الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد من مجموعة - الضحك متروك على المصاطب - 2003

وليد الشيخ

2015 / 11 / 11
الادب والفن



ماء السّكر


سبقتكِ اللذّةُ
وسالَ عطرُكِ وبلّلَ غابةَ المسك.

لو انتظرتِ قليلاً
كان خاتمُ الزّواج سيخرجُ من جيبِ السّترةِ الزّرقاء
وكمشهدٍ مكرّرٍ في السّينما الأمريكيّة
يركع
ويطلبُ يدكِ
بل جسدَكِ
وروحَكِ
وما بينَهما من سوءِ قصد.

كانت اللذةُ قطّةً مبلّلةً تركضُ تجاهَ الموقدة
كانت أصابعُه النحيلةُ والطويلةُ تلوِّحُ بالشهوةِ

كان بيتُكِ قد تبّلل
وسروال الساتان الزّهري
المخرّم
والماء كصوتِ النّاي
والسيّد الذّئبُ على بابِ المعبد.


عادات


لي عادتان سرِّيتان يومياً
وعاداتٌ علنيّة
رغبات مدفونة في التّمثيل
بطولة مع منى زكي
أقبِّلها كل خمس دقائقَ دون توظيفٍ دراميّ.



مرور


حقيبةُ الكحل والزينةِ والأسرارِ الشهريّة
على الكتف
شفتانِ غليظتان في دوّارِ المنارة
الأولادُ تمنَّوا الموتَ في شوارعِ تل أبيب
النساءُ شتمنَ حظهنَّ العاثر
وكلَّما مرت،
يحترقُ الفلافلُ في الزّيت
وينسى الحلاقونَ مقصّاتِهم على الرؤوس
وتطيرُ مخيّلاتٌ فاسقة في شارع رُكَب.





مواساة


أدركتكِ عند العتبة
شالك يوشك ُ أن يأخذَ الريح
الغرائزُ التي ركضت خلف كفليك الهاربتين
رفعتْ صوتها مجاهِرةً في الطريقِ العام
أصابعُك المحفوفةُ بمخاطرِ الملامسةِ تساءلت

وحين التفتِّ إليّ
رأيتُ وجهَكِ شاحباً

وكي أخفّفَ عنك
أبلغتك:
أنّي مذ درجتُ على تلكَ العادة
في الأماكنِ المظلمةِ من البيت
أو
خلفَ الخزانةِ في بيتِ قريبتي
المملوءةِ برائحةِ تسعِ نساءٍ وحيدات
صارّ الذئبُ نوّاحَ الليل
والصباح حفلة أولادٍ قضَوا نحبَهم في المحارمِِ الورقيّة.






رتَابة


لا صدفة طيِّبة كي ألتقيَك، مثلاً
على بابِ سينما
لا سينما كي ألتقيك صدفة
ولا بنات في الحيّ
ليسهرَ الليلُ على الشّبابيك.

بَلاغ

إنّه صدرُكِ
بليغٌ كحكمةٍ
وإثمهُ فضّاح.




وطن


كأنّه
ملعبٌ لكرةِ القدم
بين منتخبين لعائلةٍ واحدة.

شيءٌ يذكِّر بالنّهايات
في مسرحٍ تابعٍ للقطاعِ العامّ
( ليس عندنا سوى قطاعِ غزة )
الممثّلون من الذين رسَبوا في امتحاناتِ معهدِ التّمثيلِ العالي


حماقاتٌ بعيدةٌ عن المنْزِل



أن تنتسب للحزب الشيوعي
وتدفعَ من جيبِ أبيك الاشتراك.

أن تجتمعَ مرتين أسبوعيّا
لأنّ الرّفاق يدرسونَ سيغال
وما العمل؟

أن تشربَ نبيذاً لأوّل مرة
كي تثبتَ أنّك لا تخافُ أحداً

أن تصعدَ الجبل
لتنافسَ الأولادَ بظهورِ شعرِ العانة
وترسمَ على الطّين
ما تظنّ أنّه المرأة .

أن تقفَ قبالةَ السّماء وتحلم
بأن يموت أهلُك جميعاً
ويأخذك الجار إلى بيتِه
لتنامَ جوار ابنتِه

أن تمارسَ تلكَ العادة
في المراحيضِ العامّة
على رسوماتٍ فاجرةٍ لنساءٍ بدينات .

أن تكونَ صغيراً
ولا تصدّقَ ذلك .

ليسَ عندي

ليس عندي ما يستحقّ الذّكر

لا إيدز
ولا عرض من الحكومة لأكونَ وزيرَ ثقافة
أو بيئة
أو حكمٍ محليّ.

لا كرت إعاشةٍ من وكالةِ الغوث
ولا حزب شيوعيّ.

ليس عندي كالسيوم كفاية
لا غرين كارد
ولا حتّى فيزا لأمريكا

ولا دولة لأشكو لها من الأباتشي.


إجازة


عندما نصحو على أصواتٍ مبلّلة
لجاراتٍ فرحاتٍ بليلةِ الأمس
ينشرنَ ملابسهنَّ الخاصّة
ويتهامسنَ بألسنةٍ خجولة
عن عظامهنّ التي نخرتْها النشوة

تكونُ الميركافا في إِجازة.





.

مراهقة


الشاورما حجّة كي أقفَ قبالة بيتك
لا أنا أستطيع شراءَها
ولا أنتِ تذهبين عن الشّرفة

الولدُ والممرّضات والخِراف

صباح

لم أذهبْ في الصّباحِ إلى الدّكان
ولم أذهبْ إلى العمل
لم أكنْ نائماً
ولم أجلسْ لأستمع إلى نشرةِ الأخبار

ولم أدرِ للآن ما الذي فعلته ذلك الصباح.




الولد والممرّضات والخِراف



ولدَ المذكورُ على عجل
لكنّه تمطّى ثلاثةَ أيامٍ في نعاسٍ كأنّهُ الموت
لم يشأ أن يطأََ الأرضَ
الممرّضات أغدقنَه بالرعايةِ والحنان على غير العادة ،
كان يشمُّ المريولاتِ البيضاءَ ويتفكر
حتى أن ممرّضة قبّلته أكثر مما يجب
وأحاطت خصيتيهِ بفمِها مداعبة
ولم يضحكْ
ولم ينبسْ ببنتِ شفة
ولم يبكِ
ولم يشأ أن يطأ الأرض.

سيكون أكثرَ حكمةً لو ابتعد عن الجموعِ الغاضبة
لو دخلَ بيتَ أبي سفيان لانتهى الأمر
وأحكم طوقٌ من البلادة الأبديّة حول عينيه.

كان أكثر فتنةً على الجبل:
ذراعاه الخاسرتان دائماً ممدودتان على آخرِهما
أشياؤه التي تحسّستها الممرّضات
قبل عشرينَ سنةً
كبرتْ على يديه
تلثعمتْ
وبكتْ.

كان يترك غزالاتِه الذهنيّةَ خلفَ قطيعِ الخراف
ويشمُّ ذراعَ البنت التي قربَهُ
وملابسَها
والهواءَ المجنونَ الذي يخرجُ من فمِها،
كان يودُّ لو فجأةً يغفو على حجرِها الصغير
ويتلذّذ
ويجنُّ من اللذّة.

لم يكن يحلمُ بأكثرَ من بيتِ لح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس