الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي لا تبكي :أفكار مجترة -4-

عدنان مشهي

2015 / 11 / 11
الادب والفن


أيها الليل، دعني ألتمس منك العذر، فقد سهرتك دون جدوى، لم أستفد من سكونك لم أستمتع بنجومك وقمرك ،فقط جلست متحسرا بألم شديد ،لا أخفيك أن ضيقي ،لو وزع على العالم لكفاه ،لا أخفيك أن حبي المتمرد مني ،اليائس مني ،يكفي الأحياء منا والأموات..هو ذا عمق خراب الذات عندما يصيبك يشتبك بصراطك، يتعصب بك، ولك، ومنك، هو ذا الصوت، حينما يدمر الصمت في زمن الوهم ،هي ذي بقايا التمرد، حين تنام في سرير الوقت.
يبكي القلم على الورق، يحكي تاريخه بكل شفافية..ويتحسر كوردة ذابلة في حديقة فارغة ،إلا من بقايا حجر ،وتراب مبعثر هنا وهناك.
لم ينسى تفاصيل اللقاء أبدا، وكيف ينسى وهي أحلى ذكريات الوقت الجميل ،هو البوح الصادق، هو الحب العميق الذي كان أيام الزمن الجميل يسير بك متفائلا ، يطير بك فراشة في سماء ،بسمو وفرح.. بعدها فلتتنغص قليلا.. قليلا، ليكبر هذا الجديد، يحرك حزنك ،يشدد جنونك، ويجعلك في دوران على نفسك ،يوقف كل أعمالك، كل طموحاتك، يجعلك في نكد طويل ما بعده نكد..
من يخرجك من هذا الفصل؟
القلب الصالح الصافي ،يعكره من أحببته ببصماته الشريرة ،يجعل منه صدى ليس كالصدى...
كي لا تبكي لا تحلم لا في ليلك ولا نهارك، لا تتمنى لا تتكلم، لا تروي ما يفرحك، ما يسعدك ،لا تخبر أحدا بطموحاتك وأهدافك في الحياة ،كي لا تبكي لا تبح بحبك، بشعورك، بإحساسك ،بأمانيك..
كي لا تبكي، أو بالأحرى كي لا تقف الدمعة بين عينيك..
في لحظة ما، كان لابد أن يكتب، أن يمسك القلم ويدون تفاصيله، كي تخرج إلى الوجود ويقرأها الآخر..
هذا غنائي الشريد، في ما مضى، أو في وقت فائت ،كنت أسافر داخلي بفرح شديد، والآن أصبحت أسافر داخلي بحزن شديد ..لا مشكلة ،غير أن هذا الحزن طول كثيرا في السكن هذه المرة ،وما ملني قط ،فتصادقت معه وأصبحنا صديقين إلى الأبد..
دائما أحب أن أستمتع باللحظة فقط، فأستمتع بحزني كما أستمتع بفرحي، أستمتع بالوقت كيفما كانت حالها، بما قدمت لي، من ورد أو شوك..
أسامح الجميع، بلا استثناء، لأن قلبي غريب الأطوار، لكنه عنيد معي مشاكس لي في الليل والنهار، لا يرضى باستطلاعاتي، لا يرضى بشيء أبدا..
لا أدري لماذا هي الدموع هكذا تقف بين أهداب عيناي ؟
ألا فلتنهمري يا دموعي لطفا ،علك تخففي ضرب الحجر داخلي ،علك تخففي الكلمات التي قذفت في أذني.. علك تحسنين شيئا ما داخلي.
هذه الدنيا عسيرة كل شيء هنا حولي يبكي، هذه المزهرية أمامي ،هذا الكأس والإبريق، وحتى ملابسي ومفتاح خزانتي واللمبة المضيئة..
الضيق يكتم أنفاسي..لم أعد أستسيغ شيئا، لم يعد شيء محبب لدي، القلب يكتم ويلاته يتذمر، يتخبط يحترق.. وفي ذاكرتي تتوسع الأفكار السوداء والدموع تكاد تنهمر في ثبات . أ.بكي .. أبكي.. أبكي..
لماذا الحياة معكرة صفوها معي؟ لماذا تزلزلني بهدوء؟
لا أنام، فقط يتردد في ذهني الكلام الذي لا أستحقه ولا يستحقني، حزني أكبر مني بكثير، هذا ما رددته يوما، أو بالأحرى ما تردد داخلي..
عندما يرق حالك للحنين الغائب التائه في سجل الأحلام ،يتضخم قلبك من جديد ، تتساءل هل هذا القلب من حديد ؟
يرق في سكون الليل.. الحزن وحده يعرفني في مثل هذي اللحظات ،هو صديقي وأنيسي، حتى قلت يوما، يسعدني أنه لا يسعدني شيء..
فأين أنا منك ؟أين أنا فيك ؟
في لحظة ما ،تغمرني الكآبة ،لا شيء سوى الوجع داخلي، يأكل مني ألمي ..يوبخني.. يعريني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت