الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية شرف

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 11 / 10
الادب والفن


قضية شرف .
رَنّ جرس الهاتف ، نهض من الكنبة متثاقلاً يتمتم متذمراً من هذا ثقيل الظل ،الذي يقطع عليه قيلولته في هذه الظهيرة القائظة.
-آلو ،نعم !!
- مرحبا ، كيف حالك ؟ أنا محمود ، عاوزك ضروري ...!!
همسَ في سرِّه : يا لطيف يا دافع البلاء !! خير ما الأمر ؟
- أرجوك أن تتدخل ، قبل أن تحصلَ مذبحة ..!!
- يا ساتر ، يا رب !! أيةُ مذبحة ؟؟ وقد طار النُعاسُ من رأسه وتيقظت جميع حواسِّهِ ..
-القصة وما فيها ، بأنه وقع خلاف بين أولاد أخي واولاد صاحبك أحمد، والذين هم جيران، تطّوّرَ الى عراك وتكسير، وهم جميعا شبابٌ طائش ، كما تعلم .. وقد وصلت الأمور الى الخوض في شرف البنات ...
-طيب وبعدين ؟!
-هدّد أبناء صاحبك بقتلِ ابن أخي ، بل وأبرزوا مسدساً في وجهه ..!!
- لا هذه حالٌ لا يُسكت عليها ، أمهلني لحظة لأتصل بأحمد وأحدد معه لقاءً بيني ، بينه وبينك ، وسنسوي الأمر ، لا تخف ..!!
كان أحمدُ في عمله ، معلما في مدرسة ثانوية ، وأخبره بأنه قادمٌ إليه معية محمود لتسوية الخلاف...
أدارَ سيارته حالاً وسريعاً ، متوجهاً الى مقر عمل أحمد ، وهو يتمنى بأن تنجح مساعيه ويحتوي الحادث قبل أن يرتكب أحد الشباب حماقة .
كان محمود بإنتظاره على أحرّ من الجمر ، ولجا غرفة أحمد وبعد التحية والسلام ، بادرَ بالقول :
- جئتُ ومحمود لكي نتفادى أموراً لا تُحمدُ عقباها ..
لم يمهلاه لإتمام كلمته ، وانهالا على بعض صراخا وتهما متبادلة ، كديكين في قن دجاج !!
- لقد حطمّ أبناؤك سيارة أخي !! وهو يريد تعويضاً مالياً عنها ..!! قالَ محمود ..
- وأبناءُ أخيك ، خاضوا في عرض بناتي ، واتهموهن بأمور أخجل أن أقولها ..!! أجاب أحمد ...
- لكن يا جماعة ، عذراً ، لم نأتِ الى هنا لنخوض حرباً من جديد .. حاول تهدئة النفوس ..
- سأدفعُ لكم ثمن السيارة ، لكنني سأُطالبُ بتعويض عن شرف بناتي المثلوم !! صاح أحمد . سأقاضيهم بتهمة تشويه السمعة وسنرى ما هو المبلغ الذي سيقرره القاضي .. لكن بالتأكيد سيكون أضعافاً مضاعفةً من ثمن سيارة ..!! ولا أضمن تصرف أبنائي .. قال بنبرة مهددة !!
علت الأصوات مجددا ، وتهدجت العروق ، ولم يعد يتمكن من متابعتهما بشكل كامل .. سرح في الموضوع ، وتصور ماذا سيحدثُ إن لم يتفقا على حلٍ يرضي الطرفين . فالشباب "دمه حامي " وقد يحاول أحدهم "الثأر" لشرف أخواته ، وهذا أمر غير مستغرب ..!!
- يا إخوان الصراخُ لا يجدي نفعاً ، دعونا نتكلم بهدوء .. حاولَ استعادة زمام الأمور ليديه ، فهو الواسطة المقبولة بين الطرفين ..
لكن ما مِن فائدة ...
سيارة أخي وشرف بناتي ..!! أيهما أغلى الشرف أم الحديد ؟!
هدأت النفوس قليلاً ، وبدأ نقاش حول التسوية بين الطرفين ، بشرط أن يتكفل كل طرف بردع "شبابه " ...
- نتنازل عن ثمن السيارة . قال محمود ..
- ونتنازل من طرفنا عن قضية الشرف..!! قال أحمد ..
فتحَ عيناه بدهشة ، وفتح فمه ليُعلِّق ، لكنه اطبق على شفتيه ..!! وحدث نفسه : يا لي من غبي ، وأنا الذي كنتُ مصدقاً بأن القضية قضية شرف ، سوف يُراق على جوانبه الدم ، فإذا هي تتحول الى قضية خلاف مالي !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??


.. -تعتبر مصدر إلهام للكثير من الأعمال-.. أفلام ينصح بها صانع ا




.. أفلام تستحق المتابعة في صباح العربية


.. ترشيحات أفلام قديمة عليك إعادة مشاهدتها




.. صانع المحتوى أحمد النشيط يرشح أفلام يجب مشاهدتها فورا