الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش والفكر التطرفي ..

محمد البورقادي

2015 / 11 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


داعش هي اختصار للدولة الإلسلامية في العراق والشام وهي دولة منبثقة من التنضيم الأكبر الذي يتولاه أيمن الضواهري.لكنه أكثر بأسا وحنكة وتنظيما منه .والمنتمون إليه يُكفّرون الحكام .ويا ليتهم يقفون عند ذلك ولكنهم يكفرون أيضا الجيش والشرطة وموضفي الدولة .وذلك لأن موظفي الدولة من جملة الأعوان إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ..فالجنود إما من العسكر الجيش أو من المدنيين ..ويزعمون أن الجنود من المدنيين هم أخطر من الجنود العسكريين لأنهم هم الذين يقومون بشؤون البلاد ..ذلك أنه لولا المجهود المدني لما استطاع أن يقوم المجهود العسكري بدوره ..وهذا شيء معلوم ..ففي الحروب العالمية كان أكبر تحدي أمام أنجلترا وفرنسا هو كيف يمكن الدفع بالشباب لقتال الألمان والمجتمع لا يوجد فيه رجال بالمعنى الحقيقي أي القادرين على التضحية بأنفسهم في سبيل النصر وترك حب الدنيا والركون إليها في سبيل الموت والجهاد ..ومن أجل ذلك استعانت فرنسا وبريطانيا برجال المستعمرات من دول الجزائر والتوارسة والهنود والكنديين لكي تحارب الألمان حتى يوجدوا الآلة المدنية التي تجهز وتصنع لهم الإمدادات من مؤن ومؤسسات الدولة والبنية التحتية وغير ذلك ..والدواعش بذلك يزعمون أن كل من يساعد الحكام في استقرار شؤونهم فهو كافر وبالتالي وانطلاقا من ذلك فكل موظفي الدولة كفار !!! وهذا منطق غير صحيح ولا نريد أن ندخل في تفاصيله ...وفي خضم الحرب القائمة الآن في سوريا لمن يستعلي السلطة والحكم تبرز دولة داعش كوجه من وجوه المقاومة ضد النظام ..وهي تعلم حقيقة تنصيب الحكم هناك وتعلم من سيقود في القادم ومن سيتولى الحكم ومن هي الأيادي الخفية التي تتحكم في دواليبه وتسيره من الخفاء...فلا يجلس على كرسي دمشق إلا رئيس توافقي تتوافق عليه إسرائيل وإيران ..إسرائيل من ورائها أمريكا وأروبا وتركيا ، وإيران من ورائها لبنان والعراق وكل الطوائف الشيعية المتحالفة ..فبالتالي المقصود من سوريا أن تكون خطا حاميا ومنعا حصينا لإسرائيل ولذلك لم تعصف سوريا إسرائيل ولو بأنبوبة غاز منذ بدأ الحرب فهي دائما في سلام معها ..
ومن يتلمح حركة المقاومة الفلسطينية التي توجد في لبنان والعمليات الفدائية التي تقوم بها ضد إسرائيل من قلب لبنان يدرك دواعي نشوء الحرب الأهلية في هاته الأخيرة ..لتدخل بذلك سوريا إلى ساحة المعركة وتصفي الوجود السني هناك بأكمله وقد ساعدتها في ذلك إسرائيل كما هو متوقع ..فسوريا دخلت من الشمال وإسرائيل دخلت من الجنوب ليلتقيا في بيروت ..وقد تم إلقاء مسؤولية المحافضة على أمن إسرائيل من جهة لبنان إلى الشيعة .ومن تلك اللحضة لم يطلق على إسرائيل من جهة لبنان صاروخ واحد فأصبح بالتالي أمن إسرائيل من جهة لبنان والأردن وسوريا مستقر بفضل العملاء الموجودون في هاته المناطق ومن هناك لا يمكن أن يتواجد من يعكر صفو إسرائيل ويوجد في دمشق ..إذن ما هذا الذي يحدث في سوريا الآن !!! ما يحدث هو تمديد أمد القتال لإيجاد البديل التوافقي في دمشق أي التي تتوافق عليه إسرائيل وإيران...
ولا شك أنكم تتساؤلون ما علاقة كل هذا بداعش !!! إن داعش تحارب النظام وتقول بأنها دولة الإسلام ولذلك لا بد لكل فصائل سوريا أن تبايعها على السمع والطاعة ..إنه تصور عجيب وبناء عليه تقوم داعش بقتال تلك الفصائل فإما أن تدخل معها وتحارب الأعداء وإما أن تستولي على قُراها وترفع فيها راية باسم ولاية كذا أو ولاية كذا تبعا لاسمها السابق التي تسمى به ..فهم لا يقبلون بمخالفتهم أبدا فإما أن تلقي السلاح وتبايعهم على السمع والطاعة أو يقاتلونك !!
فداعش تعتبر الآن دولة قائمة بذاتها ولها إمكانات وموارد مهمة في كافة المجالات ..فهي كما قلت استفادت من عدم استقرار الوضع في العراق حيث كانت مستهدفة من طرف أمريكا ..وفي سوريا حيث الحرب الطائفية بين السنة والشيعة والنظام القائم ..وكل تلك الأوضاع الهشة جعلت الميدان خصبا لبروزه وتطوره حتى شكل دولة مستقلة لها مؤسساتها ومخططاتها الخاصة بها...ومن الحدود السورية الواسعة مع العراق، دخل تنظيم الدولة الى الأراضي السورية، الى شرق سوريا بالتحديد تحت شعار"نصرة أهل السنة في سوريا" معلنا الحرب على النظام السوري..
إن كل إنسان يدعي أن داعش صناعة أمريكية أو إيرانية بطريقة مباشرة، وأن المدعو أبوبكر البغدادي عميل من إيران أو من الموساد فهو إنسان يهرف بما لا يعرف!!!. الذي سيجعل الأمر يتضح جليا أن من ينتمي إلى داعش هم بالفعل من بني جلدتنا ولهم اطلاع بالتراث الإسلامي وإن لم يفقهوا منه شيئا. نعم، لنا أن نقول بأن داعش صناعة أمريكية من ناحية أن عصابة قطاع الطرق هذه ليست إلا النتيجة المنطقية للسياسة والصراعات الأمريكية/الروسية في المنطقة، فهي إذن بمثابة الإبن غير الشرعي لذلك. أما دعوة أن داعش صنعتها إيران أو أمريكا مباشرة تدل على أن من يدعي ذلك يفضل العيش في عالم الخيال والأوهام..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران