الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيح يولد مرة اخرى في فلسطين

عرفات البرغوثي

2015 / 11 / 8
الادب والفن



من اهداف الثورة الحقيقية بناء مجتمع انساني على انقاض المجتمع الرجعي الظالم والمتخلف ..
مجتمع تسوده كل القيم المثالية القادرة على اعطاء الانسان قيمته الفعلية بين كائنات الارض وتلبي حاجاته دون اضطهاد او ظلم او استغلال ...
ولان الثورة بحد ذاتها قيمة اخلاقية ، فمن غير الممكن ان يخوضها الا من تتجلى في نفسه كل المعاني والقيم الانسانية النبيلة . واهمها نكران الذات في سبيل المجموع .. والاستعداد العالي للتضحية النابع من الحب العميق للأنسانية وقيمها النبيلة .
اذن فالحب لدى الثوري هو المحرك الكامن في وجدانه ليستمر وهو المقياس الفعلي لمدى ثوريته حيث يرفض الانتهازية ، ويرفض اللعب على الاوتار ليكن صادقا مع ذاته ومع ثورته .
الحديث عن الثورة وانسانيتها كان دائما مرتبطا باشخاص كثر ضربوا عمليا اجمل صفات الثوري الحقيقي فكانوا قوة المثال العليا لكل من عاشرهم وسمع عنهم او قرأ .
والحديث هنا بالتحديد عن نموذجين فلسطينيين جمعتهما الثورة بكل انسانيتها وكانوا نعم الثوار ... رائد نزال القائد الشهيد . وصلاح العلي القائد الاسير . وبينهما المراة شيرين شقيقة رائد وزوجة صلاح و " مسيحها " الطفل علي .
لم تلتقي شيرين بصلاح كما يلتقي الازواج ، فهو المناضل الذي يقبع في الاسر منذ عشرة اعوام ، ارتبط فيها من خلف القضبان ، وتزوجا من بعد . فنسجت بينهما رسائل الاسر والمحادثات الهاتفية المنتزعة رغم انف السجان اصدق مشاعر الحب وانبلها . لتثمر طفلا يحمل الراية ويعلن صرخة الحرية بوجه كل طغاة الارض : " بان خسئتم ان توقفوا قلوبنا عن الحب لاننا شعب يحمل بين ضلوعه قلوبا تنبض عشقا بانتظار المستقبل " .
ولد علي بنطفة والده التي هربها من داخل اسوار السجن ، وحملته شيرين حبا لتسعة اشهر . كانت فيها كلما دخلت المحراب على شقيقها الشهيد رائد وجدت عنده رزقا يعينها على الاستمرار في حملها . وكان يرمقها من بعيد ويقول لها واصلي يا أخية واحضني مسيحنا بكل ما لديك من حب وقوة ، فهو يسوعنا المخلص . هو وكل اترابه ممن ولدوا بهذا الحب سياتي يوم لينتزعوا من السماء جنتها ويقيموها على ارضنا الطيبة . ولد علي صلاح العلي كما ولد المسيح فأمه العذراء وابوه في غياهب السجون لعيدوا نسج الاسطورة الفلسطينية المتجددة كالفينيق . الاسطورة الفلسطينية الساعية دوما نحو الانسانية والمتجذرة في الارض كما اشجار الزيتون في جبال رام الله ورائحة البرتقال في قلقيلية . ولكن علي هذه المرة لن يحمل صليبه في درب الآلام ولن ترجم امه ، بل سيحملون شعبا كاملا الى الخلاص ويعلقون على الصليب كل الحقد والعنصرية والاحتلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي : فيلم -البحر البعيد- للمخرج المغربي سع


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعات وفاته




.. من المسرح لعش الزوجية.. مسرحيات جمعت سمير غانم ودلال عبد الع


.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله




.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك