الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجفية العبادي وكربلائية المالكي ! العمامة المؤقتة ام الحليف الدولي الدائم ؟

علي طالب الملا

2015 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


منذ احتلال العراق وايران تتعامل مع الاحزاب السياسية الشيعية التقليدية من جهة ومع المليشيات الشيعية المسلحة من جهة اخرى وبشكل متوازن دون رجحان كفة طرف على الطرف الاخر. واصبح المالكي بعد ترأسه رئاسة الوزراء يمثل حلقة الوصل المتجانسة بين ما هو سياسي وما هو عسكري في تحقيق المصالح الايرانية في العراق.

ورغم نجاح الاحزاب الشيعية في استبعاد المالكي عن رئاسة الوزراء في العراق الا ان دخول داعش كعامل مهدد في العراق، وعدم وجود جيش قوي لصده، دفع بهذه المليشيات الشيعية لان تكون فرس الرهان الوحيد لايران، مما يجعلها مصدر قلق مستقبلي للاحزاب الشيعية المشاركة في العملية السياسية. فمحاولات حيدر العبادي الخجولة لضمها ضمن تشكيلات المؤسسة العسكرية وموقف هذه المليشيات الرافض لذلك، واصرارها على المشاركة في عمليات تحرير المدن من داعش بشكل مستقل عن الجيش، تشير الى ان العلاقة بين الطرفين مرشحة للمزيد من التوتر خاصة باستمرار الدعم الايراني لها.

هذا الوضع يجعل من احتمالية الصراع بين هذه الاطراف مستقبلا احتمالية واردة ولكن بمعطيات تختلف والاصوات البرلمانية والانتهازية التي ترفع من وتيرة " التزلف " لمن هو على الارض جعل " خطوط حمراء " للمس في مستحقات ومتطلبات وحيثيات هذه المليشيات ، والحالة التي سجلت لحيدر العبادي يستمد شعبيته من نفس الشارع الذي تحاول المليشيات الشيعية كسبه وهو الشارع الشيعي، ويمتلك علاقات مركبة مع ايران واميركا، وأي مواجهة مباشرة مع هذه المليشيات ستفقده شعبيته بشكل كامل، مما يصعب عليه الاستنجاد باميركا او الدول العربية للسيطرة على هذه المليشيات التي تحولت الى كيان مدعوم حكوميا من ناحية الاستحقاق والامتياز ولكنه لا يقدم لها اي فروض طاعة بما في ذلك جزئية الاحترام الشكلي .

وعندما يفكر ان يستعيد العبادي واحزاب التحالف الوطني الاخرى السيطرة على الاوضاع السياسية بعد طرد داعش، ينبغي عليهم التحرك في خطين. الاول، الاستمرار في محاولة استيعاب هذه المليشيات ضمن المؤسسة العسكرية. والثاني، اقصاء الطرف السياسي الداعم لهم في العملية السياسية وهو المالكي، وفي تصوري ان هذا الامر ممكن بدرجه كبيرة خاصة بعد فتح ملف سقوط الموصل والدلائل التي تشير الى تورط المالكي بشخصه في هذه المؤامرة.

الخط الثالث، في حالة عدم انصياع هذه المليشيات لتوجيهات العبادي فيمكن التعامل معها انذاك كمليشيات خارجة عن القانون ودفع التحالف الاميركي الغربي لمحاربتها دون ان تكون لايران قدرة الدفاع عنها او منع محاربتها، وهذا ما جعل لقادة هذه المليشيات التحرك وفق مساحة الخلاف " النفسي " بين العبادي والمالكي " بما ان قيس الخزعلي تداول الامور مع المالكي الذي توجه الى " معقلة العائلي " كربلاء مستندا بوعود وراحة بال مؤقتة قدمها لة الخزعلي دون تردد مقابل دور خفي " للعصائر " سوف يتم البدء به خلال المقبلة وبإسناد من تبقى للمالكي من خطوط دفاع وهجوم في المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية .فان حيدر العبادي اختصر المسافات دون اي تحفظ وتوجه الى النجف لعكس " امتعاضة " من تحالف " المالكي - الخزعلي " ليعلن من النجف عن تحالف مضاد مع الخصم الروحي والشخصي للمالكي والخزعلي " مقتدى الصدر " الذي لدية " طلبات مؤجلة وجديدة تعزز سطوة رجال " التيار الصدري " في الحكومة وفي المؤسسات التي تم اعادة العمل بها وفق المعطيات التي تحسست ضعف الدولة وعدم قدرتها على لجم اي نشاط خارج قناعتها . وغلف العبادي نشاطة النجفي بزيارات " صورية " لمراجع دينية لا تشكل اي رقم يذكر في " سلم أوليات " الشارع المنقسم على نفسه اصلا وذلك لرش الرماد في عيون من يتوقع ردة فعلة في بغداد من مقربين ومبغظين ! . هنا أصبحت الحاجة الملحة في الحفاظ على حليف ستراتيجي دائمي بدل التضحية به من اجل حليف مسلح مؤقت اكثر ما يؤرق العبادي ومناصرية الذين لايمتلكون اي سطوة غير قوة " المنصب " الذي قبل به العبادي وهو يعلم جيدا بان الامور العامة في البلد لا يمكن ان يجعل منها لا هو ولا غيرة قابلة للتعاطي بسبب سطوة المليشيات التي سلبت إرادة الشارع بقوة السلاح وعززت تواجدها في كل مفاصل الدولة بل هي القوة الضاربة التي تحمي " سراق المال العام " بل فتحت لها لجان ومحاكم وسجون وعنوانين امنية اجبرت الكثير من الناس الى اللجوء الى تلك المسميات التي ابتدعها قادة تلك الفصائل وعن قصد معلوم وهو أضعاف هيبة الدولة والغاء ثقة المواطن بها وتعزز تواجد من يقف وراء تلك المليشيات اقليما بدءت في العراق وخط نهايتها لا يعلم به حتى الذي يتعامل معهم .والحليف السيتراتجي الدائم له مسببات وأوقات ومتطلبات ان وفرها العبادي دون تردد وان مصدر الشك يعتلي الموقف ، لكن ان توصل الى تفاهم مع حليف دولي قوي مهتم بالتواجد في العراق سوف يضحي بالكثير من الأشياء المهمة وقد يصل الامر التضحية بحياتة باعتبار " تاريخ الكرسي الرئاسي " في العراق يسمح للجميع بناء فكرة مبسطة بان " الدم " سيد الموقف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا