الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الغرب .. هذا ارهابكم و ليس ارهابنا

نضال عبارة

2015 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في اليومين الفائتين في قنوات التلفزة و العناوين ارئيسية للصحف و المجلات العربية و المحلية تصدر خبر تفجيرات باريس و عدد ضحاياها الكبير بالنسبة للغرب .. و ليس بالنسبة لنا كعرب و ذلك لأننا ننعي يومياً مئات من ضحايا الحروب التي تعج في منطقتنا ..

و بتالت التنديدات و الاستكارات و وقفات التضامن و اشعال الشموع و المسيرات التضمانية حتى داخل بلادنا العربية و كان سادتنا العرب أول من ندد و استنكر و شجب ..

و بدأت الأحزاب اليمينة في الدول الغربية و مناهضي العرب و المسلمين بحملاتها المعهودة بتشويه المسلمين و الاسلام و كيل الاتهامات و سلخنا من انسانيتنا و استنفرت مخابراتهم و أجهزة مخابراتهم و شنوا حملات الاعتقال التعسفية ضد العرب المسلمين المتواجدين على أراضيهم .

و ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الندب و التضامن لدى العرب و الغرب على حد السواء و بدء بعض نشطاء العالم الافتراضي من العرب و بعض الجهات الدينية بنفي تهمة الارهاب عن الاسلام و تسابقوا بالتبرأ من تلك العملية و غيرها من العمليات ..

و بعد أن أرسل تعازيي لذوي قتلى باريس .. فإن لي حديث آخر ، نقاش من زاوية أخرى سأخوضها و لا أبالي إن أسيئ فهمي :

أوجه كلامي في البدء لبعض المثقين العرب "مدعي الثقافة الجوفاء " الذين راحوا يلقون التهم على الوهابية من جهة و على مجتمعهم و منهم من اتهم الاسلام و غيره ، أنا أعذركم جميعاً من كل جوارحي أعذركم لانكم تعرضتم لعميات غسيل أدمغة مركز أنتم و معظم فئات مجتمعنا العربي بعض سياسيه و مثقفيه و اعلامييه و فنانيه و علماء ديننا .. و أقنعونا بأننا دوماً ملزمين و مجبرين بالدفاع عن ديننا و نفي تهمة الارهاب عنا و أن كل عملية تفجير تحدث في بلادهم يجب أن نهرول مسرعين للتبرأ و لشرح تعاليم ديننا السموحة و الانسانية و الصلاة على أرواح قتلاهم ..

و أجزم أن عملية غسل الأدمغة وصلت لمستوى فظيع جداً هو إلى حد اقناعنا نحن العرب بأن دم الانسان الغربي هو أغلى و أثمن من دمائنا و لا يجب أن تمر نقطة دم واحدة إلا بإنتقام و ردة فعل و بآلاف التنديدات و الاستنكارات و الحملات التضامنية ، حتى أنهم أنسونا أن هناك شلالات دماء و آلاف القتلى يسقطون في بلادنا نتجية لسياساتهم القذرة و مئات الشهداء المدنيين يسقطون بنيران طياراتهم و أسلحتهم و عملائهم في منطقتنا تحت غطاء حربهم على الارهاب .

و اذا اليوم أردنا أن ننقاش ببعض المنطق لكل ما يجري في أرضنا من دمار و قتل و تنكيل يجب أن لا ننكر دور أجهزة مخابرات الغرب و أسلحتهم التي تباع بالسوق السوداء و عملاؤهم الذين خصص لهم مبالغ طائلة من الاموال ..

و لا ينبغي لنا أن ننسى أو تناسى ما فعله الغرب على مر تاريخ عصرنا الحديث و العصور الوسطى و للتذكير سأمر على بعض الأحداث مرور سريعاً :

سادتي الغربيون : أنتم من صنع القنبلة العنقودية و الانشطارية و النويية ، انتم من صنع و طور الدبابات و الأسلحة النارية و القنابل الكلاسيكية و الطيارات الحربية ، و انتم من لديهم عشرات المفاعلات النووية و الأطماع الاستعمارية ..

أنتم : من شنوا الحروب الصليبية على شعوبنا ..

أنتم : من استعبد الأفارقة في أمريكا و غيرها و مئات الاعدامات بحقهم ..

الهولكوست أو المحرقة اليهودية التي لليوم ندفع ثمنها تمت بأيدي أوربية خالصة و على أرض أوربية ..

الحرب العالمية الأولى و الثانية أنتم من صنعها و أنتم من خطط لها و أنتم من قادها .

أنتم من احتل الدول العربية و قتلتم و نكلتم بشعوبها .. مليون شهيد في الجزائر كانت ببنادقكم ، و مئات الآلاف من الفتلى في زمن أطماعكم الاستعمارية

الكيان الصهيوني الارهابي أنتم من صنعتوه و زرعتوه في بلادنا و من قمتم بتسليحه و كل المجازر التي ارتكبها كان بمباركتكم .

- ابادة سكان هيروشما و نيكازاكي .. الحرب على فيتنام ، الحرب على أفغانستان ، الحرب على الصومال ، الحرب على العراق و ملايين القتلى كانت بأسلحتكم و جيوشكم ..

أنتم و مجلاتكم و صحفكم هم من سطروا و رسموا آلاف الرسوم و المقالات في الاساءة لديننا و لنبينا محمد عليه الصلاة و السلام ..

أنتم من تصدرون في اليوم عشرات الأفلام و الألعاب الالكترونية التي تغذي غريزة القتل و الارهاب ..

فعن أي ارهاب عربي أو اسلامي تتحدثون عنه تلعبون دور الضحية ، لطالما كانت بلادنا تقبل الآخر ففي بلادنا الكنائس إلى جوار الجوامع ، و نحترم كل العرقيات و الاثنيات فتجد الأبيض بعيش بجوار الأسمر و الداكن و الأصفر و لا فرق و لم يسجل التاريخ على مر عصوره أي مواجهات عنصرية ضد أي دين أو عرق أو لون على أرضنا اللهم إلا بعض المناوشات هنا و هناك و التي كانت صنيعتكم و بدعمكم كما في لبنان .
بعد كل تاريخكم العامر بأحداث الابادات الجماعية و القتل و الاحتلال و العنصرية تتبجحون و تلعبون دور الضحية ..

إن كل ما يحدث على أراضيكم من تفجيرات هو نتاج سياساتكم القذرة في العالم و حصاد لزرعكم الشرير و عبثكم بالعقول و الشعوب و المعتقدات و نشر الفوضى في العالم ، أم تتوقعون أن تكون بمأمن و كما يقال في المثل العربي (كما تزرع تحصد ، و طباخ السم أول من يأكله) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة