الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك [ الحلقة الثانية والثلاثون ] الطريق الى مقتل السادات

محمود جابر

2015 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



فى البداية اعتذر لكل المتابعين لهذه السلسلة من كتابى انى تأخرت فى نشر هذه الحلقة ولكن اعدكم بعدم الانقطاع



التحالفـات الوهابيـة والطريـق إلـى مقتـل السـادات:

بعـد تكويـن مجلـس شـورى الـ11 الذى ضم جماعة الجهاد والجماعة الإسلاميـة، ونتيجة لعمليات لممارسات العنف المجتمعي الذي كانت تقوده الجماعة في أسيوط والمنيا وغيرها صدر قرار بالقبض على 12 شخـص من قيـادات الجماعـة من بينهم كرم مما اضطرهم للهرب.
كـان محمد عبد السلام يرى أهمية الإسراع في اغتيال السادات وجرى اجتماع موسع في بنى سويف تحت غطـاء ندوة لمحاربة التكفيـر.
تولى الدعوة للاجتماع محمد سعد من قادة العمل الإسلامـي السلفي في بنى سويف و ذلك بإيعاز من محمد عبد السلام, واستضاف محمد سعد الاجتماع في مسكن أحد أتباعه في بنى سويف, وكان الغرض الحقيقي للاجتماع أن يعرض محمد عبد السلام تصوره لإقامة الدولة الإسلامية عبر الانقلاب العسكري ويطلب من الحاضرين تأييد هذا التصور ودعمه بالمال والرجال, وقد دعي محمد سعد لهذا الاجتماع قادة من السلفيين منهم محمد مصطفى الدبيسى ومحمد أحمد إسماعيل المقدم وغيرهما كما دعي أسامة عبد العظيم ولم يحضر, كما دعي بعضا من قادة الإخوان فحضر بعضهم, كما حضر عدد من قادة الجهاد على رأسهم محمد عبد السلام والدكتور عمر عبد الرحمن, وكان محمد سعد بمثابة شاهد ووسيط لأنه لم يكن حينئذ عضوا في تنظيم الجهاد حسب إحدى الروايات.
ورفض بعض الحاضرين ما طرحه محمد عبد السلام وكان على رأس الرافضين قادة الإخوان المسلمين, كما تريث بعض السلفيين وطلبوا فتوى مباشرة ومحددة بشأن هذا التصور من عدد من العلماء حددوهم حينئذ وكان من ضمن العلماء الذين حددوهم طالبين فتاوى منهم بالموافقة على هذا التصور الشيخ محمد ناصر الدين الألباني و-الشيخ- عبد العزيز بن باز.
وهكذا سعى محمد عبد السلام بكل دأب للإسراع بالإطاحة بالرئيس السادات و إقامة دولة إسلامية وفق تصوره ويمكن تصور حجم نشاط محمد عبد السلام إذا علمنا أن النتيجة كانت ارتباط كل المجموعات الجهادية التي كانت موجودة بمصر حينئذ بتنظيم محمد عبد السلام برابطة ما, إما التنسيق أو التعاون أو الاندماج أو التعاهد على الاندماج ونحو ذلك من الاتفاقات
لكن الأيام جرت بما لم يكن يتوقعه محمد عبد السلام نفسه، فسرعان ما دبت الخلافات بينه وبين الجماعة الإسلامية, فتحولت العلاقة من اندماج كامل إلى تعاون ومعاهدة على الاندماج عندما يحين وقت القيام بالانقلاب.
ولم يكد محمد عبد السلام يفيق من هذه الخلافات حتى باغتته قرارت 5 سبتمبر1981م و كان محمد نفسه مطلوبا للاعتقال فيها لكنه نجح في الهروب من أجهزة الأمن, و في نفس الوقت كانت قوائم الاعتقال تتضمن أغلب أعضاء مجلس شورى الجماعة الإسلامية لكنهم هربوا ولم يعتقل منهم سوى طلعت فؤاد قاسم.
توجه عدد كبير من مجلس شورى الجماعة الإسلامية إلى القاهرة وسعوا لمقابلة محمد عبد السلام و أركان قيادته, و في الاجتماع ألح قادة الجماعة الإسلامية على أهمية أن يتحرك تنظيم الجهاد بسرعة و يباشر القتال ما دام السادات بدأ بضرب الحركة الإسلامية عبر قرارات التحفظ (اشتهرت فيما بعد بقرارات 5 سبتمبر1981م) وحذروا تنظيم الجهاد من أن يقع فيما وقع فيه الإخوان المسلمون عندما ترددوا في استخدام القوة ضد عبد الناصر مما أفسح المجال لعبد الناصر للبطش بهم, وفي الواقع أن هذه الفكرة كانت الفكرة السائدة لدى تيار الجهاد و كان محمد عبد السلام نفسه هو الذي رددها كثيرا من قبل على أسماع قادة الجماعة الإسلامية, فحينئذ لم يكن أحد من الجهاد ينتقد الإخوان في شئ ذي بال غير هذا.
وكان محمد عبد السلام غائبا عن هذا الاجتماع لأسباب أمنية لكن حضره عبود وطارق الزمر وصالح جاهين وغيرهم من أركان القيادة لدى محمد عبد السلام, و قد وعد الجهاديون قادة الجماعة الإسلامية خيرا لكن أرجئوا القرار النهائي لوقت لاحق و إن كانوا أشاروا لملامح القرار التي تلخصت في شن حملة اغتيالات واسعة النطاق لرؤوس الحكم في البلاد تشمل فيما تشمل السادات نفسه, وتقرر في الاجتماع أن يقيم أسامة حافظ بالقاهرة ليكون حلقة الوصل بين الجهاد و الجماعة الإسلامية التي كان قادتها يعيشون هاربين في الصعيد, وانفض الاجتماع على ذلك في مساء 25 سبتمبر 1981م.
في نفس الوقت الذي عقد فيه الاجتماع بمقر تابع لصالح جاهين بقرية صفط اللبن بمحافظة الجيزة داهمت ثلاث حملات من قوات الأمن ثلاث مقرات هامة لتنظيم الجهاد بالجيزة أحدها كان المقر المقرر لعقد الاجتماع المذكور و الثاني منزل عبود الزمر نفسه و ذلك بالمخالفة للقانون الذي يمنع تفتيش أي شئ تابع لضابط المخابرات الحربية إلا بواسطة المخابرات الحربية نفسها, و كان خبر انطلاق الحملات قد وصل لتنظيم الجهاد قبيل انطلاقها بخمس دقائق فاكتفوا بتغيير مكان الاجتماع و تشديد إجراءات التأمين له.
وبعد الاجتماع علم قادة الجهاد بانكشاف أمر التنظيم للأمن فجرت عملية انتشار واسعة (هروب منظم) مما قطع صلتهم بأسامة حافظ و من ثم بمجموعة الجماعة الإسلامية برمتها.
وخلال أيام قرر محمد عبد السلام إغتيال السادات عبر عدد من ضباط الجيش التابعين له و استقر الأمر على قيام خالد الإسلامبولى بها على الوجه المشهور والمعروف عن العملية, و فى البداية عارض عبود وعدد من قادة الجهاد (على رأسهم المهندس أحمد سلامة مبروك) العملية لكن محمد عبد السلام الرجل الأقوى في التنظيم قرر المضي في العملية فتمت.
كانت معارضة عبود لأسباب تكتيكية أما معارضة أحمد سلامة فكانت لأسباب إستراتيجية, حيث كان يرى عدم الصدام مطلقا مع الحكومة في هذه المرحلة و كان يصر على تهريب جميع قادة وعناصر التنظيم الذين تم كشفهم، خارج البلاد بينما يكمل الباقون العمل بهدوء دون صدام لحين لحظة استكمال الإمكانيات الكاملة و الاستيلاء الشامل على مقاليد الحكم.
نجحت عملية اغتيال السادات وفشلت العمليات الأخرى التي كان مقررا لها أن تتم بالمواكبة معها و كذا التي كان مقررا لها أن تتبعها, وتساقط أعضاء و قادة التنظيم المسلح، الواحد تلو الأخر و كان سهلا على الأمن أن يجهز على التنظيم في أسابيع محدودة بمجرد أن أمسك بطرف أول خيط بسبب الضعف الشديد في الإجراءات الأمنية لدى التنظيم !!
ولم يكن قادة الجماعة الإسلامية الهاربين بالصعيد على علم بالهزائم التي يلقاها حلفاؤهم من قادة الجهاد فى القاهرة و سائر محافظات مصر خارج الصعيد بسبب انقطاع الاتصال بين حلقة وصلهم (أسامة حافظ) وبين قادة الجهاد بمصر, ومن ثم أصاب صقورهم (كرم زهدى وعلى الشريف) نوبة من الحماس الشديد إثر سماعهم بخبر نجاح عملية اغتيال السادات من وسائل الإعلام, و مارس كرم زهدى وعلى الشريف إرهابا فكريا و كلاميا على بقية أعضاء مجلس الشورى حتى أرغماهم على الموافقة على القيام بأحداث أسيوط المشهورة في فجر أول أيام عيد الأضحى حيث هاجموا مديرية أمن أسيوط و مراكز الشرطة وفرق الأمن (الأمن الداخلى) وإنهارت منظومة الشرطة مما دعى لتدخل قوات المظلات والكوماندوز التابعين للجيش وتخليص المدينة من سيطرة الجماعة الإسلامية و القبض على قادة وأعضاء الجماعة الإسلامية خلال ثلاثة أيام من الصدام المسلح!!
و لم يعلم عبود الزمر وقادة الجهاد بأمر أحداث أسيوط إلا من إذاعة مونت كارلو!!
وهكذا أجتمع جميع قادة الجهاد و الجماعة الإسلامية مرة أخرى لكن كان مقر الاجتماع هذه المرة في السجن, وكان معهم معظم أعضاء الجماعتين.
في بداية مرحلة السجن كان الجميع من أعضاء وقادة الجماعة الإسلامية والجهاد مشغولين بالتحقيقات و المحاكمات لكنهم بعد مرور عدة شهور عليهم في السجن تم نقل مقدم المخابرات الحربية السابق عبود الزمر ورائد المدرعات السابق عصام القمري من السجن الحربي إلى سجن ليمان طرة حيث كان يقبع عدد من قادة كل الجماعة الإسلامية و الجهاد, و لم يكن يدور في خلد أحد منهم حينئذ أي تصور مستقبلي لعمل جماعي داخل أو خارج السجن كما لم يسع أي منهم حتى ذلك الوقت للقيام بأي عمل تنظيمي داخل السجن.
وكانت حالة قادة الجهاد والجماعة الإسلامية حينئذ مختلفة عن حالة كل من عبود الزمر وعصام القمري, فالأخيران قد تورطا وهما في السجن الحربي في تدبير محاولة للهروب من السجن والقيام بانقلاب عسكري يعقب هروبهما من السجن, وقد اتصلا لهذا الغرض بمجموعة من قادة الجهاد والجماعة الإسلامية الهاربين كانوا قد نظموا أنفسهم بمساعدة عبود الزمر و عصام القمري, وكان على رأس هذا التنظيم الهارب عديدين من أشهرهم رفاعي طه و منتصر الزيات وصلاح عبد القادر ومجدي سالم وعادل عبد المجيد وهاني السباعي وغيرهم.
وعندما تم نقل عبود والقمري إلى سجن ليمان طرة سعى الاثنان إلى دمج وتوحيد تنظيم قادة الجماعة الإسلامية و الجهاد في جماعة واحدة تحت ذريعة الإعداد لمواجهة المحاكمة التي عرفت إعلاميا في ذلك الوقت باسم محاكمة الجهاد الكبرى والتي كان من المزمع أن يقدم لها 302 من القادة و الأعضاء النشيطين في كل من تنظيمي الجهاد و الجماعة الإسلامية.


الحلقة السابقة : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=450285








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف