الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يصنع الإرهاب ؟

راغب الركابي

2015 / 11 / 13
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية




في قضية الإرهاب التي تحصد أرواح الأبرياء اليوم يُطرح هذا السؤال : -  من يصنع هذا الإرهاب ومن يغذيه ويمده بالمال والرجال ؟  ، وجوابنا سوف لا يكون في تحديد الدول أو المؤوسسات أو المنظمات ، بل سيكون جواباً في المنحى الذي يريد الإرهاب ان نصل إليه ،  هذا الإرهاب الذي  يقوده الهوس والنفس الطائفي البغيض  ، والذي تعززه فتاوى رجال دين موتورين ومتخلفين جهلة ، يحرضون الناس بعضهم على البعض الآخر في مسائل تاريخية خلافية وهمية ، تتحدث عن الأحقيات في الحكم ومن يتقدم من !!  أجل هذا يُقتل الأبرياء وتداس كرامة الناس ، والمؤسف إنهم جميعاً يرفعون شعار الله في كل فعلاتهم القبيحة والكريهة  ،  وفي ذلك يدعون إنهم يُحامون عن حُرم الله ومقدساته ، وطبعاً الله بريء من الجميع في كل هذا   ، ذلك لأن  قانون الله يعتبر كرامة الإنسان هي المقدس الأول ،  وفي قانون الله إيضاً نرى التوكيد على الدعوة إلى السلام بين المختلفين ،  ولدى هؤلاء البشر لا معنى لكرامة الإنسان ولا معنى للسلام والأمن والعدل ولا معنى للحرية  ،  لكننا أيها السادة نشهد دعوة نشاز يتكاثر عليها إرهابيي الأرض ويشجعون من جهات ودول ومنظمات  نعرفها جيداً  هدفها  هو :  -   قتل الشيعة جميعاً -  معتدليهم ومتطرفيهم ، وهذا الهدف ليس من الأسرار ولا هو حتى من الثقافات التنظيمية الخاصة بالمنتسبين ، بل هي دعوة إستباحة ودعوة حرب   ،  وفي هذا الأمر لا يجوز أبداً أن نكون على الحياد  -   ولا يجب أن نكون أبن لبون -   ،  بل يجب أن نكون إما مع العدل وإما أن نكون مع الظلم ولا ثالث في هذه القسمة  ،  وكلنا يعرف معنى العدل ومنهاجه ومعنى الظلم ومايؤدي له  ،  وكلاهما بينّ ، ومن هنا يكون موقفنا مع  العدل  من غير مواربة وضد الظلم من غير تردد   ، ولن نسمح بمن يخنق حريتنا ويصادر مواقفنا في القبول وفي الرفض .
إن  هؤلاء المتخلفين  يريدون تدمير حياتنا ويردون قتل إرادتنا من خلال جملة أعمالهم تلك   ، ولذلك يكون الدفاع عن الشيعة اليوم ليس دفاعا عن طائفة بعينها  أو عن مذهب بعينه ،  بل هو دفاع عن الحق وهو  موقف اخلاقي وقيمي ينسجم مع موقفنا الدائم  من الحرية ومن الدعوة للتعايش وقبول الآخر ، كذلك هو دفاعا عن الأبرياء الذين يقتلون بدم بارد  ،  وهو موقف عام ضد هذه الضوضاء الإعلامية والسخط الذي يموله المال الحرام   .
نعم لقد كنا نقول إن الوحدة خيارنا الوحدة الوطنية والوحدة الدينية وسنظل كذلك ، لكن   إن أستحال التعايش مع الوحدة !!!  ،  نذهب للمبغوض عند الله وهو الطلاق ،  فقد فرض الله الطلاق على مبغوضيته وجعله محللاً وفكاً لرابطة الميثاق الغليظ ، والطلاق في حالة إستحالة التعايش يكون  منسجماً مع معنى تقرير المصير كما   ورد في القانون الدولي ، فتقرير المصير إن كان فيه حماية للسكان الشيعة من موجات الكراهية والحقد والتنابز  يكون هو الخيار الذي لا بد منه   ،  ودعوني أقترض هذه المقولة من أحد الكتاب العرب حين قال : -   إن  الدين السياسي السني إنتقامي بطبعه  -  ،   ولهذا فهو لا يلتقي مع غيره على كلمة سواء ،   بل يتنافر وكل همه الهيمنة والحكومة والقهر ، وتاريخه في ذلك  لا يخفى على أحد  بدءاً مع يزيد ومعاوية وإنتهاءاً بالدواعش ومن لف لفهم ، إن روح الإنتقام التي يحملها الدين السياسي السني تتجلى كل يوم عندنا في العراق وقد ظهرت باجلى صورها في بيروت مساء أمس ، روح الإنتقام تبين مدى ضعف هؤلاء الشرذمه من البشر، وتبين مدى عجزهم في المواجهة وفي الحوار وفي الكلمة الطيبة ، لذلك يميلون نحو القتل لعل من يستمع إليهم من الجهلة فيتبعهم ويسير على خطاهم ،  هكذا يقول داعشي كريه -  أقتل أقتل حتى يخافك الناس -   ،  لذلك أقول :  إن هؤلاء البشر لا يمكن للعالم ان يقبلهم تحت أية بند ،  وهم لا ينفعوا إلاَّ بتدمير وتخريب صورت الإسلام في عقول الناس جميعاً وهذا ما حصل بالفعل ،  ولهذا هم ملاحقون من الجميع مطرودون من كل رحمة ليس لهم مأوى غير الجحيم  .
ولهذا أبدو اليوم متسامح جداً في مسألة تقرير المصير والإستقلال ،  بعدما  أمنت و رأيت إن التعايش في ظل الكراهية يؤدي إلى التخلف وتبديد قوى الشعب وتراجع عجلة التنمية وإنعدام الأمن وزيادة نسبة الكراهية وعدم التركيز ،  وساقول للإنصاف إنه لم يثبت منذ نجاح ثورة إيران أن  قام  الشيعة بفعل انتحاري  واحد ضد ا لتجمعات السنية كما تفعل المنظمات الإرهابية السنية ،  ولم أسمع ان الشيعة تدعوا لمحو السنة ،  أو تعمل على ذلك  بل  إن  صريح كلامهم  يصب في سياق  الوحدة وعن التسامح وعن قبول الآخر والإيمان بمبدأ -  لا إكراه في الدين - ، وأنا بحدود علمي  المتواضع  لم أسمع من مرجعية دينية شيعية إنها  تحرض أتباعها على قتل أهل السنة أو التآمر عليهم ، مع كثرة من يُقتل منهم هنا وهناك   .
إن الذي يغيض جماعة الدين السياسي السني هو صدق الدعوة الشيعية وصحتها وإنطباقها مع المضامين الصحيحة للكلمة السواء  ،  وفي علم النفس يتداول المتخصصون هذه الجملة ، -  إن الكراهية والبغض من سمات الناقص والفاشل ومن به عقدة الحقارة -   ،  ولهذا يجهد الإرهابيون في نقل كراهيتهم وحقدهم من منطقة إلى أخرى ،  وإن تحسبهم فهم في خوف ولهذا ينتحرون إذ لا مكان لهم تحت ضوء الشمس ،  إن من يصنع الإرهاب ويغذيه سيكتوي بناره والأيام بيننا ، ومن يشمت بكثرة من يقتل من الشيعة ، فإني أستلهم كلاماً لزينب وهي تخاطب يزيد حين شمت بها ، قالت : -  كد كيدك  وأسعى سعيك وناصب  جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا .....-   ،  نعم كل هذا القتل في العراق والشام ولبنان وباكستان وافغانستان لن يمحو ذكر كلمة الحق ولن يمت صوت العدل كما قال :-  جورج قرداح -  .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ


.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا




.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا


.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.




.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو