الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استدراكات ... 3 أقاصيص

صلاح زنكنه

2015 / 11 / 8
الادب والفن


ماذا نفعل ؟

الأموات آباؤنا وأمهاتنا وأخوتنا وأعمامنا وأخواننا وأصدقاؤنا وأبناء وبنات الأعمام
والأخوال والخالات والعمات .
الأموات أولئك الأحبة الأعزاء الذين أفتقدناهم فيما مضى عادوا الينا ليقيموا بين ظهرانينا .
زحفوا من المقابر زرافات زرافات وملأوا البيوت والمطاعم والفنادق والبارات
والشوارع والساحات العامة حدثونا عما لاقوه من اهوال في العالم الاخر وكيف انهم اضربوا عن الموت واغتالوا عزرائيل ودمروا هاديس وفروا الينا .
ها هم يشاركوننا افرحنا واتراحنا ويقاسموننا رغيف الخبز وينامون في اسرتنا ويستعملون أشياءنا أبتداءً من ... وانتهاءً بفرش الاسنان .
ماذا تفعل ازاء الاموات احبتنا وهم يتكاثرون شيئا فشيئا ويجردوننا نحن الاحياء
من كل مانملك ونحب ويقذفوننا في المقابر حيث العتمة والسكون والاشباح والجان
........... ترى ماذا نفعل ؟؟
1992

نشيج ليلي

ليل قاتم , داكن , ليل ثقيل يعانق صمتا مبللا برهبة حبلى بالأوجاع والأحتمالات المريبة .
ليل ساكن سكون القبور , لا نأمة ولا خشخشة ولا صرير
ليل قاحل كالقيامة الكبرى , لكن دون صراخ أو أنين أو عويل
ليل مكلكل منذ زمن سحيق , وأنا وحدي أهيم في صحراء ذاكرتي الخربة وأجتر تهويماتها وأتوهم وقع أقدام وهمسا وأشباح رجال شرسين
يدهمون عزلة ليلي السرمدي في أية لحظة غاضبين مزمجرين مهددين .
يا ليل أيها الهرم الممزوج بهسيس أنفاسي وطقطة عظامي وفحيح الجلادين
متى تنجلي وتنقشع غلالتك السوداء .
يا ليل لقد زحفت على ركبتيّ وبلت على ثيابي وأمتلأ جسدي بالدمامل والقروح وأكتست لحيتي بالبياض وصدئت مفاصلي وبدأت أخور ............
...... متى الخلاص ؟؟؟
1989

احتجاج

الكروش الكبيرة المتهدلة ولجت أخر مطعم في المدينة وطلبت ما لذ لها وطاب
من كبة وكباب ودجاج ولحم ورز وخبز وخضار وسلطات , ألتهمتها في الحال ولم تشبع .
أحد الكروش نادى النادل وأوصاه .
_ أريد كبدا .
قال الآخر .. أريد قلبا .
وقال الثالث .. أريد كلى .
الا أن النادل أعتذر .. لايوجد .
أستل الكرش الرابع سكينه وبقر بطن النادل وأخرجوا أحشاءه وأقتسموها ولم يشبعوا .....
ولما كانوا جد جائعين أكلوا الموائد والأواني والشوكات والسكاكين والكؤوس والكراسي و و و
حتى أوقفهم مدير المطعم مستاءً من شراهتم .
لكنهم مزقوه اربا اربا وابتلعوه .
في المقهى المقابل للمطعم كانت ثمة رؤوس صلعاء , ترتشف الشاي وتلعب النرد
وترقب المشهد ببلاهة , فخيل للكروش أنها مجرد كرات ملساء , لذا أخذتها ودحرجتها وتقاذفتها يمينا ويسارا وراحت تتبارى بها .....
ولما أحسًت بالتخمة والأنتفاخ ولجت دورة المياه, وهناك رمت الرؤوس التي تنقعت
وتشربت بالأمونيا لتمارس احتجاجها بسرية تامة
خربشة على جدار ... ت , س , ق , ط
1992








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان فضيل يتحدث عن جديد أعماله في صباح العر


.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال




.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا