الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يحدث الطلاق السياسي بين النجف وكربلاء.

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



ماحدث امس : ان رئيس الوزراء حيدر العبادي وصل الى محافظة النجف، والتقى فور وصوله بالمرجع الديني الشيخ اسحاق الفياض ..
,وبعدها زارالسيد مقتدى الصدر واكد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ان زيارته الى النجف جاءت لتمتين العلاقات مع الاطراف السياسية الموجودة في المدينة ومنها السيد مقتدى الصدر، مشيرا الى انه يحمل دعوة الى الوحدة والتعاون من جميع الاطراف لدفع الخطر عن العراق.



في نفس اليوم يزور المالكي كربلاء وفي مؤتمر عشائري للدعم الحشد الشعبي يحرص على تأكيده ببقاء مناصب نواب رئيس الجمهورية وعدم إلغائها لحد الآن، معتبراً أن الإصلاحات مطلوبة لكن يجب أن لا تتعارض مع الدستور والقانون، فيما أشار الى أنه يدعم العملية السياسية، كون النجاح والفشل ليس من مسؤولية شخص واحد.

هذا ما حدث يوم امس وهو مايشير بوضوح الى حالة الصراع بين العبادي والمالكي التي تجسدت مؤخرًا واتضحت معالمها مع النشاط للمالكي في اروقة البرلمان وخارجه ؛ لتحجيم سلطة حيدر العبادي،
والصدام اصبح محتومًا، فكل ركض مسرعا لحشد الدعم له مرجعيا وسياسيا ومليشياويا،ولفهم مايحدث اليوم يجب ان نستعرض خلال الايام السابقة..حيث ان أعضاء حزب الدعوة باتت تتمترس على جبهتين؛ إحداهما تقف مع المالكي، والأخرى تثقف للعبادي، حيث أصبحت تطورات الخلاف تنذر بتصعيد الخلافات من سياسية إلى مواجهات مسلحة بين جبهتي الحزب.

فالمالكي من جهة يدير دفة الحزب عن طريق الجبهة المسلحة في الحزب بالإضافة إلى دعم اغلب قيادات ميليشيات الحشد الشعبي بما يمثل قوة خارجة عن الدولة، بينما يقف إلى جانب العبادي جناح سياسي يتمثل في عدد من الرموز السياسية في الحزب ويسعى لدعمه من سريا السلام. .

وأن لهجة حيدر العبادي أخذت في التصاعد في انتقاد الحكومة السابقة التي كان يقودها نوري المالكي، حيث أنه يؤكد في كل المؤتمرات الصحافية واللقاءات مع الجمهور بمسئولية تلك الحكومة عن تدهور الأوضاع في العراق أمنيًّا واقتصاديًّا وانتشار الفساد فيها.
كما يحمل العبادي حكومة المالكي مسئولية هدر المال، والتسبب في سقوط الموصل ومجزرة سبايكر وصفقات السلاح والكثير من قضايا الفساد.
وكان الخلاف بين العبادي والمالكي قد بدأ يتسع بعد انتهاء تحقيقات حول سقوط الموصل في قبضة تنظيم "داعش"، والتي حملت المالكي المسئولية الأولى لحدوثه، إضافة إلى تشتت أهداف الحزب بين كسب نظام الحاكم في طهران أو تحقيق مكاسب شخصية.
والتصادم الكلامي تكرر عدة مرات بين العبادي والمالكي في عدة مناسبات، وأخذ يبرز إلى العلن، وآخرها المؤتمر الصحافي الأخير للعبادي الذي وصف فيه المالكي بـ«القائد الضرورة»، واتهم رئيس الوزراء من وصفه بـ”القائد الضرورة”، بـ”هدر المال العام، ومنح الهبات خلال الانتخابات”،و رغم محاولة العبادي وأطراف سياسية شيعية الإيهام بأنّ المقصود بتلك العبارة صدام حسين، إلاّ أن أحدا لم يصدّق ذلك حيث لم يبد هذا التأويل متناسقا مع إشارة العبادي في ذات التصريح إلى خواء الميزانية التي وجدها حين تسلّم رئاسة الحكومة، وليس من المنطقي أن يكون صدام مسؤولا على إفراغ ميزانية العراق سنة 2014,الامر الذي اثار أتباع المالكي الذين وجهوا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي انتقادات إلى الإصلاحات التي ينفذها العبادي، واعتبروها بلا جدوى.
وكذلك الامر تاكد وبدا واضحًا من خلال حملات إقالة ضباط كبار في الجيش والشرطة والأجهزة الاستخبارية، والإطاحة بإعلاميين في مؤسسات حكومية محسوبين على المالكي، وهو ما قابله فريق رئيس الوزراء السابق، بحملات تسقيط سياسي للعبادي والجهات الداعمة له، من على قنوات فضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، تنتمي لجيش إلكتروني سري يشرف عليه مقربون من المالكي.


ويأتي هذا امتدادا لتداعيات سياسية متسارعة شهدتها الساحة العراقية خلال الأيام الماضية وأظهرت أنّ علاقة العبادي والمالكي بلغت مرحلة “الطلاق السياسي”، رغم محاولة الطرفين التغطية –دون جدوى- على صراعهما.


وتجاوز خلاف الرجلين حدود العراق لتكون له امتدادات إقليمية حيث سارعت إيران إلى الوقوف بقوّة خلف المالكي أحد أبرز رجالها في العراق، بينما بدأ العبادي يحاول يكسب صورة “المتمرّد” على النفوذ الإيراني في بلاده ويستنجد بدعم من مرجعية النجف التي قد تكون بدورها منقسمة في التبعية لمرجعية قم الإيرانية, ووضعت التطورات الأخيرة في العراق والمنطقة حيدر العبادي مجدّدا في قلب الصراعات الإقليمية والدولية، حيث تضغط إيران عليه للقبول بالاستعانة بروسيا في الحرب على داعش في بلاده، فيما تضغط عليه الولايات المتحدة لرفض التدخّل الروسي.

ولن يغيب هذا المعطى عن صراع العبادي مع المالكي، ففي حال رفض الأول الاستعانة بالطيران الروسي، فإن حملة شعواء ستشنّ عليه من قبل القوى الشيعية من أحزاب وميليشيات باعتباره “عميلا للولايات المتحدة"”.
.فحاول العبادي مسك العصى من الوسط بانشاء غرفة عمليات استخباراتية مشتركه.


فالصراع ليس حزبي فقط ولكن هو مصالح بين اقطاب سياسية ومراجع دينية، وأيضًا حكومات وعواصم دولية، فهل سيقف الصراع بين العبادي والمالكي لدى سقف المتحكمين بالأمور، ويبقي علي حزب الدعوة، أم ستتطور الأمور إلى طلاق سياسي يهدم التحالف الوطني ووينقسم البيت السياسي الشيعي بين كربلاء والنجف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن