الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبادي في الواجهة

عادل الخياط

2015 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة حسحسة عن إقالة العبادي من منصبه بدعاو شتى , من ضمنها أو أهمها هي : يجب تقديم المالكي للمحاكمة , وإذا لن يحدث مثل هذا الأمر فمن المُعتقد ان حاكمية العبادي ستظل على المحك بالنسبة للتكوين الشيعي الحاكم .

التكوين الشيعي الحاكم لا يدعوا عن فراغ , فعملية المحاكمة تعني تقويض السيطرة للحزب الحاكم - الدعوة - فالواضح أن ثمة حسرات في القلوب عن التبؤ الدعوجي - وبالطبع انهم يستغلون إستمرار الفساد وتدني الخدمات وغيرها من الوقائع التي ظلت مستديمة رغم تغير القطب الممقوت لديها - المالكي - .. كذلك ان هذا يحدث , رغم ان لذلك التكوين القسط الأكبر في التكوين الحكومي , كذلك رغم التعديلات التي أعلنها العبادي , لكنها في كل الأحوال سوف تنقلب عليه مادام التمشيط سيشمل ذلك التكوين الذي يسعى للإطاحة به على اللأس الوارد في تلك السطور .

إلى ذلك , ثمة حقيقة دامغة , ان التكوين الشيعي بإستثناء حزب الدعوة , هو ان ثمة غل تاريخي بين مكوناته , وعلى الأخص " التيار الصدري والمجلس الأعلى " بغض النظر عن حزب الفضيلة الذي لا قيمة ميزانية له نسبة لتلكما التكتلين . الغل التاريخي هو ان المجلس الأعلى وجميع التكتلات المنضوية تحت رايته - التكتلات النابضة بنفس ولاية الفقيه - هذا المجلس منبوذ وممقوت في منظور التيار الصدري , نظرا للإسلوب الفج والمقيت تاريخيا الذي مُورس ضد السيد محمد صادق الصدر من قبل تلك المجموعات المظللة تحت عباءة الولي الفقيه الإيراني , ونظرا كذلك أن الخزاعي المنشق عن التيار الصدري وتكتله المسمى " عصائب الحق " منضوي تحت عباءة الولي الفقيه الإيراني , وبصرف النظر ان " الحائري " المنضوي تحت ولاية الفقيه الإيراني هو الفقيه الشرعي للتيار الصدري , فمثل تلك الكليشات من الممكن أن تنعدم في ليلة وضحاها وُفق تاريخ عدائي مستفحل بين التيار الصدري وملالي إيران .

تلك الأبعاد سوف تتخذ تجاذبات أخرى , والمحور في تلك التجاذبات هو تقييد إصلاحات العبادي بموافقة البرلمان , وطبعا عملية السحب تلك مفضوحة بالنسبة للبرلمانيين , وكأنهم يقولون للعبادي : الفساد هو عماد الدولة ولا بد ان يتواصل رغم أنفك !

عليه ترى صاحبنا لجأ إلى المرجعيات لتنفيذ إصلاحاته .. القول هنا : أنه لا ثقة للعبادي إذا لم يستمر في وعوده المقطوعة .. ولا قيمة للمرجعية الدينية الشيعية رغم الثقل الإجتماعي التاريخي الذي تمتلكه إذا تخلت عن الإصلاحات المرتقبة , أو لم تُظهر العين الحمراء للمعترضين .. بمعنى ان المرجعية كان لها أثر سلبي في تقلد تلك التنظيمات الطائفية لسدة الحكم طيلة تلك السنين , وكان لها تأثيرا أكثر سوءا عندما إنتقدت بإستحياء سلوكيات ذلك التكوين على طول ذلك المدى .. اليوم هي ليست قبالة مفترق تاريخي , كون أن العملية برمتها لم تأت ببديل إصلاحي , لكن الإعتراض البرلماني لإصلاحات العبادي ربما يكون بداية ردم ولو جزء من الخلل من قبل تلك المرجعية , بمعنى لصم الأفواه البرلمانية المعترضة على تلك الإصلاحات , وطبعا العبادي لجأ إليهم , فماذا سيكون الرد يا ترى من تلك المرجعية .. يعني , بالرغم من انها عملية ترقيعية عديمة الجدوى , لكنها قد تفتح أفقا ضئيلا لمستقبل هذا البلد , ويُقال تفاءلوا بالخير .. رغم ان ثمة غصة تشاؤمية مشروعة في هذا الأفق !

وبالمناسبة : سوف لا يشفع لا تحرير الرمادي ولا الموصل عن الإجراء الإصلاحي وردم الفساد , كونه العلة الأصل في جميع التداعيات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا