الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في الواقع..

محمد البورقادي

2015 / 11 / 8
حقوق الانسان


الإتحاد الأوروبي يفتح الأبواب للاجئين السوريين ويرحب بالضيوف الجدد ..وهو الأجنبي الذي لا يدين بدينهم ولا يتكلم لغتهم ..فرنسا وألمانيا على رأس الدول الأكثر استقطابا لهؤلاء اللاجئين ..وقد يقول قائل لا تستقبلهم من كرم ولا تفتح لهم الأبواب من حب ..بل لها غايات من وراء ذلك تتغيى تحقيقها ..ومن ذلك تنويع المنتوج الثقافي والإستفادة من اليد العاملة الرخيصة للرفع من وثيرة الإقتصاد وزيادة نسبة النمو ..وقد يرى البعض ذلك استغلالا ليد اضطرتها حربها الأهلية إلى الهجرة فقبلت على نفسها الهوان والرضى بالهوان مقابل الأمان والسلام ..ولكن يا مسلمون يا رعاة الكفل ويا حماة السلام ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم أولى بمد يد العون وفتح سبل الأمل والنجاة لإخوان لكم في الدين ولعرب معربة مثلكم ..أليس الأولى أنتم بالإستقبال والأجدر أنتم بطلب الإستقطاب !!
أتخلفنا عن الركب إلى هذا الحد وتقهقرنا إلى هذا المستوى ..فلا دين ولا علم ولا دنيا ..وإنما اتباع وتبعية وانقياد كالأعمى !! نعجز عن إحقاق التكافل الإجتماعي حتى بين أفراد بلدنا فكيف نعمل على تحقيقه مع القادم علينا ..
نتحدث عن التنمية المستدامة ومشاريعها ..وعن الرفع من مستوى الإنتاج لتحقيق نسبة نمو مرتفعة ..وعن مشاريع فك العزلة عن المناطق القروية ..وعن التبادل التجاري الحر ..وعن تقليص الديون والرفع من فائض الميزان التجاري وتقليص نسبة عجزه ليحقق النمو المرتقب ..وعن الخفض من نسبة الرسوم الجمركية ..ووضع سوق وطنية تحتكر السلع المحلية وتروجها في ما يبنها لتحقق الإكتفاء الذاتي بعيدا عن فضل الآخر ..وتأتي الرأسمالية الأمريكية والسوق المشتركة الأوربية الحرة فتقلب الموازين لصالحها ..ونستقطب الإستثمارات الأجنبية لتزيد من وقع استنزافها لعَمالتنا على حساب حصتها ..فتزيد بذلك إنعاما ونزيد بذلك حسرة وخيبة ..ونعقد مؤتمرات للتحالف مع الأجنبي والصراع بين جاراتنا قائم على أرض صحراء !!
إلى متى سيبقى اقتصاد الدولة معتمدا على الريع فقط ..وهل كان الريع يوما سببا للغنى ..بل سببا للكسل والتهاون كالذي ينفق على نفسه من رأسمال ثابت يعلم علم اليقين أنه سينقضي يوما ما..
إلى متى سنبقى على حالنا قابعين في المؤخرة ننظر من طرف خفي مشفقين من التقدم والرقي ..وبعيدين عن دواعي العلم وأسباب الصعود ..!!
إلى متى سنظل محرومين من المشاركة ومن صنع القرار ومن الإنتاج !! فاستهلاك بلا إنتاج ..وانقياد بكل رضى ..وتقبل للأمر واجتناب للنهي بلا اعتراض !!
وسأسرد مثالا بسيطا على ضعف وثيرة النمو من وسط القرية لنقف عند الحال ونعاين المآل لمن لهم المنة علينا نحن الحضَر ..وعلينا وزرهم ولا نحس بهم ..
منّتهم علينا بأن سقَونا من أرضهم من منتوج زرعهم ..والوزر علينا إذ نكرنا الجميل ولم نبذل جهدا في كرم المعيل أو رد الجميل ..
أين أنتم يا سادة من مسيرة فك العزلة عن المناطق القروية التي طالما تشدقت بها حناجركم في مقاعد المسؤولية !!
فكم مرة نسمع بموت أحدهن وهي تكابد ألم الحمل ..في أمل الوصول إلى مركز طبي في المدينة لتنفس من كربها ..فلا تكاد تصل لبعد الطريق حتى تضع مولودها وسط الشجار ..وأين العناية والدم يُفقد منها ..وأين الرعاية وذلك حقها ..أليس من الحق أن يوضع مستوصف ومشفى في كل بادية ليكف المرضى عن تحمل وعثاء السفر ..
وقس على ذلك ما تعانيه ساكنة البادية من انعدام مجاري الصرف الصحي ..ونذرة الماء الصالح للشرب ..وتوفر الكهرباء..وقلة المدارس ..وضعف البنية التحتية ...
فما فعلتم لتقولو بتسريع وثيرة فك العزلة عن هاته المناطق التي طالما خدمتكم بأقواتها !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق


.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا




.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ


.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة




.. خطر المجاعة لا يزال قائما في أنحاء قطاع غزة