الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( بيت العِز يا بيتنا )).

الحكيم البابلي

2015 / 11 / 9
سيرة ذاتية


(( بيت العِز يا بيتنا ))!
أحلمُ بالصداقات الرائعة الضائعة، بالزمن الذي إنقضى، بالرفاق المنسيين. أحلمُ ببيتي، أحلمُ ببحرٍ مياهه حية، وبسماءٍ لها ثلاث شموس.
دين كونت.

* في سنة 1957 قامت الحكومة الملكية في بغداد العراق بإجراء قُرعة لتوزيع 120 بيتاً جديداً على صغار موظفي الدولة والمعلمين وغيرهم، وتم إعطاء تلك البيوت لهؤلاء الموظفين لقاء مبالغ زهيدة نوعاً ما ومعقولة جداً توجب عليهم تسديدها على شكل أقساط سنوية مُريحة تتناسب مع مداخيل هؤلاء الموظفين، وسُمِيَت مجموعة البيوت تلك ( مدينة المأمون الأولى )، تبعها فيما بعد مدينة المامون الثانية التي كانت تحتوي على 500 بيتاً على ما أظن.
كان والدي أحد هؤلاء الموظفين المحظوظين، وبالقرعة العادلة إستلم البيت # 77 الذي كان حلمه وحلم عائلته الصغيرة لعدة سنين.
كل ذلك حدث قبل ثورة تموز بسنة واحدة أو أكثر بقليل، ورغم كل القلاقل والإضطرابات والفوضى التي تبَعَت الثورة لاحِقاً، فكل ذلك لم يمنعنا من التمتع بذلك البيت الجديد الجميل # 77. وبقي هذا الرقم بالنسبة لي رقماً محظوظاً إستعملته طوال حياتي -ولحد الآن- كلما إحتجت إلى إختيار رقم لسبب من الأسباب !.

بعد إنتقالِنا إلى الدار الجديدة راح والدي يُخطط ويعمل جاهداً لتكوين -ربما- أحسن حديقة في كل مدينة المأمون تلك، حيث كانت البستنة من أهم هواياته الحياتية الكثيرة يومذاك، ومنها العزف على العود وعلى آلة الهرمونيكا الصغيرة والتصوير بالكاميرا .. الخ، أما شغيلته في أعمال البستنة فكانت تتكون من أخي الكبير نبيل وأنا وأحياناً أخواتي، وكلٌ بقدر ما يستطيع أن يُعطي من جهد. وهكذا خلال سنتين أو ثلاث خلق والدي -وبمساعدتنا- جنة صغيرة كان يغبطنا عليها كل من زارها.
كان والدي يفاخر ويزهو ويكاد يطير فرحاً كلما سمع عبارات الثناء والمديح والإعجاب من الآخرين، ولِمَ لا ؟ فها قد تحقق حلمه في حديقة نموذجية وورود وأشجار ورياحين وخضروات وحتى حيوانات، وقام لوحده بتصميم وبناء قمرية عنب خشبية طويلة تمتد من منتصف الحديقة لتصل إلى الباب الخارجي الخلفي للدار والذي كان يقع على جانب شارع أبو غريب الشهير، وخلال سنوات أصبحت تلك القمرية مليئة بأحسن أنواع العنب نوعية ( ديس العنز ) !.
كذلك زَرعَ منذ الأشهر الأولى لسكننا أكثر من عشرة أشجار نارنج وخمسة أشجار سرو -الدائمة الخضرة- والتي كُنا كلما زارنا ( كرسمس ) نقطع غصناً كبيراً منها لإستعماله شجرةً للميلاد داخل البيت.
كذلك زرع نخلة واحدة وشجرة تين أسود وشجرة تُفاح من النوع الصغير المُسمى ( أبو خد وخد ) وشجرة طرنج كي تعمل والدتي من ثمارها المربى الشهيرة ( مربة الطرنج )، كذلك ثلاثة أشجار زيتون أخضر كانت الوالدة تعمل منهم وبمساعدة والدي ربما عشرة أنواع من الزيتون وكل نوع يختلف مذاقه عن بقية الأنواع الأخرى، كذلك زرعنا شجرة برتقال، وشجرة ( نومي حامض ) ليمون، إضافة إلى عشرات الأنواع من الورود الموسمية والدائمية وخاصةً ورد الجوري ( الروز ) وورد ( شبوي ليلي ) الذي كان قد تسلق وإحتل كل السياج الحديدي الأمامي على جانبي باب الحديقة الخارجي للدار، وكانت زهور الشبوي ليلي تعبق ويفوح شذى رائحتها الزكية العجيبة الطيبة مساءً بعد أن يحل الظلام لدرجة كانت تلك الرائحة تصل لمسافة نصف ميل أو أكثر. ولهذه الشجرة المتسلقة الفواحة الرائحة عدة أسماء منها ( شجرة الكولونيا )، ( ملكة الليل )، ( عطر الليل )، وأظن الشاميين يُسمونها ( ليلة القدر )!. أما إسمها العلمي فهو cestrum nocturnum.

في نهاية كل صيف كُنا نجمع محصول أشجار النارنج ونقوم -أخي نبيل وأنا- بعصره بواسطة ( معصارة ) معدنية منضدية طويلة العتلة، وتقوم والدتي بعد ذلك بحفظ العصير في عشرات القناني الزجاجية المختلفة الأحجام والتي كُنا نُغلقُ فوهاتها بالشمع لمنع تعفن العصير الذي كُنا نحفظه في أماكن باردة ومُظلمة من البيت. وكانت والدتي تستعمل ذلك العصير للطبخ بدل الليمون ( النومي حامض )، كذلك كانت تعمل منه شربت بعد إضافة الماء والسُكر والثلج له، وكان شربتها ذلك شهيراً ومعروفاً لدى الكثير من سُكان مدينة المامون، خاصةً الجيران المُقربين الذين كانوا قد أطلقوا عليه تسمية ( شربت أُم نبيل )، والذي ربما كان أشهر من حديقة والدي.

في ولايتنا الأميركية مشيكان حيث نسكن منذ 1974 لا يُزرع النارنج، بسبب البرودة والثلوج اللذان يستمران إلى بداية أو منتصف شهر نيسان!، لهذا نستعمل الليمون الأصفر ( نومي حامض ) بدل النارنج. وحدث ذات يوم قبل عدة سنوات وبعد وصولي إلى البيت عائداً من عملي، أن ناولتني زوجتي زجاجة تحوي داخلها سائلاً أصفراً، قُمتُ بتقليب الزجاجة بين يديَ لكني لم أعرف ماذا في داخلها، وحين سألتُها قالت لي مُبتسمة: إزِح التبدور ( الفلينة ) وإستنشق الرائحة، وحين فتحتُ الغطاء وشممتُ الرائحة تملكني شعورٌ خلب عقلي ولبي للحظات، وقد أعجز عن وصفه مهما حاولتُ وإجتهدتُ، كانت الرائحة لعصير النارنج !!!، وبصورة تلقائية لم أستطع السيطرة عليه، بدأت أبكي وأنشج والدموع تُبلل عينيَ ووجهي كطفل صغير موجوع، وبقيتُ أبكي لعدة دقائق، فكأنني شممتُ رائحة أُمي وأبي وكل الماضي والأيام الخوالي عبر رائحة النارنج تلك التي طالما رافَقَت سنين طويلة من حياتي وطفولتي وصباي وشبابي في بيتنا العتيق .. بيت العز والكرم والفرح والورود وشذى الروائح الطيبة والنوايا الحسنة!.
كانت تلك الزجاجة قد أحضَرَتها من ولاية كاليفورنيا الحارة المناخ -حيث يُزرع النارنج هناك- إحدى قريباتي التي كانت تعرف عُمق العلاقة الروحية بيني وبين ثمرة النارنج أو عصيره !.

* كان والدي قد إشترى عدة طيور صغيرة ملونة ( طيور الحُب ) ووضع قفصها داخل البيت، كذلك إشترى طيرين صغيرين جداً نوعية ( فِنجِس ) وضعهما في قفص ذهبي جميل علقه في المسافة التي تفصل البيت عن الحديقة، ولكن بعد شهور قام أخي نبيل بإطلاق سراحهما حيث لم يكن يؤمن بتقييد الطيور لإن مكانها السماء وليس الأرض، وكان يقول: ليس من حق البشر تقييد أي طائر أو الإحتفاظ بأي حيوان عدى الحيوانات الداجنة التي تعتمد حياة البشر وديمومته عليها!.
كذلك قام والدي ببناء قفص كبير للدجاج يسع لأكثر من أربعين دجاجة، وعمل حاوية مُدَفَئة لرعاية وإتمام مراحل تحول البيضة وتفقيسها لتصبح كتكوتاً صغيراً، وإشترى ما يُقارب الأربعين من بيض الدجاج الأجنبي على ما أتذكر. وبنفس الوقت إشترى 12 بيضة أخرى من إمرأة ريفية متجولة تبيع البيض والقيمر.
بعد الفترة الزمنية اللازمة -21 يوماً على ما أعتقد- فقس معظم البيض الذي رعاه والدي وأعطاه الدفء عن طريق مصابيح كهربائية لتوفير الحرارة اللازمة لإبقائه حياً.
وحين كبرت الكتاكيت بعض الشيء كان ريش أغلبها أبيض اللون، عدى تلك التي إشتراها والدي من المرأة الريفية بائعة البيض المُتجولة، حيث كان لون تلك الكتاكيت يتألف من مجموعة الوان متداخلة غامقة ولَماعَة، بين الأزرق والأخضر والبرتقالي والأحمر والأسود والبني، وحين كبروا كانوا من أجمل ما رأته عينايَ من دجاج.
وقام والدي بذبح جميع الذكور إلا أربعة، واحد بلدي ملون والثلاثة الآخرين كانوا من النوع الأجنبي الأبيض الريش.
بعد فترة قصيرة بدأنا نُلاحظ أن الديك البلدي الملون كان متميزاً بشكلٍ ملحوظ عن بقية الديكة، وذلك من خلال تصرفاته في القفص أو حديقة البيت حيث كان الدجاج يسرح ويمرح غالبية النهار ( على خُر أذنهم ) كما نقول في لهجتنا العراقية الجميلة.
كان ذلك الديك شرساً عنيداً ومُهيمناً بشكل ملحوظ جداً، وراح يفرض سيطرته لا على كل الدجاجات فقط، بل حتى على الديكة الثلاثة المساكين الآخرين، لدرجة أن تلك الديكة الثلاثة كانوا دائماً منتوفي ريش الرأس كالرجل الأقرع!، لإن السيد ( عنتر ) -وهو الأسم الذي أطلقناه لاحقاً على ذلك الديك- كان يُلاحقهم وينقر رؤوسهم وينتف ريشهم ويُبهذلهم شر بهذلة كلما حاولوا التودد لواحدة من الدجاجات!، لِذا لم يكونوا يجرؤون على منازلته بعد أن خسروا عدة جولات ومعارك خرجوا منها وهم يدمون في أكثر من موضع من أجسادهم.
عنتر كان بالضبط كالخليفة العربي أو السلطان والوالي العثماني الذي يحتكر آلاف الحريم لمتعته ولفراشه الخاص!!، وهذا جعلني وأخي نبيل نُسائِلً بعضنا متهكمين: هل هي مصادفة أم هو أمر واقعي وطبيعي في تشابه سلوك وشخصية الديك الشرقي مع الرجل الشرقي !!؟.
أما نوع معاملة السيد ( عنتر ) لحريمه فقد كان فيها الكثير من الرقي والمديَكة الحقيقية ( على وزن مَرجَلَة ) ومكارم الأخلاق هههههههههه، حيث كان لا يأكل إلا إذا تأكد من أن جميع دجاجاته قد أكلن وشبعن وشربنَ وإرتوينَ، ولم يكن يدخل القفص في نهاية اليوم إلا بعد أن يطمئن إلى أن كل حريمه قد دخلن بسلام، كذلك لم يكن يرتاح إلا بعد أن يقوم أحدنا بإغلاق باب القفص، تحسباً منه للخطر الذي قد يكون قادماً بسبب إهمالنا لغلق الباب أحياناً!، كذلك كان ينام ليلاً في أعلى زاوية من القفص، كي تكون جميع أرجاء القفص ومن فيه تحت ناظريه وحراسته وحمايته!، وأثناء النهار كانت عيناه تدوران في محجريهما في محاولة منه لرؤية كل خطر قادم قد يتهدد واحدة من حريمه عن طريق طير جارح كبير أو قطة من عشرات القطط البرية التي كانت تعج بها وبالكلاب السائبة مدينة بغداد يومذاك .. ولا زالت على ما أظن !.
ذات يوم رأيناه في معركة شرسة وهو بين كَرٍ وفر مع قط سائب كان يُحاول إختطاف أي دجاجة قد تقع بين يديه، فما كان من عنتر إلا أن أطبق بجناحيه ومنقاره ومخالبه على القط وإلتحم معه في معركة عنيفة صاخبة جداً خشينا أن يدفع عنتر حياته ثمناً لها ولشجاعته ومحاولة حمايته لحريم قفصه !!!، ولكن … إنتهت المعركة بعد دقيقتين طويلتين بهرب القط رغم أنه أصابَ عنتر بعدة جراح قام والدي بتضميدها له فيما بعد!.
كذلك كان عنتر يُهاجمنا بكل شجاعة غير مُبالياً بحجمنا قياساً لحجمه، كلما حاولنا جمع البيض من داخل القفص، لدرجة كُنا أحياناً نلبس قفازات كي نحمي أصابعنا من نقر منقاره كلما إمتدت تلك الأصابع لخطف بيضة من البيضات !. وذات ليلة صيف سمعنا صراخ السيد عنتر وهرجه ومرجه وحين أسرعنا إلى حيث القفص رأينا أحد أولاد المحلة وهو يهرب بجلده بعد أن حاصره عنتر وهاجمه ومنعه من سرقة الدجاج !!، ولم يسكت عنتر عن الوقوقة والصراخ إلا بعد ساعة من الزمن، حيث كان قد فقد أعصابه بسبب المحاولة اللئيمة الجبانة التي قام بها السارق رغم أنه فشل !!.

* بمرور الوقت كبرت العلاقة بين كل عائلتنا وبين الديك ( عنتر ) الذي كان يتصرف وكأن في داخله روح بشر حبيسة، بينما كانت بقية الدجاجات من الغباء بحيث بدى عنتر مقارنة بهن كديك ذكي لا ينقصه غير اللسان الناطق، أو هكذا بدا لنا الأمر يومذاك !.
تمر الأيام والشهور وفجأةً نجد أن بضعة دجاجات قد سقطن ميتات لسبب مجهول لم ندري كنهه!!، وبعد سؤال بعض الناس ممن يملكون خبرة في تربية الدجاج، علمنا أن هناك مرض معين أصاب دجاجاتنا فبدأن يتساقطن ميتات كأوراق الخريف واحدة بعد الأخرى، في حين لم تنفع كل الأدوية التي وضعها لهم والدي في طعامهم وشرابهم، فهم بالكاد كانوا يأكلون ويشربون كالإنسان المُحتضر الذي يفقد شهيته للطعام وهو في بداية نهايته وفنائه!. وقيل لنا فيما بعد أن ما أصاب دجاجنا هو مرض مُعدي يُسمى ( نيو كاسل )!!.

كُنا جميعاً حزينين متألمين لا نعرف ما الذي يتوجب علينا عمله ونحنُ نرى دجاجاتنا العزيزات يمتنَ أمام أنظارنا بحيث كانت مزبلة البيت لا تكاد تخلو من بضعة دجاجات ميتة كل يوم !. والذي زادنا حزناً هو منظر (عنتر) الذي بدا لنا حائراً لا يعلم أو يفهم ما يحدث أمامه لحريمه ودجاجاته!، كان يقف قرب الميت منهن وهو ينقرهن ويدفعهن بجناحيه محاولاً مساعدتهن على الوقوف، وكان ينظر نحونا بعينيه البراقتين وكأنه يتوسل ويطلب عوناً لم نكن نملكه للأسف!، والحق .. كان المنظر أكثر من مؤلم وموجع لنا جميعاً!.
خلال اسبوع أو عشرة أيام ماتت كل الدجاجات!، ولم يبق في القفص إلا عنتر المسكين الذي كانت اعراض المرض والوهن قد بدأت تبدو عليه وعلى حركته ونشاطه، لكنه كان يُجالد ويُكابر وينهض كلما كبا على وجهه، وكان الحزن مرتسماً في عينيه الوقادتين اللتان خمدتا نوعاً ما حيث إنطفأ ذلك البريق الوهاج الشرس المتحدي الذي كان فيهما!!. وفي اليوم الأخير سقط عنتر على التراب وعجز عن النهوض ثانية، وكانت عيناه تأبيان أن تنغلقا، كانتا تجولان ببطيء وهما تتطلعان في وجوهنا وكأنهما تتسائلان: ما الذي حدث!؟ .
مات عنتر أخيراً، ورفضت أخواتي ووالدتي رؤيته ميتاً، فقام والدي بتغطيته بمنشفة حمام كبيرة، ورحنا أخي نبيل وأنا نحفر له قبراً في الحديقة بين إثنين من أشجار النارنج، وأذكر طلب والدتي مِنا أن يكون قبره عميقاً جداًُ لئلا تنوشه مُستقبلاً معاول أو مساحي من سيمتلك بيتنا ذات يوم على المدى القريب أو البعيد، فكلنا إلى زوال وفناء وإنتقال، ولا بد سيأتي يوم يسكن هذا البيت أُناس آخرون!!، وهي سنة الطبيعة ودورة الأفلاك.
خلال الأسبوع الذي تلا موت عنتر قُمنا بتهديم قفص الدجاج، بعد أن قررنا بالإجماع أن لا نقوم بتربية أي دجاجٍ في المستقبل. وكنتُ شخصياً قد أحتفضتُ بواحدة من ريشات جناح (عنتر) الملونة الجميلة، لكنها ضاعت بعد أن هاجرتُ إلى أميركا وأبقيتها مع الكثير من حاجياتي الشخصية في بيتنا القديم، ويا ليتني لم أفعل!.
هو أمرٌ مُحزنٌ جداً أن يموت الإنسان بسبب ذنبٍ لم يقترفه، وليس له عليه لا حول ولا قوة، بالضبط كآلاف العراقيين والسوريين وغيرهم من الذين كانوا يعيشون بسعادة وأمان، ولم يكونوا يعرفون ما يُخبئه لهم القدر اللئيم !!، هؤلاء الضحايا يُذكِروني دائماً بأخوتي الذين كانوا طعاماً للحروب الغبية التي خلقها الأشرار من البشر، كذلك يُذكِروني بديكنا ( عنتر ) ودجاجاته الذين ماتوا جميعاً كما يحدث اليوم لملايين الشرقيين، وغالبيتهم كدجاجنا في بيت العز، لا يدرون مالذي عصف بهم !!.

* الذي يُحزنني أحياناً هو إستهزاء وسخرية وتندر بعض الناس حين يسمعون قصصاً عن العلاقة الودية الحميمية بين بعض البشر والحيوانات، ولا يفهمون بأن الحيوان أحياناً يأخذ دور أحد أفراد العائلة كما يحدث الآن بيننا كعائلة وبين كلبين صغيرين فحل وأنثى ( بفن وجنجر ) نقوم بتربيتهما منذ أكثر من خمس سنوات.
لقد تم إخراج مئات الأفلام السينمائية عن علاقة الود والتآلف والتعاطف والألفة والرحمة بين الإنسان والحيوان، كذلك كَتبَ آلاف البشر عن مدى روعة وعمق العلاقة بينهم وبين الحيوانات التي قاموا بإحتضانها وتبنيها وتربيتها، أذكر منهم مقال لإبن عمي ( فارس أردوان ميشو ) عن بلبله يوم كان في العراق، كذلك مقال لزميلتنا لِندا كبرييل عن القرد ( وافي ) الذي ربته هي وزوجها وأولادها، وكِلا المقالين تم نشرهما في موقع الحوار المتمدن قبل عدة سنوات. ولكن … رغم كل الشواهد الحية الجميلة في قاموس ذكريات العالم حول العلاقات الطيبة بين الإنسان والحيوان، فسيبقى الكثير من الناس يعتبرون الكلب كلباً والحيوان حيواناً ويستنكفون حتى من التعاطف معهم !!، وهم معذورين … إذ كيف سيفهم عمق علاقة الإنسان بالحيوان من لم يفهم أساساً عمق وتعاطف الإنسان مع أخيه الإنسان !!؟.

* لا أعرف من يسكن البيت # 77 اليوم في مدينة المأمون بعد أن غادرناه مهاجرين أنا واخواتي الثلاثة، ومن ثم مقتل أخوتي في حروب صدام العبثية، وموت أمي وأبي!؟
كذلك لا أعرف إن كانت أشجار النارنج باقية تُزين تلك الحديقة الحبيبة؟، وهل لا زالت شجرة ( الشبوي ليلي ) تُعطر المساءات الصيفية الحارة لتلك البقعة من الأرض ؟، وهل لا زالت عظام ديكنا العزيز( عنتر ) تنام في عمق تلك الحديقة في بيتٍ يجهل من يُقيم به اليوم تأريخ العائلة التي سكنته قبله؟، بيت في ضواحي بغداد الحبيبة، تلك المدينة الأسطورة التي ترك إبن زريق قمره مُعلقاً على أبوابها .. كما تركنا نحنُ قلوبنا مدفونةً في مرابع صبانا هناك !؟.

https://www.youtube.com/watch?v=7cb35Z7A4FA

المجدُ للإنسان.
November - 9 - 2015
طلعت ميشو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النوستلجيا
عبد المطلب العلمي ( 2015 / 11 / 9 - 09:45 )
تحياتي اخي طلعت
قرات باهتمام و استمتعت بسردك.انها النوستلجيا ، و ما اقساها .تحنو الى بغداد و احنو الى القدس.لكن ما باليد حيله.
لقد ذكرتني بعصير النارنج، و كدت ان ...بالمناسبه انتم تغلقون الزجاجات بالشمع لكن جدتي كانت تغلقها بقطعه قماش مشبعه بالزيت،احيانا كان يظهر بعض التعفن في عنق الزجاجه ،لكن بازالته يبقى باقي محتوى الزجاجه سليما.
تقديري و احترامي.


2 - مصير عنتر
مالوم ابو رغيف ( 2015 / 11 / 9 - 10:19 )
الاخ طلعت ميشو
تحياتي لك
انت من الكتاب الذين اقرأ لهم دون ان يدركني الملل، لعل ذلك راجع لصدق الكلمة وروعة ودقة الوصف وتمكنك من استحضار الماضي وكانك تهب فيه نفحة الحياة
جميلة تلك العلاقة التي التي ربطتك بالبيت وبالحديقة وبالورود وبالنارنج وبالدجاج، ولا اكتمك سرا، عندما قرات ان والدك قد ذبح ذكور الدجاج ، خفت على مصير عنتر، فكرت ان تلك العلاقة الجميلة بينكم وبين عنتر وبين زوجاته يجب ان لا تنتهي بالذبح ولا بالتهام عنتر، كنت اسرع في القراءة وانا كلي خشية على مصيره وعلى مصير زوجاته.. وانه لامر غريب ان افرح بان الموت قد ادرك عنتر ولم تدركه سكين الذبح..ـ
اكرر التحية


3 - شجرة التوت
شيخ صفوك ( 2015 / 11 / 9 - 11:24 )
لقد ذكرتني بقريتي الجميلة المطلة علي النهر و بستان ابي الذي كان يفصل البيت عن النهر و بشجرة التوت الكبيرة كنت اتسلق عليها و انا صغير واستمتع بمنظر المياه الصافية كالكلستار
كان علي الضفة الاخري من النهر بستان كبير جدا ملئ باشجار اللوز و المشمش و الخوخ عندما كان يحل فصل الربيع كان منظر ذلك البستان ياخذ الالباب لن انسي ابدا بستان ابي الصغير واشجاره و ازهاره ...زرت قريتي بعد اكثر من عشرة سنوات كانت قد تغيرت معالمها كليا و كان النهر قد اصابه الجفاف و تحول الي جدول صغير..لم يبقي اي شئ في العراق الا و تحول الي الاسؤا ..عندما تكتب تستعمل كلمات بسيطة ولكنها قوية وفيها جرعة كبيرة من المشاعر الصادقة و الجياشة وهذا ينعكس علي القارئ ويعطيك بصمة خاصة تحية جرياوية من فلاح قديم احب الارض و رائحتها و الاشجار و عصافيرها ودمت بالف خير


4 - عزيزي الحكيم البابلي المحترم
جان نصار ( 2015 / 11 / 9 - 13:12 )
اذن اهتمامك بالحديقه والورود هو وراثي وشيئ جميل. عشان هيك دايما كنت بالشهور الاخيره مشغول بحديقتك وورودك .حملت حلم بغداد وحديقة العائله وجسدتها بامريكا .كتير اعجبني مقالك خصوصا وانه ترو ستوري يعني قصة حقيقيه.
يعجبني كثيرا الترابط الاسري وتكريم الاباء والامهات بمقالات وتذكرهم لكي يعيشوا في قلوبنا ويبقوا في ذكرياتنا .ايوا بيت العز يا بيتنا على بابك عنبتنا للراحله فايزه احمد وكمان اغنية ست الحبايب هيك انت جسدتلنا اياهم بمقالك الرائع وسردك الاروع .
بس العفو منك احنا علاقة الاخ باخوه الانسان هي علاقة ذبح على عدد الركعات بدك ايانا نحب الحيوانات واحنا مش حابين حالنا ومنكره بعضنا اي والله كتيري هاي منك.
احنا شعوب ساديه بتعذيب الحيوان والله وكيلك ما منخلي لا كلب ولا قط ولا حيوان من شرنا اللي ومنعملوا عاهه مستديمه ومتفنن بعمليات تجميل الحيوانات اشي منقطع ذنبه او منفقئ عينه او منكرسحو ..ال حيوان ال والله ومرحبا حيوان
تحيات ومودتي


5 - كثيره هي المشاعر
د.قاسم الجلبي ( 2015 / 11 / 9 - 13:34 )
رغم كل هذه السنين مازالت جذورك ممتمده الى اعماق تربه العراق حيث جماجم وعظام الآجداد , وعظام الديك عنتر , لا زلت ياخي تملك ذاكره نشطه حيث تتذكر كل تفاصيل الماضي السحيق , وانك تملك قلبا نابضا بحبك للبشر كما تحبه للحيوان , , ولا زلت عاطفيا وبشك كبير متذكرا مدينه المأمون انها ملحمه وصوره رائعه لحياه الشباب قد عاش بعضنا مثلها , متذكرين اغاني قد سمعناها ونحن اليها الان , شكرا لك ياطلعت , مع التقدير


6 - العزيز طلعت الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 11 / 9 - 14:30 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
باهتمام قرأت لك اليوم كما في كل مرة
كانت معزوفه فيها عود و ناي
و فيها شروق و غروب
و فيها حنين و انين
و فيها بكاء من الضحك و ضحك من البكاء
شكراً طلعت
دمتم و العائلة الكريمة بتمام العافية
كان لكم موضوع سابق عن المأمون و الاصدقاء و من استشهد منهم و المكتبة و الكتب و نهر الخر


7 - تحياتي
حامد حمودي عباس ( 2015 / 11 / 9 - 15:24 )


ما بين مشيكان الامريكية وعام 1974 ، وبين بغداد والمأمون والبيت رقم 77 في عام 2015 ، زمن ليس بالقصير .. وما يبهرني فيك هو انك لا زلت تحسن استخدام ما في ذاكرتك من مفردات عراقية صميمية مئة بالمئة .. تبدورا ( فلينه ) .. و ( على خر اذنه ) لم اتعود سماعها ممن نسوا التعامل مع اللهجة العراقية الجميلة ، وراحوا يلوون السنتهم بدعوى المدنية رغم انهم ولدوا في قلب الريف .. على كل حال فقد استمتعت كثيراً بسفرك الرائع نحو الماضي .. رغم انني بدأت احسدك على موقعك في صدر ( الحوار ) .. تقبل فائق تقديري واحترامي صديقي طلعت .


8 - الخلق
Almousawi A. S ( 2015 / 11 / 9 - 16:25 )

العزيز المبدع والمعبر طلعت ميشو
لقد خلقت جوا وعلاقه صله صادقه
وباحساس متبادل عفوي وطبيعي
متجاوزا ما ألفه البشر من مصلحيه وانانيه في كثير من العلاقات
واثرت بجداره واحيت ما طمرته السنون في تلافيف العقل واعماق الارض
من رقم وذات
فمثل حبك للرقم 77 هو كرهي وكأبتي عند رؤيه 63
ومثل ما احيت عنتر قفز باش واثبا وفيا رغم الغدر
وباش هذا كلب سكن معنا صرائف خلف السده الشرقيه
ويقال والعهده على القائل ان العائله هجرته راحله الى بغداد من مدينه الكوت عام 53 لتفاجئ بعتابه ووصوله بعد عده شهور لا اعرف مقدار مصداقيه بدايه قصته
ولكني اعرف نهايتها في مدينه الثوره حيث كبر باش واخذ لا يميز بين اللص وصاحب الدار حتى مات وابى احد الاخوه دفنه
وعمد على حرقه كاي شامخ شجاع غادر المعركه
الرحمه لوالديك واخويك مثلما تملأ العيون دموعا حاره طازجه
كدموعك عبر رائحة النارنج


9 - الحنين والتوق إلى الماضي البعيد
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 16:27 )
زميلي الطيب عبد المطلب العلمي .. تحية
صحيحٌ ما تقول، هي (النستالجيا): الحنين إلى الوطن والتوق للماضي البعيد (الأبابَة)!، ورغم سعادتي اللا محدودة في وطني الثاني أميركا، ومنذُ 41 سنة خلت، لكن شوقي وهواجسي وحنيني للماضي ولبيتنا العتيق وأهلي وأصدقائي ومدرستي ومحلتي وجيراني ونهر دجلة لا تزال جميعاً على أشدها لدرجة إنه لا يمضي شهر واحد دون أن يكون لي حلم أو حلمين أثناء نومي يتعلقان بالماضي .. أفراحه وأتراحه، فللقمر وجهان كما يقولون
والغريب أن غالبية من حولي من ناس لا يحملون نفس مشاعري، لدرجة أن بعضهم بالكاد يتذكر أحداثاً كبيرة جداً حدثت في الوطن ومن النوع الذي يستحيل أن لا يتذكره الإنسان الإعتيادي !!، وهُم أيضاً يتعجبون حين أحاول تذكيرهم ببعض تلك الأمور سلباً كانت أو إيجاباً!؟

أما عن عصير النارنج وإستعمال والدتك قطعة قماش مُبللة بالزيت، فربما هو الأصوب من قولي إننا كُنا نستعمل الشمع لغلق فوهات زجاجات ذلك العصير، ذاكرتي رهيبة حين يتعلق الأمر بالماضي، لكنها تخطأ أحياناً أو تلتبس عليها الأمور الصغيرة التفاصيل، أما تعفن عنق الزجاجة فهذا حتماً كان يحصل معنا أيضاً، وممكن إزالته بسهولة
طلعت ميشو


10 - إستحضار الماضي ضرورة ربما لا يعرفها البعض
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 17:20 )
العزيز مالوم أبو رغيف .. تحية
الكِتابة إحساس وعاطفة وحاجة داخلية دفينة تفرض نفسها على الإنسان ولا يفرض نفسه عليها، وإلا أصبحت شخبطات ودغدغة سطحية عابرة للجلد الخارجي للإنسان،
أما إستحضار الماضي اللذيذ العذب بالنسبة لي فهو حظنٌ دافيء كأحضان أُمهاتنا

قام والدي في البداية بذبح أغلب الديكة الذكور تمشياً مع المعلومة التي تقول بترك ديك واحد لكل عشر دجاجات
وبعد أشهر كُنا نطلب من الوالد شراء دجاجة من خارج الدار كلما أردنا طبخ الدجاج، وإمتنعنا عن ذبح بقية الدجاج لأنهن أصبحن كأفراد العائلة!، هذه اُم عين الحمرة، وهذه الوكيحة أم ريش المدنفش، وتلك الخشنة الطباع كالبدوي الجلف، وهذه البربوك اُم عين القوية، وتلك الخائفة المرعوبة، وهذه السمينة المتبخترة، وهكذا كُنا نعرفهم ونميزهم وكأنهم أولاد المحلة والطرف
المُضحك أن المغفور له (عنتر) كان يعرف أنه المُفضل والمحبوب من قِبَل كل العائلة، وربما لهذا كان يتجرأ علينا ويواجهنا بشراسة دون أدنى خوف أو وجل أو حتى حيطة وإحتراس ، وبالنسبة لنا لم يكن عنتر ديكاً، بل كان صبي البيت المُدلل
أسكنه الله فسيح جناته إن وُجد له مكان ههههههههههه


11 - الصديق الأستاذ طلعت ميشو
صلاح يوسف ( 2015 / 11 / 9 - 17:50 )
شكرا جزيلا لك، فنحن نعيش في عراق يختلف كثيرا عن عراق البساتين والمأمون 77 والليمون والبرتقال والزيتون .. أنت كاتب مبدع وتستحق كل حب واحترام.


12 - بكائية إستباقية للشاعر عبد الوهاب البياتي
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 18:01 )
شيخنا الجليل شيخ صفوك .. تحية
تعليقك سيدي أثار في دواخلي ذكريات ومواجع عن أشجار التوت وعصافيرها الصغيرة والنهر وكل الجماليات في الموجودات الحياتية والإنسانية في الناس المتواضعين الذين بهم المسرة .. ولكن
وكما تقول أخي الحزين، فكل شيء ضاع للأسف، وحتى النهر جَفَ ومات !!، وهل حقاً تموت الأنهار إلا في بلاد الحُكام الخراتيت السفلة !؟
نشيجك هذا يُعيد لذاكرتي مقطع من قصيدة شهيرة لشاعري المُفضل عبد الوهاب البياتي يُخاطب فيها ولده علي
قمري الحزين
البحر ماتْ
وغيبت أمواجه السوداء قلع السندباد
ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس
والصدى المبحوح عادْ
والأفقُ كفنه الرمادْ
فلمن تغني الساحرات!؟
والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيواتْ
كانت لنا فيها إذا غنى المغني ذكرياتْ
غرقت جزيرتنا وما عادَ الغناءْ
إلا بكاءْ

أهكذا تمضي السنونْ ؟
ونحن من منفى لمنفى ومن بابٍ لبابْ
نذوي كما تذوي الزنابق في الترابْ
فقراء، يا قمري، نموتْ
وقطارنا أبداً يفوتْ

كتب الشاعر هذه القصيدة قبل 50 سنة، وأراها اليوم تُليق بكل عصر مر على العراق الجريح في كل موضعٍ من جسده، هذا ما فعله بنا بنو جهل
شكر وتحيات
طلعت ميشو


13 - بيت العِز يا بيتنا
شاكر شكور ( 2015 / 11 / 9 - 18:49 )
تذكرني مقالاتك يا استاذ طلعت بالمجلات ايام زمان كمجلة العربي والهلال والفكاهة ومجلة حبزبوز وغيرها من المجلات التي كانت تريح اعصابنا وتشحن ذاكرتنا حيث لا سياسة فيها ولا تقية حزبية ولا حوزة علمية ، كانت مجلة طبيبك لصبري القباني تستهوينا كثيرا في ايام شبابنا وكنا نطالع اولا وبلهفة الأسئلة الجنسية خاصة في ما يتعلق بمشاكل المرأة والعجز الجنسي لدى الرجال وكنا نتسلى بقراءة من يمتلك عُدّه طويلة او قصيرة وعن كيفية التخلص من حْبْ الشباب ...الخ . ان انتقال الإنسان من دار عاش فيه ايام طفولته وشبابه الى مكان جديد يشبه ذلك من يقلع شجرة من جذورها فإما ان تعيش بعد زراعتها ثانية او ان تذبل حسرةً على التراب الدافئ الذي اقتلعت منه . لي دار في منطقة احتلها احفاد القدوة الحسنة من الدواعش عشت طفولتي فيها وفيها شجرتي زيتون تكفي ثمارها لأشباع سابع جار ، لم يشغل بالي ابدا اي شيئ ثمين سرقه الدواعش بقدر ما يشغل بالي من سيرعى ويسقي تلك الشجرتين التي اعتز بهما اشد اعتزاز ، فمنهم من يتحسر على أشجار النارنج والزيتون ومنهم من ينتظر هناك ليأتي دوره كشاة تساق للذبح ، تحياتي أخي طلعت


14 - الحيوانات أمانة في رقاب البشر، كوننا نملك عقلاً
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 18:59 )
زميلي العزيز الضاحك رغم المحن جان نصار .. تحية
نعم إبن عمي العزيز جان .. إهتمامي بحديقتي الصيفية وأزهاري وورودي أمرٌ جميلٌ أعتز وأفاخر بله وقد وؤرثته حتماً من والدي الراحل
صدقني أن أجمل أوقاتي هي تلك التي أعمل فيها في حديقتي الغناء الجميلة التي وددتُ أن أُفاخر بها حديقة والدي الراحل الذي كان حتماً سيفرح ويُكرر المثل العراقي القائل: (صانع الأستاذ إستاذ ونص)، تصور يا جان .. حتى معرفتي الموسوعية في الأمثال العراقية والعربية ورثتها من والدي، ثم أضفتُ لها الكثير من خِلال إجتهاداتي وقرائاتي الشخصية

كلامك صحيحٌ جداً وواقعي في ما يخص معاملة الشرقيين للحيوانات، في قولك: ( احنا شعوب ساديه بتعذيب الحيوان والله وكيلك ما منخلي لا كلب ولا قط ولا حيوان من شرنا اللي ومنعملوا عاهه مستديمه ومتفنن بعمليات تجميل الحيوانات اشي منقطع ذنبه او منفقئ عينه او منكرسحو )، صدقني جان قبل يومين شاهدتُ فيديو لأطفال شرقيين ولا أقول عرب، كانوا يسوقون حماراً حملوه بأثقال أكبر من طاقته، وكان المسكين يا دوبك يستطيع المشي، وفوق كل ذلك راح ثلاثة أو أربعة منهم يضربوه بالشلوت والدفرات والحجارة !! كان منظراً مؤلماً جداً


15 - كُلَ جرحٍ يهون إلا جراح السيد العراق
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 19:40 )
صديقي العزيز د. قاسم الجلبي .. تحية
وينك يا رجال !؟ وحق كل الآلهة إفتقدتُ تعليقاتك الرقيقة المُعبرة عن معدنك النقي، فالكاتب الحق لا يفتقد عدد التعليقات بقدر إفتقاده لنوعية التعليقات، وبعض المعلقين هم ملح الطعام وفاكهة المواقع وعطرها وشذاها، وأنت منهم

نعم .. جذور بعضنا تمتد إلى ما لا نهاية حتى تصل لعمق سبعة آلاف سنة وأكثر بكثير في الأرض العراقية، وكما تقول صديقة وأخت عزيزة على قلبي: يستطيعون إبعادي عن العراق، لكنهم سيعجزون عن إبعاد العراق عني

قرأتُ قبل أيام مقال سطحي عابر لا جذر له لكاتب يقول: ما الذي تفتقدونه وتبكون عليه في العراق !؟ الجرائم، التفجيرات، الموت اليومي، الجوع، المرض، العذاب، المهانة، سخام االوجه !؟، .. الخ من العذابات التي يمر بها السيد العراق اليوم على يد أبنائه قبل الغرباء الطامعين
وقد أوافق ذلك الكاتب على كل ما قال!، لكني فقط أود أن أوجه له سؤالاً واحداً: هل يتوجب علينا أن ننسى ونهجر اُمهاتنا لو أصابهن الجرب والطاعون والسرطان والتشويه ؟
أتذكر اُمي مرات في اليوم الواحد، لكني أتذكر العراق طوال اليوم، ثم .. هل يُفترضُ بيَ أن أجتث ذاكرتي !؟
محبتي وتحياتي .. طلعت ميشو


16 - الانسان والحيوان
صلاح ( 2015 / 11 / 9 - 19:41 )
تحيه للاخ الحكيم . مقاله حلوه عادت بنا الى ايام الصبى قبل وصول هدام العراق للحكم . عندي قاعده تعلمتها في هذه الحياة انه اي شخص يعادي الحيوانات لابد ان يكون فيه خلل نفسي و يجب تجنبه وقد اثبتت هذه القاعده صحتها .كانت لدي رغبه دائمه في تربية كلب في البيت لكن واجهت مشكله كبيره من الاهل في العراق انه نكس و يجب ان انسى الموضوع . هنا في الغرب حققت هذه الامنيه و اشتريت كلب نوع جيرمان شيفر عمره 2 شهر ربيته في البيت واطفالي كانو فرحين به اطلقنا عليه اسم اكسل كبر وعندما اصبح عمره 8 اشهر كنت اصطحبه لجلب ابنتي من المدرسه كان يركض لها ويميزها من بين حوالي 500 طالبه معها في ساحة المدرسه عاش معنا 10 سنوات كواحد من افراد العائلة يحس لحزننا وفرحنا بصوره لايمكن تخيلها مات بعد ان اصابه ورم مما اضطرنا الى قبول موته بما يسمى الموت الرحيم عند الطبيب البيطري ، له عندنا ذكريات لايمكن ان ننساها انا وعائلتي ، شكرا لك مره اخرى


17 - الكاتب أو المعلق الجيد يتم إفتقاده حين يغيب
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 20:41 )
الصديق الخلوق عبد الرضا حمد جاسم .. تحية
قبل الرد على تعليقك الجميل المُموسق دعني أقول لك بأني إفتقدتك في الأسابيع القليلة المنصرمة حين تغيَبتَ عن الموقع، وأعتقد إفتقدك الكثيرين غيري، وهنا نعلم بالضبط الفارق الكبير بين أولاد الحمولة وأولاد النغولة

بالنسبة للكتابات الأدبية فأقول أن كل ما يخرج من أعماق القلب لا بد سيدخل قلوباً أخرى كثيرة دون إستئذان أو طلب رخصة، وسعيدٌ أنا لحد الفرح الأبيض حين أجد هذه النوعيات من المعلقين الطيبين الواعين وهم يُقيِمون مقالي ويشدون أزري ويتناغمون مع عطاء الكلمات وأصالة المشاعر

نعم .. كان لي عدة مواضيع ( سير ذاتية ) عن حياتي الماضية في العراق وما مُر بيَ من أحداث بعضها حلو كالعسل والآخر مُر كالعلقم، لكنها تبقى ذكرياتنا التي علينا نقلها بكل أمانة وبكل عريها وكأننا نقوم بمهمة الكاميرا التي تُعطي الصورة بالأسود والأبيض وبلا رتوش وألوان وتجميل ( صلوخ )! كما نقول في لغتنا العراقية الشعبية المُعَبِرة، وهي الواقعية التي يرفضها بعض المحترمين ويُهاجموننا أحياناً كوننا ننقلها كما هي دون تجميل القبيح منها كما في بعض مقالاتنا الشجاعة
دمتً بخير .. طلعت ميشو


18 - الأصيل لا ينسى أصالة بلده الأم
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 21:40 )
زميلي الكاتب الفذ حامد حمودي عباس .. تحية
تقول أن حسن إستعمالي للمفردات العراقية العريقة قد أبهرك كوني مغترب منذ زمن بعيد!!. قولك هذا جعلني أبتسم، بسبب أن بعض عراقيي الداخل يحسبون أن من هاجر منذ زمن بعيد حتماً سينسى لُغة بلده الأم وأغلب مفرداتها الشعبية وما يتعلق بتراث وتأريخ ذلك البلد !! واو
ربما بعضكم معذور حين يصادفكم أحياناً بعض اللوكية من إللي شَمَو جَوة إبطهم البارحة وهم يتعيقلون ويتأمركون ويتفرنسون ويتمضيكون ويحاولون بيع الفرارات بالخبز اليابس!!، أو كما تقول: (راحوا يلوون السنتهم بدعوى المدنية رغم أنهم ولدوا في قلب الريف)!. أو كما يقول المثل العراقي: (المعيدي لمن يتثقف يُسمي الكلب بوبي وياكل التمن بالخاشوكة)! مع إحترامي لكل المعدان، فالأمثال تُضرب ولا تُقاس
صدقني هنا نعاني من نزق وخلفيات الكثير من الذين يتظاهرون بنسيانهم للغتهم الأصلية فيروحون يرطنون بلغة إنكليزية فاقعة كالغراب الذي ضيع المشيتين

أتذكر لغتي الشعبية وتراثي وتأريخ وطني بكل دقة كالساعة السويسرية، كما أتذكر أول حبيبة لي وتفاصيل وجهها وجسدها وإبتسامتها وشعرها وحتى نوع العطر الذي كانت تتضمخ به
سلام .. طلعت ميشو


19 - تطور
saad ( 2015 / 11 / 9 - 21:44 )
من ملاحظاتي على الحيوانات التي عاشرتها طويلا إنها تطورت وبالذات القطط والكلاب ويبقى الإنسان العربي يتطور تدحرجا إلى الخلف يتقهقر..
أعتقد لو أن والدك أو من يشبه والدك حكم العراق لكان حاله أفضل وأجمل (هذه ليست مجامله)..لاحظ الحكام الديكتاتوريين يلتقطون لأنفسهم صورا وهم ينسقون حدائقهم المنسقه أصلا ليخدعوا الشعوب بأنهم انسانيون...
لا تستغرب إذا ما قلت لك بأنني تعلمت من الحيوانات أكثر مما تعلمت من بني البشر..
تحياتي لك وسلامي لك وللعائله الكريمه...
ملحوظه:ربما فاتك ولم تنتبه لتعليقي الثاني على مقالة (عبد علي)..وشكرا...


20 - كلاكيت ثاني مره..
Saad Almoharb ( 2015 / 11 / 9 - 21:56 )
للمره الثانيه أنسى كتابة اسمي بالكامل..أنا صاحب التعليق أعلاه...


21 - ندامة الضمير الحقيقية والتي هي الله
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 22:24 )
صديقي الأمين عبد الصاحب الموسوي .. تحية
تعليقك جميل جداً. لاحظ كذلك جمال التعليقات التي وردت اليوم على المقال !، هو أمرٌ يدعو للفرح والإغتباط حقاً
قصة كلبكم (باش) وكيف لحق بكم من مدينة لأخرى برأيي قد تكون قصة حقيقية من نسج الواقع ليس إلا، حيث يروي لي بعض الأصدقاء الأميركان ممن سبق أن عملوا معي قصصاً غريبة عن عودة كلابهم التي أخذوها لمسافات بعيدة جداً عبر آلاف الأميال بغية التخلص منها لسبب أو لآخر، وفي أغلب الأحيان كانت تلك الكلاب تعود بعد أيام أو أسابيع إلى منزل العائلة الذي هو منزلها أيضاً!!. الحق لم أتتبع علمياً مدى مصداقية مثل هذه الروايات التي قد لا يُصدقها العقل، لكن رواتها كثيرون جداً

أحب الحيوانات على إختلاف أشكالها وأحجامها عدى تلك الضارة والسامة ومنها الحشرات المؤذية، وصدقني سيدي العزيز إنني لا زلتُ أتألم وأعاني وأحزن كوني قمتُ بإيذاء بعض الحيوانات البريئة في فترة طفولتي وجهلي، وأعجز عن إبعاد تلك الذكريات عن رأسي أحياناً، وعسى الندم الصادق يغسل بعض آثام البشر، هي المغزى الباطني الحقيقي خلف فكرة الله الذي يُسامح حين نندم على آثامنا ندماً حقيقياً، وهو الضمير
طلعت ميشو


22 - سياسة ذكية مع شعوب غبية
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 23:18 )
أخي وصديقي صلاح يوسف الورد .. تحية
يمعود شنو إسلوب التخاطب هذا الذي تخصني به اليوم: ( أستاذ طلعت ميشو) وكأننا إنما تعارفنا اليوم !!؟ أرجوك بلا أستاذ لغية هههههههههههههههه أنا لا أستحسن كلمة الأستاذ أبداً والتي تُذكرني بالحمار ( أستاذ عُدي صدام حسين ) لا سامحه القدر

حتماً العراق اليوم ليس عراق الحدائق والورود ومدينة المأمون والشبوي ليلي والنارنج والبرتقال واللليمون والزيتون والرقم 77 !!، بعد أن تحول الناس بفعل المظالم إلى دجاج ينقنق أو يقوقي وهو منبطح تحت ثقل الحكام والداينصوات الدينية الجاهلة التي إستغلت إسم الله والمقدس شر إستغلال يهون عنده إستغلال عصور محاكم التفتيش الإرهابية
المضحك المُبكي هو إننا كُنا نشكي ونبكي من مظالم ما نُطلق عليه اليوم ( الزمن الجميل ) ، وهي السياسة الذكية التي يتبعها الظُلام المُهيمنون، ومُختصرها في المثل القائل : أشَوفَك جهنم حتى ترضة بالصخونة
هي القاعدة الذهبية التي تتبعها الدول القمعية الكبيرة والتي يتستر عليها كل قواويد حكامنا العرب
تحياتي صلوح .. طلعت ميشو.


23 - يقول احدهم بأننا دخلاء على العراق !!!!، واو
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 9 - 23:51 )
أخي العزيز شاكر شكور .. تحية
كل المجلات التي ذَكَرتَها في تعليقك (العربي، الهلال، الفكاهة، حبزبوز، طبيبك، وحتى حواء كانت موجودة في بيتنا في العراق يومذاك، وسبق أن ذَكَرتُها في مقالي عن (الكتب)، لهذا أعتقد أن ذكريات العراقيين وخاصةً البغادة منهم متقاربة ومتشابهة نوعاً ما لمحدودية الإمكانيات في ذلك المجتمع الذي كان في بداية تبرعمه، ولكن .. اولاد الحرام والزنا لم يعطوه الفرصة كي يشب ويقف على قدميه، بل كسروا سيقانه وحتى العكاز التي حاول التعكز عليها .. آهٍ وأسفاه

أفهم مدى شوقك لشجرتَي الزيتون في حديقة دارك التي تقول أنها مُحتلة اليوم من قبل جربان داعش، نعم .. أفهم وأدرك وأعي وأتصور وأتخيل لدرجة إنني أستطيع تكثيف الحدث وتجسيمه أمامي كما في الصورة السينمائية، وبفعل قوة ما في داخلي
تصور أخي شاكر كم نحنُ أوفياء للمكان والزمان لدرجة إننا نرفض حتى أن ننسى بضعة أشجار كانت في حياتنا اليومية ذات يوم، فكيف بالوطن وبكل جماله وجلاله وعمق وجودنا فيه
قبل فترة قال لي أحد المعلقين: حسناً فعلتم بخروجكم من العراق، فأنتم كنتم أغراباً عليه منذ البداية!!!، والحق أخي .. لم أرد عليه بكلمة
تحياتي، طلعت ميشو


24 - قلمك الرائع
ام زينه ( 2015 / 11 / 10 - 00:19 )
عزيزي طلعت
مرة اخرى تأخذنا في رحلة حلوة بالرغم من الالم الذي نحسه وتشعره في كتاباتك مرة اخرى تأخذنا في رحلة الى الأيام الجميلة وهذه المرة كان بطل الرحلة الديك والنارنج ومنا منا لم يساعد الوالدة في عصر النارنج ومن منا لم يشرب شربت النارنج وانا متاكدة عزيزي طلعت ان أشجار داركم لا زالت تنتج النارنج وهنيئا لساكنيها
قلتها واقولها ان كتاباتك نابعة من القلب ولذلك نراها تدخل الى القلب بدون استئذان
شكرًا على مشاركتنا ذكرياتك الحلوة
تحياتي لك
ام زينة


25 - مفهوم القوة بين العاقل والموتور
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 00:45 )
السيد صلاح (تعليق 16).. تحية
حكمتك في أن من يُعادي الحيوانات البريئة هو إنسان يُعاني من نقص ما أو خلل نفسي والمفروض تجنبه والحذر منه هي حكمة صائبة 100٪-;-، ولهذا في أميركا يحال إلى المحكمة والعقاب كل من يؤذي حيواناً، فكأنما قام بإيذاء بشر

الشر والعنف ممكن أن يتطورا من حالة إيذاء حيوان إلى حالة إيذاء إنسان وخاصةً النساء والأطفال والشيوخ. هو شعور بالنقص وإفتقاد للقوة التي يعتقدها البعض ضرورة لازمة لفرض الأذى على من هو أضعف مِنا، بحثاً عن موازنة نفسية لبعض الموتورين، بينما مفهوم القوة هو تكريسها لخدمة وحماية من هو أضعف مِنا

كلبكم الألماني نوعية (جيرمن شبرد) من أشهر وأجود أنواع الكلاب قاطبةً في أميركا، وهو غالي السعر، ويستعمله البوليس كمرافق بعد تدريبه، كذلك يُستعمله المكفوفين وكبار السن ليكون دليلهم وعينهم وحارسهم

قبل سنوات عديدة إقتنينا كلباً متوسط الحجم نوعية (يوركي) عاش معنا 18 عاماً إلى أن عجز عن الحركة، فقمنا بإحالته إلى البيطرة حيث أعطوه (أبرة الرحمة). بعده بسنوات تبنينا كلبين نوعية (بامِرينين)، ذكر وأنثى، عمرهم الآن 5 سنوات وهم صغار الحجم وشكلهم رائع جداً، سأرسل لك صورهم
تحيات


26 - العراقيين ممكن أن يُديروا دولة محترمة إذا سُمح لهم
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 01:25 )
عزيزي الأخ سعد المُحارب (تعليق # 19 + 20) .. تحية
أضحكتني ملاحظتك الساخرة عن تطور الكلاب والقطط وبعكسها تقهقر البشر إلى الخلف!، يعني عن قريب سيقومون بالسيطرة علينا وربما وضعنا في الأقفاص كما نفعل معهم … نستاهل والله
أغلب الحيوانات وحتى المتوحش منها يُمكن تدريبه وصقله وتعليمه وتحجيم شراسته، والذي يُساعد في كل ذلك هو إشباع الحيوان لإنه يقتل ويفترس في أغلب الأحايين بسبب جوعه ومحاولة الحفاظ على النوع
الإنسان وحده هو الذي يُهاجم ويعض ويقتل ويؤذي إن كان جوعاناً أو شبعاناً، وهنا الخلل الكبير

بمناسبة كلامك عن حاكم للعراق فاقول لك صادقاً بأن العراق والعراقيين أكفاء بما لديهم من مُفكرين وحكماء وعباقرة ومثقفين كونيين بحيث يستطيعون أن يكونوا حكاماً ليس للعراق فقط، بل لإي دولة كبيرة وحضارية، ولكنهم موزعون في كل منافي الأرض للأسف
ثم .. هل تعتقد أن الدول المُهيمنة الكبرى ستسمح للعراق بأن يكون دولة سلام وديمقراطية وعدالة وعَلمانية !؟، طبعاً لا ، إذ ليس من المعقول أن تسمح دول الظلم والإستحواذ والهيمنة والمصالح لهؤلاء الأفذاذ كي يُديروا دولتهم كما يُمليه عليهم ضميرهم ووطنيتهم ومصالح شعبهم
طلعت ميشو


27 - لِولا الناس لما كتب الناس
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 03:12 )
السيد الفاضل منذر الخليلي . تحية
شكراً لمؤازرتك من خلال التعليق على فيس بوك الموقع
نحنُ نكتب لكم ولكل من يُثمن الكتابة التي تضع النقطة فوق الحرف التائه
ليس هناك كاتب مهما بلغ من الشهرة لا يطرب لمديح يُكيله له من يملك القدرة الحقة في التمييز بين الغث والسمين وبين الجهد الحقيقي والجهد الكارتوني
لِذا أشعر دائماً -وحين يتم تثمين كتاباتي- بأن خزان وقودي وطاقتي وحيويتي وعطائي قد إمتلأ وطفح، ومستعد لقطع مسافة الألف ميل بكتابة حرف جديد وجملة مُفيدة
شكراً لكم جميعاً، لولاكم لكُنا صرخةٌ في متاهة
تحياتي وأرجو تواصلكم معنا دائماً
طلعت ميشو


28 - مشاعر وورود وفكر ونزاهة
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 03:34 )
السيد الكريم أمني مُحسن .. تحية
شكراً على التعليق الجميل في فيسبوك الموقع، وأتمنى أن أكون قد كتبتُ إسمك الأول بصورة صحيحة
الحق تأثرتُ جداً بما كتبتَ لي في تعليقك، فالإنسان مجموعة أعصاب وأحاسيس ومشاعر، وليس عيباً أن نبكي!، وقد بكيتُ لعشرات المرات في السنوات السابقة من حياتي، بل العيب كل العيب أن نقبر أحاسيسنا ومشاعرنا ببرقع الصمت الكريه وبحجة الرجولة والبطيخ الشرقي الذي أساء لحياتنا أكثر مما أفادها، بينما التعبير عن تلك المشاعر النبيلة هو باب لراحتنا وديمومتنا كناس طبيعيين وأسوياء لا نتظاهر بما ليس عندنا

وقل لي سيدي … كيف سننسى روائح النارنج والليمون والزيتون وطلع النخل والقداح والشبوي ليلي !؟ في حين نحنُ قد تربينا وترعرعنا مع تلك الورود والأشجار والثمار الطيبة !؟
أرجو دوام تواصلك معنا، شخصياً اُحرص على تواجد المُعلق النزيه المهذب العادل قدر حرصي على أشجار حديقتي وربما أكثر بكثير، فكلاهما يفوح عطراً وشذى، وليس هناك أطيب من رائحة الفكر الناضج
تحيات وتمنيات طيبة لك وللعائلة الكريمة
طلعت ميشو


29 - قصيدة مؤلمة لكنها حقيقية
مكارم ابراهيم ( 2015 / 11 / 10 - 07:44 )
الصديق الغالي طلعت صباح الخير الان فقط قرات قصيدتك النثرية المعزوفة الجميلة
نسجتها بذريات طفولتك وطفولة كل عراقي اجبر على الرحيل من الوطن الذي ولد فيه غصبا عنه لقد تالمت بقراءة ذكرياتك في بغداد لان نفس ذكرياتي عن بيتنا وكل العراقيين اعتقد رغم انني كنت طفلة عندما قام صدام بتسفيرنا من بغداد سرق منا احلامنا وطفولتنا
لكنك تحتلف عني فانت مازلت رغم فراقك الطويل عن بغداد متعلق بها اما انااختلف فذكرياتي ووطني هي اين اسكن والعراق ذكرى مؤلمة لي وربما كابوس مزعج احاول ان اصحى منه عندما ياتيني في ساعات النوم وربما لهذا لاانام
العراق كان سكينا طعن قلوب العراقيين ومن احبوه والعراق كان سكينا يطعن غدرا ظهر ابنائه للاسف حقيقة قاسية دفع العراقيين ثمن باهضا رغم ولادتهم فيه في بغداد
لقد دفعالعراقيين حياتهم ثمنا لانهم ولدوا في العراق
ارجو ان تقبل خالص الود والاعتزاز
اختك مكارم


30 - أكلات بغدادية لذيذة
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 07:50 )
الأخت والزميلة القديمة نوال (اُم زينة) … تحية
شكراً على تعليقيكِ، الأول في تعليقات الموقع، والثاني عبر فيسبوك الموقع، هو عطاء وتشجيع أفخر به كونه من سيدة ذواقة للأدب
دعينا من المقال ولنتكلم بعض الشيء عن أكلة (ماء النارنج) الشهيرة عند مسيحيي بغداد، والتي وردت في تعليقك، وهي تتكون كما ذكرتِ من ماء النارنج أو الحامض + الدجاج أما على شكل قطع أو على شكل فخذ أو صدر أو جناح مع العظم، والبعض يضيفون مكعبات البطاطا للمرق مع الكثير من الهيل وبعض القرنفل، وتؤكل هذه المرقة مع التمن الأبيض
البعض يعمل هذه المرقة بلون النارنج الأصفر، والبعض الآخر يُضيفون بعض معجون الطمامة للمرق فتصبح المرقة حمراء اللون، وهذا يعتمد على الشهية والذوق حيث نحنُ نطبخ الشكلين وبحسب مزاجنا
واحدة من ضمن مقالاتي القادمة ستكون عن الأكلات البغدادية التي لا يتقنها غيرهم ربما، ولدي معلومات جميلة عن الكثير من أسماء الأكلات البغدادية الخاصة، وسأقدم الموضوع بصورة مُشوقة تشرح أصناف الأكلات العراقية والبغدادية
أعتبر نفسي من الذواقين للطعام الشرقي والمحبين للأكل رغم أن وزني ليس بالثقيل .. مجرد 180 باوند
تحياتي .. طلعت ميشو


31 - اين انت من بيت العز يا ( بيتنا ) ؟!
قول على قول ( 2015 / 11 / 10 - 10:38 )
لمن يقرا ما كتبه السيد طلعت عن داره القديمة وعائلته واستذاكراته لهم ( مع الاحترام لعائلته ) يظن انه يتحرق شوقا لمدينة المامون والى من بقى من جيرانه او الاصحاب والخلان في معظم مناطق وحارات بغداد وان حنينه جارف الة كل ذلك وكانها الامواج العاتية في بحر هائج ولكن الحفيفة بنظري غير ذلك بل انه يرتب الكلمات والعبارات الجياشة لغرض دعائي وكسب الاصدقاء ولكسب ما يسمى ( الشهرة ) التي يلوذ اليها بعض من في قلوبهم ونفوسهم مرض وهو يعرف وكلنا نعلم ان الاشياء بالاعمال والافعال وليست بالاقوال فلو كان وفيا لبغداد وحنينا اليها والى مسكنه واشجاره وما ا!ل اليه المصير ومن بيوت وسكان وناس طيبين لكن قد زارها بعد سقوط النظام وتفقد الاهل والاقارب الباقين وقام بزيارة قبور المتوفين منهم والذين بعضهم كانو ضحايا ابرياء لحرب مجنونة لا ان يرسل رسائل عاطفية - اعلامية على بعد الاف الاميال ..هل هذا هو الحنين الصادق الى البيت الذي تربيت فية والمناطق والحارات التي عشت بينهما وتجولت في وشوارعها وفيها اقاربك واصدقائك ومثوى المتوفين من اهلك وذويك ..وحسب اعتقادي ان ماتكتبه حقيقة ليس الا هواء في شبك !


32 - مرة اخرى يا طلعت
كمال يلدو ( 2015 / 11 / 10 - 12:04 )
تأخذنا بسحر الكلمة وتُرجعنا الى الاصل، الى حيث البداية، الى نقطة التقاء الروح بالجسد، هناك حيث تركنا روحنا والذكريات بين اوراق شجر نعمل المستحيل حتى تبقى خضراء. شكرا لك لأنك تعرف كيف تجعل عيوننا تدمع فرحاً


33 - هل العراقُ مفعولٌ به أم فاعل !؟
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 20:53 )
اُختي وزميلتي العزيزة مكارم .. تحية
صياح النور، والمعذرة لتأخري في الرد على تعليقك، ولكوني متقاعد فقد أصبحتُ من تنابلة السلطان أنام متأخراً وأنهض متأخراً، وكما يقول المثل: أكل ومرعى وقِلة صنعة ههههههههههه
الحق مكارم أعتقد أن ذكرياتك أشد قتامةً وحزناً من ذكريات بعضنا، حيث تم تهجيركم قسرياً وبحجة أنكم رعايا لدولة إيران!!، وبأوامر مُباشرة من القائد البعرورة

تقولين في جزء من تعليقك: (( العراق كان سكيناً طعن قلوب العراقيين ومن أحبوه))، وأجدني لا اشاطرك هذا الرأي المغلوط إذا سمحت لي
وربما لم تُحسني إنتقاء الكلمات المُناسبة للتعبير عن رأيك، ولا بأس، فكلنا يخطأ أحياناً كوننا بشراً
العراق المسكين لم يطعن أحداً من أبنائه الطيبين، بل من طعننا هم هؤلاء الأشرار الذين يتصورون أنهم عراقيين لمجرد أنهم يحملون الجنسية العراقية !!، ولا يفوتك أختاه أن العراق كان أول المطعونين وحتى قبل أن نُطعَنَ نحنُ !، وهذه حفرة فكرية يقع فيها الكثير من الناس المُتضررين المتذمرين أمثالنا، لإن الوطن كان دائماً مطعوناً ومفعولٌ به، ولم يكن فاعلاً أبداً، فرفقاً بذلك المعذب المقطع المنهوش يا مكارم
لك أطلب الخير
طلعت ميشو


34 - تنويع أبواب الكتابة لأي كاتب صفة إيجابية
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 21:34 )
صديقي المميز أمين يونس .. تحية
شكراً على تعليقك الفيسبوكي، حتماً اؤيدك في رأيك من أن المقال أعلاه أكثر تأثيراً من مقالي السابق (رسالة إلى صدام)، لا بل هو أعمق وأجمل وأكثر شعبيةً .. ولكن
لا تنسى أنه من الإعجاز أن يقوم أي كاتب مِنا بصياغة كل مقالاته على مستوى واحد كما في الخطوط البيانية!، لإن صنعة الكتابة ليست كالماكنة التي تعطينا مادة متساوية في الحجم واللون والمقاييس
وأظنك تدري أن كتاباتي تتنقل بين أبواب السيرة الذاتية والمقال العلمي والديني والتراثي والمسرحي والبحث والقصة القصيرة والشعر والأدب الساخر ومنه (رسالة إلى صدام)، حول (كعيبر) وهو بعثي فوضوي جاهل متغطرس فوقي طبقي عنجهي وظالم، ولهذا أعطيته دور وصفة ولغة كل هذه الصفات مُجتمعة
لكن البعض لم يعجبهم المقال لأسباب مٌُختلفة منها أن بعضهم بعثيين ومتعاطفين مع نظام المواخير الصدامي، والبعض لم يعجبهم خروجي عن مألوفي في تقديم مواضيع جادة وجميلة وأنيقة الفكر، والبعض لا زال يحمل التقوقع الطائفي وتنسيب صدام للسنة وحكومة العمائم للشيعة، والبعض الآخر لدونية مستحكمة وصغر في النفس وسيُهاجموني حتى لو كتبت نسخة من الأنجيل
تحياتي .. طلعت ميشو


35 - كان الشرق الغبي دائماً الحارس لنفايات الأديان
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 21:47 )
عزيزي الزميل كمال يلدو .. تحية
شكراً على تثمينك للمقال وصاحبه
الحق يا كمال أن غالبية العراقيين وحتى الشاميين وبغض النظر عن الدولة الشامية، كلهم يتحسسون ويتعاطفون مع مواضيع فيها من الحنين للأرض والأهل ومرابع الصبا الشيء الكثير كهذا المقال، لإن أغلبنا عاش وترعرع واُضطُهِدَ في نفس البيئة والجغرافية والمناخات السياسية والإجتماعية والدينية والحياتية، ولهذا فما يكتبه طلعت أو كمال أو زيد أو عمر هو نفس ما يشعر به الجميع في هذه البقعة الـتأريخية والجغرافية الموبوءة والملعونة من الأرض، والتي قُدِرَ لها أن تكون الحارس على كل زبالة ونفايات الأديان التوحيدية أو الترهيبية هذه التي كانت أساساً وسبباً لدمارنا وهجرتنا وعذاباتنا التي لن تنتهي إلا بتسيد العَلمانية .. طال الزمان أو قصر
محبتي وتحياتي صديقي الأثير
طلعت ميشو


36 - عطر النارنج وقبر الديك عنتر
كنعان شـــماس ( 2015 / 11 / 10 - 22:04 )
تحية ايها البابلي الحكيم وامل ان اسمع صوتك على تلفوني في المانيا 004961314879219 فانت تتحدث وتكتب بكلمات اجمل من الشعر عن احزان عشتها انا ... انا بانتظار ان اسمع صوتك


37 - رسالة من صديق قديم .. وشهد شاهدٌ
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 22:15 )
الاخ العزيز طلعت ميشو
مرحبة شلون أحوالك
اتذكر جيدا بيتكم في مدينة المامون . واتذكر الحديقة الجميلة ووالدك ووالدتك وجميع العائلة . خاصةً نبيل رحمه الله
ياما جلسنا في تلك الحديقة وتمتعنا بالورود والتنسيق الجميل . وأتذكر إبنة الجيران الحلوة . وقمرية العنب . ووالدتك وهي تحمل لنا أكواب الجاي ولفات الجبن والبقلاوة والكليجة الحارة
كم أتمنى أن نعيش تلك الأيام وعصرنا الذهبي مرة أخرى قبل أن تهجم علينا الغول وتشردنا .
الله يرحم الاموات والاحياء
تحياتي ــــــــــــــــــــــــ عماد جميل والعائلة
#############################
عزيزي عماد .. تحية
كيف حالكم في ولاية فيرجينيا ؟، وما هي أخبار شقيقك جوني في الأردن ؟، أتمنى أن تكون صحته أحسن من الماضي، وسلام للأخت عواطف وعصام في سانت دياكو وسلام لعائلتك الكريمة. ننتظر منكم زيارتنا في مشيكان الحلوة

شكراً على التعليق، يكاد يعصف بيَ الحنين لكل اُمسياتنا في السنتر .. مركز القديس يوسف في العلوية وأخوية الصليب المُقدس، حيث لم نكن ندري ما يُخبئه لنا القدر اللئيم
بوسات أخوية وسلامي لكل من يعرفني في ولايتكم
طلعت ميشو


38 - رسالة من صديق قديم .. وشهد شاهدٌ
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 22:37 )
الاخ العزيز طلعت ميشو
مرحبة شلون أحوالك
اتذكر جيدا بيتكم في مدينة المامون . واتذكر الحديقة الجميلة ووالدك ووالدتك وجميع العائلة . خاصةً نبيل رحمه الله
ياما جلسنا في تلك الحديقة وتمتعنا بالورود والتنسيق الجميل . وأتذكر إبنة الجيران الحلوة . وقمرية العنب . ووالدتك وهي تحمل لنا أكواب الجاي ولفات الجبن والبقلاوة والكليجة الحارة
كم أتمنى أن نعيش تلك الأيام وعصرنا الذهبي مرة أخرى قبل أن تهجم علينا الغول وتشردنا .
الله يرحم الاموات والاحياء
تحياتي ــــــــــــــــــــــــ عماد جميل والعائلة
#############################
عزيزي عماد .. تحية
كيف حالكم في ولاية فيرجينيا ؟، وما هي أخبار شقيقك جوني في الأردن ؟، أتمنى أن تكون صحته أحسن من الماضي، وسلام للأخت عواطف وعصام في سانت دياكو وسلام لعائلتك الكريمة. ننتظر منكم زيارتنا في مشيكان الحلوة

شكراً على التعليق، يكاد يعصف بيَ الحنين لكل اُمسياتنا في السنتر .. مركز القديس يوسف في العلوية وأخوية الصليب المُقدس، حيث لم نكن ندري ما يُخبئه لنا القدر اللئيم
بوسات أخوية وسلامي لكل من يعرفني في ولايتكم
طلعت ميشو


39 - رسالة من صديق بغدادي
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 22:49 )
العزيز طلعت الغالي

تحية حب من بلاد الطرنج ومثوى عنتر
أستمتعت كثيرا لقراءة مقالك الجديد الذي دغدغت أحداثه خزين ذاكرتي أثناء مرحلة الطفولة وعلاقتي مع الحيوانات
أما مفردة ( المديكة ) فيجب إدخالها في قاموس المنجد العربي
نشرت المقال بين كل الأحبة
تقبل مني أجمل الأمنيات
سلام مروكي
*********************************
شكراً عزيزي سلام الورد
هل لا زلتَ في العراق ؟ وما هي أخبارك وعملك وأخبار العائلة ؟
كم أتمنى لو كنتَ قادراً على زيارة مدينة المأمون وتفقد دارنا التي سمعتُ من صديق من أبناء الجيران أنه تم تفليش الدار وبناء دار جديدة وكبيرة بدل الدار القديمة !!!، وكم أتمنى أو تزور العائلة التي تسكن هناك وتسلم لي عليهم وتُعطيهم هذا المقال كي يقرأوه
أما عن مُفردة ( المديكة ) فقد سجلتُ لها براءة إختراع وستُعتبر من الآن فصاعداً مُفردة ميشوية بإمتياز هههههههههههه ما تجوز من سوالفك الحلوة يا طيب
محبتي وتحياتي وأشواقي
طلعت ميشو


40 - شكراًً للتكنلوجيا،عندي صديق جديد من المانيا العراقية
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 10 - 23:56 )
عزيزي الأخ كنعان شماس .. تحية
الف شكر لتعليقك وتثمينك ، حتماً سأخابرك إلى المانيا ، المرة السابقة فشلتُ في الإتصال ، ولا أعرف السبب ، ربما يكون الرقم الأول للمدينة التي تسكن بها

سأحاول ربما الليلة أو غداً .. مشتاق للتعرف عليك وسماع صوتك ، ورغم وجود الآلاف من العراقيين الكلدان في مشيكان لكنني لا زلتُ متشوقاً لصديق جديد يصرخ في سماعة التلفون : هلو .. شلونك عيوني ؟
فأجيبه : تسلم عيونك أغاتي وتاج راسي، هلة ومليون هلة

محبتي .. طلعت ميشو


41 - بيت العز يا بيتنا
ثائر البياتي ( 2015 / 11 / 11 - 10:03 )


كلمات رائعة، وقفات وصور جميلة، تذكرني بأحلى أيام شبابي في ستينيات القرن الماضي في العراق، وبالذات بمدينة المأمون، حيث سكن اقربائي هناك، بفرع واحد قبل فرع بيت الكاتب الصديق طلعت ميشو، الذي عُرفَ ببيت ميشو، المشهور بجنان حديقته ورياحين أزهاره الفواحة، يوم كان الزمن جميل ومدينة المأمون أجمل. تذكرت بألم وحسرة أسواق الداودي العامرة، والجمعية، وسوق المامون ونهر الخر والساقية التي إندثرت في أوائل أيام الجمهورية، شوارع المدينة النظيفة وحدائقها الجميلة، شارع أبو غريب، باص المصلحة ليلند رقم 21، الجابي والمفتش وتوقيتات الحركة المضبوطة والوصول الدقيق، فتألمت وبكيت لحال العراق ومصابه الكبير. اما رائحة الرارنج والراسقي التي ذكرها المقال، فهي حقاً تربطنا بذكرى الأهل والأحبة وتـُقربنا من ارواحهم وأنفاسهم العطرة. بالمناسبة، قبل عشرة سنوات زرعت شجرة رارنج في حديقتي في كاليفورنيا، والغريب أنها مثمرة على طول أيام السنة، تجد في الشجرة في وقت واحد، القداح والثمرة الخضرة والرارنج الناضج، ربما بسبب إعتدال المناخ الدائم. شكراً أخي طلعت لمقالك الرائع. ثائر البياتي


42 - جيل الستينات في العراق
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 11 - 16:35 )
عزيزي د. ثائر البياتي .. تحية
قرأتُ تعليقك عدة مرات، جميلٌ كيف أنك إختصرت قصة مدينة المأمون في أقل من الف حرف، رائعٌ تعليقك الذي ذكرني بأشياء كنتُ قد نسيتها ومنها أسواق الداوودي والجمعية وسوق المأمون، كذلك باص الأمانة # 21 الذي يخترق شارع أبو غريب، وأيضاً باص الأمانة الآخر # 30الذي كان ينتهي وأيضاً يبدأ رحلة العودة إلى الباب الشرقي عند نهاية شارع الأميرات في المنصور والذي كان يُقابل بيتنا في المأمون

الحق د. ثائر نسيتُ إسم عائلة أقاربك الذين كان بيتهم يقع في الفرع الذي يسبق فرع بيتنا، بعد أن كنتُ -وكذلك الكثير من شباب مدينة المأمون- نحفظ عن ظهر قلب أسماء كل العوائل التي سكنت مدينة المأمون الأولى، لكني أتذكر أولاد عائلة أقاربك، وكان أحدهم صديق أخي الراحل نبيل كون أعمارهما كانت متقاربة، وكانوا من أنجب العوائل التي سكنت المأمون
فترة الستينات كانت العصر الذهبي لأغلب شباب العراق رغم كونها سياسياً أحلك السنوات التي عمت فيها الفوضى بعد مقتل الزعيم قاسم، ومن يُريد الإطلاع على بعض ما جرى في تلك الفترة فعليه قراءة كتاب (الروح الحية - جيل الستينات في العراق) تأليف د. فاضل العزاوي
شكر وتحية


43 - بعد أسراب الجراد فقدت بغداد وجهها الأخضر
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 11 - 16:57 )
ولدي العزيز مكي عبد الوهاب .. تحية
شكراً على تعليقك الفيسبوكي وتثمينك للمقال
من خلال صورتك في الفيس بوك علمتُ أن شاب يافع عبر العشرين بقليل، ومع هذا تتكلم في تعليقك القصير عن الأشجار التي غادرتنا دون عودة، ويا ليتك كنتَ تعلم كم كان في العاصمة بغداد من أشجار ونخيل ونباتات وورود، وعند كل صباح وغبش باكر كانت سيارات (تنكرات) مديرية عاصمة بغداد تقوم برش كل الأشجار والورود التي كانت في الحدائق العامة وجزرات الشوارع، كذلك كانت تلك التنكرات وبرشاشها الأمامي ترش كل الشوارع الرئيسية في بغداد، وحين كُنا نذهب لأعمالنا أو مدارسنا كُنا نستنشق تلك الرائحة الرائعة المنبعثة من الشوارع والأشجار بعد سقيها، وهي نفس رائحة التراب العطرة بعد زخة مطر

ربما هي أمور وذكريات وتفاصيلٌ صغيرة لا يُعيرها بعض الناس أية أهمية، لكنها بالنسبة لمن جايلها وعاشها تُشكل الصورة الكبيرة الرائعة التي تنام في ذهن المُغترب الذي لم يُشاهد نفس شوارعه الحبيبة وهي مرشوشة بدم العراقيين كل صباح وغبش
جديد اليوم، بعضنا محظوظ لأنه لم يكن شاهداً على ما آل إليه العراق من دمار على أيدي أولاد القحبة من الخراتيت
شكراً ولدي العزيز
طلعت ميشو


44 - تعليق متأخر حول مقال الحكيم البابلي# 1
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 13 - 21:53 )

العزيز طلعت
أنني متأسفٌ أن جاء تعليقي متأخراً

طلعت ميشو يُحسدُ -عفواً يُغبطُ- على قابلياته الأدبية. فهو ليس حكيماً بابلياً فحسب، إنما هو ساحرٌ سومري بابلي كلداني

نرى للوهلة الأُولى في « بيت العز يا بيتنا » شذراً مذر من قصص من هنا وحكايات من هناك، من بغداد وديترويت، من الماضي والحاضر، من الطفولة والكهولة. ولا يبدو أن رابطاً يربطها. لكن حالما يدخل الحكيم المايسترو الساحر الملقب طلعت ميشو تتواشج الشذرات متشابكة بسيمفونية روائية متناغمة
كل قارئ لمقاله يحلم بليلاه
هذا قارئ في أمريكا يسيل لعابه وهو يحلم متعطشاً الى قطرة واحدة من عصير النارنج المثلج

وذلك يتذكر أشجار الزيتون والنارنج والنبقة الكبيرة في الدار التي كان يسكنها في بغداد ويناجيها مع أبي نؤاس قائلاً
يا دار ما فعلتٌ بكِ الأيام / ضامتكِ والأيمان ليس تضام
عَرُم الزمان على الذين عهدتُهم / بكِ قاطنين وللزمان عُرَام

هذا يغمض عينيه ويرى الممثلة شِرلي تمپل تسافر الى مدينة ناشفيلد خصيصاً لتحجَّ الى واحدة من حدائق آل ميشو ألا وهي حديقة المهندس لويس ميشو، أبن عم طلعت
يتبع رجاءً


45 - تعليق متأخر حول مقال الحكيم البابلي# 2
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 13 - 22:03 )

لا يكمن أحد أن يقرأ عن الديك «عنتر» ولا يتذكر نزار قباني ينشد
في حارتنا ديكٌ ساديٌ سفاحٌ
ينتف ريش الدجاجات كل صباح
ينقرهن، يطاردهن، يضاجعهن
ولا يتذكر أسماء الصيصان
•     
محك الجودة لقطعة أدبية هو مقدار ما تقدح من أفكار وآراء لدى القارئ والزخم الذي يدفع القارئ ليقوم بعمل ما
وإن « بيت العز يا بيتنا » خير نموذج على ذلك .

ريمون نجيب شكوري


46 - حول مقال ( بيت العز يا بيتنا ) مرة أخرى
الحكيم البابلي ( 2015 / 11 / 13 - 22:22 )
الصديق الفاضل د. ريمون شكوري .. تحية
شكراً على التعليق وتثمين المقال أعلاه، وقد قمتُ وبحسب طلبك بنشره في خانة تعليقات الحوار المتمدن
شكراً كونك ذكرت حديقة إبن عمي لويس ميشو في ولاية تنسي الأميركية، فآل ميشو معروفين بحدائقهم في العراق وفي أي بلد حلوا فيه، وكان منهم الراحل بهجت ميشو -الخال زوجتي- الذي كان يملك ربما أجود حديقة في كركوك العراق

كذلك أُصدق قولك من أن مقالي تناغم مع كل القلوب، كونه يطرح أموراً عايشها تقريباً كل العراقيين والشاميين كما ذكرتُ في تعليق سابق لي، إذ كلنا من نفس البقعة الجغرافية ونفس المجتمع والحياة اليومية بكل تفاصيلها، لِذا لا غرابة لو تحسس وتجاوب مع المقال الكثير من الخيريين، فقصصنا متشابهة
طلعت ميشو

اخر الافلام

.. طلاب إسرائيليون يهاجمون داعمين لفلسطين بالألعاب النارية في ج


.. -قرار بايدن- يغضب إسرائيل.. مفاوضات الرهائن في خطر




.. هل الميناء العائم للمساعدات الإنسانية سيسكت جوع سكان غزة؟


.. اتحاد القبائل العربية في سيناء برئاسة العرجاني يثير جدلاً في




.. مراسل الجزيرة: استشهاد ثمانية فلسطينيين نصفهم أطفال في قصف ع