الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور أفنان القاسم و خلافته الباريسية.

نضال الربضي

2015 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الدكتور أفنان القاسم و خلافته الباريسية.

قرأت ُ مقالي الدكتور أفنان القاسم حول: 1. خلافته التي يريدها لتصحيح أحوال البلدان العربية، و التي ربما تحتاج إلى إعادة ضبط مصنعي أكثر منه تصحيحا ً 2. و رغبته في اقتسام الأردن مع إسرائيل. أتى المقال ليزيد من قناعاتي بانفصال مثقفينا على الواقع و عجزهم عن ملامسة معاناة الناس و تصديهم لحلول مُشبعة لحاجات الشعوب.

أول ُ ما رفع من مستوى خيبة الأمل لديَّ هو استخدام الدكتور أفنان للفظ: الخلافة، للدلالة على مشروعه الحداثى القادم، فهو و إن كان أديبا ً و ناقدا ً واسع الاضطلاع غزير الإنتاج، فرنسي َّ المقام و الهوى إلا إنَّه ُ ما زال َ أسيرا ً لمنظومة ثقافية تبدو آثارهُا واضحة ً عليه و هو يستعير ُ منها أبرز َ ألفاظها كعنوان ٍ لمشروعة و أعني بِه لفظ: الخلافة.

لقد اختار الدكتور ُ القاسم ذات َ الكلمة ِ التي يستخدمها السلفيون التكفيريون من داعش و النصرة و بوكوحرام و أجناد بيت المقدس، و كل هؤلاء المجاميع التي دمرت البلاد و العباد و أهلكت الحرث و النسل و جاءت بالويل و الثبور و عظائم الأمور، و يرتبط ُ اسمها بالسواد و الظلام أينما ذُكرت و كيفما حلَّت، و لم يختر لفظا ً آخر: كجمهورية ٍ مثلا ً و هو البديل ُ الحضاري الغربي للهمجية ِ التي تُمثِّلها استغلالات تلك الكلمة.

كنت ُ سأصفح ُ عن تلك النقطة ِ و أمضي لولا أن الدكتور القاسم يستعير ُ من السلفين ذات َ أسلوبهم الذي يشتهرون به، و هو تسفيه الآخر و تحقيره، ووصمه بأبشع الصفات و أحط ِّ الأوصاف بينما يدَّعون َ أن ما ذلك التحقير سوى توصيف ٍ للواقع يتلألأ ُ بعده ُ الحق و تسطع ُ بعد تمكينهم شموس ُ و أنوار ُ الحقيقة، و في سبيل هذا لا بأس عند السلفين من وصف ِ الناس بالحمير التي تحمل أسفارا ً و الكلاب التي إن تحمل عليها تلهث و إن تتركها تلهث و القردة و الخنازير، و عند الدكتور من وصف الأردنين بالفقر المدقع لدرجة ِ أنهم لا يأكلون سوى مرة واحدة في اليوم، و نوعا ً واحدا ً مُكرَّرا ً، مما يصيبهم بالإسهال و يا عيني شو بسوي الإسهال لو علمتم يا ذوي العقول! فالدكتور صاحب ُ الابتسامة ِ الأنيقة ِ في صورة بروفايله أنيق ٌ أيضا ً في التحقير، يُعطيك َ من عقل ٍ خبيرٍ شتيمة ً ليجود َ عقلُك َ بكُلِّ ما لم يُوصِّف ِ!

هذه السلفية ُ البغيضة ُ التي يرتع مثقفونا فيها مخيفة، فهم أسرى لاستعلائهم الفظيع على الناس، إنهم حين يقدِّمون َ الحلول يجودون بها بالطريقة ِ التي وصفها باولو فرير في كتابه Pedagogy of the Oppressed حين تحدَّث عن السيد الذي يُعطي على شكل ِ مِنَّة ٍ مُنفصلة ٍ انفصالاً تامَّا ً عن واقع معاناة ِ العبيد و المظلومين، إنَّها مِنَّة ُ السيد الذي لا يرى في سيادتِه ِ بأسا ً و لا في عبودية ٍ المظلوم ِ حرجاً فيأتي جودُه ُ غير أصيل، لا يسمن و لا يُغني من جوع، و إن كان الدكتور أفنان هُنا مُدَّعيا ً التحامَه بمعاناة ِ الأردنين.

و قد يظن ُّ القارئ ُ أنني لم أدخل جيداً إلى عُمق ِ مشاريع الخليفة الباريسي و هو يتحدَّث ُ فيما يبدو عن استغلال ِ البوتاس و الفوسفات بطريقة حديثة ناجعة توفر للأردنين الرخاء المستقبلي و تصلح اقتصادهم المتعثِّر، أو أنني أغفلت ُ كلامَه ُ عن الطاقة ِ النووية و خيار ِ استبدال الطاقة ِ المتجدِّدة ِ بها، أو أنني تجاهلت ُ قاصدا ً كلامَه ُ عن أزمة ِ أهلنا الكرام في معان،،،

،،، لكنني في الحقيقة صنعت ُ عكس َ هذا، لقد قرأت ُ مرَّة ً أولى و ثانية و ثالثة و رابعة، لكي أستوعب َ جيَّدا ً مُراده، فرأيت ُ أن الدكتور القاسم لم يخرج عن مطالبات ِ الشعب الأردني جميعه بفئتيه ٍ المُستحدثتين و المُسميتين: الولاء و المعارضة، و هما عندي مُستحدثتان لأنني لا أراهما، فأنا أرى فقط: الأردني، و هو ابن وطني لا أُصنِّفُه ُ و لا أضعُهُ في خانٍة ٍ فهو أكرم ُ عندي من تصنيف و أعلى من خانة بما لا يُقاس. الأردنيون يرون الحلَّ لمشاريع ِ البوتاس و الفوسفات و الطاقة النووية و أزمة أهل معان حلَّا ً داخليا ً لا خارجياً، فنحن ُ نفهم ُ توازنات ِ العشائر الأردنية و تفاهمات العلاقات و القيم غير المكتوبة التي تحكمها، و لدينا من الوعي ما يجعلنا ننظر ُ حولنا إلى دول الجوار ِ من جهة، و إلى العلاقات ِ الدولية من جهة ِ أخرى، لنُذكِّر َ أنفسنا دوما ً أن الخيط َ بين الحماقة ِ و الدمار من جهة، و بين الإصلاح ِ و البناء من جهة ٍ ثانية، هو خيط ٌ رفيع معقود ٌ في عقل ٍ حكيم، فإذا أُخرج َ من ذلك العقل، أو قُتل َ العقل ُ دونه فعندها لا تعود للنوايا الحسنة أيَّة ُ قيمة ٍ على الإطلاق. الطريق إلى جُهنَّم مُعبَّد ٌ بالنوايا الحسنة.

حاولت ُ أن أرى نهاية َ طُرق ِ الحل ِّ الواقعي، و التمنِّي الساذج، و أحلام ِ السريالية ِ السياسية عند الدكتور القاسم، و حدودها، قبل أن يتقاطعوا في شوربة ٍ الخلافة الباريسية، فمنعتني جمل ٌ مثل:

"يفضل الأردنيون الذين أنا كأردني واحد منهم، أن اقتسم الأردن مع إسرائيل كأمر واقع، وأن أكون البديل المرتجى لواقع لم يعد يحتمل"

"ويسرقون السياح (لصوص ألكسندر دوما لصوص صغار دمهم خفيف)، ويمارسون العنف بالسكاكين (الفلسطينيون هنا وهناك واحد ومش من هلأ)"

"لص ما لص يا جلالة الملك نحن لن نحاكمك، لن نطالبك، تعال إلى باريس لتتشرف بمقابلتي كخليفة ألف مرة أهم منك لعاصمتين غزة ومعان، ولننسق سويًا إجراءات رحيلك ورحيل أسرتك، لكني أحذّرك: إياك أن تركب الهيلوكبتر كما هي عادتك وتذهب لتقول كل شيء لنتنياهو"

أذهلني هذا الانفصام ُ غير الودود عن الواقع، إن الدكتور القاسم يعتقد ُ أن ترديد الجمل ُ يُعطيها قيمة ً في ذاتها حتى لو خلت من الحقيقة، بل حتى لو مزَّقت كل مصداقية ٍ ينبغي أن يكون َ حدُّها الأدنى عالي المنسوب في كتابات ٍ رجل ٍ بقدره. أيُّ الأردنين َ من أي عشيرة ٍ يريد ُ أن تقتسم َ الأردن مع إسرائيل يا دكتور؟ نحن ُ لصوص ٌ صغار نسرق ُ السياح؟ و للعلم نحن نفضلُّ في مشاجراتنا استخدام الكلاشينكوف أو مسدس 9 ملم أو البامب أكشن، لا السكين؟ أعذرني قارئ الكريم لاضطراري النزول َ إلى هذا، يبدو إنو هيك مزبطة بدها هيك ختم!

أخي الدكتور أفنان، المُثقَّف ُ لا يكتب ُ فقط من أجل الكتابة و لا يرمي بالأحلام ِ في معرِض ِ الواقِع حينما تكون الأولى مثار َ سُخرية ِ الثانية، لست َ بخليفة ٍ و لن تكون، و الأردنيون لا يريدونك َ، و طريقتك َ في حل ِّ المشاكل بطلبك َ من الملك عبدالله الثاني أن يزور باريسك ليناقش معك شروط رحيله و رحيل أسرتهِ نرجسية ٌ شديدة و كبرياء ٌ قبيح، لا يصدر ُ عن راغب ِ إصلاح ٍ إنَّما عن عاجز ٍ قعيد يُنظِّر ُ لشعب ٍ لا يحتمل ُ هكذا تراهات.

إنني أستعجب ُ أشدَّ العجب ِ من هؤلاء ِ الذين ينظرون َ إلى تونس، ليبيا، مصر، العراق و سوريا، ثم ما زالوا يتحدَّثون عن رحيل ِ أنظمة، و قدوم ِ مُخلــِّـصين، و إرادة ِ شعوب، و كل هذا الحديث ِ الذي عرفنا الآن بعد الربيع العربي أو لنقل الجحيم ِ الكارثي أنَّه الثوب ُ القشيب الذي ترتديه ِ السلفيات ُ التكفيرية حتى تفتح باب َ الفراغ الأمني تدخل ُ منه، لتجعل َ بعدَه كلَّ شئ ٍ أسود. الدكتور أفنان ليس تكفيريا ً لكنَّه ٌ يقع ُ في ذات ِ الفخِّ الذي يقع ُ فيه التكفيريون حينما يفتِّتون دولهم فيأتي المسخ ُ الفتيت خدمة ً لا تقدَّر ُ بثمن ٍ لدول ٍ استعمارية ٍ قتلت أجمل َ ما فينا، إنَّ ما يدعو إليه له نفس ُ النتيجة ِ بالضبط.

أسأل ُ نفسي دوما ً لم لا تستجيب ُ الناس للمثقَّف؟ و يأتيني الجواب دوما ً: لأن المثقَّف َ يعجز ُ عن لمس آلام َ الناس ِ الحقيقية، و إن لمس َ يعجز ُ عن إيجاد ِ حلول ٍ واقعية، و يجنح ُ دوما ً إلى التنظير الذي يُثبت ُ أنَّه ُ كارثيٌّ بحجم كارثيَّة ِ الواقع، و لم يخرج دكتورنا الفاضل عن هذه السُّنَّة ِ المثقفيِّـة غير الحميدة قيد أُنملة.

أخي الدكتور القاسم، نشكرك َ في الأردن على أحلامك، لكنها لا تصلح ُ قصَّة ً لما قبل النوم نرويها للأطفال، الذين بالمناسبة يكفل ُ لهم عبدالله الثاني بدولة الأردن ِّ القائمة، أن يذهبوا لمدارسهم كلَّ صباح بأمان. لا أدافع ُ عن الملك و لا عن الحكومة، لكنني بصير ٌ لا أعمى، و بصري يخبرني أن عبدالله أفضل مليون مرة مما تدعونا إليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز نضال الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 11 / 8 - 11:51 )
محبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
كتبتم فأحسنتم فيما طرحتم و هو محل التقدير و الاحترام للاسلوب الجميل المهذب و الصياغة البارعة و الصراحة التامه فانت مواطن لك الحق في الدفاع و انت انسان لك الحق فيما تبديه من موقف و رأي
لا اعترض على اي كلمة مما تفضلت بها هنا .
لكن الاردن و بعض قواه السياسية و حكومته لا تكف عن التآمر و التدخل...اعرف ان الوضع قلق و الحال دقيق و توازن القوى لا يفسح المجال للاردن كحكومة ان يناور او ان يحايد ....لكنه اندفع كثيراً في اذى الاخرين المحيطين و البعيدين و كان ادات مخابراتيه خادمة مفضوحة
اعرف ان لا دخل لك بذلك لكنه رأي متألم من دور اتسم بالخبث و عدم الاحترام سارت عليه المملكة و نظامها منذ ايام طويلة و اجيال لم يسلم منها اي بلد من التي يعرفها الاردن
اما قواه السياسية و الاجتماعية بعضها فلم نجد لهم موقف له تقدير فمن الثورية العالية الى الانبطاح التام و امامنا التيار الاسلامي و جرائم بعضه التي وزعتها المملكة بالتساوي على المحيط من شعوب قبل الحكام
اكرر التحية و السلام


2 - لا يخدعكم المنظر
nasha ( 2015 / 11 / 8 - 12:06 )
تحياتي استاذ نضال كيف حالك.
قبل كل شيئ اقتبس من مقالك ( يكفل ُ لهم عبدالله الثاني بدولة الأردن ِّ القائمة، أن يذهبوا لمدارسهم كلَّ صباح بأمان.)
صدقني يا اخي نضال لن تجدوا في الاردن قيادة افضل واخلص من هذه القيادة المحترمة المتزنة.
قيادة الاردن صمام امان الاردن وعليكم الدفاع عنها بكل ما تملكون وأياكم من الاصغاء الى هرتلات الخلفاء الباريسيين لانهم شاربين من نفس الحشيش التي تشرب منه داعش وأخواتها ، لا يخدعكم المنظر باريس لم تُغير من الخليفة . الخليفة هو الخليفة نفسه لم يتغير.
تحياتي


3 - ليس كل ما يلمع ذهبا
مروان سعيد ( 2015 / 11 / 8 - 12:29 )
تحية للاستاذ نضال الربضي وتحيتي للجميع
كلامك صحيح وكبير ايها الكبير نعم لايصلح الان خاصة ان نطالب برحيل اي رئيس او ملك بل اشدد مع حضرتك الحفاظ على ما تبقى منهم لحين ان تنقشع هذه الغيمة الملوثة بجميع انواع الجراثيم منها الاجنبي ومنها الوطني
وقد شاهدنا ما حصل بليبيا والعراق ومصر وسوريا وتونس والجزائر انها كوارث ولن نصح منها قريبا
ولكن لذكر الشيئ بالشيئ ان الملك عبدالله طلب من الاسد الرحيل في بداية الثورة وكانه شريك بالمخطط الدولي الذي حيك ضد سوريا وهو عميل لااميركا والغرب وهذا لايخفى على احد وفتح لهم ارضه لتدريب وتخطيط الهجمات ضد سوريا من قبل الدواعش وغيرهم من جبهة النصرة واحمله جزء مسؤلية القتل والخراب والتشريد الذي حصل لسوريا الحبيبة
ياخي عندما تقع الغنمة تكثر السكاكين لذبحها وخاصة من الاقارب تصور ملوك وامراء الخليج الذين لايعرفون الالف من خشبة الهاتف سيعلمون سوريا الدمقراطية تصور هؤلاء النكرة يطالبون برحيل الاسد بهذا الوقت الحرج
انا لست مع الاسد ولا مع فساد حكومته التي ضربت اطنابها السماء بل هذا الوقت يجب التركيز على الاهم والخلاص من الارهاب الذي يهدد امن الجميع
ومودتي للجميع


4 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2015 / 11 / 8 - 13:01 )
مع احترامي للكاتب الدكتور افنان القاسم فانا اكتب من موقع محايد ولا انتصر لجهة دون اخرى ولكن ...
جوهر مقالك يتفق مع الكثير من مقالاتي حول طبيعة المجتمع العربي والعراقي وثقافة تحقير وتقزيم الاخرين واستخدام اسلوب الشتائم وطريقة نباح ا الكلاب في الحديث ..لذا قلت ..

ان الكلمة دعارة وهي سبقت دعارة الجسد لانها تمهد لها ..

مع الاسف المثقف يستخدم موهبته للكسب المادي والمعنوي فالكلمة بالنسبة له سلطة وقوة يحاول فيها ازاحة المنافسين ووصفهم بابشع الاوصاف ..انها ازدواج االشخصية كما كتب عنها الدكتور علي الوردي ..حتى مثقفينا في المهجر يعانون من
نفس االامراض والثقافة البدوية ..لازلنا بعيدين جدا عن عصر الحداثة الفكرية ..ختاما تقبل خالص مودتي وتقديري لكم ولقلمكم الجريء .


5 - بدوي في باريس
amer nasser ( 2015 / 11 / 8 - 13:36 )
أسمحي أستاذ نضال بهذه الملاحظات .أولا أنا لست أردنيا ولآأحب أن أنتقد دولا غير بلدي ولكن أنا لآأقبل أن أستعمل مصطلح دولة فبحسب القاموس السياسي الحديث ألذي لا ينطبق على كل الدول العربية لأن تركيبتها الاجتماعية قبلية .أيعقل في دول حديثة يحكمها ىشيخ قبيلة ومجلس شيوخ قبائل
ردك على أفنان كان رائعا ولكن اختلف معك في أنك تردعلى شخص لآ يعرف معنى السياسة والفلسفة السياسة فهو مجرد بدوي لآجئ في باريس وناكر لملح كل بلد أكرمه وأطعمه وهو يعلم ذلك.



6 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 8 - 20:09 )
أخي الحبيب تحية ً مسائية ً طيبة بطيب ِ ودِّك َ الذي تنثره ُ بسخاء من خلال ِ كلامك،

أشكرك َ لتفهُّمك َ موقفي كأردني يحبُّ وطنه الذي يرى أنه بات َ قلعة ً وحيدة ً في بلاد ِ العُرب التي كنت ُ أراها وطنا ً كبيرا ً في سنوات ِ مراهقتي و شبابي الأولى، حتى شببت ُ عن الأحلام و رأيت ُ الواقع َ أمامي حاصلا ً.

نعم أتألَّم ُ لما يجري في العراق و سوريا و أتمنى لو كنت ُ قادرا ً بقوة ِ سحر ٍ ما أن أُعيد لبغداد َ ألقها و لدمشق َ ياسمينها، لكن الواقع و السياسة أكبر منا جميعا ً و هذه حقيقة.

لا أدعي يا أخي الحبيب أنني أعلم ُ بواعث سياسة دولتنا في الأردن، فأنا لست ُ سياسيا ً، و لا أدَّعي أن القوى الشعبية الأردنية منسجمة ٌ مع بعضها، بالعكس فهي تمضي في مشارب شتى منها من يزال يرى في صدام حسين بطلا ً و منها من يلعنه، و اعرف من هؤلاء و أعرف ُ من أؤلئك، كما أعرف ممن يؤيدون الثورة السورية و أعرف ممن يكرهونها.

ما أودُّ أن أقوله لك انك تستطيع أن تثق فيَّ أخا ً يؤلمه ما يؤلمك و يؤلم العراقين جميعاً، و دم بكلِّ الود.

أثمِّن ُ حضورك َ العذب.


7 - العزيز Nasha
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 8 - 20:24 )
الأخ الحبيب ناشا تحيَّة مودة ٍ و سلام َ قلب!

أعلم أنك تنقطع ُ عن صفحتي لأنها تقدِّم ُ مادَّة ً فلسفية ً تُفضِّل ُ عليها براغماتية مواضيع َ تتصل ُ بالشأن المجتمعي أو السياسي كما أنبأتني قبلا ً، لكن حضورك َ يُسعدني دوما ً فأهلا ً بك!

أنت تُحسن ُ قراءة َ الواقع و نصيحتُك َ لنا كأردنين هي عين ُ العقل ِ يا أخي الكريم.

أصبح الكثيرون َ يظنُّون أن مجرد القدرة ِ على طرح الأفكار ِ و صياغتها يعني بالضرورة أنها تحمل حقيقة ً ذاتية ً، و هي فكرة ٌ يسخر ُ منه نيتشه دون هوادةٍ، لأنها سبب ٌ للانحطاط لا بدَّ أن يتجسد على الأرض ِ واقعاً،،،

،،، التغير ينطلق ُ من البواعث و الجذور و هو يملي آلياتها، و لا يهبط ُ من الفضاء الخارجي، و هو في مجمله يجب ُ أن يقف َ على أرضية ِ شراكة ٍ مجتمعية ٍ بين جميع أطياف الشعب، و بدعم ٍ حكومي واضح و صريح. لسنا مستعدين للمغامرات في الأردن أبدا ً، مهما كانت الأسباب، و لذلك كتبت ُ اليوم، هذا البلد يجب أن يبقى واقفا ً صادما ً.

أرحب ُ بك دوما ً و دمت بكل الود!


8 - العزيز مروان سعيد
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 8 - 20:38 )
أخي الحبيب مروان،

قلبك َ الملئ بالحب هو الكبير يا صديقي، أما أنا فأخوكم الذي يهدف ُ إلى تقديم مادَّة ٍ مفيدة و صادقة.

سأتناول ُ ملاحظاتك َ عن الدور الأردني في الأزمة ِ السورية. قلت ُ لأخينا الكريم الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم أنني لست ُ سياسياً و لا أدَّعي انني أفهم بواعث َ سياسة ِ دولتنا كاملة ً. تعقيبا ً على كلامك عن دعوة الملك عبدالله، كنت ُ أتمنى لو لم يوجه الملك للرئيس السوري دعوته بالنزول عن السلطة، فأنا أرى أن سوريا شأن السورين و السورين فقط.

محمد حسنين هيكل يذكُر في أحد كتبه الذي قرأته منذ سنوات (و قد كنت ُ مدمنا ً للقراءة أكثر من الآن ربما) أن أمريكا أكبر من أن يتجاهلها أحد، و لذلك تضطر ُ كل دول المنطقة للتعامل ِ معها بطريقة ٍ أو بأخرى. بريطانيا نفسها ترتبط ُ منظومتها الدفاعية مع الأقمار الصناعية الأمريكية فتجري معها في نفس المسار، هذا هو الواقع.

أكره الواقع، و أتمنى لو كان مُختلفا ً، لكنه يبقى الواقع و علينا أن نتعامل َ معه. عن موقفي الشخصي: أنا مع الإنسان دوما ً و ضد َّ كلِّ ما ينتهك ُ إنسانيته و أعلم ُ أنك تُدرك هذا عني.

أهلا ً بك دوما ً و دمت َ بود!


9 - العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 8 - 20:50 )
أخي الحبيب وليد، سلام َ محبة ٍ و تقدير لمفكرنا الكبير!

يفشل ُ المثقف ُ العربي في رؤية ِ عيوبه، فحلال ٌ له أن يصف َ الناس بالشحاذين و الجائعين و المصابين الإسهال، و عملاء الأجهزة الأمنية، و يحقِّر رموزهم و ملوكهم و دولتهم و ثقافتهم، ما دام يفعل ذلك َ من باب: العبقرية،،،

،،، و كأن العبقرية َ كيان ٌ قائم ٌ في ذاته (يشبه كيان إيمانويل كانت، المجهول) يستحيل إدراكُه من النظرة ِ الأولى سوى لشيخنا العبقري، و لذلك يحقُّ لحامله و المُجسِّد له أن يقول أي شيء و يشتم َ أي جهة ٍ أو كيان، ثم يستنكر َ استنكارهم و يتهمهم بعدم الفهم أو بأنهم معبَّؤون أو ينتصر َ له ُ تابع ٌ (بل تابعون) فيتمادى ليظهر َ حسدُه واضحا ً صريحا ً فيتهمني بالإفلاس ِ الفكري و بالتملُّق ِ للأجهزة ِ الأمنية.

هؤلاء يعتقدون أن الكتابة َ ترف ٌ فكري، و كرت ٌ أبيض، ووسيلة ٌ للتنفيس، أما أنا فهي عندي أداة ُ التغير ِ الإيجابي و إكسير ُ النور ِ الذي يظهر في حقيقة ِ الأشياء كما تتبدى في قيمتها الواقعية، لا بأس َ إن أغضبتُهم و إني أهديهم أغنية الفنانة أحلام -أحسن ما دام انك زعلت-.

دمت بكل الود و أهلا ً بك على صفحتك!


10 - الأستاذ amer nasser
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 8 - 20:58 )
أهلا ً بك أستاذ Amer،

أشكرك َ لحضورك َ و تعليقك!

للأسف الشديد ما زالت أمامنا أشواط ٌ كثيرة نحو الدولة ِ المدنية ِ العلمانية، و التي تستمدُّ قوتها من الصناعة ِ التي تدعم الاقتصاد، و من الإنتاج الزراعي الاكتفائي، و من المواطن ِ الذي يتبنى ثقافة َ الإنتاج و التعددية ِ الفكرية.

صدمتي في مثقفينا كبيرة، يبدو لي أن وجودهم في عواصم الحرِّية يُبرز فهمهم القديم لما يعتقدونه ماهيتها أي: الشتيمة و الاحتقار و التصغير.

الأكثر مدعاة ً للأسف أنهم يعتقدون التحقير مُرادفا ً للإبداع أو أداة ً له، هذه مصيبة بحق!

ألا إبداع َ إلَّا بتحقير؟ بئس َ الإبداع و ساء َ التحقير ُ أداة ً!

أهلا ً بك َ على صفحتي.


11 - العزيز أحمد الخمار - قناة الفيسبوك
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 8 - 21:27 )
أخي أحمد، تحية ً مسائية ً طيبة ً و سلاما ً!

تعليقاتكم تُثري المقالات التي تتواجدون عليها و أثمِّنها لكم.

لم يكن ردي على الدكتور أفنان من باب ِ مُبالغة ٍ في فهم ِ دُعابة أو مُزاح، و تحميله ما لا يحتمل ُ من الجدِّية.

الظروف في الأردن صعبة ٌ جدَّا ً أخي الكريم، كلَّ يوم ٍ نُطالِع ُ أحكاما ً بالسجن ِ على مُروِّجين لداعش، كلَّ يوم ٍ تتصدَّر ُ لنا تحدِّيات ٌ جديدة اقتصادية ٌ و سوسيودينية تُهدِّد ُ كيان َ الدولة ِ إن لم يتم َّ تدارُكها،،،

،،، رجال ٌ بمستوى الدكتور أفنان يجب ُ أن يكون معنا لا ضدَّنا، نتوسم ُ فيهم الخير فتأتي منهم طعنات ٌ باسم العبقرية ِ و الانطلاق و التجاذب الفكري. نحن ُ أخي الكريم في غنى ً عن هذا.

ربَّما أن إقامتهم في بلاد الغرب تُنسيهم معاناتنا الحسِّية، لمست ُ هذا واقعا ً حينما زارنا خالي (أخو والدتي) قبل سنوات و هو مقيم ٌ في أمريكا، كم كانت صدمتي كبيرة و انا أرى انفصالهم عنا و كأنهم من كوكب ٍ آخر أتوا!

،،، من واجبنا أن نذكر مثقفينا أن تبقى أقدامهم على الأرض حتى لو كانت رؤوسهم في السماء.

أشكر حضورك َ الجميل!

دمت َ بود!


12 - الأستاذ دانيال عامر - قناة الفيسبوك
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 8 - 21:56 )
أخي دانيال،

صورتك َ على الفيسبوك توحي بأنك شاب ٌ في مقتبل العمر، جلستُك ُ فيها من البراءة ِ الكثير، تشي بأنك ما زلت ترى الأمور بلونين فقط: الأبيض أو الأسود.

أما عنِّي فقد أتممت ُ الأربعين َ قبل حوالي أسبوعين، مرَّ علي الكثير، و تعلمت ُ الكثير، و أفيد ُ ما تعلَّمتُه أن أفحص كل شئ على ضوء العقل و أميِّز ما يأتي من الشعور دون دليل و ما يأتي من العقل ببرهان.

تصدرت َ لشتم جهاز المخابرات الأردني، فهل أخرجك من ديارك؟ هل أساء إليك؟ هل أذاك؟ أشك ُّ في ذلك، لكنك تسمع من هنا و هناك، و يشحنك الحماس، فتصنع خصومة ً غير موجودة، و تتهمني باتقائه، ألم يكن ذلك معنى كلامِك عن فهمك لبواعث مقالي؟

أردت َ الانتصار لأفكار أفنان فاختصمت َ شخص َ نضال و اتهمته في نزاهته، أترى أين وضعك َ الحماس و أهوى بك الاستعجال؟ أسأت َ لنفسك لا لي.

أخي دانيال أعطيك َ نصيحتين صادقتين:

- لا تصدق كل َّ ما يُقال لك، و لا تنبهر بالقامات و الزخارف، افحص الجميع في ضوء ِ عقلك.
- لا تحارب حروب غيرك، و لا تخض نزاعات ٍ لست َ طرفا ً فيها.

قد لا تفهم ُ ما أقول الآن، لكن يوما ً ما ستتذكره.

آمل ُ أن يكون َ تعليقك َ القادم أكثر حكمة ً


13 - الاستاذ نضال
نيسان سمو الهوزي ( 2015 / 11 / 8 - 22:26 )
كنت قد قررتُ ان لا ارد على اي من الاخوة الكُتاب لأسباب آيدلوجية برغماتية محاصصية طائفية بهلوانية فلنزندقية وووو الخ ولكن سأشارك مرة اخرى اتمنى ان تكون الاخيرة ( ليس لك علاقة بما ذكرته آنفاً لانها مسألة عقائدية معقدة سوف لا تدركها ههههههههههههههههههههههه ) ....
سيدي الكريم انا شخصياً لا استصيخ الاستاذ افنان القاسم ( هل تعلم ماذا اقصد بلا استصيغ ) !! ولهذا سوف لا ارد على ما كتبه .....
عندما قامت الثورة الروسية ونحن في ايامها كان هناك تحدي كبير لكل القادة الماركسيين ومنهم ستالين ( هسة راح يفرح النمري) وهي اما الثورة والدفاع عنها او المناصرة لأهداف الثورة وكان الإختيار الاهم وهو المناصرة للثورة حتى قبل اهدافها والباقي سيكون واضح لك ...
الاردن الآن في ثورة او شبه ثورة وهو على حافة الهاوية فالحفاظ عليه افضل واهم من تحقيق ما يطلبه القاعدين في شوارع نيوزيلندا او باريس ....
الكلام شيء والتطبيق شيء آخر وكل يوم في حضرة جلالة الملك افضل من الف سنة في حضرة جلالة الإرهاب والتخلف والجهل القاتل ...
عندما يختفي التخلف والارهاب واسبابه لك الحق بأن تدعوا جلالة الملك بالتنحي لأن اسباب بقاءه قد ولت.


14 - العزيز نيسان سمو الهوزي
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 9 - 06:33 )
صباحا ً طيبا ً أتمناه لك أخي نيسان و مرحبا ً بك!

نعم أعلم ما تعنيه كلمة -أستصيخ- و أحترم رغبتك في عدم إرهاقي بالأسباب الشحلمنتية القنطبورية التي تمنعك من تناول الردود ههههههههه

في الماضي كنت معجبا ً بـ شي جيفارا، لكنني عندما فحصته نضجت ُ لأرتقي فوق فكره، فلقد اكتشفت ُ أن عنفه و ثورته الدائمة و ترحاله و غياب استراتيجية ٍ حقيقية ٍ لديه لبناء مجتمع كفيلة ٌ بنتائج كارثية و إن كانت النية ُ حسنة.

كنت ُ أيضا ً من المؤمنين بحتمية انتصار الشعوب على الظلم، لكن الواقع علمني أن الشعوب لا تملك من الوعي الكافي ما يؤهلها لقيادة نفسها، لذلك كان حتميا ً أن تنجح الثورة الفرنسية بعقول مفكريها و فلاسفتها، على الرغم أن منهم من ذهب ضحية َ الزملاء و رفاق الأمس،،،

،،، تخيل لو خلت ثورة الفرنسين من المفكرين، هل كانوا الآن بلد الحريات؟

الهدف ليس الثورة لكن الكرامة، فإن جاءت الفوضى غابت الكرامة، و أعتقد أن الأردني على الرغم من كل المشاكل و الصعوبات الاقتصادية و السياسية و السوسيودينية ما زال كريما ً في وطنه.

تقبل أجمل الأمنيات القلبية و دمت و العراق العظيم و كل العراقين الكرام بودِّ!


15 - هذا الرجال ما ينبلع
شيخ صفوك ( 2015 / 11 / 9 - 09:41 )
يعلك بالزردوم وما ينزل حتي لو تشرب ورا تانكر مال ماي
ترجمة فورية للجملة اعلاه
لا ينزل في بلعومي حتي لو شربت كمية كبيرة من الماء الصالح للشرب و شكرا
لا استطيع ان اتحمل استعلائه و طريقة رده لكل من يخالفه
وهناك شلة من القراء الذين يرقصون و يطبلون لكل كلمة يكتبها
وكانه اله و ليس بشر قد يصيب و قد يخطئ
اصبحت كتاباته مثل القران ان لم تفهمها فالعيب فيك وليس فيها وكل من يكتب اي مقالة او تعليق يخالف اراء السيد افنان تتهمه الشلة بانه يريد ان يشتهر علي حساب الدكتور ..وبانه رجعي من الطابور العشرطاعش...وبانه صهيوني امبريالي راسمالي شيوعي متخلف يجب رجمه قتلا بالرصاص المطاطي...والدكتور تنفرج اساريره و يؤيدهم...يقول لهم يا اخي كم انتم عظماء
عندما يكون لدينا معارضة حقيقية واعية لها دستور علماني عندها نتحدث عن التنحي اما غير ذلك فهو كمن يركض من الغيوم فيقف تحت المطر السعودي الداعشي الحلال


16 - عجيب أليس كذلك؟
amer nasser ( 2015 / 11 / 9 - 10:13 )
في عاصمة الأنوار رجل يحمل في دماغة فكرة الخلافة. داعشية أليس كذلك؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم


17 - العزيز شيخ صفوك
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 9 - 10:36 )
أبوس روحك ما أجمل لهجتك يا رجل!

-يعلك بالزردوم وما ينزل حتي لو تشرب ورا تانكر مال ماي-

ثم الترجمة الفورية الأجمل، كم ضحكت و أنا أقرأ!

لا أحد فوق النقد كائنا ً من كان، و شلة المطبلين و المزمرين لم ينجح واحد منهم في انتقاد محتوى مقالي، ثم أي شهرة ٍ تلك التي أبحث عنها، الرجل قال في الأردن ما لم يعجبني فرددت، لم أنقده في موضوع ٍ آخر، و هو يكتب منذ سنوات،،،

،، أما تابعه الذي حاول أن يأتي بمقال فجاء بقصاصة ملاحظات بدلا ً عنها، لم يزد عن كلام التعظيم و التفخيم ثم اتهامي بالإفلاس الفكري و الرغبة في تسجيل النقاط عند الجهات الأمنية (لا أدري هذا الهاجس الذي يمتلكهم، الجهات الأمنية تسكن خيالاتهم)،،،

،،، ثم أكمل بؤس قصاصة ِ ملاحظاته بأن احتجَّ بالأصولين و قاعدة عدم المشاحنة في المصطلحات، فأكد كلامي من حيث أراد أن ينفيه، إنهم أصوليون حتى النخاع أصوليون في ليبراليتهم الوهمية، أصوليون في ردودهم.

نعم أخي شيخ صفوك، عندما يصبح لدينا وعي لا ينتخب قواعد إسلامية تنقلب على الديموقراطية التي ستجئ بها و تعيدنا إلى عصور الموت و الخراب عندها سنتحدث عن ملكيات و جمهوريات.

أهلا ً بك دوما ً و دمت بكل الود!


18 - الأستاذ Amer Nasser
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 9 - 11:23 )
أهلا ً بك مجددا ً أخي Amer،

الجمهورية الفرنسية فكرا ً و مُصطلحا ً و بُنية ً سياسية ً و قانونية ً و مجتمعية ً و تشريعا ً و إدارة ً و أبعادا ً إنسانية ً و حضارية ً، يُفترض أن تكون َ خيار الكلمة ِ الأول لمشروع ٍ حداثي، لا كلمة: خلافة.

ليس الموضوع مشكلة مصطلح، لكنه مشكلة استدعاء ارتباط ذهني بالمصطلح لإعطائه معاني جديدة (أو ربما للتمهيد للمعاني القديمة بعد أن تتولى المقدمة الحديثة مهمة التوسعة من يعلم)،،،

،،، لماذا يستخدم ُ شخص ٌ مصطلحا ً إلا إذا أراد إعادة َ إحيائه، أو إلا لو لم يكن بديل ٌ آخر متوفرا ً، و في حالتنا يوجد البديل و قد نوَّهت ُ إليه في مقالي في الفقرة الثالثة ِ منه، و هنا أيضا ً مرة ً أخرى (أي كلمة الجمهورية).

ثم َّ ما معنى اقتسام الأردن مع إسرائيل، و تغير العاصمة، و الحديث عن الثورة العربية الكبرى بنبرة الاتهام و كأن ما قبلها من احتلال عثماني بغيض مجرم كان جنَّة َ خسرنا ثمارها و ينابيعها، أو كأن ْ كان هناك حلٌّ آخر فرفضناه؟

ما الداعي لتناول الملكة بأسلوب يخلو من أي ذوق؟ لماذا هذا الانفلات المُقزِّز؟ هذا نقد أو ردح؟

ثم من طلب مشورته، من شكا إليه، ما شأنه؟

أطيب الأمنيات!


19 - الأستاذ عمرو بن ظالم الطلحي - قناة الفيسبوك
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 10 - 12:26 )
أخي عمرو أحيك تحية الفنجان العابق بالهيل و أشكر حضورك،

أنا كتبت من أجل الأردن، و لم أكتب دفاعا ً عن الملك أو المخابرات أو الحكومة.

الأردن أراه في ضحكات طلاب و طالبات المدارس الخارجين صباحا ً، و في تعب وجوه العائدين من أعمالهم إلى بيوتهم مساء ً، و في جبال عجلون و السلط، و تراب الكرك و مادبا.

لا يرضيني ما يحدث عندنا أبداً، و تقلقني بشدة ملفات الفساد، و لا أنتصر لفاسد أو ظالم ٍ أو انتهازي أو منافق أو متملق مهما حدث، لن تجد هذا في كتاباتي. بوصلتي تتجه للأردن كوطن.

حرية الرأي و الحلم أثمن ما نملك أخي الكريم و لا أسمح لنفسي أن أصادرها بل لا أشعر بأي رغبة في مصادرتها و لا أفكر في ذلك، أنا أتنفس ُ الحرية و عشقها للآخرين قبل نفسي.

مآخذي على الدكتور أفنان كانت:

1 - استخدام مصطلحات ظلامية يجب أن تندثر في موضع يجب أن يكون لمصطلحات الحداثة و العلمانية السبق إليه.

2 - تحقير الأردني و إبرازه كشحاذ همجي مريض النفس و الجسد.

3- الانفلات في الصياغة بما لا يليق لدرجة الابتذال.

4 - و أهم نقطة: تدمير بنية الأردن كدولة (تغير عاصمة، اقتسام مع إسرائيل).

هل أُلام على مقالي بعد ما سبق؟

دمت بكل الودَ!


20 - دانيال عامر - قناة الفيسبوك
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 10 - 17:56 )
دانيال اسمع جيدا ً لأن هذه ستكون آخر مرة أرد فيها عليك،

-تابعه- لم تكن لك، فلو قرأت جيدا ً لفهمت أن هذا التابع كتب مقال ردئ، أنت لم تكتب مقال، فبالتالي لست المقصود.

هذا يدل أنك لا تقرأ أصلا ً و عندما تقرأ لا تفهم المكتوب، أضف هذه إلى المشكلة الأولى التي عندك و هي التسرع و الحماس فتكون النتيجة تعليقين رديئين لم يتحدثا عن محتوى مقالي أبدا ً. مرة أخرى كنت َ بذيئا ً، مرة أخرى اتهمتني في نزاهتي، مرة أخرى وضعت َ نفسك َ في موقف يدل على السذاجة.

عد اقرأ ردي الأول عليك و نصائحي لك، علك تستفيد منها.

أتمنى أن لا أرى تعليقات ٍ قادمة لك إلا إذا اتسمت بحد أدنى من التهذيب، الذوق و قبلها جميعا ً الحكمة و الفهم.

يلزمك الكثثثثثثيررررر حتى يشتد عودك، و المستقبل أمامك، فطور نفسك، و لا تبقى هكذا.


21 - لافي الرويلي - قناة الفيسبوك
نضال الربضي ( 2015 / 11 / 10 - 18:09 )
لافي،

أناقة مظهرك و نظاراتك، مع صورة الخلفية الجميلة توحي بنفس هادئة متزنة، تحب استطلاع الحقيقة، ترغب في تذوق الجمال، لكن ردك خلا من جميعها.

يخلو تعليقك من الهدوء، و لم تقرأ مقالي و لا ردودي على المعلقين الكرام، و فوق كل هذا أفسدته بوصفي بأني -نكرة ساقطة-. هكذا و بكلمتين تختصر حياة إنسان لا تعرفه و لا يعرفك في معرض موضوع ٍ عميق انتصارا ً لكاتب ٍ لا تعرفه و لا يعرفك في ساحة ٍ فكرية.

للأسف الشديد هذا مستوى كثير من الشباب العربي الآن، مظاهر، أشكال جميلة، نظارات أنيقة، لوحات فنية تزين حواسيبهم، عطر، كله من الخارج.

عندما ندخل إلى العمق: نجد الخواء الفكري، استعداء الآخر، الاستعجال، و البذاءة. الكثير من البذاءة في الحقيقة. لم تتعبوا على أنفسكم حتى تملؤها بشئ مفيد، قشور ٌ تتناولونها من هنا، على لحاء ِ أشجار ٍ من هناك، لكن دون جوهر فكري حقيقي، و إن وجد دون قدرة ٍ على التعبير الذكي المتزن الجدير بالاحترام. طاقاتكم مبددة في حروب دونكيشوتية.

أوجه لك نفس النصائح التي وجهتها لدانيال بالضبط، و أدعوك َ إلى إعادة قراءة مقالي بتأني، و ردودي للمعلقين كذلك.

كدانيال أيضا ً سيكون هذا آخر رد لي عليك.

اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟