الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صوب سماء الأحلام ... قصة قصيرة
صلاح زنكنه
2015 / 11 / 14الادب والفن
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/23ed6910-9670-4088-9e3f-4c032127dd65.jpg)
أنا رجل حلوم كثی-;-ر الأحلام أحلم باستمرار دون كلل ، ما إن أضع رأسي على الوسادة حتى تراودني شتى الأحلام البهی-;-جة، "هناك" أعشق نساء جمی-;-لات ی-;-بذلن مفاتنهن بسخاء ، أقود سی-;-ارات ورقی-;-ة وطائرات بلاستی-;-كی-;-ة وقطارات خشبی-;-ة ، أسافر إلى باری-;-س وبرلی-;-ن وبی-;-روت في آن واحد بلا جواز سفر بلا حقائب ، ألتقي أبي وأمي وجدي المی-;-تی-;-ن رغم أنف عزرائی-;-ل .
تارة أصی-;-ر أمی-;-راً أو وزی-;-راً ، وتارة أصی-;-ر تاجراً أو شاعراً ، وحالما ی-;-نقضي الحلم تتلاشى مملكتي السحری-;-ة برمشة عی-;-ن لأتقهقر إلى "هنا" كئی-;-باً مری-;-راً ملولا .
في كل مرة، في كل حلم، أحاول مستمی-;-تاً أن أمسك بواحدة من مسرات الحلم أن أحتفظ بواحدة من عطای-;-ا الحلم ، لقد مرنت نفسي على مدى سنوات بصبر وعناد ومثابرة وإ-;-لحاح كي أحظى بلقی-;-ة من الحلم حتى تحقق ما كنت أصبو إلی-;-ه ، وأفلحت في مسعاي حی-;-ن حلمت بال"دعابل"- أنا الرجل الوقور- توسلت بالحلم ببراءة الأطفال أن ی-;-دع لي هذه "الدعابل"، أرجوك أی-;-ها الحلم ی-;-ا حلمي أنا بحاجة لها كي ألهو وأمرح، دعها لي لحی-;-ن الی-;-قظة، أری-;-دها معي في الی-;-قظة لا تخذلني ی-;-ا حلم ها أنا ذا أستی-;-قظ وذي "الدعابل" عندي لن أعطی-;-ها لن أفرط بها لن ولن ولن، واستی-;-قظت وإ-;-ذا بها معي "الدعابل" الحلم الملونة حمر وصفر وخضر، نادی-;-ت زوجتي، انظري هذه "الدعابل" جلبتها من "هناك"
من الحلم قالت ساخرة... (انی-;-الي) ترى ماذا نفعل بها؟
التف حولي أطفالي مبتهجی-;-ن، أعطی-;-تهم إی-;-اها، هاكم خذوها العبوا بها ، بعد بضع دقائق عادوا خائبی-;-ن ، لقد فقدناها ، ابتلعتها الأرض ، كانت تتدحرج برشاقة ثم تغوص وتغوص في الأرض وإ-;-لى الأبد .
في حلم آخر اصطدت قطة، قطة صغی-;-رة مزركشة ذات عی-;-نی-;-ن براقتی-;-ن الأطفال فرحوا بها ی-;-حوطونها هاشی-;-ن باشی-;-ن ، لكن زوجتي مطت شفتی-;-ها تذمراً وأطلقت صرختها المشؤومة.. (فكَر)... في هذه الأثناء نطت القطة قطة حلمي من النافذة وهربت إلى الأبد .
أما الحصان الأبی-;-ض المنقط بالأسود ذو الذی-;-ل الحری-;-ري ، ذو الصهی-;-ل الطروب حصان حلمي ، فقد زجرتني زوجتي وأمرتني أن أبی-;-عه
_ بعه واجلب لنا (مسواك) اجلب لنا (أكل)
ولأنني لا أجی-;-د مهارة امتطاء الحصان - إلا في الحلم - لذا قدته من غاربه ونسی-;-ت أن أعمل له لجاماً فی-;-ما راح هو ی-;-ركض خبباً ثم بدأ ی-;-سرع شی-;-ئاً فشی-;-ئاً فبت لا ألحق به وقد أدركني التعب
_ آه صار ی-;-نأى عني روی-;-داً روی-;-داً وی-;-غی-;-ب في الأفق البعی-;-د وإ-;-لى الأبد .
في حلمي الأخی-;-ر، في حلمي الكبی-;-ر، ذلك الحلم الزاهي الجمی-;-ل عدت منه بأكوام من الدنانی-;-ر، عشرات آلاف ، مئات آلاف ، بل ملای-;-ی-;-ن وملای-;-ی-;-ن من الأوا رق الصقی-;-لة برائحتها الأخاذة، دنانی-;-ر، دنانی-;-ر مرزومة كانت تملأ سری-;-ري ، عبأتها زوجتي في (الدولاب) وقفلته ثم خبأت المفتاح بی-;-ن نهدی-;-ها وأعطتني خمس رزم .
_ خذ واشتر لنا لحماً ورزاً وسكراً وما تشتهي النفس ، ابتع لنا تلفازاً ملوناً وأحذی-;-ة وثی-;-اباً جدی-;-دة للأطفال ، هات لك شراباً وتبغاً وفستقاً هات كل شيء ی-;-ا رجل الأحلام البهی-;-جة ی-;-ا من أحلامه تدر دنانی-;-ر .
ذهبت إلى السوق ورحت أنتقي عشرات البضائع المختلفة ، وما إن أخرجت نقودي مزهواً وبدأت بعملی-;-ة العد - على طری-;-قة التجار- متبختراً ، حتى وجدت دنانی-;-ري دنانی-;-ر حلمي تتحول إلى فراشات وتحلق بعی-;-داً عني طردني العطارون والبقالون والجزارون شاتمين اياي
_ تباً لك أيها الساحر اللعی-;-ن.
رجعت إلى البی-;-ت مستاءً مهاناً وفتحت (الدولاب) على الفور، وإ-;-ذا بأسراب هائلة من الفراشات الملونة بأجنحتها الشفافة تنطلق صوب سماء الحدائق حدائق الأحلام حی-;-ث ما زلت أحلم أبداً أبدا .
1996
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لتسليط الضوء على محنة أهل غزة.. فنانة يمنية تكرس لوحاتها لخد
![](https://i4.ytimg.com/vi/fFQGjEdc3s8/default.jpg)
.. ما هي اكبر اساءة تعرّضت لها نوال الزغبي ؟ ??
![](https://i4.ytimg.com/vi/0kbxdCiWifM/default.jpg)
.. الفنان سامو زين يكشف لصباح العربية تفاصيل فيلمه الجديد
![](https://i4.ytimg.com/vi/yBpzKIKcAAg/default.jpg)
.. الفنان سامو زين ضيف صباح العربية
![](https://i4.ytimg.com/vi/Qsli9dTZQp0/default.jpg)
.. صباح العربية | الفنان سامو زين ضيف صباح العربية
![](https://i4.ytimg.com/vi/fTYXSR_-A1E/default.jpg)