الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح والتغيير في سوريا بين هرم الحركة الكردية والمعارضة السورية

روشن قاسم

2005 / 10 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لم تكن المعارضة السورية قد اعلنت انبلاجها و ان بدايتها لم تعرض على الشارع السوري كمعارضة بل كقوى اصلاحية قبل العام 2000 حيث بدأت ولم يستقر بها الحال في ايجاد صيغة او خطاب سياسي واضح المعالم تجاه معارضتها السلطة، الامر الذي ادى بها الى التشتت في برامجها و مطالبها، اذا جزمنا ان العام 2000 كان حدثا مفصليا لتوجه الانظار الى ادراج السياسة في حياة المجتمع السوري، و جعله قوتاً للشارع المتعطش اليها ، لكن تشرذم المعارضة و انقساماتها و مدها و جذرها بين التملق مع النظام تارة و معاداته تارة اخرى، فما كان يدور آنذاك في البيت الداخلي السوري هو ان السلطة كانت تنوي القيام باصلاحات وفق تحديث منهجيتها واستيعابها لقوى ذات اتجاهات وطنية تقف بالمرصاد في وجه الحرس القديم، و تكون حاجز صد للاستقواء بها على الخارج، لكنها ما لبثت ان صدت المعارضة بفولزة الممارسات القمعية للسلطة داخلياً و عجزها عن اقناع تيار الاصلاح و أفق تطوره، مما افضى الى ارباكات جعلت من اللحمة الوطنية زوبعة تدور و تستقر اينما تشاء، حتى و لو كان خارج حدود البلاد.
السلطة رفضت الاعتراف بجسد البلاد و جعلت من تثبيط اصلاحها قلعة من الحجر و من يغرد خارجها يعتبر ممارس للعصيان..!!
ان هذه المراوحة بين شطري العمل السياسي وعاموديه ( السلطة و المعارضة ) جعل كل منهما يسرف في تفسير الاخر، و يقنن من محتوى مفهوم الاصلاح، لتغدو النماذج تائهة فوضوية تفتقر الى ارضية رصينة الفكرة واضحة الملامح، كما ان الذهاب الى التحليل و النقد و الغوص فيهما الى حد الغرق يجعل من الحداثة شبكة معقدة صعبة الحل والاقناع .
بيد ان الحركة الكردية كحركة سياسية مطالبة بحقوقها القومية بدأت منذ تأسيس اول حزب كردي في عام 1957 باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا بمبادرة من مجموعة من المثقفين وعت المسألة الكردية ضمن الخارطة السورية مطالبة بالاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي و اعتماد ديمقراطية البلاد وسيلة لحلها، اي ان الحركة السياسية الكردية في سوريا ارتبطت ارتباطا عضويا بقضية الديمقراطية و ليس بمعزل عنها رغم محاولات السلطة الدائمة و الدائبة الى ر بطها بتشوهات المواطنة، و ذلك بحشرهم ضمن منظومة الارتباط بالخارج و تقسيم البلاد .
ان الحركة السياسية الكردية تعرضت لابشع السياسات القمعية و البطش و المصادرة و المطاردة و الاحكام العرفية، مما جعلتها تتقن الحرفة السياسية و اللعبة السياسية و الاتعاظ من الهفوات التي وقعت فيها على مر احقاب عديدة ، الامر الذي جعلها واعية للمرحلة الحالية و مشكلة نخبة سياسية صادقة في تعليلاتها وحججها و توجيه خطابها السياسي و مد جذورها الى شعبها الذي يشكل القومية الثانية في البلاد.
ان هذا التمايز بين النخبة السياسية الكردية في سوريا و شخصيات المعارضة العربية يستوجب ايجاد صيغة عمل مشتركة، فيها خير سوريا و الشارع السوري،والتي ستكون خطة منهجية يوضع فيها آخر فصول الهيمنة و الشوفينية و الانغلاق و التسلط و الفساد.
فهل موروث تلك العقود سوف تسقط على معارضيها وتنغلق على نفسها؟ و اي مبادرة يستجدى من المعارضة السورية للتسوية في الوقت الذي تتجه فيه انظار الجماهير الى فعل سياسي او اي حافز يحثه على الخلاص من الحالة المتدنية ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح