الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يحيى العريضي ومأزق البوليس الثقافي

اسماعيل خليل الحسن

2005 / 10 / 30
الصحافة والاعلام


خرج الإعلامي السوري يحيى العريضي عن طوره و ألقى بقناعه المستعار كمثقّف و متفهّم و محاور من طراز مختلف, و ذلك في البرنامج الذي قدّمه الدكتور محيي الدين اللاذقاني في قناة الديمقراطيّة أمس الجمعة, فأخذ ينفعل و يقاطع و يتهجّم و يتطاول و يخوّن و يسمح و لا يسمح. فقد خسر العريضي " السوري" قضيّته سلفا أمام آلاف المشاهدين العرب, وعاد إلى حقيقته كبوليس زالت عنه القشرة الثقافيّة, كلّ ذلك لأن رياض الترك قدّم مقترحا للخلاص من المأزق الذي يعيشه الوطن, و حجّة العريضي تقوم على مقوّمتين واهيتين أولاهما أن هنالك في سوريا رجال من جنس الملائكة هم فوق الدستور والقانون و النقد و المحاسبة ولا يجوز حتى ذكر أسمائهم, وثانيهما أن الوقت غير مناسب لطرح مقترحات, فمتى كان الوقت مناسبا؟
منذ بداية عقد الستينات فرضت الأحكام العرفيّة, ومنع أي صوت نقدي حتى لا يلهينا عن المعركة التي نعد العدّة لأجلها, ولم نكن نعرف أن كلمة الآن تعني القرن العشرين بأكمله لأننا كنا نتوقّع أن لا ينصرم القرن حتى نحرر فلسطين و ندحر الامبرياليّة, و هاهو الإعلامي السوري يجدد مفهوم " الآن" ليفعل فعله في القرن الواحد و العشرين, فهل " الآن" سيمتد إلى نهاية هذا القرن أم سينتهي حين ينهي العريضي عشاءه على ضفاف التايمز على حساب جوع مئات العائلات السوريّة, بدون أن يقدّم فائدة لتحسين صورة سوريّة في الإعلام الغربي, فهل أتهمه هو وأمثاله بهدر المال العام و خيانة الوطن لأنّه يستمتع بأمسياته اللندنيّة في الوقت الذي نقلق جميعا على قوت يومنا إذا ما أنفذ الحصار بموجب " المشاريع و الهجمة الشرسة و الأخطار التي تتعرّض لها سوريّة؟ "
لقد تبيّن لنا أن العريضي ليس إعلاميا و ليس مثقفا, و ينقصه كثير من أدب الحوار, وأن لا ينفق المال العام على إعلام خاسر, و على إعلاميين خاسرين, و أطالب كل من أثرى على حساب الوطن بإعادة المال إلى الخزينة لأن الأيام المقبلة ستكون عصيبة على الناس, و بذلك سيعودون إلى شعبهم و ناسهم, و باب المغفرة مفتوح, و باب الحوار ينبغي أن يفتح, فقد تكون بين أبناء الوطن خصومة و لكن ليس بينهم عداوات كما تلفّظ العريضي و متداخل آخر. أقول ذلك " الآن" وهذا يعني حالا و ليس إلى نهاية القرن لإنّ الزمن خرج من قبضة العريضي و أصبح بيد الآخرين, و لسنا بحاجة إلى " صحّاف" سوري لإنّ نسخته البعثيّة العراقيّة كانت مريرة مريرة مريرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة