الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجعفري والتجربة العراقية في مواجهة الارهاب !!

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية











يوم امس الجعفري خلال كلمة القاها في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا اللاتينية في الرياض "أرجو أن تمعنوا النظر في تجربة العراق، وكيف واجه الإرهاب رغم التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية، وكيف أصر على الحفاظ على وحدته وسيادته، وأصر على تحريك المشتركات بين أبناء الديانات وأبناء المذاهب وأبناء القوميات المختلفة"، معربا عن أمله بـ"دراسة التجربة العراقية في مواجهة الإرهاب، وتستفيدوا منها للحد من امتدادات الإرهاب الوشيك الذي قد يتحرك في أي بلد من بلدانكم".

بصراحة كلام منطقي لسياسي دائما ما يتحدث بمصطلحات وبجمل وخطابات تثير الجدل ولكن حقيقتا دعونا نتامل في كلامه اليوم و دعونا ننظر, ماذا أنجزت الحكومة العراقية ‘التي واجهت الارهاب ’ (اذا سلمنا جدلا اننا انتصرنا على داعش وسنقضي عليه فعلا)؟
هل سيسو اويسود السلام والوئام والامن في العراق ؟ هل تنجح الحكومة في تأمين الكهرباء والماء للشعب العراقي؟ هل سوف يستطيع المسؤول أن يؤمن للعراقيين النفط الابيض للتدفئة و الذي يملك العراق واحداً من أكبر احتياطاته في العالم؟ هل استطاعت الدولة ’ أن تحافظ على الشوارع والبيوت من الغرق بعد زخت امطار؟ هل مر يوم دون أن يسقط في العراق عشرات القتلى والجرحى جراء التفجيرات والعمليات الإرهابية والعمليات العسكرية ؟ هل قلة نسبة الارامل والايتام في العراق ؟ الجواب على الأسئلة آنفة الذكر سيكون حتماً ‘لا’. وحدث ولا حرج عن العراق، فقد فازت العاصمة بغداد قبل فترة بلقب ‘اسوء مدينة للعيش في العالم’! والجواز العراقي ثاني اسوء جواز في العالم اما التعليم فنحن لم ندخل التصنيف اصلا !والصحة فيكفي ان نعلم ان في زمن حكومتنا المعطاء تفشى وباء الكوليرا !.

إن حصيلة تجربة سياسيا وحكوماتنا التي راس هو احداها في ‘القضاء على الارهاب ’ على مدى أكثر من اثناعشر سنة, كل صباح يصدم العراقيون بجرائم الإرهاب التي تستهدفهم في جميع أنحاء العراق بدون تمييز. والمعلوم للعراقيين جميعاً بأن هذه التفجيرات وعمليات الإغتيال والخطف تقوم بها المليشيات على خلفية أزمات سياسية بين الشركاء السياسيين من الأحزاب الكبيرة بجميع مكوناتها العرقية والطائفية و,قد وصلت التفجيرات الإرهابية اليومية في العراق إلى العشرات، والشهداء إلى المئات والجرحى إلى الآلاف وتنوع نمط القتل بين التفجير والإغتيال والخطف. وبدأت تظهر بصورة علنية على وسائل الإعلام المليشيات وقادتها والجميع يهدد ويتوعد شريحة من المجتمع العراقي يختارها حسب حساباته السياسية لتكون هدفهه في ظل عملية سياسية فشلت في جميع المعايير، وإنهيار للأجهزة الأمنية التي باتت عاجزة عن حماية المواطنين إن لم تكن هي نفسها متواطئة مع هذه المليشيات والجهات التي تتناحر على الساحة السياسية.

إن الإنهيار الأمني ومسلسل الأزمات التي تمثل الصبغة العامة للحكومات العراقية خلال اثنا عشر عاما هي خير دليل على فشل الأحزاب السياسية العراقية في صياغى سياسة عراقية بعيدة عن المنافع الخاصة والمصالح الدولية . جميع المعطيات على الأرض تشير إلى أن العراق يتجه إلى صراع سياسي مسلح بوجود عشرات المليشيات التي تتبع امراء حرب ياخذون تعليماتهم من احزاب سياسية ، وإن السياسة في العراق ، التي قامت على الإقصاء والغبن والظلم لا يمكن أن تنتج سوى دولة فاشلة مترهلة غير قادرة على تأمين أبسط مستلزمات الحياة لشعبها.

فعدم نجاح الحكومة في خلق مناخ محايد سياسياً ونجاح إقتصادي وخدمي لتطوير الأرضية الخصبة لتشجيع المجتمع إلى العمل والتعاون والتكامل فيما بينه والذي في الضرورة كان سيضيق على جميع الإتجاهات المتطرفة على الأقل لمنع العمل المسلح أو الإرهاب. إخفاقات الدولة إقتصادياً واستثمارياً وانهيار الخدمات وتخلف الصحة والتعليم واستشراء الفساد الإداري والمالي حسب تقارير الحكومة العراقية نفسها وحسب تصريح وزراءها وأعضاء البرلمان، وعجزهم في محاربة هذه الآفات الخطيرة خلق مناخ سياسي محتقن ومتأزم استثمرته الأحزاب السياسية المتصارعة - والتي هي أصلاً السبب في الوصول إلى هذا الوضع - فقد تضافر الفساد وسوء الإدارة فأنجبا مولوداً مشوهاً اسمه الإفلاس، بمعنى أكثر وضوحاً إن الدولة العراقية في ظل فشل حكومي متعاقب يبدد المال وتهدرالثروة واليوم الذي نضطر فيه إلى شد الأحزمة على البطون قادم لا محالة وها هو يحل علينا والعراق ليس له من حيلة سوى أن يعلن إفلاسه وتقشفه الذي يفضح عورة المواطن المسكين فقط!


وحاليا لاتوجد أية معطيات على الأرض تبين لنا بأن الحراك الشعبي والسياسي يعمل على إيجاد حالة مناقضة لما سبق وان بالافق بوادر نصر، بل هناك الاف الأصوات التي تصدح كل جمعة ضد الفساد والقضاء واستعادت مئات المليارات المنهوبة من غير اذن تمسع , بالعكس تبني حكومة العبادي للتقشف على الموظف الفقير والمواطن المعدم .و أصبح هناك توافق إستراتيجي بين الحكومة و اليتارات السياسية المتضادة التي جاءت منها - الحكومة - على ان يتركوا العراقيين في مواجهة الافلاس غارقين في دماءهم من أثر الأعمال الإرهابية والحرب على الارهاب وهم يتفرجون الى ان تنتهي معركة العراق مع الافلاس والارهاب, ليعبروا بكل سماذجة عن نصر مزعوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن