الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد إتهامات ضمنية بالسطو على ختم الرئيس في الجزائر؟

رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)

2015 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا بعد إتهامات ضمنية
بالسطو على ختم الرئيس في الجزائر؟

البروفسور رابح لونيسي
- جامعة وهران-
البريد الإلكتروني:[email protected]


يعد عالم الإجتماع الفرنسي بيير بورديو أول من أستخدم مصطلح "الرأسمال الرمزي"، ويعني به توظيف الرموز والقيم والإستثمار فيها وإستغلالها لأهداف سلطوية، ومن أبرز القيم عندنا نجد الأبعاد الثلاث المكونة لأمتنا، وهي الإسلام والأمازيغية والعربية، ونجد أيضا رموزا تاريخية ك"جبهة التحرير الوطني التاريخية"، فهذه الرموز والأبعاد أستخدمت بشكل مفرط بعد1988 لأهداف سلطوية سواء من المعارضة أو السلطة، مما شوه العمل السياسي، وهدد وحدة الأمة، خاصة بعد ماتلاعبت بها لوبيات مصالح سلطوية وريعية في إطار سياسة "فرق تسد"، ولهذا منع دستور1996 الأحزاب من توظيف هذه الأبعاد والرموز، لكنه لم ينفذ ذلك على رمز "جبهة التحرير الوطني التاريخية".
ولهذا يطالب البعض بإسترجاع رمز " جبهة التحرير الوطني التاريخية" وعدم تركه مطية للإستغلال، خاصة وأن البعض لايميزون بين"حزب جبهة التحرير الوطني" الحالي و"جبهة التحرير الوطني التاريخية1954-1962"، التي هي جبهة، وليست حزبا، وضمت كل التوجهات الأيديولوجية وشرائح الأمة كلها بهدف تحرير الجزائر، أما "حزب جبهة التحرير الوطني" الحالي فقد ظهر في1962، ويمثل فقط مجموعة صغيرة وتوجها أيديولوجيا من ضمن عدة توجهات أثناء الثورة كانت في" جبهة التحرير الوطني التاريخي"، وأستولت هذه المجموعة على الدولة ورمز هو إرث للأمة كلها، وتتاجر به لأهداف سلطوية وريعية، ويرى هؤلاء أنه لا يحق لهذه المجموعة سرقة رمزا وتاريخا هو ملكا لكل الجزائريين، وتوظفه وتستغفل به فئات من الشعب بأنهم هم محررو الجزائر، فالجزائر قد شارك في تحريرها كل الأطياف والمناطق والتوجهات الأيديولوجية، وأن الذين أسسوا " جبهة التحرير الوطني التاريخية" أغلبهم أستشهدوا أو أصبحوا معارضين.
ونجد إلى جانب هذه المطلب مطالب عدة، ومنها مطالب بتحرير الدولة من إستيلاء مجموعة عليها في1962 بعد الإنقلاب على المؤسسات الشرعية للثورة، وهناك مطالبين بتحرير صياغة الدستور من إستيلاء مجموعة مجهولة على ذلك بدل ممثلي الأمة الحقيقيين لا المزيفين، وهناك مطالب بإسترجاع ثروة الأمة بعد إستيلاء أوليغارشية مالية عليها، فهذه المطالب وغيرها معناها في الحقيقة مطالبة شعبية بإعادة بناء الدولة على أسس سليمة لتتحول إلى دولة لكل الجزائريين، وليس دولة - مجموعة.
وظهر أخيرا ماسمي ب"مجموعة19" بمطلب تحرير مؤسسة الرئاسة، وتتكون من مجاهديم كانوا في جبهة التحرير الوطني التاريخية، وعلى رأسهم المجاهد لخضر بورقعة الذي يعد من الأوائل الذين تمردوا على حزب جبهة التحرير الوطني بعد إسترجاع الإستقلال، وأسس حزب جبهة القوى الإشتراكية إلى جانب الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد، كما مجد أيضا عبدالقادر قروج أحد أبطال الثورة ومناضل شيوعي وزوج جاكلين قروج ذات الأصول الأوروبية وإحدى بطلات هذه الثورة أيضا، ونجد ايضا في المجموعة المجاهدة زهرة ظريف أحدى بطلات معركة الجزائر، ونجد إلى جانبهم مجاهدين آخرين ووزراء كخليدة تومي، والزعيمة التروتسكية لويزة حنون، وكذلك الروائي رشيد بوجدرة، وقد أنسحب من المجموعة ثلاث أعضاء بعد ماتعرضوا لضغوط حسب خليدة تومي، وأتهموا هؤلاء ضمنيا عناصرا بالسطو على ختم توقيع الرئيس، ويستخدمونه في إصدار قرارات مصيرية دون علمه، ويردون ذلك إلى تشكيكهم في قرارات أتخذت في الجزائر، وانها لاتتماشى مع ذهنية وتفكير الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذين يعرفونه جيدا-حسب تعبيرهم-.
فرد عليهم بشكل متخبط البعض من الذين شعروا أنهم هم وعرابوهم المقصودون بالتهمة، فإختطاف ختم الرئيس وتوظيف رمزيته والجديث بإسمه وإصدار القرارات في مكانه هو إستيلاء على إرادة الأمة التي أنتخبته، وفوضته تسيير شؤون دولتها وفق برنامجه وصلاحياته الدستورية، فلايحق للرئيس نقل هذا التفويض الشعبي لأي كان مهما كانت مكانته وموقعه، لأن الدولة ملك للأمة، وليس لأي شخص كان، فالمسألة بسيطة فما على الرئيس إلا إستقبال هذه المجموعة، لكن هناك شكوك مشروعة تراود البعض حول مطلب المجموعة، ويتساءلون: أليست مجرد مسرحية وحيلة، وأنها ستوظف بأساليب ملتوية لدحض هذه الإتهامات ذاتها المتداولة شعبيا سرا وعلنا؟.

البروفسور رابح لونيسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش