الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حذاري من الفتنةِ في خورماتو
امين يونس
2015 / 11 / 15مواضيع وابحاث سياسية
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/feea5e71-f95a-457e-bbcc-eb059e0023ba.jpg)
تصاعُد التوتُر في مدينة طوزخورماتو ، بين الحشد الشعبي والبيشمركة ، في اليومَين الأخيرَين ، ينذر بِخطَرِ داهِم ، قد تمتدُ تأثيراته السلبية ، إلى أماكن أخرى ، إذا لم يتُم مُعالجة الأمر بسُرعةٍ وحكمة .
أرى أن " طوزخورماتو " هي صورةٌ مُصّغَرة ل " كركوك " ، فإذا نجحَ ( الحشد الشعبي ) في فَرض وجوده داخل طوزخورماتو .. فأنه سيُكّرِر ذلك غداَ في الحويجةِ ونواحيها أيضاً ، وبعد غد في خانقين ثم في كركوك نفسها ، وبِعين الحّجة : الدفاع عن الشيعة ومراقدهم ! .
والمُشكلة العويصةُ ، بالنسبةِ للكُرد عندما يُريدون حَل النِزاع مع " الحشد الشعبي " سواء في طوزخورماتو أوغيرها ، هي : مَعَ مَنْ تتباحث ومَع مَنْ تتفاوَض ؟ . صحيح ان الكُرد أنفسهم غير موحَدين بصورةٍ مُرضِية ، لكن على أية حال ، فأن خطورة الإنقسام تكمن ، في [ إمتلاك وسائل العُنف أي السلاح ] وسلاح الكُرد بيد فِئتَين فقط ، البيشمركة والأسايِش ، العائدين للحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، وهنالكَ نوعٌ من التنسيق وتوزيع النفوذ بين الحزبَين ، وهنالك قيادات مركزية معروفة ، تقود وتوّجِه وتُسيطِر على قوات البيشمركة والأسايِش .
لكن ( الحشد الشعبي ) هو كيانٌ فوضوي ذو عدة رؤوس ، وفيهِ مراكز قُوى لاتعترف أحدها بالأخرى .. وكُل الذي يجمعها هو : المذهَب . فإذا حدثتْ مُشكلة مع ميليشيا حزب الله مثلاً ، فأن علاقتك الجيدة مع ميليشيا سرايا السلام ، لاتشفع لك ، وإذا إصطدمتَ مع سرايا الخراساني ، فأن قوات بدر ، لاتستطيع لجمها .
* من نافلة القَول ، ان الحشد الشعبي ، قد تشكلَ أساساً بفتوى " الجهاد الكفائي " من مرجعية النجف ، بعد سقوط الموصل بيد داعش . وان الحشد يحظى بدعمٍ مُباشِر من إيران . [ وذلك دليلٌ على الفشل المُزري لل " الدولة العراقية " ، إذ لا يُمكن ان يتواجد جيشان في دولةٍ واحدة ، إذ ان جيش الحشد الشعبي ، أصبح من الناحية العملية ، رديفاً وحتى بديلاً للجيش الرسمي ] . الحشد الشعبي ، هو مجموعة ميليشيات شيعية ، هدفها المُعلَن هو مُحاربة داعش والدفاع عن الشيعة .
* كركوك وخانقين وطوزخورماتو ، هي مناطق نفوذ الإتحاد الوطني الكردستاني ، عموماً . والإدارة بيدهم . وعندما كانت " طوزخورماتو " تُعاني من تواجُد عصابات داعش ، في مناطق قريبة منها ، وكذلك جلولاء والسعدية ، فأن بيشمركة الإتحاد الوطني ، لم تُمانِع في ان يقوم " الحشد الشعبي " بِمساندتهم في دحر داعش ( أو رُبما فُرِضَ ذلك عليهم فَرضاً )، وبالفعل فأن الحشد الشعبي مدعوماً من إيران ، كان لهُ دورما في كسر شوكة داعش ، في تلك المناطِق . والمُشكِلة تكمن ، في ان الحشد ، يعتقد بما أنهُ شاركَ في طرد داعش ، فأنهُ ينبغي ان " يبقى " هناك ، ويُشارِك بفعالية في إدارة تلك المناطِق ، في حين ، ان الإدارة الكردستانية ، متمثلة في الإتحاد الوطني ، تُريد ان تكون الإدارة ولا سيما الملف الأمني بيدها ، فهي التي قدمتْ الكثير من التضحيات خلال السنوات الماضية .
* ليسَ من الصحيح ، وضع جميع ميليشيات الحشد الشعبي ، في سّلةٍ واحدة . فهنالك " المعتدلون " ، مثل قوات بدر [ حسب المعايير الكردستانية ، فان قوات بدر مُعتدِلة ! ] ، وكذلك سرايا السلام .. في حين ان عصائب أهل الحَق ، مُتشددة ومتعصبة . فإذا كان جيش المهدي وسرايا السلام ، عائدتَين لمقتدى الصدر ، وبدر لهادي العامري ، فأن عصائب أهل الحق وغيرها من المتشددين ، يُقال انها تأتمِر بأمر نوري المالكي .. والمالكي معروفٌ بمواقفهِ الشوفينية تجاه كركوك وغيرها .
* وصلَ الإستهتار ببعض ميليشيات الحشد الشعبي ، في طوزخورماتو ، في الأيام الأخيرة ، إلى درجة ، هجومها على المستشفى الجمهوري في المدينة ، وقتل أحد الأطباء بطريقةٍ بشعة . وكذلك إختطاف عشرات المواطنين الكُرد من أهالي المدينة وكذلك من مواطني أقليم كردستان ، القادمين من بغداد وإحتجازهم في سيطرة طوزخورماتو الجنوبية . وأيضاً حرق محلات ومنازل الكُرد في المدينة ، بل وحتى بعض منازل العرب والتركمان السُنةِ أيضاً ! .
ليستْ قوى الأمن الكُردية في طوزخورماتو ، ملائِكة ، ولا إدارة المدينة خالية من النواقِص .. ولكن والحق يُقال ، وبشهادة العديد من أهالي المدينة وبمختلَف قومياتهم ومذاهبهم ، فأن المشاكِل بين المكونات ، كانتْ شُبه معدومة ، قبل مجئ الحشد الشعبي ، والكل متعايشون معاً .
ان تشكيل ميليشيات تركمانية شيعية مسلحة ، ودفعها لإقتراف أعمال إستفزازية ، ضد الكُرد عموماً وحتى ضد العرب والتُركمان السُنةِ أيضاً ، إلى حد نشر القناصين فوق المباني العالية ، وإستهداف الآخرين .. هو لعبٌ خطيرٌ بالنار ، ويبدو أنه جزءٌ من مُخطَطٍ مشبوه ، لإشعال الفتنة متعددة الاوجُه : الفتنة القومية والطائفية والمذهبية . وطوزخورماتو مُرشحة ان تكون الفتيل في ذاك الحريق .
* جرتْ مباحثات يوم أمس السبت 14/11/2015 ، بين وفدٍ قادم من بغداد ، الى طوزخورماتو ، مع إدارة المدينة وقوى الأمن فيها وممثلين عن الحشد الشعبي ، وتوصلوا الى إتفاقٍ بوقف القتال وتحرير الرهائن والمختطفين ، والإستمرار في المفاوضات للتوصل إلى صيغةٍ مقبولة من الجميع .
لكن المُؤسِف ، انهُ حصلتْ تجاوزات من قِبَل ميلشيات الحشد الشعبي ، ليلة امس ، واُشعِلتْ النيران في بعض منازل الكُرد الذين هجروها في الأيام الأخيرة .
..........................
ينبغي إيلاء إهتمامٍ بالِغ لما يجري في طوزخورماتو ، وأن تتدخل القيادات الكردسنانية على مُستوى عالٍ ، لإيجادِ حلول نهائية ، بالتنسيق مع بغداد وإيران ، صاحبتَي النفوذ على ميليشيات الحشد الشعبي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نقل جريحين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في شارع القدس بنابلس
![](https://i4.ytimg.com/vi/VyRNmPiZQvs/default.jpg)
.. غارة إسرائيلية تستهدف سيارة ببلدة شعث بمنطقة البقاع شرقي لبن
![](https://i4.ytimg.com/vi/29exBIF-FgE/default.jpg)
.. توسع رقعة الحرب في السودان تتسبب بأزمة نزوح وجوع حادة
![](https://i4.ytimg.com/vi/rxiDk_DNEEk/default.jpg)
.. صحيفة إسرائيلية: احتلال غزة عسكريا لن يضمن أمن إسرائيل بل سي
![](https://i4.ytimg.com/vi/Q5jgHTM8s9g/default.jpg)
.. آثار قصف إسرائيلي على مركز مساعدات تابع للأونروا وسط قطاع غز
![](https://i4.ytimg.com/vi/e3vw4L2TTT8/default.jpg)