتهالك خطابنا ، دعونا نكون مع الوحدة في ظل هذا التنوع الثقافي المنصهر في صميم الوطن وعامته ، دعونا نكتب ليقرأه الناس ويهتدوا بهدآه وفي ذلك يتم التلاقح وتتنشط الذاكرة والفكر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza