الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-موال الهوى-: رواية تعبق بثقافات البحر المتوسط

عادل صوما

2015 / 11 / 16
الادب والفن


صدر عن دار نشر "إبداع" بالإسكندرية/مصر رواية "موال الهوى" للروائي اللبناني عادل صوما المقيم في الولايات المتحدة. الرواية في ظاهرها قصة حب لكن في عمقها تتناول القيم التي اندثرت والتي ستختفي من حياتنا، بسبب اساليب الحياة الحديثة التي سهّلت الاتصال بين البشر، وجعلته أكثر تعقيدا في الوقت نفسه، كما جعلت المعيشة باهظة التكاليف والوقت يبدو قصيرا وسريعا، إضافة إلى النوازع الشريرة والوضيعة في النفس الانسانية التي وردت في الرواية بأبشع سلوكياتها احيانا.
"موال الهوى" تقع في 158 صفحة من القطع الوسط، وتدور احداثها في بيروت داخل وعلى هامش مجتمع أهل الفن، حيث جعلت صدفة بطلها يدخل بابه، ثم يتألق بجهده وموهبته الغنائية وحماسه، مع الحفاظ على التدقيق والتروي ومحاسبة النفس للمحافظة على ما وصل اليه.
تفوح الرواية بسمِة كادت ان تختفي من اهل حضارات البحر المتوسط العرب هي كوزموبوليتانية الشخصيات التي تتقبل وتساعد وتتفاعل مع بعضها بعضا، بغض النظر عن اختلاف الثقافة والدين أو حتى المذهب، فبطل الرواية على سبيل المثال مسلم كان يذيع آذان الفجر بدون ميكروفون وهو صغير في حي بيروتي عريق، ثم تعلم في مدارس الرهبنة المارونية وصقل صوته بالترتيل في القداديس! تلك الكوزموبوليتانية التي بدأت شعوب المنطقة تفقدها منذ أن بدأت النظم العسكرية تحكم، والاحزاب الدينية تتعاظم، والمقاومات الجهادية تحل محل الجيوش لتحارب إسرائيل.
الكوزموبوليتانية المفقودة تلك عبّر عنها كاتب الرواية نفسه الذي قال في مقدمتها: "ولدت في الاسكندرية حين كانت تتحدث بسبع لغات في البيوت واللهجة الاسكندرانية في الشارع".
هل هناك دوافع غير معروفة تدفع الناس إلى العمل بأشغال معينة؟ هل الحب شهوة أم حاجة؟ ما هي الصدفة؟هل عُمر الانسان مكتوب في شفرته الوراثية بغض النظر عن الطريقة التي يعيش بها؟ ما هو الزمن؟ عينات من اسئلة كثيرة تطرحها القصة امامنا من خلال ابطالها، بأسلوب سهل ممتنع وحوارات بعبارات مركّزة غنية حية بالمشاعر، وقصص حب مع المكان وبين الاشخاص وبين الانسان وظروفه المواتية، تنساب خلال احداث وتفاصيل كثيرة جدا، تجعل تجاوز أي فقرة بدون قراءتها يفقد القارئ نهائيا الخيط الذي يربطها، فكل كلمة في الرواية لها معنى في السياق، ولم تأت عفوا، أو لوصف لا لزوم له في عصر الايجاز والسرعة، مع الحفاظ على جمالية الاسلوب والتصوير والاحتفال بالمكان.
وفي متلازمة لم ترد في أي رواية، تجاورت تفاصيل ميلاد البطل في غرفة العمليات، ولحظات وسكرات موته، ليختم عادل صوما "موال الهوى" بسؤال أخير لم يطرحه، إنما دفع القارىء للتفكير به.
جميع شخصيات الرواية ابطال بشكل ما.. كل شخصية لها لحظة بطولية وتتحرك في سياق درامي لم يختره الروائي مطلقا، بل اختارته الظروف والاحداث ومكونات الشخصية نفسها. حياة الشخصيات نفسها موجودة في الكتاب وليس مجرد حكايات كتبها الروائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج