الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يخدم الشيوعيين العراقيين سياسة التحالفات الانتخابية ؟..

ثامر قلو

2005 / 10 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ التأسيس في النصف الاول من القرن الماضي , وحتى هذه الايام لايكل الحزب الشيوعي العراقي عن البحث والمشاركة في التكتلات التحالفية سواء في تأسيس الجبهات الوطنية أو التحالفات الانتخابية كما يجري هذه الايام , دون الاهتمام بمكامن الربح والخسارة بالطبع التي تلحق بالمشروع الوطني للحزب ومستقبله السياسي ووجوده الجماهيري , على اعتبار ان التحالف الجبهوي أو التحالف الانتخابي , يمثل قمة الانجاز .وفي هذه الايام , يستجد تحالف انتخابي عريض يقوده الشخصية الوطنية العراقية الدكتور اياد علاوي, المناضل العراقي النزيه, الذي بات يفرض حضورة الكبير على الساحة السياسية العراقية عبر مشروعه الحضاري المؤسس على المواطنة بعيدا عن الطائفية المقيتة التي صار كثيرون يستظلون بارفها للبقاء في مواقعهم مستغلين الفترات العصيبة التي عصفت بالشعب العراقي على امتداد عهد الدكتاتورية البغيض , والتخلف الذي انتجه ورسخه لدى مجاميع كبيرة من ابناء الشعب العراقي .اليوم يتحول علاوي ليصبح منقذا ومرتجى لشريحة واسعة من العراقيين الذين يراودهم الامل لانقاذ العراق من المخططات الطائفية والتقسيمية التي تحل بالعراق في هذه المرحلة عبر الالتفاف حول مشروعه العلماني والحضاري لبناء الدولة العراقية .

لكن التساءلات عديدة لدى الشيوعيين واصدقائهم ومن بينها ماهية القوى والشخصيات المشاركة في هذا التحالف, هل يدفعهم مشروع علاوي الوطني لبناء الدولة العراقية الجديدة لهذه المشاركة , أم ان دافع ذلك هو الحصول على مواطئ قدم في البرلمان ومن ثم الخروج والالتفاف على برنامج التحالف الاساسي, والمشاركة مع الاخرين في ترسيخ قيم التخلف والطائفية وغيرها من المشاريع المستهجنة من قبل الشيوعيين العراقيين واصدقائهم ؟ مكمن هذه التوجسات ينبع من تفاوت القوى المشاركة في هذا المشروع بين اليمين واليسار والعلمانية والدينية , حتى ليعجب المرء من دوافعهم !

واذا ما ارتكن الشيوعيون العراقيون لمسوغات البرنامج السياسي لهذا التحالف من جوانبه العديدة , ومن اهمها تزكية القوى والشخصيات المشاركة فيه عبر استشفاف مواقفها من التطورات الجارية في الساحة العراقية والتاكد من صدق النوايا لديهم , فهل يتغافل الحزب الشيوعي العراقي عن الدور الكبير الذي ينبغي ان يضطلع به في التحالف المذكور , انطلاقا من الجماهيرية الواسعة التي يستند اليها في كل المدن العراقية قياسا بالقوى الاخرى التي تعد في اغلبها قوى هامشية يقودها نخب من السياسيين الباحثين عن مواطئ قدم لهم في البرلمان دون التقليل من وطنيتهم واخلاصهم للمشروع الحضاري لهذه القائمة العراقية . وبالنتيجة يبرز التساؤل عن كيفية استيعاب عشرات الاسماء الكبيرة في اللوائح الانتخابية على اعتبار ان كل منهم يعتبر شخصه قيمة عليا ويعتبر كيانه السياسي جماهيريا ان وجد له كيانا سياسيا وله مشروعية قيادة هذه الدائرة أو تك في المحافظات العراقية , الامر الذي سوف يقلل الوجود الحقيقي الذي يستحقه مرشحوا الحزب في الانتخابات المقبلة .للحق , لا يخفى مدى صعوبة توزيع المقاعد الانتخابية على هذه الجموع الكبيرة مع ان اغلبهم قدم أملا في نيل احد المقاعد الانتخابية ولا يغره دوره الجماهيري لدى حرافيش العراق فقد يكون شفيعه ظهورا تلفزيونيا في ندوة ما أو تسنمه منصب حكومي وما الى غيره , متغافلين أن الصوت الانتخابي في العراق ينتزع انتزاعا فيما لو تحرر صوتا ما من القمقم الطائفي او العرقي .

ما يهمني في هذه المقالة هو تسليط الضوء على مكامن الخسارة التي تلحق بقوى الحزب لدى دخوله كطرف في اي تحالف انتخابي , للعديد من الاسباب من بينها عدم القدرة على استنهاض قوى الحزب كما لو يدخل الانتخابات بقائمة خاصة به , وتكون النتيجة بعدها مشروعا استنهاضيا لقوى الحزب وجماهيره والدعاية للحزب كما حدث مع قائمة اتحاد الشعب في الانتخابات السابقة أو في اقصى المديات المنافسة في اي انتخابات مقبلة عبر تشكيل ائتلاف يساري من القوى القوى اليسارية والديمقراطية الحقيقية على ان يمثل الحزب الشيوعي العراقي النواة فيه , والا فان المضار الناتجة ستلحق وبالا على الحزب مهما تكن توجهات القوى التي يأتلف معها الان او في الدورات المقبلة .

لا ينبغي النظر للنتائج المتدنية في الانتخابات السابقة التي حصلت عليها قائمة اتحاد الشعب كقياس يحتذى ,لان تلك الانتخابات جرت في ظروف عصيبة لا تتكرر ابدا مع اني ارى ان النتائج السابقة لا بأس بها افلا يعني كثيرا حصول قائمة اتحاد الشعب في الانتخابات البلدية في محافظة ذيقار بأكثر من 19 الف صوت انتخابي عدا الاصوات التي سرقت أو اهملت أو قيدت ؟

لا نغالي ان قوة الحزب في عموم العراق تترواح بين ربع ونصف مليون صوت انتخابي لو تم اجراء الانتخابات بنزاهة في هذه المرحلة وهذه تعد قاعدة هائلة وخميرة يمكن لها التوسع والانتشار لو استطاع الحزب التعامل مع الاوضاع حسب مقتضيات مصلحة الحزب بالدرجة الاولى .

ثمة قاعدة يمكن النظر اليها كاستثناء , وهي خطل تقديم المصلحة الوطنية على مصلحة الحزب الاستراتيجية ودوره وتأثيره السياسي في الحياة العراقية, لانه من الخطأ الجسيم فصل المصلحة الوطنية العراقية عن مصلحة الحزب المركزية ووجوده الحيوي في الحياة العراقية, لايمكن فصلهما باي شكل من الاشكال , وانما اعتبار المصلحة الوطنية العراقية , مترابطة ارتباطا وثيقا بتطور دور الحزب الشيوعي العراقي في الساحة العراقية . لتكن هذه المرة الاخيرة التي يقدم الحزب فيها على الائتلاف مع الاخرين , ولابأس من اجترار الاضرار الناشئة طالما أن أهداف هذا التحالف هي قريبة من توجهات و

اهداف الحزب في هذه المرحلة العصيبة من تأريخ العراق التي ربما تطلبت من الحزب تنازلا مبررا او غير مبرر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جودي سكيت.. يكشف عن أشياء مستحيل أن يفعلها ومفاجأة عن علاقته


.. تساؤلات حول تقرير واشنطن بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية في غ




.. بعد الوصول إلى -طريق مسدود- الهدنة لا تزال ممكنة في غزة.. «ج


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش.. جهود متواصلة لدعم الجر




.. تحرك دولي لإطلاق تحقيق مستقل بشأن مقابر جماعية في قطاع غزة