الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمشق 1955 دمشق 2005 هل لا زالت دمشق حلقة بشوك الاستعمار ؟؟

باسل ديوب

2005 / 10 / 31
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ضاق الفضاء الإقليمي على النسر السوري المتوثب قومياً ذلك العام، فإلى الشرق عراق نوري السعيد وحلف بغداد من الجنوب أردن الأسرة الهاشمية قاعدة للتآمر وللبريطانيين ، من الشمال جنرالات تركيا مندريس ، من الغرب البحر المفتوح للأسطول السادس الأمريكي، ولبنان فندق المخابرات العالمية ومقاولي السياسة اللبنانيين من انعزاليي اليمين وسادسة الاثافي الداوودية آنذاك إسرائيل الصهيونية واعتداءاتها المتكررة على الأرض السورية وخططها القابعة في الأدراج لإثارة الفتنة وتقسيم سورية مع حكم عميل في دمشق حسب التقرير الاستراتيجي لجيش الدفاع الإسرائيلي للعام 1955
فالخطة الإستراتيجية لجيش الدفاع الإسرائيلي لعام 1955 أوضحت أهدافها بدقة برؤية بلاد العرب مقسمة أكثر من المغرب حتى العراق ( بثلاث دول !!!) كما أن أدراج المخابرات الأمريكية منذ سنتين كما أوردت جريدة الحياة اللندنية أفرجت عن وثائق عن تلك المرحلة تتلخص عن خطة أمريكية – إسرائيلية لقلب نظام الحكم الوطني آنذاك والذي يتمتع فيه اليسار بقوة شعبية وبرلمانية ، بتحريك إسلاميين في دمشق ، وإثارة فتنة مذهبية في السويداء ، مع اغتيال شخصيتين خطيرتين هما خالد بكداش الزعيم الشيوعي القوي وعبد الحميد السراج الضابط الأمني الأقوى .
هذا هو المشهد الإقليمي لكن ما الذي كان في الداخل ؟؟؟؟؟؟
أحزاب سورية كثيرة منها المتحالفة ومنها المتنافسة ، حريات عامة واسعة صحافة حرة ومزدهرة بامتياز ،
مجتمع سياسي ناهض بقوة أوصل أول شيوعي إلى ندوة برلمانية في العالم الثالث.
سورية في حالة غليان
انقطعت الطرق البرية حوصرت الموانئ تحرك الجيش التركي في الشمال .
يروي عمر قشاش أحد المعارضين السوريين الذي سجن أكثر من خمسة عشر عاماً في عهد الأسد الراحل أن مائة ألف قطعة سلاح تم توزيعها على السوريين من مختلف الاتجاهات السياسية، لكن حادث إطلاق نار واحد لم يحدث بالخطأ ، وأبدى السوريون في تلك الأيام انضباط وطني مثالي وتحلوا روح عالية من المسوؤلية الوطنية ، وكان للرأي العام السوري بأحزابه الوطنية الممثلة له الكلمة الفصل في المواجهة والاستعداد لها والصمود ، وخرجت سورية منتصرة على الوحش الأمريكي و طابوره الخامس المحلي والإقليمي ،
المشهد الإقليمي اليوم مشابه إلى حد ما ولا يمكن اعتبار الحلف السوري الإيراني نظيراً للقطب السوفيتي آنذاك ناهيك عن أن مصر كامب ديفيد الحالية هي غير مصر ثورة يوليو ، لكن هل المشهد السوري الداخلي هو نفسه ؟؟؟
بالتأكيد لا فلا الوحدة الوطنية في أوجها ولا الاستعداد للتضحية والصمود بنفس الدرجة كما أن التراخي والشعور بعدم الجدوى وبالاستبعاد من التفكير في المواجهة ومناقشتها والحوار حولها هو ما يجعل السوريين أقل حماسة وقدرة على الانخراط الكامل في معركة هم الخاسرون الأولون حين وقوعها وليسوا أول المنتصرين عند كسبها !!! وهنالك الكثير من الملفات التي بحاجة إلى حسم سريع ومنطقي كالجنسية لمستحقيها والمحرومين منها ، وإطلاق الحريات العامة في التجمع والتظاهر وإقرار قانون الأحزاب المنتظر ووقف التوجه الليبرالي للحكومة ، والمحافظة على مستوى الدعم الحكومي لسلع وشرائح بحاجة إليه .
المبادرة هنا فوقية فالوضع العام يدفع للتطور السياسي الديمقراطي ببط ء شديد لن يواكب تسارع الأحداث ، و قد يكون من الصائب القول على السلطة أن تتخذ ما يلزم لدفع مائة ألف مواطن سوري على الأقل إلى المعترك السياسي الحزبي التنافسي لا إلى حمل السلاح فحسب ، إن ترك المجتمع دون حماية ذاتية ودون إطلاقه لآليات دفاعية إبداعية هو عمل يصب في مصلحة المتربصين بسورية ويورثهم مجتعاً ضعيفاً قليل المناعة سهل التفكيك غير قادر على المقاومة ، وحري بمن يرفع راية الصمود من الحاكمين البعثيين أن يُقدم على هذه الخطوة طالما أن المبادرات الوازنة التي تصدر من تحت كإعلان دمشق مثلاً هي مبادرات لا يمكن الركون إليها ومن حق الجميع و- أولهم السلطة - أن يبدي تخوفه منها طالما لم تحدد العدو المهدد لا بل يمكن القول أنها هادنته ، وأغفلت عن قصد مريب الشكل الاقتصادي للنظام السياسي التي تدعو إليه مع طغيان وحيد للدمقرطة بأسوأ أشكالها المبني على العلاقات الدينية والمذهبية والعرقية.
وكان من المثير للسخرية السخرية حد البكاء اقتران اسم أحد الأحزاب الموقعة على الإعلان باسم شيخ عشيرة !!. ولعلها " سقطة" للموقعين تعبر عن حقيقة ما يُدعى إليه ،وعما سيكون عليه الحال إذا سار الوطن على الطريق المرسومة له في هذا الإطار .
صار من الضروري لقاء قوى المعارضة المتمايزة في طرحها الديمقراطي الوطني التي سنسميها اصطلاحاً قوى الخيار الثالث لكن هل هي موجودة حقاً؟؟ أم أن قطبية ما داخلية ستوغل في ثنائيتها؟؟ معارضةُ تمد يدها في الخلاء لمن ( يستلقّاها ) !! وسلطة لا ترى ولا تريد أن ترى أية أياد ممدودة سوى تلك المقترنة بأسمى آيات الولاء والطاعة ، هل ستجعل هذه القطبية في غياب قوى خيار ثالث ، من دمشق عاصمة العروبة أثراً بعد عين في الشرق الأوسط الأمريكي الجديد ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24