الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطالة في العراق .. وانعكاساتها على المجتمع

رقيه الخاقاني

2015 / 11 / 10
الادارة و الاقتصاد


البطالة في العراق .. وانعكاساتها على المجتمع
النجف الاشرف/ رقية الخاقاني
يتخرج كل عام مئات الالاف من الطلبة ذكورا كانوا ام اناثا بعد سنوات لاقوا فيها كافة انواع المشاكل الصعاب من حيث قلة المادة وانعدام الكهرباء والراحة وصعوبة العيش، وهو على امل الخروج من مرحلة الدراسة المضنية الى مرحلة التعيين والعمل والوظيفة الجيدة لكي يبدأ بتكوين نفسه وانشاء عائلة، لكن المشكلة الاكبر والأدهى حين تخرجه يتفاجئ هذا الطالب او الطالبة بانحسار الوظائف للمحسوبيات والمعارف الخاصة بالمدير الفلاني والمسؤول الفلاني وتبدأ الوعود بالتعيين لكن ليس مجانا هذا المرة بل باسعار تصل الى عشرات الاف الدولارات، والتي غالبا ماتكون مجرد عمليات نصب واحتيال مستغلين حاجته لهذه الوظيفة، وبعضهم ينتظر عدة سنوات حتى تتلاشى احلامه التي بدأ برسمها منذ سنوات طفولته، ملتحقا بقائمة العاطلين عن العمل التي غزت العراق في الاونة الاخيرة.
قد تبدو معاناة طلبة الدراسات العليا اقل من الآخرين، من خريجي الدراسة الجامعية، ولكن في الحقيقة نحن نشترك معهم في معاناة واحدة، حيث ان فرص التعيين تكاد تكون صعبة الحصول على الكثير من خريجي الدراسات العليا، فليس كل من حصل على شهادة عليا وجد أبواب التعيين موجودة اما او بانتظاره، وانما لا تزال معاناتنا حاضرة ايضا، الأمر الذي يؤكد وجود خلل في ادارة هذا الملف من قبل الجهات المعنية.
ان ظاهرة البطالة من المشكلات الرئيسية في الدول النامية وبالذات في الدول العربية، كما ان اوضاع البطالة في الدول العربية هي الاسوأ بين جميع مناطق العالم وفي طريقها لتجاوز الخطوط الحمراء ، اما العراق الذي يعاني من اوضاع شديدة التدهور بسبب الواقع المرير الذي تعانيه مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ، فقد شكلت البطالة احد ابرز الاولويات في اجندة الحكومة العراقية الحالية وخاصة البطالة في صفوف الشباب الذين يمثلون النسبة العظمى من اجمالي السكان اضافة الى اجمالي الناشطين اقتصادياً . يرافق البطالة عادة تبعات سلبية ضارة على المجتمعات تهدد الاستقرار الاقتصادي والسلام الاجتماعي ، حيث تظهر تلك التبعات على شكل امراض اجتماعية ونفسية خطيرة تتحول مع الزمن الى انحرافات اخلاقية وسلوك اجرامي يصعب معالجته ، ومع ان العراق يمتلك موارد طبيعية وبشرية هائلة ومستقبل رئيس للعمالة العربية التي زادت عن (3) مليون عامل خلال عقد السبعينات الا ان المتغيرات الخارجية (الحروب والحصار) حولت الاقتصاد العراقي الى اقتصاد هش ومتداع وغير مولد لفرص العمل، كان من نتائجه بروز مشكلة البطالة منذ بداية عقد التسعينات ثم تفاقمت المشكلة بعد عام 2003 لاسباب عديدة. من ابرزها، تفاقم مشكلة البطالة في العراق نتيجة للاداء المتراجع وعدم القدرة على تحقيق معدلات متقدمة من النمو الاقتصادي ، والتأثير السلبي لتحرير التجارة على القطاع الخاص العراقي . لاسيما في الزراعة والصناعة اذ تدنى كثيراً الانتاج الزراعي والصناعي نتيجة لفتح الحدود على مصراعيها دون سابق انذار، وبدون ضوابط كمية او جمركية ، امام تدفق سيل عارم من السلع الاجنبية المدعوم معظمها حكومياً مما اضطر العديد من المزارع والمصانع الى اغلاق أبوابها او تخفيض انتاجها وفي الحالتين تأثر الطلب على العمالة العراقية سلباً وفاقم من البطالة .وافتقار االشباب الى التدريب اللازم لتلبية احتياجات سوق العمل والفساد الاداري المستشري في الاجهزة الرسمية والذي بدد اموالاً هائلة في مشروعات وهمية او قليلة الجدوى في استيعاب العاطلين عن العمل.
يذكر إن وزارة التخطيط قد أعلنت "أن نسبة البطالة في المجتمع العراقي بلغت 16 بالمئة وبدأت الوزارة تشجع القطاعات المهمة في البلاد ومن أبرزها القطاع الخاص لخلق فرص عمل جديدة للعاطلين. وكانت وزارة التخطيط أعلنت، في وقت سابق، عن دراسات علمية جديدة لاحتساب مستوى الفقر في العراق تعتمد على «الأقضية والنواحي» بدلاً عن المحافظة، وأكدت أن ذلك سيساعد في بناء «استراتيجيات جديدة» للمعالجة خصوصاً في المناطق الساخنة، وفيما توقعت زيادة مستويات الفقر في العراق الى 31% خلال شهري تموز وآب من العام الحالي 2015، عزت الأسباب الى زيادة معدلات البطالة والنازحين والأزمة المالية التي يعيشها العراق.
وبين هذا وذاك، وللتقليل من معاناة الخريجين وما يعاني منه المجتمع بشكل عام، فإن الحلول والمعالجات في جانب كبير منها، تكمن في التخطيط الصحيح، والعمل على حل المشكلات من جذورها، حتى لو تطلب ذلك من الوقت والجهد الكثير، لكن النتائج سوف تظهر على ارض الواقع العملي ولو بعد حين، ولا يزال الأمل موجودا، واليأس غير مقبول، فلا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024


.. تضرر الأوضاع الاقتصادية في القدس الشرقية بعد -7 أكتوبر-




.. تراجع كبير في سعر الدولار والذهب يسجل 3190 جنيه عيار 21


.. سعر جرام الذهب عيار 21 يسجل 3180 جنيها فى التعاملات المسائية




.. كلمة أخيرة - المشروعات الصغيرة والمتوسطة عمود الاقتصاد في مص