الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناهج الدراسية التعليمية ودورها في بناء الدولة المدنية

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من البديهي أن يكون الجيل الناشئ هو الهدف الأساسي لكل حركة إصلاحية أو تصحيحية في أي مجتمع لأنه اللبنة الحقيقية التي تبنى بها المجتمعات، فالطفل اليوم لن يكون طفلا بعد عشر سنوات أو أكثر وكذلك شباب اليوم هم رجال المستقبل الذي نراهن عليه، ووفقا لهذه البديهيات صار لزاما على كل من يفكر أو يطالب بأن يكون العراق دولة مدنية أن يزرع وينمي مبادئ وأفكار الدولة المدنية في عقول الجيل الجديد ويثقف لهذه الدولة المدنية بأن يزرع قيم الحق والعدالة والمساواة والحرية في عقول الشباب، على أن تكون الفكرة عن تلك القيم حقيقية واقعية لا مزورة مشوهة لا يؤخذ منها غير اسمها، وينبغي لمن يتصدى لهذا التثقيف أولا أن تكون له سلطة تغيير المناهج الدراسية أو تعديلها والإضافة عليها، فالممارسة الديمقراطية على سبيل المثال يمكن للطالب وإن كان صغير العمر أن يرى أهله وهم يشاركون في الانتخابات البرلمانية أو انتخابات المجالس المحلية، وحبذا لو اصطحاب الأطفال في ممارسة كهذه ليشهدوا الأعراس الانتخابية ويتعلمون من ذويهم أهمية وقدسية الصوت الذي تمنحه لمرشحك الذي اخترته، بل ينبغي بادارات المدارس أيضا أن تثقف الطلاب بهذه الثقافة عن طريق ممارسة التصويت السري في أبسط صوره لغرض انتخاب مراقب الصف مثلا أو انتخاب رئيس فريق الرياضة ورئيس المجموعة التي تتشكل في الصف لغرض تصميم النشرات المدرسية أو البحوث العلمية التدريبية ، كل تلك الممارسات الديمقراطية البسيطة واللطيفة في الوقت عينه، بإمكان المدارس الابتدائية أن تقوم بها بغية إرساء مبادئ الديمقراطية في نفوس الأطفال وتأهيلهم وتدريبهم على أهمية الصوت والتريث في منحه وفقا لما يقتنع به الطالب، أما التطبيقات الفكرية والعملية لأسس الدولة المدنية فتدرس لطلبة المدارس المتوسطة والثانوية لكي يتعلموا أصول المطالبة بالحقوق بطريقة عصرية سلمية متحضرة تتيح لهم إيصال صوتهم من دون التأثير سلبا على المجتمع وعدم زج المجتمع قسرا في فعاليات مشابهة، فالمتصدون للتغيير يتحملون مسؤولية ما أرادوا تغييره إلا إذا كان مطلبا شعبيا كما هو حال الشارع العراقي اليوم، فالأمر مخالف ويتطلب من الجميع المشاركة والإسهام في التغيير لتشكيل قوة شعبية ضاغطة. أما في الجامعات فالحال هنا يجب أن يأخذ مدى أوسع وأشمل في تثقيف الطلبة بأهمية وضرورة بناء الدولة المدنية على أسس سليمة توضح تفاصيلها في تلك المناهج من صفات الدولة المدنية وقواعدها ابتداء من فصل الدين عن الدولة فلا يكون للدولة دين معين دون غيره ولا هوية طائفية ولا انتماء قوميا أو عقائديا يعلو على شعور المواطنة وثقافة الانتماء للوطن. وتوعية الشباب في تلك المناهج إلى مخاطر الدكتاتورية والتفرد بالحكم وشرح سلبيات نظام كهذا وضرب الأمثلة الحية من تاريخ العراق الحديث وما تسببت به تلك السياسات من أذى كبير للمواطن العراقي، وتثقيف الشباب باتجاه إقامة دولة العدالة واحترام الحقوق وتأمين حرية المواطن وضمان حفظ كرامته وتأمين احتياجاته الضرورية وتأمين الصحة للجميع والأمن الغذائي، والضمان الاجتماعي وحماية حقوق الإنسان، ورعاية العجزة والأرامل والمطلقات وكبار السن وتأمين احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأمين الرعاية الكاملة التامة للأمومة والطفولة، ورفع المستوى المعيشي للفرد وضمان كرامة الإنسان وتأمين حياته و أمنه، هذا بعض ما تضمنه الدولة المدنية والذي يفترض بكل مواطن أن يعلمه ليعرف ما هي حقوقه فلا يغمط منها شيء، كل هذا والكثير من التفصيلات غيره يجب أن يتعلمها جيل المستقبل وأن يتعلم كيف يدافع عن حقوقه المدنية ولا يفرط بها في حال من الأحوال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا