الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوهام الانتصارات

خالد قنوت

2015 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


من أجل الحقيقة و من أجل الثورة, لا يفترض أن نقزم الارهاب الاصولي و لا أن نضخم حجم الثورة, الآن.
الارهاب الاصولي بشقيه السني و الشيعي, هو وليد التاريخ و وليد الواقع بمعنى أن الموروث الثقافي و الديني إلى جانب الارهاب السلطوي الأسدي سينتج بالمنطق كل هذا الارهاب و العنف خاصة عندما تتحالف قوى داخلية و خارجية على تقزيم ثورة وطنية شعبية لا يمكن لعاقل أن يعتبرها مجرد حركة محدودة لشعب يمثل أكثر من70- 80% من الشعب السوري خرج في معظم مدن و قرى سورية و واجه سلطة الارهاب الأسدي التي لا تحتاج لتزين أو تقزيم دورها الاجرامي بتاريخ سورية بحق كل اشكال العمل السياسي, اسلامي كان أم قومي إم يساري أو شيوعي. المنطق يقول العنف يولد العنف و ارهاب السلطة الاسدية هو أقسى اشكال العنف تجاه متظاهرين سلميين في بداية الثورة و تجاه الحواضن الشعبية مع التحول للعمل العسكري كرد فعل طبيعي و انساني للدفاع عن النفس, استغله الارهاب الاصولي السني للظهور و التحكم به بدفع و تمويل دول عديدة خليجية و اقليمية و دولية خاصة بعد استقدام الارهاب الشيعي كمجموعات مسلحة طائفية للصراع من قبل النظام الأسدي.
تعلمنا من التاريخ و تجارب الشعوب أن نصف ثورة ضد سلطة عسكرية أمنية مستبدة تعني انتحار وطني جماعي و الثورة و إن تحجمت فهي دائماً تملك جوهر إعادة تقويمها و تجديدها طالما هناك احرار و وطنيين على الأرض و هذا ما يعيه السوريين, بحكم تجربتهم التاريخية المريرة مع نظام الأسد فهذا النظام لا عهد له مع الشعب السوري و له كل العهد مع الاعداء.
السوري البسيط يعرف أن لا حلول في سورية تأتي من الخارج بل هي تأسيس و استدامة للقتل و العنف و الانتقام إلى ما شاء الله و يدرك بفطرته أن الحل الوطني يأتي من داخل الوطن و التحرير لا يأتي بطريقة غاندية بوذية مستسلمة للسلمية وحدها, دون قوة حقيقية تجبر نظام ذو عمق عنفي همجي و مافيوي على الرحيل في أحسن الظروف, فحل الازمة يبدأ بإسقاط السلطة الدموية, من أعلى رأسها إلى أسفل و أوضع شبيح و مرتزق و لص فيها, بعد أن تحولت إلى سلطة احتلال عميلة لقوى خارجية تشبه إلى حد كبير حكومة فيتشي التي حكمت فرنسا إبان الاحتلال النازي لفرنسا و سورية عملياً و موضوعياً تحت الاحتلال الروسي الايراني فمن الطبيعي أن تتحول الثورة إلى ثورة تحرير وطنية و من المهم أن يكون العامل الثقافي و الديني ادوات للحشد و التعبئة الوطنية كأي معركة استقلال وطني مرت بها شعوبنا.
إن ما تبقى من الجيش النظامي السوري هو جيش يعمل بقيادة احتلال و بعقيدة ابقاء عائلة عميلة و مجرمة و علينا كسوريين أن نستعيد هذا الجيش من تبعيته و نعيد بنائه كؤسسة وطنية غير سياسية لها مهامها و واجباتها المتعارف عليها في كل جيوش العالم الوطنية. ليكون جيش سورية الوطني الذي يحمي سورية و شعبها و لنوقف جريمة كونه اداة الجريمة الأسدية المستمرة منذ 2011.
لنخاطب ضمير كل سوري يقف على الحياد من هذه المعركة أو كل سوري دفعته سنوات الصراع إلى التمترس في قوقعة نظام الأسد نتيجة سياسة ممنهجة أسدية في التخويف و الشك بالشريك في الوطن و حتى بغباء و سطحية قوى معارضة غير وطنية تزحف على بطونها للوصول للسلطة بأي ثمن.
في التشريعات القضائية هناك مبدأ محاكمة المحرض للجريمة كمشارك بها و لا نتمنى أن يكون أي سوري, في يوم من الايام في محكمة بهذه التهمة عندما يبرر جرائم جيش الأسد بحق شركائه في الوطن إن لم نقل أهله و شعبه و لكن أعتقد أن محكمة الضمير ستكون أصعب لدى أصحاب العقول و الضمائر الحية.
الانتصارات المتباينة لجيش النظام الأسدي هو سلسلة من الاوهام التي تحملها اوراق و وثائق دول منخرطة بالحرب السورية إلى طاولة في فندق في فيينا أو جنيف لرسم مستقبل سورية خارجياً بقدر ما هي أوهام انتصارات بعض القوى العسكرية المعارضة, طالما لم تتحول هذه القوى إلى جيش وطني يمثل الجناح العسكري لثورة يقودها جناح سياسي ثوري وطني حقيقي.
أوهام الانتصارات, ستبقى في رؤوس أطراف الصراع و ستتحول إلى كوابيس لأنهم وقود هذا الصراع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث