الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاحتمال المفقود في هجمات باريس
هيثم بن محمد شطورو
2015 / 11 / 15مواضيع وابحاث سياسية
فرنسا تعـلن الحداد اثر الحرب التي عرفتها باريس مؤخرا ضد الاشباح. انك تـشاهد فيلم رعب، او بالأحرى ترى قيامة الاموات من ظلمات القبور يهجمون على مدينة الانوار باريس برائحة موتهم القـذر و جثـثهم المتحركة بـين شوارع باريس تـنـشر نـتانـتها.
لكن كيف يحدث ما يحدث في مدينة عالمية مثـل باريس؟ كيف يمكننا ان لا نحمل الاجهزة الامنية المسؤلية عما حدث.
ما يثير محاولة الاستـقراء ما وراء المقال هنا و هناك هو الكلمة التي ألقـتها زعيمة الحزب اليميني الفرنسي. بدأت كلمتها بالثـناء على الاجهزة الامنية. ثم ركزت هجومها على الاسلاميـين و لكن ليس بالنبرة المعتادة من الغضب، كما انها لم تستغل الفرصة للتـذكير ببرنامج هذا الحزب في طرد المهاجرين. بل انها لم ترفع شعارهم المعتاد "فرنسا للفرنسيـين".
اضافة الى ذلك كانت كلمة الرئيس الفرنسي "هولاند" عبارة عن تحديد الوصف بكونه اعلان حرب، و لكن من اي طرف؟ الدولة الاسلامية. الدولة الهلامية التي لا نعرف لها حكومة و لا ممثلين رسميـين و لا جيشا رسميا او اي تمثيل دبلوماسي.
هذه المجموعات المعنونة بالدولة الاسلامية و التي يقوم بتـنـفيذ عملياتها مجموعة من الشباب المعتوه الجاهل الغبي الساذج، هل من المعـقول ان يصل وصفها بكونها قـد اعلنـت الحرب ضد فرنسا العظمى؟ اليس في الامر مواراة اكثر منه افصاح؟
انهم يعلمون قبل غيرهم ان الدولة الاسلامية على مستوى قياداتها ليست إلا تـشابكات مخابراتية دولية. ان فرنسا نفسها من بين دول غيرها قد ساهمت في خلقها و دعمها. انهم حين يقولون انه الغول الذي يخرج من السيطرة اعتراف بهذه المسالة.
اذا كيف يكون لهذا التـنظيم ان يكون بمثابة دولة تعـلن حربا على فرنسا.
اليست السيدة لوبان هي بمثابة المثل التونسي القائل "المجراب تحكو مناكبه"؟ لوكان ثنائها على الامن لنجاح معين لكان الامر مقبولا، و لو كان في آخر الكلمة و ليس في مقـدمتها لكان نوعا ما مستـساغا على اساس واجب التضامن الوطني، لكن ان تبدأ كلمتها بهذا الامر في فضيحة امنية كبرى خاصة احداث مسرح "باتكلان" التي قـتل فيها نحو مئة شخص فانه لأمر غريب. اليس في مضمونها توجيه تهمة مستـترة الى الاجهزة الأمنية؟ اليست اشارة الى اختراق ما في الاجهزة الامنية؟
اننا نـتـذكر فضيحة العميل في المخابرات الامريكية "سنودن" الذي نشر خبر تجسس الولايات المتحدة حتى على مكالمات "انجيلا ميركل" المستـشارة الالمانية. اليست اجهزة الامن الاوربـية مخترقة اذن من الولايات المتحدة و رديفتها اسرائيل؟
اليس غريـبا ان تـقع الاحداث الاخيرة بعد نجاح المقـترح الفرنسي في البرلمان الاوربي بخصوص بضائع المستوطنات الإسرائيلية؟ اليست فرنسا هي التي اعترفت بالدولة الفلسطينية و قادت اوربا الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
و لكن طبعا لا يتجرئون على اتهام اسرائيل بصفة علانية. اما هؤلاء الحمقى المنفذون باسم محاربة الصليـبـيـين فان فرنسا قبل غيرها تعلم انهم دون قيادة و دون لعبة مخابراتية لا يمكنهم ان يفعلوا شيئا.
ثم ألا يثير الاستغراب تصريح بابا الفاتيكان حول هجمات باريس بكونها جزء من حرب عالمية ثالثة قادمة ؟ حرب بين من و من؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. trending news video 149
.. مراسل الجزيرة: ميقاتي شدد على تمسك لبنان بنص قرار 1701
.. لقاءات الجزيرة الجماهيرية.. لماذا سيصوت الناخب الأمريكي العر
.. لقاءات الجزيرة الجماهيرية..الحزب الديمقراطي ومسؤوليته تجاه ا
.. أسباب قرار بعض الأصوات العربية لاختيار دونالد ترمب ليكون رئي