الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيحدث تهجير آخر في الضفة والقدس؟؟

عماد صلاح الدين

2015 / 11 / 9
القضية الفلسطينية



لا اعرف على ماذا يركن كثيرون من الفلسطينيين، في مقولة أن الشعب الفلسطيني قد تعلم الدرس من نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967، وبالتالي لن يخرجوا من ديارهم وأراضيهم ومزارعهم تحت أي ظرف من الظروف، إذا ما حصلت مجددا مخططات إسرائيلية للتهجير، عبر مجازر منظمة ومخطط لها سواء في الضفة الغربية أو في القدس؟؟.

ولا اعرف عن أي وعي وتطور في الفكر السياسي والنضالي الفلسطيني، من خلال بنية إنسانية حقيقية، والحال منذ عقود مخالف لذلك تماما؛ فالقضية الفلسطينية تم إدخالها وعبر عقود مديدة من الصراع من فشل إلى فشل إلى حد استدخال الهزيمة فلسطينيا ثقافة وممارسة.

وأي وعي وتوازن شعبي فلسطينيي أيتها النخب المحترمة حين يتم فرض مشاريع فاشلة سلفا على الفلسطينيين، ومن ثم يتم قبولها وتبريرها من هذا المجمل الفلسطيني على مراحل ودفعات.

ماذا فعل الفلسطينيون، إذا كنا نتحدث عن وعي وإدراك، مع مشروع أوسلو الذي استمر حتى اللحظة لأكثر من عشرين عاما مع الدمار الهائل الذي جلبه عليهم في كل صوب وناحية سياسيا وماديا ووطنيا وأخلاقيا وثقافيا؟

ثم لماذا كان هذا التسليم من قبل الجموع الفلسطينية بفشل محتم ومتحقق ثم الاستعداد لتقبل فشل آخر على أن الأول انتصار وافتخار والثاني رؤية جديدة في خوزقة العدو وتسجيل نقاط الانتصار الكبرى عليه؟

لقد كان اكبر حدثين مهمين لتأسيس حال الفداحة الفلسطينية على غير صعيد وتقبل الناس لهما في الأراضي المحتلة تحديدا في الضفة الغربية هما:

1- خذلان الناس لتجربتهم الديمقراطية عام 2006 ومن ثم تبرير كل انقضاض عليها محليا وإقليميا ودوليا وتحميل المسؤولية لحماس، والتجاوب مجددا مع أولئك الذين ثبت فشلهم وفسادهم وشخصنتهم للقضية الوطنية، وهم أولئك الذين في الأساس عملوا على تدجين الناس وحشرهم في بوتقة ممارسية خارجة عن الطبيعة الوطنية لشعب يرزح تحت الاحتلال.

2- مسالة تقبل الناس لمنظومة أمنية وخدمية وظيفية واستهلاكية، أفقدت الإنسان الفلسطيني إرادته على الخصوص والعموم، إلى درجة تحسس فقدان إنسانية الإنسان والحد الأدنى من أخلاقيته ومصداقيته، عبر مشاريع أمنية ومالية، لخلق إنسان فلسطيني جديد، كأنه يعيش في استراليا أو سويسرا أو في إحدى الدول الاسكندينافية، مع الفارق الصارخ بدون مقومات أو إمكانات بل على صفيح معدني إما حار جدا أو قارص جدا من البرد، دون أفق أو أمل حقيقي، بل في إجرائية عبودية رتابية.


ثم إن هناك انقساما قد جرى ويجري منذ ثماني سنوات تحت مسمى حركتي فتح وحماس، فماذا استطاع الناس أن يفعلوا كي يوقفوه ويقولوا للقيادات السياسية والحزبية لا، أو أن يسجل هؤلاء الناس موقفهم عمليا تجاه من ارتكب الخطيئة بحق الأرض والشعب والمصير الوطني.

ثم إن هناك قرارات وقوانين وإجراءات تمس الناس في حياتهم ماليا واقتصاديا سياسيا ووطنيا، اروني ماذا فعل الجمهور الفلسطيني بخصوصها وبخصوص متخذيها ومنفذيها؟

تذكروا معي وقت الحرب الأخيرة على غزة عام 2014، كيف أن الناس في الضفة الغربية كان ينتظرون فقط متابعة خبر سقوط صاروخ هنا أو هنا على المدن الإسرائيلية في الأراضي المحتلة عام 48، وكأن المسالة تتعلق بإقليم أو ببلد آخر في المعمورة.

وهل بعد هذا كله يحق لقائل قول أن الفلسطينيين سابقون على قياداتهم وفصائلهم وأنهم متسلحون ومتفوقون في الوعي ومعرفة الوجهة والهدف الذين يريدونهما.
وفوق هذا كله، أين السؤال عن مصير الانتفاضات المتتالية منذ عام 1920 وحتى انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث تم إجهاض هذه الانتفاضات والالتفاف عليها واحتواؤها.

وأما بخصوص الموجة الحالية السائرة اليوم في الضفة الغربية والقدس، فقد سبق لي إيضاح أنها جاءت ردة فعل قوية وحادة من فئة من الشباب وليس كل الشباب. وهذه الفئة في الغالب هي الفقيرة والمهمشة اجتماعيا؛ ذلك أن مشروع خلق الفلسطيني الجديد أتى على الغالبية من الفلسطينيين في الضفة فأصبح لهم هموما خاصة شبه مؤبدة خصوصا من النواحي المالية في ظل منظومة الاستهلاك المستفزة الجارية فيها منذ عام 2008، وقد أصبح لدى فئة من الشباب حالة شبه تامة من التناقض وعدم الانسجام ما بين بطالة وغلاء معيشة وتضخم في الأسعار وحالة من الاستهلاك والتواكلية في آن، هذا مع حضور الاكتساح الإسرائيلي في الضفة والقدس وغزة إلى درجة شروعه في التقسيم الزمني للحرم القدسي بين اليهود والفلسطينيين.

فكانت ردة الفعل بكثافة هذه المرة من ناحية العمليات وأمكنة تنفيذها، والتي لم يسبقها كثافة ولا حتى في استهداف بعض الحواجز أو النقط العسكرية كحاجز زعترة في نابلس مثلا بتاريخ 8-11-2015، وهذا يدل على مبلغ مأساة الفلسطينيين وعلى مدى التخريب في إرادتهم واتجاه مصيرهم الكلي، ثم يأتيك من يقول لك ويدبج أحسن الكلام عن الوعي الفلسطيني وصوابية مسيره باتجاه الهدف الصحيح!!!!.

أليس من حقنا بعد كل هذا أعلاه أن يكون خوفنا جادا من مخطط إسرائيلي جديد باتجاه تنفيذ مشروع تهجيري ترانسفيري كليا أو جزئيا قتلا أو ترحيلا بحق من تبقى من فلسطيني الضفة والقدس.

فما الذي سيمنع إسرائيل من ذلك؟.

أهي قوتنا أم غزة المحاصرة أم وعينا وإدراكنا الزائفان بعد كل هذا التخريب والتدمير الممنهج له من العدو وحتى من الشقيق والصديق!!.

إن مشروع السلطة الفلسطينية ومظلتها منظمة التحرير الفلسطينية وحتى بقية فصائلها باستثناء حماس والجهاد الإسلامي المحصورتين في غزة لم تعمل على تأهيل الفلسطيني معنويا وماديا؛ بل إن اتفاقيات أوسلو تمنع ذلك والسلطة تنفذ ذلك في مواجهة الفلسطينيين سواء فيما تعلق باقتناء السلاح والتدرب عليه أو باتخاذ موقف معاد لأوسلو سياسيا وامنيا وماليا، فكيف سيمنع الفلسطينيون بعد كل ذلك أي مخطط جديد للتهجير بعد سلبهم القدرة على الصمود والدفاع على الأقل عن أنفسهم؟!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش


.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا




.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مستوصف الزيتون بمدينة غزة


.. بحضور نقابي بارز.. وقفة لطلاب ثانوية بباريس نصرة لفلسطين




.. من أذكى في الرياضيات والفيزياء الذكور أم الإناث؟