الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة في زمن الجسد المستباح..

محمد البورقادي

2015 / 11 / 8
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس



لقد بات الزمان في عوالم الحداثة وفي صراع مع المثل وفي سباق لدرك كل جديد ..والناس في ذلك إلى تناحر ..وغالب العامة من الخلق تسعى وراء استغلال الوقت في ما ينسي مرارة الحياة ..ورتابة النشاط..وركود الملل ..وما لا يرى إلا بتلك الرؤيا لا يتجاوز الحال إلى إصلاح الحال ..ولا يلبث أن يدخل في دائرة يفضي أولها إلى آخرها بلا غاية حسية أو مادية حقيقية تدرك ..والحديث هنا عن ما ارتبط بالشرف عند أهل المشرق أو ما اقترن تحديده بالعفة والطهارة كمعيار لاستحقاق المهر ..
على أن زمن الإستهلاك قد أبهر كل من ألقى بسمعه وبصره وهو غائب ..وتفنن في عرض المنكرات في حلل التقدم والحرية ..وزين للخبيث ودعى إليه بإسم التحرر والمدنية !! حتى غدا كل صغير وكبير يبحث عن استجلاب الرقيق الأبيض بأي الوسائل كانت ..فما خانه الحظ والخجل في إغراء الحور التفت إلى المال لشراءه من موطنه ..وما لم تسعفه تلكم الوسائل عرض شكواه على الشاشة فنعم المنصت ونعم المجيب وهذا أهون الحضوض في هذا الزمان ..
إنه زمن البيع والشراء ..زمن التجارة في اللحم على اختلاف أشكاله ..فالطيب الغض الطري صغير السن هو ملك السوق وهو الأعلى سعرا وغيره من الكهل المترهل بخس ثمنه ..ولا يأسف على حضه فقد كان بالأمس منفردا متغطرسا يحتكر السوق ويتغنج كيف شاء ..ولكل زبون وسعه وطاقته ..ولنغلق هذا القوس كما فتحناه فهذا ليس ما هممنا بقوله ..ولكنه مقدمة لما قد روج بدافع الفضول وبقوة المال وبسلطة التحرر من الكبت في عوالم الإستهلاك بامتياز ..
كم نسمع من قصص اغتصاب وهتك للعرض بدافع الكبت ومن حالات إجهاض بدافع التستر ومن حالات هم وحزن آلت اكتئابا وانتحارا لوجع الحسرة ولسوء نظرة الوحش المجتمع ... هذا حال مجتمع أغلب دعاته من العلمانيين الذين توغلو في سياساته وحاكو أغلب نسيجه ..ما عسا ردة فعله تكون أمام تمهيداته ومقدماته !! أم أن بريق المال وسطوة النفوذ علت وتعالت لدرجة تناسى فيها العقل عواقب الفعل ومخرجات الدخول !! ألستم من تتسترون على بيوت الدعارة وتنصبون الكازينوهات والكاباريهات في كل حدب وصوب.. فما بالكم الآن تنكرون ما كسبت أيديكم ..إنكم تشتركون في المسؤولية بدعمكم للفضيحة وتسويقكم المنكر في علب القانون ..هل المراد امتصاص غضب خلق أهلكته البطالة واكتوى بنار الغلاء ..أم مواكبة عصر القرود وبهيمة الأنعام ..أم إطلاق العنان لكبت الإنسان ليعيث في الأرض فسادا وإفسادا ..إلى أين الذهاب في ظل مصادرة على القيم ..وفيما المنجى في زمن المباحات وكيف الحال بمن سيلحق بنا من الأجيال في هذا المرتع الدنس الخبيث الملغم ..
لكن هذا لا يمنع العقل عن التعقل ولبس طوق النجاة برجاحة الرؤيا وبالتفكر في المنقلب ..ولا يشفع لمن أراد الغوص بدون البلل فكل فعل لا بد له من دافع وكل دافع يحركه خاطر الفضول والمغامرة وحب الجديد ..وكم من داخل لا يعزم على الإسترسال مع الهوى وينوي ملك النفس عن الجموح حتى إذا تمكن من المرغوب أخذته السكرة وغلبه الطبع فبالغ في الأكل حتى وقع المحضور ..فلذلك وجب الإنتباه من الغفلة واليقضة من البداية وعدم الأخد بأسباب الهلاك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه


.. الوصل يحقق انتصارا تاريخيا على النصر ليتوج بكأس رئيس دولة ال




.. لماذا تخاف إسرائيل من مخيم جنين؟


.. شهيدان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم بربرة وسط رفح جنوب




.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية