الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهالك دولة العسكر و الأزهر

موريس رمسيس

2015 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لو قيل لي من عشرات السنين عن احتلال العرب لمصر لاعتبرت المتحدث ساذج مجنون و على الأقل مسيحي صليبي يكره الإسلام و كأي مسلم يتشكل وجدانه و أسلوب حياته و تفكيره و نظرته إلى الآخر خلال نشأته الأسرية و وسطه الاجتماعي و الدراسي و الأهم هو أعلام الدولة الموجه الذي دائما ما يتمادى في تزييف الحقائق و الأحداث التاريخية و الثوابت الجغرافية التي يتعارف عليها العالم ، إعلام لا يخجل من اختلاق الأحداث و القصص بغرض تشويه التاريخ و الجذور العرقية و الثقافات و الديانات الأخرى
بعدما تخلصت من عقيدة البدو الهمجية عقليا و وجدانيا و إنسانيا ، تكشفت أمامي حقائق كثيرة يتم إلى الآن إخفائها عمدا و من جيل لجيل عن الشعب و ساعدني على ذلك شغفي الكبير للقراءات التاريخية و الاجتماعية و لجغرافيا المكان و لثقافات المختلفة و بمرور الوقت أصبحت مقتنعا تماما إن الرد على السؤال الافتراضي سابق الذكر ، واجب على كل مصري إذا أراد يوما استرجاع وطنه من المحتل البدوي الغازي
الدولة المصرية لا يحكمها أبنائها منذ مئات السنيين و يحكمها تحديدا منذ 1952 أبناء العرب البدو المستوطنين و امتداداتهم في الدول المجاورة و السعودية و الخليج (أي الأهل و العشيرة) و يزاحمهم في الحكم بعض أبناء الأسر ذات الجذور التركية و القوقازية و عرقيات مختلفة أخرى و أحفاد المماليك و فهناك ما يقارب الـ 800 إلى 1000 أسرة تتحكم في مفاصل الدولة و يخرج منهم غالبية رجال الأعمال و الأعلام و الصحافة و بعض اللواءات المختارين و محاميي تبرير النهب و النصب و الحسبة و قضاة و مستشاري الظلم و شيوخ الأزهر و السلفيين و الجهاديين و الإخوان المسلمين بالإضافة إلى بعض اليهوذات المحسوبين على المسيحية من عامة الشعب و القساوسة و الكهنة و يسير هؤلاء جميعا في فلك الـ سعود و الأسر البدوية الخليجية
زمرة من ضباط الجيش الصغار جندهم شيوخ الإخوان و الأزهر و انقلبوا سويا على الملكية عام 1952 و ساعدهم آلـ سعود على تلك الفعلة و بعد إسقاطها (مصر) سجنوا شعبها و ضللوه ثقافيا و دينيا و سياسيا و إعلاميا و جرفوه عرقيا لصالح البدو العرب المستوطنين لظهير المحافظات الصحراوي و دمروا القوى الحية في المجتمع من علماء اجتماع و كتاب و مفكرين و مبدعين و مثقفين و طردوا و هَجروا أبناء الأقليات العرقية و الأوروبية المتمصرين اللذين كانوا بمثابة قاطرة النهضة الثقافية و الفنية و الاجتماعية في وقتها و حاصروا و سرقوا أغنياء اليهود و الأقباط
منذ ذلك الوقت (1952) تقاسم حكم مصر العسكر الممثل في ضباط الجيش و الشرطة مع الأزهر الممثل في أبنائه و شيوخه و مثلما حدث تماما في السعودية بتقاسم السلطة بين قوة السيف الممثلة في آلـ سعود بالرياض مع رجال الدين فى آلـ شيخ الوهابية (محمد عبد الوهاب) بـ نجد و منذ ذلك الوقت أصبح قطار الدولة المصرية يسير فوق قضيبي العسكر و الأزهر اللذان يتجهان نحو صحراء التيه و الرمال المتحركة
الإخوان المسلمين و السلفيين و شيوخ الجهاد ، هم في حقيقة الأمر يمثلون مكونات رئيسية بالمؤسسة الأزهرية و نتاج لنفس المدرسة الدينية و التراث و المناهج التعليمية و أي صراع يطفو فوق السطح بين العسكر و الإخوان أو مع غيرهم ، فهو يعبر عن حالة صراع وقتية بين العسكر و الأزهر من أجل الغلبة و الانفراد بالسلطة ، كما أن الاثنان يستغلان السعودية و دول الخليج ماديا و يتنافسان على ذلك و في بعض الأوقات يستقويان بهم على بعضهما البعض ، فيلوح الأزهر دائما بانتمائه الأصيل للأهل و العشيرة البدوية الخليجية و يلوح العسكر بورقة الحماية التاريخية للعروش البدوية الخليجية ، لذا يتنافسان على تنفيذ الأجندة و تجميل الصورة ، لذا يصمم العسكر على الإبقاء للأحزاب السلفية (النور و غيره) كاسترضاء و مدخل لهم (الخليج) في التأثير على المصريين ثقافيا و اجتماعيا و دينيا و إعلاميا و برلمانيا
دائما ما تبوء المحاولات المحلية بالفشل و التي بغرض إبعاد الأزهر عن العسكر ، لكونهما بمثابة الروح و الجسد معا لا يستغنيان عن بعضهما ، و هما يعتبران الإخوان و السلفيين أو غيرهم مجرد أدوات في أياديهم لتمرير الأجندات السياسية و الدينية و كخط دفاع احترازي ضد بعضهما البعض

أعداء الشعب المصري ، هم أبناء الأهل و العشيرة أو قبائل و عشائر العرب البدو المنتشرين في كل الربوع أو كما يطلق عليهم الأعلام المصري تدليسا بـ. الأسر الكبرى و العائلات الكبيرة متعمدا إخفاء حقيقة أصولهم عن الشعب كأمن قومي و من هؤلاء يخرج شيوخ الجهل و الإرهاب شيوخ الأزهر و الإخوان و السلفيين و شيوخ القضاة و المستشارين و قادة الجيش و الداخلية و الأعلام و المحافظين و رؤساء المحليات و جميع الفاسدين و المرتشين ، هم يبتزون الدولة طوال الـ 60 عام الماضية و يمتلكون الآلاف الأفدنة و الأراضي الزراعة بوضع اليد و يتاجرون فيها و في كل الممنوعات و يجنون المليارات و يتحكمون في الدولة ماليا و اقتصاديا بمساعدة خليجية و نشرت لهم الدولة المعاهد و الكليات الأزهرية في أماكن تواجدهم بتمويل سعودي خليجي لتعليم أبنائهم كنظام موازي لتخريج القادة و شيوخ المستقبل و هم يعتبرون الكتلة الصلبة الحاضنة للإرهاب و للإخوان و السلفيين و الجهاديين و تنظيمات القاعدة و داعش و يريدون يوما تكوين أمارتهم الإسلامية مع الانفصال بسيناء و هكذا في مطروح و محافظات الصعيد و سيتكرر يوما نفس السيناريو الحادث مع قبائل البدو العرب المنتشرة بالأنبار و الرمادى و الفلوجة و بادية الشام في شرق و جنوب سوريا بمساعدة عربية بدوية خليجيه ضد سكان المناطق الأصليين

إمعانا في إظهار قوة السلطة و التمكن من الحكم ، استعاضت الرياسة بشعار النسر كرمز للعسكر و الدولة و معلقا في صالة الاجتماعات بدلا عن العلم و الخريطة المصرية و نفس الشيء مع رئاسة الوزراء بتعليق كلمة الله و رسوله في قاعة الاجتماعات تعبيرا عن الدين و الإسلام و الأزهر و يراد بذلك قصدا و ليس اعتباطا التلويح ظاهريا بقوة العسكر و الأزهر معا لكنى أراهما يعبران عن تهالك دولة العسكر و الأزهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - آفة مصر : ادمان الكذب
هانى شاكر ( 2015 / 11 / 16 - 04:38 )


آفة مصر : ادمان الكذب
______________

يُصر كل مُدمن انه سليم و ليس بحاجة إلى علاج ( Denial ) ... حتى يرفع الراية البيضاء و يصرخ : انقذونى ( Help ! ) ... هذا ما يقوله خبراء الطب النفسى و علاج الادمان .. علاج مصر يتاتى بهلاك السيسى و الاخوان معاً .. كما سبق و شرحنا فى مقالات عديدة سابقاً .. و ما نعنيه هنا بهلاكهم ، ليس كافراد ، بل بما يمثلوه من ايدولوجيات فشلت و ستفشل فى انتشال مصر من وحل حكم العسكر و الاسلاميين .. و الكذب الازلى الذى عشناه ل 25 قرناً

خلاص مصر - كعلاج الادمان - ممكن .. لكنه صعب ، قاسى ، و بطئ .. و محاوره ثلاث :

1- فصل الدين عن السياسة و الحياة العامة من تعليم الى زراعة و صحة و سياحة و قضاء .... الخ

2- خفض تعداد المصريين من 90 مليون الى 20 مليون تدريجيا و سلميا

3- خفض مستوى الفساد تدريجيا و سلميا من 100٪-;---;-- الى 20٪-;---;-- فقط

و بالامكان اكمال العلاج فى 100 سنة او اقل .. لو تسنى للمصريين الشجاعة و قاموا بثورة تطيح بالعسكر و الشيوخ معا ... و استجمعوا الارادة لاختيار قيادة وطنية واعية نظيفة .. تضع نصب اعينها تنفيذ العلاج الموصوف


تحياتي استاذنا

...

اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو