الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي لا تبكي :أفكار مجترة-2-

عدنان مشهي

2015 / 11 / 9
الادب والفن


في البيت المفجع بظلامه ،بعض نور ضوء ،بحجم ذبابة ،يطل من شق يسكنه عنكبوت..
- سلم على صديقك :يقول أحد شياطين الليل التي تؤنسني،حينما أكون وحدي، مع كآبتي المملة التي لا تملني ،نتيه بين أحضان الحزن والشجن العميقين، نسترجع الأحزان، ونتنبأ بالأحزان المستقبلية، على إيقاعات البكاء المرير ،الدموع الحمراء الغريبة ،وعلى نغمات البرق والرعد ،والريح التعيسة..
- تراك قد تهت أو غبت هل وقع لمخك شيء ؟
قالها أحد المارين مرور الكرام ...
فأجابه الساكن في ضجيجه بصوت عال :وهل لي مخ أصلا ؟
لم يخطئ حين أجابه بما يخالجه ،بحقيقة تؤلمه ..
عجبا لمن يتعجب من العجب ،عجبا لمن يداعب قنينة الخمر، يستنجد منها أن تذهب شجونه كي لا يبكي ،عجبا لمن يعيش عكس صفاء الحياة ،يمارس كل أنواع الخبث والخبائث ..كيف يستلقي على سريره في الليلة الليلاء ؟كيف يستكين إلى نفسه ؟
سمعت مرة ،صديق لي يقول :أنه ميت في حياته، استغربت لحاله بعجب شديد..
أتسائل، هل حقا يموت الإنسان بالشكل البطيء في بداية حياته ؟ وفوق ذلك يرتجي الموت..
فقلت له :- اطلب الحياة ما دمت أنت تعيش ميتا .
في وقت ما، ستلعب بالحروف ،لتكتب كلاما فارغا ،ستغازل الأوراق بالقلم الأحمر ،تزوقها، وتلطخها ،كما يلطخ الساحر أوراقه ...
قالها احد المعارف لي في وقت اجتماع طارئ
فقلت مع نفسي :- كيف يعيش هذا الساحر، هل يستلقي على سريره آمنا، مرتاح البال ،في صفاء تام، كيف سيلقى الله هذا المشعوذ المخادع؟
أيها الساحر ..أيتها الساحرة.. وكل من يخوض في هذه الأمور، كل من يتعمد الإذاية للغير.. فليحاسبكم الله في أقرب وقت ..في الحياة قبل الممات سوف لن تفلحوا..
لا أريد أن ألج تفاصيل هذا العالم كي، لا أتقوقع في حجرته ،فالوقت يجرني والبرد يشتت أفكاري...
الشاطئ يبكي بين يدي، والعصافير تغني نسيم الجرح ،على إيقاع كآبتي يسافر داخلي هذا الحنين..
كأنني أقذف في سجل الأوهام ،أو أسير فوق الغمام ،أو أطير بجناحي حمام..
كان نقاش طويل مع نائم فوق التراب، يزمجر يقول :أنه سعيد
قال :– التراب يجعلني سعيدا ،أنام فوقه ،لا أؤدي واجبا عليه، لا أنا اكتريه، ولا أنا سأشتريه، ولا هو مرهون لي، ولا أنا مراهن عليه..
فانهمرت دموع الرجل الذي ينام على سرير كله قطن من الداخل وثوبه من حرير..
يقول المخادع: أنا ما خدعت، إذن من خدع ؟ويقول الكاذب: أنا ما كذبت، إذن من كذب؟
تردد الحلزونة وهي تدب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت