الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب فعل ورد فعل

جواد بيوسف

2015 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لا أسعى لإرضاء الآخرين منهجي واضح طريقي واضح لست مع هؤلاء ولا أولئك
نعم أدعم الشعب الفرنسي من منطلق حريتهم في الحياة، في الوقت الذي أرفض تصرفات نظامهم إزاء تدخلاتها في العديد من مناطق العالم ــ ودائما ماتكون تحت ذريعة الحماية من عدو موهوم، أو نشر قيم ثورتها، في الوقت الذي تؤكد فيها لشعبها أن تصرفاتها رهينة بحماية مصالحها..ــ نعم فهمنا للاسلام من أوصلنا لهذه الحالة، لكن هل حاول أحدكم القيام بإصلاحات بسيطة ولو داخل أنفسكم كما يقول الاسلام نفسه، بذل التهجم عليه أو التحيز الأعمى له.
لمن يعتقد أن الاسلام هو تراث البخاري ومسلم وابن تيمية وابن وهاب كلها بتقديسها فلا تدينو الارهاب ودينو أنفسكم، أما من يأخذ هذا التراث بقبضة عمياء اعتقادا منه أنه الطائفة الناجية إلى ما ذلك ويقول أن ما وقع هنا أو هنالك في الغرب لهو الحرب من الله والمؤمنين، ارجعو لقراءة القرآن بتدبر كي تفهمو معنى الانسانية
كما أن تخاذل الغرب نفسه وتحامله على الشعب السوري تحت ذريعة المصالح جعلت هذا الشعب يعاني لوحده مع إيهام أمريكا وتحالفها، وروسيا فيما بعد أنهم يحاربون داعش، وإن كان الذي يحاربونه هو تمزق المنطقة وحماية الكيان الاسرائيلي والكردي والمسيحي، وهو مايشجع على تمدد داعش الحاضنة للسنة الذين أداقتهم هذه السياسات الغربية العذاب ووضعتهم أمام خيارين لا ثالثهما إما البقاء تحت الأنظمة الاستبدادية والقهر والعبودية كما في المحافظات العراقية التي يسيطر عليها الشيعة في العراق أو مدن سوريا التي يسيطر عليها العلويين وكلا النظامين يستعبدون هؤلاء الناس وفي كلتا الحالتين لابد من حمل السلاح إما مع الأنظمة الفاسدة أو مع كهنة داعش.
وللأسف صدق الأسد في قوله أنه سيأتي اليوم الذي يستورد فيه مصدري الارهاب سلعتهم، وربما وصلت هذه اللحظة التي نظر لها بشار، لا أحد سيعارض أن الغرب ساهم في صناعة الارهاب سواء في أفغانستان ــ عبر التدريبات الأمريكية للمجاهدين وإمدادهم بالسلاح ــ نفس السيناريو تكرر ــ وإن لم تصح مقولة أن البغدادي خضع للتدريب الأمريكي في العراق ــ فبين رمي الطائرات الأمريكية للسلاح (بالخطأ) في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش إلى تفشيلها لخطط دعم المعارضة السورية بتدريبها وتسليحها (كل الثوار الذين دربتهم لقو حتفهم)، بل هذا الغرب نفسه من رفض إقامة منطقة عازلة ــ إن كانت فعلا نية صادقة في مواجهة داعش ــ هو الغرب الذي انحاز لرأي روسيا في الابقاء على الأسد في منصبه دون أن نجد معارضة حقيقية لهذا القرار.
هذه التصرفات تفترض منها ردود أفعال وكان أولها موجات المهاجرين السوريين ــ الذين قد ينس داخلهم أعضاء داعش ــ كما أن الارهاب نفسه وداعش أحد رموزها لاتعرف الحدود قد تصل إلى جدار البيت الأبيض أو الكريملين أو تتجاوز ستاد دوفرانس لتصل الإيليزيه، فلا تستغربوا.
أفعال الغرب التي أنتجت بدورها أفعال داعش هذه الأخيرة ألزمت الغرب نفسه بردود فعل ــ إن هي في الحقيقة إلا استمرارية لتصرفات الغرب التي انطلقت بتنصيب المالكي هذا إن رفضنا الرجوع لنهايات القرن التامن عشر ــ هذه الأفعال كتب لها أن تنقذ الغرب إذ سنرى في الأيام القادمة منذ البارحة هجومات فعلية على داعش ــ تحت إ صرار الأردن وإيران ومصرــ من الجانب الفرنسي الذي قد يتقرب من روسيا في سبيل تحقيق أغراضه، لكن يبقى السؤال عن الوسيلة التي سينهي بها هذا الغرب "الكريم" هدفه؟ هل سيحارب النصرة إلى جانب داعش مايعني محاربة المعارضة السورية؟ وكيف سيتعامل مع ملف الأسد، إسقاطه أم التحالف معه في هذه الحرب على داعش؟ ولو بقي الأسد فلن تنتهي داعش لأن إيران تتقدم في المنطقة فقط كانت في محطة انتظار داعش وبإنهاء هذه الأخيرة ستستمر في توسيع امبراطوريتها ، لن تربع السعودية أيديها وستحاول بضخ كل مواردها بما فيها فقهائها إعادة لإحياء داعش جديدة تكون رد فعل تجاه فقهاء إيران، مايعني أن الحل لن يأتي بإنهاء داعش الواقعية والموجودة نظريا في مكتباتنا ومنازلنا وإعلامنا، وإنما بإنارة العقول ومحاربة تسييس الدين وجعل مطالب العيش الكريم والحرية والعدل والمساواة لبنات العقل لا الدين، لأن فهم هذا الأخير أصعب بكثير من فهم الأول، وهكذا العقل وحده سيقف في وجه الكهان والظلمة والمستبدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد