الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإشاعة ودَوْرُ دُور النشر..

محمد البورقادي

2015 / 11 / 11
الصحافة والاعلام


لقد باتت مواقع التواصل الإجتماعي مرتعا خصبا لنشر الخبر وتعميمه ..فغالب روادها يقتطفون الخبر وينشرونه ولا ييبينو صحته من زيفه ..ومنهم من لا يكلف نفسه حتى بقراءة مضمون الخبر بل يكفيه فقط النظر لعنوانه والتسليم لفحواه من ذلك العنوان ..فيحدث أن ينتقل الخبر صدقا كان أم كذبا إلى غالب الجماهير فيخلق فتنة ما كانت لتحدث لولا سرعة النشر ..
ولو تأنى وتريت الشاهد قبل النطق لما تعجل الحكم ..ولو تلمح عظم الحدث بعد إلقاء الخبر لتحرى مصدره ولوقف عند بابه ليعلم صدق المدعى وإخلاص ما رأى أو سمع ..وهذا الحال بالعامة من الخلق إن طرق سمعه خبر ما أو قرأ بالصدفة عن حدث ما ..أما النخبة ممن وكل لهم نشر الخبر وإذاعه في مختلف المحطات ..فهم أولى بالحذر وأحوط من الوقوع في التظليل والتشويش على العامة ..ذلك أنهم محط ثقة ومحل يقين وأصحاب مهنة ..والمهنة لها شروطها وواجباتها ..
ومن بينها التيقن من الخبر والبحث عن مصدره والتأكد من صحته ..ويأتي كل ذلك حين تلقيها الخبر لا بعد نشره وإذاعه فتلك فضيحة لا تحمد عواقبها وطعن في من لا يجب الطعن فيه وافتراء في غير محله ..فالأوجب تتبع مسار الخبر ومعرفة المنبع والجهة وذلك يكلف من الجهد والوقت الكثير ومن الحنكة كذلك ..ومحطات الإذاعة والتلفزة في سعار نحو السبق في النشر وخطف شرف الحصرية والآنية ..وذلك لا يتم على طبق من ذهب في غالب الأحوال بل إن نجح وأضاء برهة أفل نجمه وخبا بريقه لاستعجاله الربح بغير التعب والجري إلى التحصيل بدون البذل والتضحية ..ولاتقاء ذلك المنقلب وجب استيفاء الشروط ..والأخذ بالأسباب وإثقان العمل وإحضار وازع الخلق والضمير ..واتباع المنهج السوي في الإستقصاء ..لأن المهنة أمانة يجب الحفاض عليها وإلا فضاعت فشرد العلم بذلك وشوهت الحقيقة وأعدمت التقة فصارت تباع وتشترى ..ومن رضي بذلك فقد خان العهد وأتلف العهد وفرط في الواجب فاستحق العقاب ..
والعقاب يردع ويزجر ويجب اتقاءه ليس خوفا منه ..لأنه ما جعل إلا لحشد الهمم لابتغاء النفع والصلاح ولاجتناب الإفساد والإضلال ..وأقصد بالعقاب ما جاءت به بنود القانون من عقوبات وغرامات لمن سولت له نفسه نشر الخبر بدون استقصاء قصد التضليل والخداع ..ففي عصر المادة والسعي إلى الربح بكل الوسائل انتفى دور الوعي وبطل وهم الوازع الأخلاقي والديني وخلا سبيله لجوع اللامبالاة وغول الأنانية وعدم الإكثرات ..ولزم على دور التحرير عدم إلزام أعضائها بكم محدد من الأخبار في اليوم ..فذلك يوثر عقل العامل ويرهق فكره فلال يبالي من أي جهة تلقف الخبر ويغدو همه الوحيد هو جمعه وبيانه ليرضي مشغله ويقضي مهمته ..وهذا حيف كبير وإهمال عظيم في حق من ينشر في حقه الخبر واستعباط مقصود في حق من يتلقاه من السامعين والقارئين ..فيا من تدعون أنكم تنتمون إلى صحافة نزيهة أفصحوا أعمالكم وأثقنو مهامكم وجودوا أخباركم بالصدق والإخلاص والأمانة والشفافية لتكسبو ود قرائكم ولتوسعو شريحة أنصاركم ومتابعيكم ..فأنتم منابر العلم وصوامع المعرفة ومرائي الواقع فأحسنوا النقل وكونوا في مستوى التطلع والإدعاء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران