الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حادث الطائرة الروسية والحملة البريطانية الأمريكية.. تصعيد لاخضاع مصر وضرب التقارب مع روسيا

الحزب الشيوعي المصري

2015 / 11 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كشفت الملابسات التي صاحبت حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء عن تصعيد في الموقف الأمريكي الأوروبي تجاه سلطة 30 يونيو في مصر والشعب المصري، بعد التقارب المصري الروسي بشأن الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب في المنطقة، والمتناقض مع موقف التحالف الأمريكي الخليجي التركي المتواطئ مع التنظيمات الإرهابية.

وسواء كشفت التحقيقات عن أن سقوط الطائرة كان بسبب خلل فني أو بسبب عمل إرهابي، فإننا نشير بداية إلى أن كل دول العالم شهدت سقوط أو تفجيرات إرهابية لطائرات، بل إن أكبر عمل إرهابي شهده العالم وقع في أمريكا بتفجير برجي التجارة في 11 سبتمبر 2001، ولم تفعل بريطانيا شيئا ولكن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل استبقوا التحقيقات في هذا الحادث مروجين سيناريو وحيداً، وهو أن الطائرة تم تفجيرها، إما بصاروخ كما أعلنت إسرائيل قبل أن يعلن تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش" مسئوليته عن التفجير وهو ما اكد استحالة حدوثه كل الخبراء، أو عبر تسريب عبوة متفجرة داخل الطائرة كما روجت بريطانيا بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسي لها، بل واستبقت الزيارة بحملات إعلامية وإجراءات هدفها الضغط على مصر، مثل وقف الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ وترحيل البريطانيين من هناك وتحريض دول اخرى للقيام بنفس الفعل، وقام الإعلام البريطاني ثم الأمريكي بحملة إعلامية مكثفة، تعمدت خلط الأكاذيب بالحقائق واستباق التحقيقات، وإعادة طرح ملف الحريات وحقوق الإنسان في مصر، والحديث عن الأزمة الاقتصادية المصرية، بهدف الضغط على مصر لدمج الاخوان في العملية السياسية وفصم ارتباطها بالموقف الروسي المتناقض مع التحالف الامريكي الخليجي التركي المتورط مع الارهابيين في سوريا .

هذا الحادث الذي راح ضحيته 224 من السياح الروس تستخدمه بريطانيا وأمريكا أيضاً لإشعال الأوضاع داخل روسيا ضد الرئيس بوتين، رداً على التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي غير موازين القوى على الأرض عبر الضربات الجوية الناجحة لتنظيمات الإرهاب هناك، ودعم النظام السوري بآليات دفاع جوي متطورة، حتى أصبح العالم أجمع يتحدث عن تراجع الدور الأمريكي الأوروبي في الشرق الأوسط، وعن شن حرب حقيقية لأول مرة ضد تنظيمات الإرهاب المزروعة في المنطقة، وذلك بالإضافة إلى الموقف الروسي الداعم لمصر عقب ثورة 30 يونيو.

والغريب أن الممارسات البريطانية التي اتسمت بالوقاحة خلال زيارة الرئيس المصري لها بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني لم تقابل بما تستحقه، بل وركزت الدبلوماسية المصرية في الزيارة على أنها ترويج للاستثمار ولم ترد بشكل قوي على هذه الأجواء السياسية العدائية لمصر، وفي هذا السياق جاء تبرير السيسي للقرارات البريطانية المعادية، وإذا كان متعذراً على الرئيس قطع أو إلغاء الزيارة لأسباب سياسية تتعلق بطمأنة الشعوب الأوروبية عقب الحادث، فعلى الأقل كان ينبغي الرد على تلك الممارسات الفجة بردود قوية واضحة حول ضرورة دعم مصر في مواجهة تنظيمات وممارسات الإرهاب بالمنطقة ، بدلاً من ابتزاز السلطة المصرية، وضرب الاقتصاد المصري ،وهو ما يعد خدمة جلية لداعش رغم ان مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي حققت نتائج ملموسة وقوية على الأرض في محاربة الإرهاب في سيناء وداخل مصر عموماً، خاصة وأن الإعلام البريطاني والأمريكي أعلن أن المخابرات البريطانية والامريكية اعترضت مكالمات بشأن هذا الحادث قبل وقوعه، ولم تبلغ مصر أو روسيا بها، مما يعني التورط المخابراتي الغربي في الحادث إذا ما ثبت تفجير الطائرة عبر عمل إرهابي.

وحزبنا إذ يستشعر خطراً رئيسياً على السيادة الوطنية فإنه يؤكد رفضه وادانته لهذه الممارسات العدوانية ،ولكل حملات الإعلام الغربي المعادي لمصر، التي تستهدف إخضاع السلطة المصرية لتوجهات رأس المال الاستعماري العالمي بقيادة أمريكا، ويجدد مطالبته الرئيس عبد الفتاح السيسي باتخاذ إجراءات واضحة وقوية ضد الرأسمالية التابعة، جسر الرأسمالية الاستعمارية داخل مصر، وأن يكون التحفظ على اموال مجموعة من كبار رجال الأعمال المصريين ، عقب انتهاء زيارة السيسي لبريطانيا، بتهم إهدار المال العام، ومنهم أحد أكبر المدافعين عن إسرائيل وأمريكا، خطوة في هذا الاتجاه، ويجب ان تتواصل بمزيد من الخطوات التي يجب اتخاذها للتمكن من تحدي أي ضغوط خارجية وداخلية.

إن مواجهة الازمة الحالية تتطلب توفير مناخ الشفافية وتوفير ادوات اعلامية قادرة على توصيل الموقف المصري والمعلومات المصرية الي العالم وتشكيل لجنة دائمة لمواجهة الازمات ذات صلاحيات،كما ان حماية استقلال الإرادة والقرار الوطنيين يتطلبان ضرورة الشروع فوراً في تنفيذ سياسات اقتصادية تستهدف التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة المعتمدة على موارد دائمة ومتجددة وآمنة كالصناعة والزراعة والتعدين، وتقودها الدولة والقطاع العام، مع الاستفادة برأس المال الأجنبي في المجالات التي تحددها مصر التي تتمتع بميزات عديدة تجعلها جاذبة للاستثمار، إذا ما توافر المناخ الآمن الذي يحميه شعب يثق في مشروع وطني لدولته، ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين ورد الأموال المنهوبة من قبلهم والقضاء على الاحتكار، وحظر استيراد السلع الكمالية وغير الضرورية، بدلاً من الاعتماد بشكل رئيسي على موارد غيرثابتة ومعرضة للتغير بتأثير أية عوامل خارجية مثل قناة السويس أو السياحة.

كما يدعو حزبنا كل القوى الوطنية الديمقراطية وفي القلب منها اليسار إلى توحيد موقفها في هذا الصراع الوطني ضد مؤمرات أمريكا وتابعتها بريطانيا وحلفائها في المنطقة لإخضاع مصر، فالشعب المصري الذي ثار على نظام التبعية الفاسد وأسقط رأسه، ثم نجح في اسقاط حكم الاخوان خلال عام ،لهو قادر على التصدي لهذه الحملة .كما انه يدرك انه لا طريق امامه سوى استكمال مسيرته لتحرير إرادته الوطنية وتحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو.

القاهرة – 7 نوفمبر 2015 الحزب الشيوعي المصري

المكتب السياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق