الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخبار السويد الحزينة

كاظم الموسوي

2015 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تناقلت وكالات الانباء اخبارا حزينة من السويد، تتحدث عن عودة موجات الكراهية والعنصرية. وتفشيها من جديد والآن، في هذه الاوقات الملغمة والمتوترة على مختلف الصعد، ولاسيما اثارها المباشرة على المجتمع السويدي، المعروف بسلميته وفائض الحرية لديه وحبه الاستقرار والهدوء والتضامن مع المضطهدين في البلدان الاخرى، والمتعاون مع نضال الشعوب وحركات التحرر الوطني، والمعترف بقضاياها العادلة والمشروعة، لاسيما قضية شعب فلسطين، رسميا وشعبيا.
موجات الكراهية والعنصرية تشتد في اغلب البلدان الاوروبية خصوصا عندما تتفاقم الازمات الاقتصادية ويتسع التمايز الاجتماعي والاقتصادي، وتستغلها القوى العنصرية والنازية المدعومة من القوى الاستعمارية والصهيونية والمعادية لسياسات الاستقلال والحرية ودعم الديمقراطية في البلدان والشعوب المناضلة من اجلها والمضحية في سبيلها. وإذ تعود اخبارها ومن السويد بالذات في هذه الظروف المعقدة اشارة الى تداخل مخططات كثيرة لحرف الانظار عن القضايا الاساسية في النضال الدولي ضد العنصرية والفقر والاحتلال والحروب ومساهمة الحكومات الغربية الاستعمارية في اشعالها وترويج شركات اسلحتها واستخدام المتخادمين معها في الدول الاخرى لذلك بشكل مفضوح ومعلن من قبلها او من دوائرها المساهمة في هذه الجرائم والانتهاكات الصارخة. وهذه الموجات المهينة للإنسانية والكرامة البشرية تعبر عن تلوث القائمين بها بما هو اخطر من اعمالها واشر من تحركاتها، وما هي إلا اشارات عن تدهور اخلاقي واجتماعي واقتصادي وتحريض عدواني منبوذ.
ورد في الاخبار التي انتشرت من السويد مؤخرا، ان مدينة ترولهتان Trollhä-;-ttan استيقظت يوم 22/10/2015 في حزن عميق، حيث شهدت إحدى مدارسها أعمال عنف لم تشهدها مدرسة سويدية في العصر الحديث. ثلاثة قتلى، بينهم مرتكب الجريمة البالغ من العمر واحدا وعشرين عاما. الضحية الاولى كان المعلم فيها، شاب عراقي في العشرين من عمره دافع عن الطلاب وأراد إزالة قناع القاتل، والضحية الاخرى طالب من الصومال.. وصفت تقارير الشرطة الحادث بالصدمة. "قام به أحد الأشخاص الملثمين مستخدما سيفا في مدرسة Kronan ببلدية ترولهتان مسفرا عن وفاة شخصين وإصابة شخصين آخرين بجروح بليغة، كما أصيب مرتكب الجريمة بعد إطلاق الشرطة النار عليه".
اضطرت الشرطة لذلك، وتم نقله على الفور إلى المستشفى. وأعلن عن وفاته بعد يومين.(حسب تقارير الشرطة السويدية).
تحدث عدد من شهود العيان من طلاب المدرسة لوسائل الإعلام السويدية أنهم اعتقدوا في بداية الأمر أن القاتل يحاول المزاح مع الطلاب من خلال التنكر بملابس عيد الهالويين، قبل أن يكتشفوا أنه في الحقيقة يحاول إيذائهم.
صرح قائد إدارة الشرطة في ترولهتان نيكلاس هالغرين في تعليق لقسم الأخبار في راديو السويد، بأن هذه الجريمة كانت جريمة كراهية، بدوافع عنصرية، قائلا: "نحن مقتنعون بأنه كان لمرتكب الجريمة دوافع عنصرية. استنتجنا هذا الشيء بناءً على ما وجدناه في شقته، وأيضاً على اختياره لضحاياه".
كما طالب وزير التعليم، غوستاف فريدولين، من حزب البيئة، في حديث أجراه راديو السويد معه، الشعب السويدي، بجميع مكوناته، أن يتوحد في وجه العنصرية: "تذكرنا هذه الجريمة بأن العنصرية تجتاح السويد أكثر فأكثر. لا يريد أحد منا رؤية هكذا تطورات في وطننا. لهذا، فيجب علينا التدخل المبكر لاستئصال الجذور التي تهيئ لإمكانية دخول الشباب في صفوف التنظيمات العنصرية المتشددة".
ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر ورئيس الوزراء ستيفان لوفين عبّرا عن ألمهما لوقوع الحادث المأساوي. وصف لوفين ما جرى باليوم الاسود بالنسبة للسويد، مشيرا فيما يتعلق بالمتضررين، "انني احس بما يشعرون به، وسنقوم بتقديم ما يلزم القيام به من مساعدة". وفي بيان صحفي على صفحة الحكومة على الانترنيت كتب رئيس الوزراء، افكاري مع ضحايا الهجوم وعائلاتهم والتلاميذ والعاملين، وكل المجتمع الذي اصابه (هذا الحادث)". وقام مباشرة رئيس الوزراء بزيارة مدينة ترولهتان للوقوف على تبعات الحادث. جاء ذلك في خبر على صفحة البرلمان على تويتر، حيث تم الغاء جلسة برلمانية كان من المقرر ان تكون بحضوره.
في بيان صحفي قال الملك: "ان هذا يعتبر صدمة للسويد. وبحزن بالغ تلقينا انا وعائلتي خبر الاحداث في ترولهتان. افكارنا مع المتضررين وعائلاتهم، الى الضحايا الذين يعالجون وهم في حالة حرجة، وكذلك الى التلاميذ والعاملين في المدرسة الذين هم بحاجة الى كافة اشكال الدعم".
لم تكن هذه الحوادث منفردة ولا جديدة في اوروبا، ولاسيما الان بعد سيول اللجوء العاتية اليها من كل حدودها، وردات الفعل تظهر بأشكال مختلفة، ومنها للإساءة وتشويه الصور الانسانية وتخريب العلاقات والقيم الحضارية. يظهر ذلك جملة احداث متفرقة، ولكنها متعمدة او مستهدفة من بينها سلسلة حرائق في مراكز ايواء للاجئين، تشهدها السويد التي يتدفق اليها كل اسبوع آلاف من طالبي اللجوء، وغيرها ايضا.
فمنذ الاول من كانون الثاني/ يناير هذا العام تم احصاء نحو 15 حريقا في كامل السويد قضت بالكامل او الحقت اضرارا كبيرة بمراكز استقبال وشقق يعيش فيها مهاجرون. منها مثلا حريق في مدينة مونكيدال المعروفة عادة بهدوئها والتي يسكنها عشرة الاف نسمة في جنوب غرب السويد. ولم تسجل اية اصابة خطرة جراء السنة النار بين المقيمين الـ14 حتى وان كان بعضهم اصيب باختناق جراء تنشق الدخان. وقد اعيد اسكانهم بسرعة.
وتعترف الجهات المسؤولة عن وجود نوايا اجرامية في نحو عشر حالات منها. الامر الذي يؤشر الى مصادرها وأهدافها ومروجيها او داعميها. وهي ليست حالات عابرة بالتأكيد، ولكنها حالات تعبر عن اتجاهات ودوافع وضغوط مختلفة الاسباب، ولكنها لا تخلو من اعمال موجهة ودفع مقصود لأسباب كثيرة، ابرزها العنصرية والكراهية والتمييز.
في هذا الصدد، عبرت وزيرة الخارجية مارغوت فالستروم عن غضبها في تغريدة على تويتر كتبت فيها "ان بلدا متحضرا وإنسانيا مثل السويد لا يمكن ان يقبل بان تكون مراكز ايواء لطالبي اللجوء ضحية المصابين بهوس الحرائق".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يستطيع بايدن ان يجذب الناخبين مرة اخرى؟


.. القصف الإسرائيلي يدمر بلدة كفر حمام جنوبي لبنان




.. إيران.. المرشح المحافظ سعيد جليلي يتقدم على منافسيه بعد فرز


.. بعد أدائه -الضغيف-.. مطالبات داخل الحزب الديمقراطي بانسحاب ب




.. إسرائيل تعاقب السلطة الفلسطينية وتوسع استيطانها في الضفة الغ