الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن زحف الدواعش ؟؟

حاتم بن رجيبة

2015 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



هناك أفكار متطرفة ، حسب رأيي ، ترى أن الدواعش والأصولية من صنع أمريكا أو إسرائيل أو الغرب بصفة عامة . هؤلاء لهم نزعة إلى تحميل كل مصائبهم الآخر ، مثل أي كائن مدلل أو جبان غير قادر على نسب أخطائه لنفسه .

حسب رأيي المسؤول الأساسي والمباشر على زحف الفكر الداعشي هم الحكام . صحيح أن أمثال النبي محمد و قطب و ابن تيمية وآل سعود وراشد الغنوشي ألخ نظروا للأصولية وخلقوا البرنامج و الأسس الفكرية ؛لكن لولا توفر ظروف خاصة لما كانت الشعوب لتتقبل هذه النظريات المتطرفة والمعادية للحياة . كذلك الشيوعية فانتشارها يعود إلى توفر مناخ معين ، لولاه لما أينعت وازدهرت في فترة ما .هذه الظروف هي نفسها التي جعلت الأصولية تنتشر من جديد .

الشعوب هي عبارة عن تجمعات بشرية هائلة لكنها تخضع لنفس الميكانيزمات التي تحدد سلوك المجموعات مهما كان صغرها . الأفراد ينضمون إلى بعضهم البعض بغية تحقيق هدف أو أهداف معينة وليس اعتباطيا . هذه المجموعات تحتاج إلى قائد يساعدها على تحقيق هذه الأهداف ووظيفة القائد ضرورية وحاسمة . فشل هذا الأخير يجعل أطرافا جددا ينازعونه القيادة ليفتكونها منه متى سنحت الفرصة ليحاولوا بدورهم تحقيق الأهداف المرغوبة . وهذا ما يفسر بكل بساطة ما يحدث في العالم العربي : الحكام فشلوا في تحقيق الرغبات التي من أجلها خلقت الشعوب ومن أجلها تنازل الأفراد على جزء من حريتهم و سلطتهم . فأتى من يدعي أنه أكفأ منهم، وفي قضيتنا هم الدواعش والإخوان .

أسباب فشل هؤلاء الحكام معروفة :

-فشلهم في بلورة أهداف واضحة تجعل المواطنين يناضلون من أجل تحقيقها . بعضهم ليست لهم أهداف تخص المجموعة بتاتا .

-فشلهم في تنظيم و استغلال جهود المواطنين وطاقاتهم من أجل تحقيق الأهداف التي من أجلها نشأت الدولة .

- عدم اهتمام الحكام بتحقيق المصالح العامة وانكبابهم على تحقيق مصالحهم ومصالح ذويهم .

- اختيارهم الطريقة الغير مناسبة لتسيير دواليب الدولة و توظيف الطاقات الفردية والجماعية .

- غياب القدرات التواصلية والكفاءة اللازمة لحل النزاعات وتذليل الصعوبات .

- عدم الدراية ببسيكولوجية المجموعات وكيفية تسييرها .

الشعوب تطمح ، بكل بساطة ، إلى الحياة وهو معنى الوجود إطلاقا؛ فنحن إنما نحيا لنحيا ، لا نبتغي إلا أن يتواصل نسلنا ونوعنا كما تبتغيه كل الكائنات الحية . لكن حتى نحيا وجب توفير الأمن وتمكين الفرد من إشباع حاجياته الدنيا كالأكل والملبس والسكن والجنس والرعاية الصحية والعمل في مرحلة أولى ثم تمكينه من تحقيق الثروة وتحقيق ذاته والإندماج مع غيره .

شعوبنا لم تتمكن من تحقيق هذه الحاجيات الأساسية فهي جائعة ومكبوتة وعاطلة ومفلسة وبدون مأوى لائق و عارية . فهل هناك فشل أكبر من هذا؟ هل استطاع بورقيبة وبن علي والقذافي وبن جديد والملك المغربي وياسر عرفات ومبارك وصدام حسين وآيات الله وغيرهم تحقيق هذه الأهداف ؟

هم فشلوا لأنهم لم يستعملوا المنهجية الصحيحة والناجعة : ألا وهي الديمقراطية الليبرالية . فاحتكموا إلى الدكتاتورية والإستبداد بالرأي وقمع الحريات والحوار وغرقوا في النرجسية والفساد .

الدواعش بكل تصنيفاتهم سيفشلون أيضا ، بدون شك ، لأنهم يرفضون أنجع وسيلة لتحقيق أهداف المجموعات ألا وهي الديمقراطية كما ذكرت وكما أثبتته كل الدراسات الميدانية وكل النجاحات في الغرب والمجتمعات التي ارتكنت إلى هذا المنهج . المجتمعات تتقبلهم وترحب بهم لأنها تيقنت من فشل من سبقهم أو من يقودهم حاليا ولن تتوق إلى التخلص منهم إلا بعد أن تتيقن من فشلهم هم أيضا ، لكن الثمن سيكون باهضا والخسائر كارثية أمام حجم التطرف في أفكار هذه المجموعات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا