الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفوضية الانتخابات و الدائرة الواحدة

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لثلاث دورات انتخابية خلت ، ترنح العراق متهاويا بين ما تقتضيه المصالح الخاصة للكتل البرلمانية المختلفة كل حسب انتمائه العرقي أو الديني والطائفي ، فالدستور الذي كتبته لجنة شكلتها الإدارة المدنية للحاكم المدني الأمريكي " بول بريمر " على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية والإثنية ، وشهد التصويت على الدستور النشاط الأول لمفوضية الانتخابات التي تشكلت على النهج ذاته ، كان حضور التخندق الطائفي على حساب الهوية الوطنية قائما وقويا في كل تلك الفعاليات التي قامت بها المفوضية من التصويت على الدستور ثم الانتخابات البرلمانية الأولى والثانية والثالثة ، فجعل المحافظات مناطق انتخابية كل على حدة منحت المرشحين الذين اعتمدوا في ترشيحهم على الهوية الطائفية أو الحزبية أو القومية عزز من وجود المحاصصة الطائفية في المجتمع العراقي بصورة رسمية ، وهذا في الوقت نفسه ما كان يريده من أسس لهذه المرحلة بغية تقوية التخندقات الطائفية والعشائرية والقومية لتأكدهم بأن جعل العراق دائرة انتخابية واحدة سيسد الطريق على المراهنين على الانتماء الطائفي رصيدا لهم ، فلا يمكن بحال من الأحوال لطائفي أمي لا يعلم من السياسة أبجدياتها أن يحقق في غير ملعبه ومحافظته فوزا مهما بذل من أموال دعائية أو في شراء الأصوات ، ولا بد أن نؤشر هنا ان هذا الخلل في سياسة المفوضية العليا للانتخابات لم يكن ليكون لولا موافقة البرلمان عليه ، وأن هذه الحالة الشاذة تؤمن لهم الفوز مجددا ومجددا لأنهم يراهنون على عواطف بسطاء الناس وفقرائهم والمعدمين الذين يبيعون أصواته بأبخس الأثمان بسبب نقص الوعي والجهل والأمية وضعف الحال الذي أجبرهم على التصويت المنحاز لقاء حفنة من المال السحت بسبب العوز والجوع ، وكان الأولى بحركة الإصلاح المفترضة من الحكومة الحالية أن تشير إلى تعديل الدستور المفخخ الذي يقف حائلا دون الكثير من التغييرات والإصلاحات المهمة والضرورية مثل تغيير رئيس مجلس القضاء الأعلى المخضرم بل الخالد خلود الهم والجور في أرض العراق ، وبما أن الشعب العراقي اليوم كسر حاجز الخوف والحذر ، فخرج ويخرج في كل يوم معلنا رغبته الأكيدة بالتغيير والمضي قدما نحو عراق تحكمه الدولة المدنية بعيدا عن النعرات والتخندقات الطائفية ، عراق ديمقراطي مدني اتحادي متحضر يضمن للإنسان حريته وكرامته وخبزه ، لا فرق ولا امتياز فيه لدين على آخر ولا لقومية على أخرى أو مذهب على آخر ، عراق الحلم الذي حلم به كل التحرريون والمثقفون وذوي الفكر والتوجه الإنساني الأصيل ، وما التظاهرات المطلبية التي عمت مدن العراق في الاشهر الأخيرة إلا دليل حي على تجاوز الشعب العراقي وعبوره على جراح الطائفية ومآسيها وفشلها ومحاولة من شباب العراق لإيصال رسالة إلى السياسيين مفادها " لقد قمتم أيها السياسيين وعلى مدى عقد من الزمن برسم أبشع صورة للنظام الطائفي المقيت الذي أودى بالبلد إلى هاوية الإفلاس المادي والوطني ، وأثبتم بجدارة متناهية خلوكم بأجمعكم من الحس الوطني والمواطنة الصالحة. إن التغيير آت لا محالة وسينسف العراقيون بتراصهم وتكاتفهم كل ألغام الدستور الملغم والمفخخ باعتراف من وضعوه ، ويقوم الدستور ويعدل فقراته المثيرة للجدل بكل أريحية ووطنية وتماسك شعبي سيذهل العالم أجمع ، عندها سنتمكن من تغيير قوانين المفوضية العليا للانتخابات وحينها فقط سترون بأم أعينكم من الذي سيتمكن منكم من إحراز أصوات تؤهله للحصول على مقعد تحت قبة التشريع المقدسة " قبة البرلمان " حين يصبح العراق كله دائرة انتخابية واحدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد مرور عام.. المئات يحيون ذكرى ضحايا أول حادث إطلاق نار في


.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر




.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار


.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع




.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة