الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستويات المعارضة

سرحان الركابي

2015 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


مستويات المعارضة
.........................
. من حق اي شخص في العالم ان يعارض السلطة التي يرى انها لا تلبي طموحاته ولا تقوم بواجباتها المكلفة بها عرفا وشرعا وقانونا ومن وجهة نظره طبعا فقد يكون محقا او مخطئا . لكن لا يحق له ان يستعمل السلاح او اي وسيلة من وسائل العنف في معارضته للسلطة فيما لو كانت السلطة منتخبة ومبنية على اسس ديمقراطية . لان السلطة الديمقراطية تتيح له ان يعارضها علنا وان يطرح برامجه وارائه المختلفة وتهيْ له الظروف كي ينافسها عن طريق صندوق الانتخاب وقد يفوز بالسلطة ليكون هو السلطة فيما تتحول السلطة الى معارضة .
اما لو كانت السلطة دكتاتورية قمعية لا تستند الى اساس قانوني وشرعي فيحق له في هذه الحالة استعمال السلاح وكل الوسائل المتاحة له لانه في هذه الحالة لا يخرج عن الارادة الجماعية للمجتمع بل يخرج عن ارادة فرد واحد متمثل براس السلطة حتى وان كان هذا الفرد له اتباع ومريدون واعوان ومؤيدون وطبالون ومتزلفون فكل هؤلاء ليسوا سوى انعكاس لشخصية وارادة فرد واحد .
ومع ان كل نظام في العالم مهما كان فرديا وقمعيا يدعي انه يمثل ارادة الجميع وقد تمثل بعض الانظمة وتلبي مصالح طبقات معينة الا ان هذا التمثيل لا يمنح السلطة صفة شرعية اوقانونية اودستورية لانه مجرد ادعاء غير خاضع لمقاييس دقيقة ولم ينبثق عن دستور ولا اتفاق جماعي يمثل كل شرائح المجتمع بحيث ينطبق عليه صفة العقد الاجتماعي . من هنا فان استعمال الوسائل العنفية لردع اي سلطة دكتاتورية ليس خروجا او خرقا لنظام او قانون او ارادة وطنية او قومية لانه لا يوجد اي قانون اصلا , وما موجود عبارة عن لوائح وتعليمات شخص واحد مستبد برايه بحيث يلبي القانون مزاجه ورغباته ومصالحه الشخصية والفئة المرتبطة به فقط .
ومع كل هذه المساحة الواسعة الممنوحة للمعارضة باستعمال وسائل القوة لازالة الانظمة القمعية يبقى استعمال السلاح مسموحا به فقط ضد النظام وحده دون الاضرار بمصالح وممتلكات وارواح افراد المجتمع . ولهذا يستغرب اغلب اصدقائي العرب عندما انفي صفة المعارضة عن كل التنظيمات المسلحة في العراق فهذه التنظيمات تجاوزت حدين من حدود واخلاقيات العمل السياسي . الاول انها استعملت القوة منذ اللحظة الاولى لانطلاق العملية السياسية دون ان تجرب الوسائل السلمية الاخرى التي يتيحها النظام الديمقراطي مهما اختلفنا حوله ووصفناه بالمحاصصة او الفساد او الطائفية او العرقية او غيرها من السلبيات وهذا ما يدلل ان استعمال السلاح والعنف كان خيارا وحيدا لهذه التنظيمات وانها لا تجيد سوى هذه الممارسة الفادحة التي تترتب عليها نتائج خطيرة ومدمرة
الثاني انها لم تفرق بين اجهزة النظام والمدنيين بل انها تتعمد ايقاع الاذى والتدمير والقتل للمدنيين العزل كوسيلة من وسائل ارباك السلطة وخلخلة اوضاعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
. ولهذا السبب ايضا كنت اثني على المعارضة التي كانت تقارع الدكتاتور صدام حسين وانتقد وبشدة المعارضة المسلحة التي ترفع السلاح بوجه الدولة الان وليس السلطة فهذه التنظيمات بمختلف مسمياتها من القاعدة او داعش او النقشبندية او البعثية او غيرها تعارض الدولة برمتها بل حتى المجتمع العراقي بكل مكوناته وليس السلطة وهدفها استعادة السلطة التي فقدتها .
اما المعارضة التي كانت تقاتل النظام الساقط من بيشمركة وفصائل اسلامية مختلفة وانصار شيوعيين وغيرهم فلم نسمع عنها انها فجرت انبوبا او جسرا او مدرسة او دائرة او قتلت مدنيا ينتمي عرقيا او طائفيا لجنس السلطة او جغرافيتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة