الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيدة (العاصي) الزوجة الثانية أو الثالثة للجلبي .. حروب الملفات

جعفر المظفر

2015 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



لا يهمني من أمر السيدة (العاصي), التي ظهر أنها الزوجة الثانية لأحمد الجلبي أو الثالثة, أي شيئ سوى تصريحها التي تقول فيه أن لديها ملفات فساد كان قد جمعها زوجها عن زعماء في الحكومة العراقية وإن ما قد تكشفه سوف يطيح برؤوس هؤلاء الفاسدين.
ربما تتصور السيدة العاصي أنها في دولة مثل السويد أو إنكلترا أو النرويج أو حتى في الهند حيث يمكن لفضيحة مالية أن تتسبب بسقوط الوزير أو حتى بسقوط الحكومة التي ينتمي إليها.
يمكن للسيدة العاصي ان لا تراهن على اي شيء من هذا القبيل, فالفساد الذي تزعم أن زوجها الراحل قد جمع الملفات عنه وعن أصحابه لا يحتاج إلى ملفات لتفضحه, فهو يتحرك وتنطق آثاره وأعراضه ومآسيه في وجوه المئات من الأطفال الذين يعيشون على المزابل ومعدمي الشوارع المشردين والنساء اللواتي يبحثن عن لقمة العيش عن طريق بيع أجسادهن في سوق النخاسة المباشر أو ذلك المغلف بالفتاوى, وفي المجاري التي تفيض لأقل زخة مطر وفي الثلاثة ملايين مهجر الذين يفترشون الأرض في خيام لا تقيهم مطرا أو برد أو حر, وفي مدارس الخوص والطين والإعمدة التي تركت شواهد على أبنية أخذ مقاولوها الملايين ثم هربوا ليتركوا الشيلمان شاهدا على السرقة والعبث بأموال الناس ومستقبل الأطفال, وفي .. وفي .. وفي.
هل كنا نحتاج إلى الجلبي أو غيره ليكشف لنا هذا الفساد وليجمع عنها الملفات لغرض أن يوفرها لصراعاته السياسية وليصنع من نفسه نجما من نجوم الدفاع عن الإنسان العراقي الذي إستهلكه النظام السياسي الحالي, والجلبي هو أحد أبرز صانعيه.
إن ملفات الجلبي المالية عن الفساد تشبه تماما ملفات المالكي التي تتحدث عن الإرهاب, هي في أفضل أحوالها كلام حق يراد به باطل. ولا ندري كيف يمكن لرجل حريص على أموال الناس في بلد مرهق مستهلك كالعراق ينام لليلة وفي عهدته ملف يتحدث عن فساد بملايين وحتى بمليارات الدولار ولا يذهب إلى أقرب مركز شرطة أو وسيلة إعلامية ليفضحه, أو حتى أن يلجأ للإستقالة من حكومة ونظام هو لطخة عار كبيرة في تاريخ العراق ثم يسعى جاهدا من مركز المعارضة إلى العمل ضد النظام وفاسديه وطائفيه وإرهابيه.
إن مصيبتنا ليست مع الفاسدين والإرهابيين فقط وإنما هي في أبشع صورها مع جامعي الملفات التي تفوقوا على المافيات قذارة وجريمة وعيوب وطرق إلتفاف وإستدارة وإبتزاز, فهناك فساد وهناك ملفات للمتاجرة بها ومثلها ملفات المالكي التي تعامل بها صاحبها مع الإرهابيين من قتلة الشعب العراقي.
لا يا سيدتي العاصي. لا ملفات المرحوم ولا ألف مثلها قادرة على أن تزعزع هذه الحكومة فالشعب الذي عطلته الطائفية لأكثر من عقد لا يملك حتى هذه اللحظة ما يجعله قادرا على الإطاحة بهذه الرؤوس القذرة. وهو لا ينتظر ملفات زوجك المرحوم ليعرف حجم كارثة الفساد التي يعيشها, أما نحن في العراق فلدينا مثل يقول (نقعي الملفات وأشربي ميها) إذ لسنا بحاجة إلى المرحوم لكي نعلم بالمصيبة ونتعرف على حجمها وعلى اسبابها ورجالها, وزوجك إن كان بريئا منها فهو ليس بريئا عن تحويل قضية الفساد الكارثية إلى قضية ملفات هي في أفضل أحوالها كلام حق يراد به باطل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عماد الدين أديب يكشف حقيقة علاقة حسن نصر الله بالمرشد الإيرا


.. قراءة عسكرية.. كيف استطاعت المسيرة العراقية اختراق الدفاعات




.. دمار كبير ببلدة حارة الفاكهاني بالبقاع شرقي لبنان بعد الغارا


.. تشييع عدد من شهداء المجزرة الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغر




.. بشأن إيران والرد الإسرائيلي.. الرئيس الأميركي يقدم أول إحاطة