الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن شرم الشيخ التي سحرتنا، نتحدث.. بقلم: السيد شبل

السيد شبل

2015 / 11 / 7
الادب والفن


في محاولة للهروب من أجواء التوتر والاستقطاب السياسي الحاصل، وبمناسبة كون "شرم الشيخ" قد صارت في بؤرة الأحداث، ومحل أمور دولية ومحلية تجري، قد تنال منها كعامل جذب سياحي.

سأحاول في القادم من السطور الحكي عن أسرار محبتي (إدماني) لـ"شرم الشيخ" التي ذهبت إليها بمعدل مرة كل عام، منذ زواجي في أواخر سبتمبر 2012.
تلك المدينة التي لا يعادلها في الجمال شيء..

1- هي مدينة البهجة الخالصة المحصنة في مخبأ (وجودي) يحول دون أن يمتزج بها ما يعكرها!
كل الشوارع هناك نظيفة، والناس جميعهم ودودون، والأنشطة عديدة ومتنوعة، وجميع الشواطيء ساحرة (خاصة في مناطق الخلجان: خليج نعمة في مقدمتها بجدارة)، الأسعار في متناول اليد ولا شيء أبدًا أغلى من المعتاد.. ويمكنك أن تدبر أحوالك بأقل القليل. ومادمت قد ضمنت مكان إقامتك في أحد الفنادق شاملة وجباتك، فيمكنك أن تقضي أجازة لطيفة بمصروفات يومك العادية، دون أن تمر منك لحظة بغير استمتاع.

2- لا يمكنك أن تشعر فيها بالغربة، ربما تشعر بالغربة في شارع جامعة الدول العربية أو في مولات مدينة نصر والسادس من أكتوبر.. لكن في شرم الوضع مختلف، ستشعر كأنها مدينتك الأصلية، وأن سكنك الموجود في البطاقة هو الاستثناء!.

3- شرم الشيخ هي المكان الثاني في مصر، بعد خان الخليلي، الذي يحتفظ بهويته الخاصة (الهوية البدوية). مقاهي خليج نعمة.. الاستراحات داخل الفنادق.. أساس وتصميمات بعض القرى السياحية.. رحلات السفاري.. محلات الهدايا والتذكارات.. كل هذا يعكس في انسيابية تامة هوية عروبية بدوية صادقة.
وبلا افتعال أو تكلّف، يصير الإخلاص للهوية هو ذاته أحد أهم عوامل الجذب السياحي.

4- شرم هي جزء من سيناء، قابع عند مدخل خليج العقبة، شمال شرق رأس محمد (رأس المثلث السيناوي)؛ كونها جزء من هذا الوجود السيناوي يعطيها بعدًا روحانيًا ومذاقيًا خاصًا، وهذه مسائل (القلوب أئمة فيها)،
بمجرد العبور من نفق "الشهيد أحمد حمدي" ودخول أرض الفيروز، سيتملكك (سيجتاحك) شعور بالرهبة (غير الموحشة) وسيلازمك طوال الطريق الذي يستغرق تقريبًا أربع ساعات حتى الوصول، قد لا تنجح في ترجمة هذا الشعور إن لم تكن من أهل تعبير (تفسير) المشاعر، ولكنه حقيقي جدًا وصادق جدًا، ومرتبط بما للمكان من قدسية متراكمة، اُكتسب قدر معتبرًا منها بالدماء الطاهرة التي سالت على أرضها في حروب التحرير منذ زمن "أحمس" وحتى العصر الحديث.

5- الصداقة المصرية الروسية، التي كنت أسمع عنها وأطرب لحواديتها، قبل الذهاب، وجدت تطبيقًا لها هناك. السياح أغلبهم روس ومن متوسطي الدخول، إلى جانب أعدادًا من الطليان (الأقرب للطبيعة الشرقية) والألمان.

كون السياح أغلبهم روس، يؤكد أن المدينة تنتقي زبائنها، وليست مستباحة، وتعرف من تصادق ومن تعادي.. تخيّل !. حتى لو أرجع الأمر أحبابنا من المحللين الاقتصاديين لأسباب مادية ومناخية.. فإن هذا لا يعنيني، المهم أن المدينة التي أفضلها، لا يشاركني فيها سوى هؤلاء الذين دعم قادتهم بلادي في بناء مئات المصانع وفي تشييد السد العالي وفي حروب التحرير منذ 56 وحتى أكتوبر 73 .

6- لو أردت أن تضع للمدينة عنوان فهو "الخصوصية"، لا أحد يتطفل على أحد، ولا فرصة من الأساس لأحد حتى يفرض نفسه على أحد، كل يغني على ليلاه، ويتحاشى تماما أن يفسد ليلى غيره.
تسلطن، وتأمل، وذق، وارتقِ، فانت راهب هناك في عزلتك التامة، وكل من حولك أشباح يدعمون سعادتك وعزلتك في الآن ذاته، في تجربة فريدة نادرة التكرار.

إذن هي مدينة خالية من العيوب؟

لا.. فيها عيب واحد وهي أنها مرشحة بجدارة لتصير إدمانًا، وشخصيًا كلما عدت من رحلة، أفكر في الوقت الذي أعود فيه إلى هناك مرة ثانية، وتستهلكني مسألة البحث في الفنادق وعروضها لدرجة أن تصير عادة إدمان يومية، لبعض الوقت، وحتى يزول مفعول السحر "الشرماوي"، وانتبه لواقع مادي يفرض التريث قبل الإقدام مرة ثانية.

* في وقت لا حق قد أحكي عن تفاصيل الرحلة، والبهجة التي تصحبك في الطريق رغم طوله، وجمال مشهد البحر الذي يرافقك بعد دخول سيناء والاتجاه جنوبًا وحتى الوصول (خاصة إن كنت في جهة اليمين من الحافلة)، وهواء الفجر اللطيف الذي يلطشك في الاستراحات ويثير حماستك للشاطيء، ومحطة الوصول و"التاكسي" الذي يقلك إلى النزل قاطعًا شارع السلام (أهم شوارع المدينة)، ولحظة البهجة والاندهاش التي تسيطر عليك عند دخولك الفندق أو المنتجع السياحي ومشاهدة الغرف وحمامات السباحة والمساحات الخضراء (نصيحة، لا تكرروا الذهاب إلى نفس الفندق مرتين، حتى لا تفوتوا هذه اللحظة!).

وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي