الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلاة بوصفه ايمانا زائفا

صلاح زنكنه

2015 / 11 / 10
الادب والفن


الاسلام أكثر الأديان اشهارا في طقوسه وشعائره وتدينه وأكثرها سهولة ويسرا في اعتناقه فيكفيك أن تردد (أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله) لتكون مسلما كامل الأهلية , وهذه الجملة هي اللازمة الأثيرة لكل مسلم يرددها ببغاويا مرارا وتكرا كونها المفتاح السحري لفك طلاسم المشاكل والبلاوي والمصائب التي قد تحل عليه وطرد شرور الدنيا , وهي (الشهادة ) الشعار الرسمي للاسلام والعلامة الفارقة التي تميزه عن الأديان الأخرى بوصفهم كفرة مأواهم جهنم وبئس المصير .
المسلم لا يهمه الدين كحالة روحانية وأنما همه أن يعلن تدينه على الملأ كعبادة صنمية تمنحه صفة المواطن الصالح ليكسب رضا المجتمع عنه كمؤمن ملتزم بطقوس الدين بالرغم من سلوكياته اللادينية في الخفاء والعلن والتي تتعارض مع بديهيات أي دين يحث على السلوك القويم في الحياة اليومية .
المسلمون وان كانوا قتلة وسراقا وزناة وطغاة وجبابرة وقوادين , مغفورة خطايهم وممحوة سيئاتهم ماداموا يؤدون طقوس دينهم من صلاة وصيام وزكاة وحج وأن الله غفور رحيم وجنته مشرعة أبوابها لهم جميعا والتي سعتها الأرض والسماوات .
أن كان ثمة وجود لالله عادل فثلاثة أرباع المسلمين يذهبون الى جحيمه المفترض فيما ينعم ثلاثة أرباع البشرية بفردوسه المتخيل حسب أبجديات الاديان التي ترسم الخطوط العريضة للمؤمن الحقيقي الذي لا يكذب ولا يسرق ولا يظلم ولا يغتصب ولا يقتل ولا ينتهك الحرمات والقوانين والأعراف ولا ولا ولا ....
معظم المسلمين يعتقدون أن الله عربي مسلم ويرتبط بهم بصلة قرابة ولا يمكن لهم أن يخذلهم ما دام يتقبل المجاملة والتملق والرشوة عبر طقوس وشعائر ترضيه وتطيب خاطره ليصفح لهم عن كل ما أقترفوه من ذنوب وخطايا وصغائر وكبائر .
الصلاة في جميع الاديان طقس فرداني , مونولوج ومناجاة وتسبيح وانثيالات بين المخلوق والخالق وفق التوصيف اللاهوتي , أما في الاسلام فالصلاة استعراض بهلواني دراماتيكي ميلودرامي متقن يتطلب الأعلان والأشهار والفرجة والمشاركة والاقناع , والمساجد والجوامع هي بمثابة المسارح وقاعات العرض .
الصلاة حالة نفسية وحاجة روحانية يمارسها الأنسان وقت ما يشاء , لكنها عند المسلمين فرض أجباري ملزم بأدائها في أوقاتها ولا يجوز السهو عنه أبدا والا العاقبة وخيمة , وفي الحالات الاضطرارية عليه ان يجمع ما فاته من صلوات ويؤديها مجتمعة وكأن الله معلم حساب أو مدير حسابات يتعامل بالأرقام المجردة معتدقدا أن أداء الصلاة في أوقاتها ومزاولتها دون انقطاع هو الايمان بعينه ويمنحه صك الغفران كمؤمن صالح يحمل شارة دخول الجنة مع سبق الرصد والاصرار وهو في حقيقة الأمر ايمان سطحي زائف يفتقد لصدقية الايمان العميق المقترن بالأفعال لا بالأقوال , كون الصلاة وسيلة اتصال بالذات الألهية وليس استعراضا رياضيا تهريجيا .
والصلاة ليست حكرا على المسلمين فقط وأنما هي طقس روحاني قديم قدم الأنسان منذ فجر الحضارات الرافدانية (من سومرية وبابلية واشورية) والفرعونية والاغريقية والرومانية , مرورا بالأديان الزرادشية والازيدية والمندائية والهندوسية والبوذية واليهودية والمسيحية وحتى هنود الحمر والاسكيمو والجماعات المنشقة والقبائل الجوالة والغجر والمتصوفة والدراويش والسحرة والمشعوذون , كل يصلي بطريقته ومعتقده .
يقر الاسلام أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر لكن معظم المتأسلمين يمارس أبشع أنواع الموبقات والفواحش والمنكرات دون أن يرمش له جفن مادام أدبيات دينه يشرعن أفعاله وجرائمه ويصفح عن أثامه في نهاية المطاف , فللمسلم أو المجاهد قتل الكافر من الملل الأخرى والاستيلاء على أمواله كغنائم حلال زلال ثم يتوضأ ويولي وجهه صوب القبلة ليصلي ويطلب رضا الله , وقد يذهب الى السرير لينعم بجسد سبيته شاكرا نعمة ربه وينام قرير العين كما يفعل اليوم أزلام داعش الذين يستندون على الشريعة الاسلامية (السمحاء) ويستمدون من القرآن (الكريم) قوانينهم (العادلة) ويطبقون تعاليم الاسلام الأول بحذافيرها في قيامهم وقعودهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان فضيل يتحدث عن جديد أعماله في صباح العر


.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال




.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا