الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى هذا الغباء الفلسطيني؟

حسين ديبان

2005 / 10 / 31
القضية الفلسطينية


الفلسطينيون وحدهم دون أمم الأرض من سيَر مظاهرات دفاعا عن النظام الديكتاتوري الأسدي, والفلسطينيون وحدهم دون غيرهم من أرسل برقيات التضامن والدعم والتأييد,ووحدهم من أصدر البيانات الناريَة,والتصريحات العنترية دفاعا عن نظام ديكتاتوري لاحت في الأفق القريب نهايته,ووحدهم من كان من السهولة استخدامهم سابقا لصالح نظام صدام البائد في العراق,ووحدهم من يسهل استخدامه الآن تنفيذا لتعليمات إجرامية صادرة من رموز النظام المافيوي الأسدي,في سبيل العمل على تأجيل قدر محتوم ذهب اليه هذا النظام بيديه ورجليه,فنرى الفلسطينيون يقتلون مساحا طبوغرافيا لبنانيا من ملاك الجيش اللبناني في أرضه,ويفجر بعضهم الآخر نفسه داخل الخط الأخضر,ليس لأجل فلسطين ولكن أملا في خلط الأوراق والأمور بناء على تعليمات دمشقية بإمتياز,ودائما على حساب مزيد من المعاناة والعذاب والدم الفلسطيني.


بعدالغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990 ومن بعدها حرب تحرير الكويت كان الفلسطينيون وبسبب مواقفهم التي قدَمت مصالح غيرهم على مصالحهم الوطنية,بتأييدهم للديكتاتور العراقي وغزوه لجارته العربية,كانوا أكبر الخاسرين وعلى كل الصعد, فالفلسطينيون في الكويت تقلص عددهم من أربعمائة ألف الى ثلاثون ألف,رغم العلاقة المميزة التي جمعت الكويتي والفلسطيني قبل ذاك التاريخ المشؤوم والموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي الغير مقبول الذي رافقه,وما أدى اليه ذلك من فقدان الفلسطينيون مصدر التمويل الأكبر لقضيتهم الذي ساعد كثيرا ولعقود على صمود الأهل في الشتات عموما وفي الداخل خصوصا,وكذلك نظرة الإستعداء الذي خلفها ذلك الموقف ليس من الشعب الكويتي فحسب وإنما من الشعب العراقي أيضا,الذي عانى ماعاناه من قتل ومجازر على يد الديكتاتور البائد.

وخلال عملية تحرير العراق اتخذ الفلسطينيون ذات الموقف الغير مبرر والغير مفهوم أبدا,إذا ماقسناه بمقياس المبادئ والمصالح معا,بوقوفهم الى جانب الديكتاتور البائد ونظامه,وبالضد من مصلحة الشعب العراقي ومصالح شعوب المنطقة,وقد سيَروا المظاهرات,وأقاموا مهرجانات التأييد والولاء, وفتحوا مجالس العزاء عقب مقتل أبناء الديكتاتور في تحد فاضح وصارخ لمشاعر العراقيين ضحايا صدام وأبنائه ونظامه الدموي,ليخسر الفلسطينيون بعدها مابقي لهم من رصيد شعبي لدى العراقيين وجيرانهم الكويتيين,حيث رأينا كيف عادت العلاقات الحميمة بين الشعبين المذكورين بعد سقوط الطاغية,ولم يخرج الفلسطينيون إلا( بسواد الوجه).


واليوم يعيد الفلسطينيون ذات المواقف بالنسبة لما يحصل الأن على الساحة السورية اللبنانية,على خلفية تقرير المحقق الدولي في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري,وتوجيهه الإتهام لرموز كبيرة وقريبة جدا من رأس النظام, فنرى مظاهرات فلسطينية لدعم النظام السوري,وبيانات تأييد ودعم,وتحركات عسكرية مشبوهة في لبنان لقوى فلسطينية مشبوهة أساسا,وهو ماسيؤدي بالتأكيد لمزيد من الخسائر والغضب الشعبي السوري اللبناني على الفلسطينيين المقيمين في كلا البلدين,وكذلك القيام بعمليات عسكرية داخل الخط الأخضر,وفوضى عارمة للسلاح,مع استعراضات عسكرية مدفوعة الأجر,لن تؤدي إلا الى مزيد من المعاناة والآلام وتأخير تحقيق الحلم الفلسطيني.


إن المطلوب اليوم من الفلسطينيون وانسجاما مع مصالحهم,الوقوف مع الشعوب,وليس مع قاهري هذه الشعوب,فالشعوب وحدها التي عانت من ظلم الأنظمة الديكتاتورية,هي من يشعر بآلام الفلسطيني وسيعملوا بالتأكيد على دعم هذا الفلسطيني فيما لو وقف الى جانبهم في أوقات شدتهم,أما الأنظمة التي لم يكن لها لديها خيرا لشعوبها في يوما من الأيام فإنها بالتأكيد لن يكون لديها خيرا لفلسطين وأهلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا