الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العزوف عن الزواج ..

محمد البورقادي

2015 / 11 / 11
العولمة وتطورات العالم المعاصر


إن الكلام عن الزواج في المغرب أو في دول تدين بالإسلام عموما كالشرق الأوسط يختلف النظر فيه عن بقية الدول الأخرى .
فانفتاح الشباب على عولمة طافت أطراف الأرض بأسرها معممة بذلك أنساقها الأيديوجية وحاقنة إياها في نفوس مريديها ومتبعيها ومستعينة بجنود لا قدرة للشباب على صدها .جعل وقعها على النفوس أخطر شيء خصوصا الضعاف منها
فمن ضمن جنودها إعلام ممكن ورأسمال قوي صرف جله في عتاد رمزي ومعنوي لبث ثقافة الإستهلاك ونشر قيم الخلاعة والمجون والفسق والفجور في نفوس خاوية على عروشها استسلمت سلفا لشهواتها ونزواتها وحكمت راحة نفسها التي فيها شقاؤها على مكابدتها وربطها والتي فيها فلاحها في الأولى والآخرة ..
فالشاب ينظر الشارع فيبصر انفلاتا وتسيبا يلاحظ في تحرش ومساومة لبنات قد
زينوا قبل أن يخرجوا كأنهم إلى حفل يوفضون ..
فلا يلبث كل ذي لسان مرن وكلام منمق أن يطيح بفريسة أمام الملأ وهي التي قدمت نفسها إليه على طبق من ذهب وكأن الغابة قد حلت محل الأزقة والشوارع، واستبدل الحي بالخلاء، أعزنا الله وإياكم من هذا الخبت وهاته الميوعة المفرطة الحيوانية.. فقد ينزوي الفتا إلى الفتاة بغير رقيب ولا منكر في الشارع على مرآى من المار كالحيوان البهيمي
وقد يلعب الفقر دوره أيضا في تأخير الزواج وتأجيله إلا أن يحن الضرف ويبدل حال بحال .. فلا مدخولا كريما ولا معينا عائليا حيث الكل مشغول بحاله وبمآربه ولا أحد يقبل التكليف عليه بأن يشقي نفسه عناء أخيه فيعينه ليكمل دينه عسى الله أن يفرج عليه بهذا الصنيع من كرب الدنيا كما فرج هم أخيه أو صاحبه أو بنيه ...
وإن فرضنا لين هذا الكريم على أخيه فكيف الحال بهذا الأخ وهو يرى من سيسكن إليه وهو في حضن آخر ومع هذا وذاك ممن قلت فيهم النخوة وزاد فيهم النذالة والديوثة إلى حد لا يرضى به حتى البهيم من الخلق ..
فبهذا تمسي الفتاة سلعة تباع وتشترى ورقيقا أبيض ينعم في حضنه كل كبير وصغير، ويغدو الفتا هائجا مكبوتا يرتمي من هذه إلى تلك، والزمان يمضي والقافلة تسير ،فيصير الزواج أمرا مدنسا ويجلب العار والشك بعد أن كان شرفا ورفعة يحصن به الإنسان نفسه ويعينها على التفرغ لأغراضها ..
ومع كل هذا وذاك نسأل الفتا لم لم يحن موعد فرحك أم أنك زاعم بدون علمنا أم ماذا في جبك وما خطبك ...
ونعاود السؤال للفتاة فترتبك ارتباكا وهي التي قد علمت ما حل بها من ذئب استحل لنفسه أكل أخته وديوث لا يأبه بشيء أكثر من إرواء نهمه وحيوانيته وكأنه قد أمن سوء العاقبة والمنقلب في أهله وبنيه ...
واقع مرير يشهده مغربنا في جل أرباعه بل يشهده العالم بأسره نتيجة انحلال أخلاقي طفا عفنه على السطح منذ زمان بعيد ..
بيع الدين وبدل بهمجية فارغة هوجاء ، وضيعت الأخلاق فصارت الإنسانية بشقائها وعدم اتباع وحيها في الدرك الأسفل من الإنحطاط والتدهور ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران