الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام القادم في لبنان وخطورته

مجدي جورج

2015 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لبنان الجميلة كانت تسمي سويسرا الشرق لما عرف عنها من حيادية وتعايش بين كل أديانها وطوائفها في سلام ووئام ، وهي البلد العربي الوحيد الذي يرأسها رئيس مسيحي ( رغم تقليص صلاحياته كثيراً بعد اتفاق الطائف ) وهي ايضا البلد العربي الوحيد الذي كنا نجد فيه عدد الوزراء المسيحيين يصل الي نصف عدد الوزراء ، وكان الوزرات تقسم طائفيا قبل اتفاق الطائف ولكن أظن ان هذا الامر انتهي اليوم .
المهم في الامر ان مسيحيي لبنان كانوا يعيشون باريحية اكثر من كل مسيحي الشرق الأوسط ، ولكن مع التمدد الشيعي وبروز قوة حزب الله بدعم إيراني قوي ومع عودة رفيق الحريري رحمة الله عليه الي لبنان والدعم السعودي القوي له كممثل لسنة لبنان ومع الهجرة المسيحية من لبنان ، بدا الامر ياخذ منحي اخر وبدات قصة المناصفة تتقلص شيئا فشيئا وبدات المناكفات الطائفية تتزايد وبدا مسيحيي لبنان يشعرون بمشاعر مختلفة خصوصا مع التواجد الفلسطيني الكثيف الذي أضيف له حوالي 2 مليون لاجئ سوري معطمهم من السنة .
وعندما خلي منصب الرئاسة منذ عام وأكثر بانتهاء فترة رئاسة ميشيل سليمان في 25 مايو 2014 ولم يستطع البرلمان من يومها اختيار خليفه له ( وهذا عوار دستوري كبير حيث انه كان من الافضل ان ينص الدستور علي ان الرئيس لايترك منصبه بعد انتهاء فترته الرئاسية الا بعد اختيار خليفه له ) وهذا التلكؤ في اختيار رئيس جديد يعود اول ما يعود الي الانقسام المسيحي المسيحي والتنازع بين ميشيل عون مؤسس التيار العوني وبين سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية ، ويعود هذا التلكؤ ايضا في اختيار رئيس جديد الي الانقسام الاسلامي الاسلامي ايضا بين تيار المستقبل الممثل الرئيسي للسنة والذي يدعم سمير جعجع ، وبين حزب الله وحركة أمل الممثلان الإساسيان لشيعة لبنان والذان يدعمان العماد ميشيل عون ( هناك تيارات اخري مختلفة سواء إسلامية او مسيحية تدعم هذا المرشح او ذاك لمنصب الرئاسة لعل من أهمها الحزب الاشتراكي بقيادة وليد بك جنبلاط والذي يغير ولاءاته مابين فترة واخري فتارة نجده يقف مع تيار المستقبل وتارة نجده ينحاز بشدة لخيارات حزب الله ).
رغم ان الانقسام المسيحي المسيحي وقبله الانقسام الإسلامي الاسلامي الذي غذي الاول ربما بدون قصد قد اثر علي مسيحيي لبنان فظل المنصب الوحيد الذي يحتلونه منذ عام وتصف تقريبا شاغرا وعقد البرلمان حوالي عشرين جلسة لانتخاب رئيس جديد دون ان يحالفه الحظ للتعطيل تارة والامتناع عن الحضور تارة اخري ، وكانت مهام الرئاسة قد اوكلت الي مجلس الوزراء مجتمعا .
الا ان شغور منصب الرئاسة والانقسام السابق رغم مأساويته هو اقل خطورة مما هو قادم لان الانقسام الحالي هو انقسام طائفي فعلا ولكنه مغلف بهدف سياسي والهدف السياسي هو رغبة كل مجموعة في إيصال رجلها لمنصب الرئاسة ، فشيعة لبنان يَرَوْن في ميشيل عون خير من يمثلهم وسنته يَرَوْن العكس ويثقون اكثر في توجهات سمير جعجع . ولكن ما قرائته اليوم بجريدة القدس العربي
http://www.alquds.co.uk/?p=432696
حول بروز تحالف رباعي جديد من بري وحزب الله والمستقبل والاشتراكي في مواجهة حلف ثلاثي عوني ـ قواتي ـ كتائبي
يجعلنا تتوجس خيفة وتضع أيدينا علي قلوبنا فهذا الانقسام ليس طائفيا فحسب ولكنه انقسام ديني بحت ، فالمسلمون تكتلوا في تحالف والمسيحيين ردوا يتحالف مضاد وهذا مكمن الخطر الذي ربما يعيدنا الي اجواء الحرب الأهلية في سبعينات القرن الماضي .
لقد وصلت الأمور في لبنان اليوم بهذا الانقسام الخطير الي حافة الهاوية، فإما انحدار الي الدرك الأسفل وغرق لبنان واللبنانين في مستنقع حرب طائفية مذهبية دينية لتلحق بجارتها سوريا التي كانت لحقت بجارتها العراق ، وأما بداية إيجاد حلول واقعية لمشاكل الناس تبدأ بانعقاد البرلمان وبمنع التعطيل واختيار رئيس للجمهورية حتي لا يشعر مسيحيي لبنان بالغبن .
نتمني للبنان واللبنانيين مسلميهم ومسيحييهم ودروزهم التوافق وسلامة العيش المشترك حتي لا يعانوا ما يعانيه السوريين والليبيين والعراقيين .
مجدي جورج
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو