الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة المقاطعة وغاياتها

إبراهيم الحسيني

2015 / 11 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


فلسفة المقاطعة
المقاطعة مسيرة ومسار للثورة المصرية منذ استفتاء مارس 2011 ، آلية القوى الثورية في كشف وتعرية ومقاومة الثورة المضادة ، بجناحيها ، الديكتاتورية العسكرية والفاشية الدينية ، المقاطعة ليست فعلا سلبيا ، بل رفضا اجتماعيا للسلطة القائمة والمهيمنة ، ولدت هذه المقاطعة ضعيفة جنينية ، تحبو ببطء وبانتظام ، من استفتاءات إلى انتخابات برلمانية ورئاسية ، تجري على أبنية وأنساق النظام القديم ، من فلسفة وبنية وقواعد اجتماعية ، ترسخ سيطرة الإقطاع العسكري ورأسمالية التبعية ، رأسمالية الغزاة ، التي حلت محل بوارجه وأساطيله ، برعاية أمريكية ، لتقيم نظاما استبداديا ، بيروقراطيا أمنيا ، مدججا بالسلاح ، ودعاوى ديماجوجية ، تعيد إنتاج البنية الطبقية ، للغزو البريطاني1882 ، وأهدافه وغاياته ، تقسيم مصر ، وحماية أمن الدولة العبرية ( إسرائيل ) ، ولدت فكرة المقاطعة ، كخاطرة ، برقت ، حين خرج عمر سليمان ، بخطاب تنحي حسني مبارك ، وتفويض المجلس العسكري إدارة شئون البلاد ، كان مبارك يقايض القوى الديمقراطية ، الدولة المدنية مقابل التوريث وجمال مبارك ، لكن القوى الديمقراطية قبلت الدولة المدنية ، ورفضت التوريث ، حينها تسللت الديكتاتورية العسكرية ، بعناصرها الأمنية ، إلى صفوف القوى الديمقراطية ، لمقاومة مشروع التوريث والتمديد ، وحين فوض مبارك المجلس العسكري ، كان يرد على القوى الديمقراطية : طالما رفضتم مشروع التوريث ، خذوا الديكتاتورية العسكرية ، كان التخلي وتفويض المجلس العسكري مناورة مباغتة ، أربكت القوى الديمقراطية ، ومكنت الديكتاتورية العسكرية ، التي لجأت إلى استقطاب الإسلام السياسي كرأس رمح للثورة المضادة ، وكانت أزمة القوى الديمقراطية الثورية ، في تصوراتها ومخيلتها عن الثورة التي أشاعته ، وضللت به الجماهير نموذج انقلاب يوليو 1952 ، الأمة تصحو الفجر ، لتجد العسكر قد عزلوا الحاكم ، واستولوا على السلطة ، هذا النموذج المشوه للثورات الشعبية ساد في الميدان وبين القوى الثورية الناشئة ، بمجرد نزول الجيش إلى الميدان ، مناوئا مشروع التوريث ، لكن الجماهير والقوى الثورية ، أدركت منذ جمعة 25 فبراير ، أن الديكتاتورية العسكرية جاءت إلى الميدان ، لتقفز وتسطو على الثورة ، وتستعيد قبضتها على السلطة التي خلخلها مبارك بمشروع التوريث ، حين ذاك قفز السؤال : ما ذا نفعل مع الديكتاتورية العسكرية ؟ التي تمتلك الدبابات والمدرعات ، والتي لم تتردد في دهس الجماهير وقمع الثورة ؟
لسنا معكم
كانت المقاطعة هي الإجابة ، المقاطعة هتاف الصامتين ، المقاطعة لدد في الخصومة ، سلاح المقهورين ، لتجنب الخلل في موازين القوى الخشنة ، تفرز من القوى والعناصر السياسية والاجتماعية مع الثورة ، وإلى أي نقطة من مسيرتها سيواصل ، نضال سلمي شاق ، قائم على الجلد والمثابرة ، بعيد البصر والبصيرة ، إيمان راسخ بقدرة الأمة ، على التمييز بين المتشابهات والمتناقضات ، بين الغث والثمين ، آلية ديمقراطية للاحتجاج والتمرد والثورة ، تمكن الأمة ، من مواجهة الطغيان ، تنسجم مع تاريخ الأمة المصرية وحضارتها ، وتلجأ إليها الأمم والمجتمعات ، في مواجهة الغزاة والطغاة : الجند والكهان ، عندما تستحيل الحياة بنفس أساليب والطرق التقليدية السائدة ، في توزيع السلطة والثروة والمعرفة والخدمات ، تخاصم المجتمعات دولها ونظمها ، بمؤسساتها وهياكلها وأنساقها وأبنيتها ، مقدمة للعصيان المدني ، يسبقها ويصاحبها ويعقبها : إضرابات عمالية ومهنية ، وقفات احتجاجية ، مسيرات ، مظاهرات ، تدريبات جماهيرية متواصلة ، للحظة الانفجار والعاصفة الثورية ، لإسقاط الدولة الشمولية ، وتشييد دولة ديمقراطية .
لن نسكن بيتا آيلا للسقوط
وقد كشفت المقاطعة المصرية في الانتخابات الرئاسية والنقابات المهنية ثم البرلمانية ، في مرحلتها الأولى ، زيف إدعاءات الديكتاتورية العسكرية والفاشية الدينية ، أزالت شرعيتها ، وتتداعى بقايا نظامها ، الذي شرخته ثورة يناير ، ثورة تحرير الأمة والدولة ، شروخا عميقة وجذرية ، في أساساته ومبناه ، وها هي الظروف المحلية والإقليمية والدولية ناضجة ومواتية ، لنستكمل مهام الثورة ، وتحرير الأمة والدولة ، بمقاطعة الانتخابات البرلمانية ، في مرحلتها الثانية ، من الديكتاتورية العسكرية ، التي آن الأوان ، أن تنسحب من الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية ، وتعود إلى ثكناتها ، والأمة كفيلة ببناء دولتها الجديدة ، على قواعد الحرية والمواطنة والمساواة
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - mVxuVCgARmhmTuVZ
Robson ( 2015 / 12 / 10 - 15:19 )
Finndig this post solves a problem for me. Thanks!

اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن|فيديوهات مرعبة! هل انتقلت البلاد إل


.. مصابون في قصف من مسيّرة إسرائيلية غرب رفح




.. سحب لقاح أسترازينكا من جميع أنحاء العالم.. والشركة تبرر: الأ


.. اللجنة الدولية للصليب الأحمر: اجتياح رفح سيؤدي لنتائج كارثية




.. نائبة جمهورية تسعى للإطاحة برئيس -النواب الأميركي-.. وديمقرا