الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على باب بغداد

نضال القادري

2005 / 10 / 30
الادب والفن


حين أوقفني الله على باب عينيك
نسي أن يلقني شهادة ميلادي
وأن يرفق بأحاسيسي الضالين
كان رب العباد منهكا مني،
وكنت أنت
أخر ملجأ قذفني الله إليه
إلى موت كدت أفقه سره
وعينيك: النبوغ ـ البوح
كانت سيلا لم أفهم فيها سر السؤال
عن النباح الأجنبي
عن البلح الأحمر
عن وطني المستباح
عن الطوفان
وعن كل الدخلاء من بعد "نوح".

***
حين أوقفني الله على باب عينيك
كالماء تركني أتشح بالنبع
بالسمر الأليف، ولكن
لا أعرف
لماذا ضللني الله حتى أسائل سر الملح
وماء الفرات عن "نبوخذ "
البابلي الذليل
ومن حوله تزفر نواقيس الحياة؟!
لماذا؟!..
.. " كيْفَ تَسْأََلُ وَالجَوابْ
غَابَ مِنْ قَبْلِ الرَّحِيلْ!
كَيْفَ تَسْأَلُ وَالْعَذابْ
غَامَ فِي قَلْبِ النَّخِيلْ!
كَيْفَ يَشْكُو الخَيْزَرَانْ
حُزْنَهُ عِنْدَ الأَصِيلْ!(1)*.

***
على باب بغداد
من سيصغي لأحزان النخلة المكسورة؟
ويداعب صغار الحساسين؟
من سيرقب وجه الله،
ويؤذن لمن تبقى من المؤمنين
.. من؟!
على باب بغداد
من سيقرأ للبلح الأحمر تعويذة البدايات
من سيعيد "نوح" إلى رشده
من سيعلن الطوفان؟
.. من؟
ألا يا بغداد خبئيني
في ياقوت ماضيك
في حكايات جدتي، ومواويل الرعاة الكادحين،
ولفي في فم السؤال
كل الذي تبقى من موتنا
وما تبقى من صدأ العمر
وامهلي الوقت بعضاً من الألم،
وبعضا من المحار،
وللغجر الراحلين نايات تشبه موتهم
وموتا يشبه أسفارنا..
فنحن نرثُ الملحَ من أجلِ أخطائنا
ولأجل المحار
نغرق في أرخبيل النار.

***
حين أوقفني الله على باب عينيك
قال لي من يسر على الماء
ستبتلعه الصحراء قيتلا..
ومن يقتف خطواته على الرمل
ستصلبه الحياة هزيلا..
بغداد.. يا أرخبيل الندى
بابل.. يا ضحكة الفجر
وأنت.. "نبوخذ"!!
"ما صلبوك وما قتلوك"، ولكن
ألا ساءلت زمان الأوغاد عن سجنك الكبير
وعن السجن الصغير..؟!
عن "أبوغريب"،
وحائط المبكى العربي
وجامعة المصائب العربية
وجامعة "من لا يجمع بينهم إلا الموت"..؟!

***
حين أوقفني الله على باب عينيك
نسي أن يلقني شهادة ميلادي
كان رب العباد منهكا مني
وكانت عينيك سيلا لم أفهم فيها سر السؤال
وتقاليد الجلاد الجديد
وسر المقصلة...
على باب بغداد
لن يكون للسقوط أي شعار رسمي
وبروتوكول رسمي/
"إستقبل، ودع.."
أو بدعوة من المفدى....
ستسقط الزوايا في وحشة قاتلة
وستولم الصحراء العطشى
للذي تبقى من خبب "نوح"/
لجوعها القاتل
للعطش الأتي
لأيتام بابل
وللكلاب العابرة.

***
(1)* مقتطف من رد الشاعر أحمد عيد مراد على قصيدة "هل سألت؟" لـ سعد داود قرياقوس.

شعر نضال القادري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب