الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤسسة العسكرية والانتماء الوطني

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


اعتبر العراقيون منذ ما يقارب مائة عام الجيش العراقي مؤسسة شبه مقدسة لأنها تمثل عنفوان العراق وكرامته وعنوان وحدته ،لأن هذه المؤسسة كانت على مدى هذه المدة الطويلة صمام الأمان للعراق والعراقيين ، لمهنيتها العالية وإخلاص ضباطها ومنتسبيها للوطن ، وشعور المواطنة العالي الذي أسهمت تلك المؤسسة في غرسه في نفوسهم و تنميته ، حتى أصبح الجندي العراقي حاملا قيم الفروسية وشرف الجندية كقيمة عليا وانتماء يرتقي ويتفوق على كل الانتماءات الفرعية الأخرى كالدين والطائفة والقومية ، هذه المؤسسة التي كانت مثار الجدل المستمر ، لمحاولة القيادات السياسية المتناوبة على حكم العراق باستمرار تجيير ولاء هذه المؤسسة لصالح أولئك الرؤساء وتسييس هذه المؤسسة العريقة لتكون أداة خاضعة لمنهج تلك القيادات وإراداتها لخاصة في محاولة كسب ولاء القوات المسلحة وجعلها خاضعة لأولئك القادة بدلا من ولائها المطلق المخلص للوطن ، وقد سجل تاريخ تلك المؤسسة العسكرية المشرف مناقب كبيرة لقادة عسكريي غياري انتفضوا ضد القيادات السياسية منذ العهد الملكي واستطاعوا بإخلاصهم وحسهم الوطني تغيير وزارات لم يكن ولاؤها خالصا للشعب والوطن بل لمصالح خاصة وإرادات خارجية ، وما ثورة الرابع عشر من تموز بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم وتنظيم الضباط الأحرار إلا مثال حي على تفاعل المؤسسة العسكرية الحي مع مشاكل الشعب العراقي ونبض الشارع ، وقد شكل الجيش على امتداد مسيرته المشرفة صمام أمان يمنع طغيان الحكام أو تجاوزهم فالكل يحسب للجيش وقياداته الوطنية الحساب ويحذرون من تجاوز الخطوط الحمر ، الأمر الذي يدعوا أولئك الزعماء إلى مغازلة القادة العسكريين في محاولات متعددة لتحيير وحرف الولاء في المؤسسة العسكرية للزعماء السياسيين بدل الولاء للشعب والوطن ، وقد نجح بعض الساسة أثناء هذا الزمن الطويل في استمالة بعض ذوي النفوس الضعيفة من القادة العسكريين الذين فضلوا المنافع المادية الزائلة على أمجاد البطولة والإخلاص للشعب والوطن فباعوا تأريخا يحلم به الكثيرون في مقابل منافع مادية بائسة ، ولا يشكل هؤلاء رقما صعبا في سفر الجيش العراقي الخالد. فالقادة الذين باعوا تأريخهم وشرفهم العسكري قلة في المؤسسة العسكرية العراقية العريقة كما رأينا في الكارثة التي حلت بالعراق وجيشه حين سلم بعض هؤلاء القادة محافظة الموصل لقمة سائغة بيد الدواعش المجرمين ، وما تلا ذلك من تبعات مازال العراق حكومة وجيشا وشعبا يدفعون ثمن تلك الخيانة البشعة. ولا يخفى على متتبع منصف أن ما تعرض له الجيش خلا العقود الثلاثة الأخيرة ، كان له الأثر الكبير في تحطيم وإضعاف معنويات وإمكانات الجيش العراقي عن طريق إقحام الجيش العراقي في عهد الدكتاتور المقبور في مغامرات متهورة حمقاء جرت على الجيش والشعب العراقيين ويلات كبيرة مازال العراقيون يعانون حتى يوم الناس هذا نتائجها السيئة من علاقات متوترة بينه وبين جيرانه ويدفع حتى الآن غرامات مالية كبيرة جدا ، ولم يكن للجيش العراقي ذنب في تلك الأفعال التي ارتكبها إبان فترة حكم الدكتاتور ولا الفترة التي تلتها من عهد الحكومة السابقة وانتهاكاتها المتعددة من الاعتداء المستمر على المواطنين والتي قامت بها بعض الميليشيات الطائفية المارقة كما أسمتها المرجعية الرشيدة ، تلك الميليشيات المخترقة للمؤسسة العسكرية حين تم دمجها بالجيش العراقي وهي عينها التي أساءت إلى سمعة الجيش العراقي بسبب ولائها إلى الجهات الحزبية التي ينتمون إليها ، ولكن الجيش العراقي وبأصالته المعهودة وعراقة ونقاء معدنه ، تمكن من لملمة شتاته والقفز على جراحه واستذكر كل قيم البطولة والفداء مستوحيا ذلك من سفره المجيد وتاريخه العريض ، فانتفض ضد عتاة العصر داعش الإرهابي وبدا بطردهم من أراضي العراق وتحرير محافظاته الواحدة تلو الأخرى ، فأعاد للعراقيين الأمل من جديد واستعاد بجدارة هيبته وسمعته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف