الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمصان شفافة

فاتن واصل

2015 / 11 / 16
الادب والفن


ألقيت بجسدي المرهق على الأريكة أسفل النافذة ألتقط أنفاساً من النسمات الشحيحة الباردة، بعد يوم طويل حار مشبع برطوبة ثقيلة كانت كفيلة بسحب الأكسيجين من الأجواء.

شعرت باسترخاء وأنا أريح ساقيّ على ظهر الأريكة فغلبني النعاس لا أعرف لكم من الوقت. ما أدركه جيداً أني سمعت خربشات فوق الجلسة الخشبية للنافذة، تبعها نقرة في إصبع قدمي آلمتني بشدة، فتحت عيني واستيقظت بفزع، فتبينت في الظلام كائناً بهيئة غريبة يقف على النافذة، حدقت فيه بإمعان، فإذا به طائر لم أستطع تحديد نوعه، فلا هو بغراب، أو حتى بصقر.. مُعرّى الجسد والجناحين من الريش ، وبقع بنية اللون تنتشر على جلده، وقطرات من الدم تتساقط من منقاره الخطافي الذي يشبه منقار الصقر كأنه فرغ لتوه من التهام فريسته، فسحبت قدمي بسرعة و فتشت في إصبع قدمي عن أثر جرح، فلم أتبين شيئاً في عتمة الغرفة، وظل الألم مستمراً.
لوّحت بيدي في الهواء من بعيد :
ششششش .. هشششششش .. إمش.. هشش
خشيت أن يدخل الشقة فلا أستطيع أن أصرفه، وشعور بالتقزز يملأ نفسي من منظره البشع. ظل واقفاً يلوي رقبته ويحملق في وجهي بعين واحدة واسعة، تنطلق منها نظرات نارية ملأتني بالخوف فتراجعت للخلف تحسباً لأي هجوم منه أو محاولة انقضاض.
أردت أن أصرخ بأعلى صوت لكني لم أستطع .. اِنحشر الصوت في حلقي، فبدأت أدبّ على الأرض بقدمي الحافيتين، صدر عنهما صوت مكتوم لم يسمعه أحد لإنقاذي.
فجأة لمحت طابوراً من ديدان سوداء رفيعة يخرج من أصبع قدمي الذي يؤلمني، فتوقفت عن الحركة تماماً .. ماذا يحدث ؟ ظننت لوهلة أني جننت، فالديدان تسير مسرعة في طابور، يبدأ من عندي وينتهي عند منقار الطائر، فلم أعد أدرك بعد لحظات هل هي تتجه من عندي إلى عنده أم العكس ؟
انقطع فجأة خيط الدود، وقفت ساهمة لا أجرؤ على الحركة، والطائر مازال يحدّق إليّ بعين واحدة شريرة.. ثم صرخ صرخة مدوية ترددت في الفضاء الليلي الساكن، أفزعتني فارتميت على الأرض مغشياً علي.

أفقت فوجدت نفسي مازلت على الأرض، واختفى الطائر وكل صوت، والهدوء يسود كل الأرجاء، وقفت ونظرت حولي وعبر النافذة، فلم ألحظ شيئا غير عادي في الخارج أو في الداخل.
كان مظهره العدواني وبقع الدم المتناثرة على منقاره وجسده الموحية بشراسته وضراوته قد أرعبني، فأخدت أتجوّل في أركان المنزل بحذر، وتعمدت أن أصدِر ضجيجاً خشية أن يكون قد تسرب إلى الداخل عندما فقدت الوعي، فمن المؤكد أن يصدِر صوتاً يدل عليه.. خاصة أنه ليس ضئيل الجسم، فحجمه يصل لحجم الديك الرومي مع فارق أنه ليس لديه تلك الزائدة اللحمية التي تتدلى من رأس الديك.

أغلقت جميع النوافذ والشرفات رغم حرارة الجو، حتى لا أترك أي منفذ لهذا الضاري إلى الداخل.ذلك الكائن الذي أتى لزيارتي في هذه الليلة مصادفةً أو قدراً حتمياً.
أضأت المصباح الكهربائي بجوار فراشي وفتشت الغرفة جيداً قبل أن أنا، وكيف سأنام وهذه المخاوف تملكتني
جلست القرفصاء في الفراش وتفحصت إصبع قدمي مرة أخرى، فوجدت ندبة صغيرة بنية اللون، اقتربت أكثر لأتحقق هل هذا جرح حديث أم أنه مجرد ندبة قديمة لم ألحظها من قبل، فبدت لي كما لو كانت حفرة غائرة، والألم لا يزال مستمراً.
فجأة شعرت وكأن يداً تسحبني من رأسي وتدفع بي عنوة داخل هذه الحفرة، قاومت بكل قوتي بأن دفعت الفراش بذراعي دون جدوى، فقوة السحب من داخل الحفرة والدفع الخارجي كانت أكبر من أي مقاومة.
بعد لحظات لا أعرف مقدارها، وجدت أني انزلقت داخل عالم غريب، أقف في حديقة، فيها أشجار ومقاعد كثيرة، يجلس عليها أناس تعرفت على بعضهم.. لكن الغالبية العظمى مجهولون بالنسبة لي، يرتدون قمصاناً شفافة تظهِر ما وراءها من تفاصيل أجسادهم، فخجلت، ولكن حين مررت بجوارهم وجدت أنهم لا يرونني، فأخذت أحملق في أعضائهم بلا خجل، وتركت لنفسي العنان أن أقترب وأتفحص هذه الأعضاء، كما لو كنت أقف في سوق وأسعى لاختيار الأفضل، ضحكت من نفسي، خاصة وأنهم كانوا مستسلمين كتماثيل بلا روح، والأغلب أنهم لا يشعرون بوجودي من الأساس.
صوت واحد كان مسموعاً يزعجني بشدة ويدمر أعصابي، إنه صوت دقات عقرب الثواني في ساعة صغيرة ملقاة بإهمال على أحد المقاعد، كان يشبه دقات طبول الحرب، يهدر بقوة وكأنه ينذر بخطر قادم يهدد حياتي.
عدوت بعيداً بقدر الممكن لكي أتخلص من هذا الضجيج غير المحتمل، فوصلت إلى مكان خالٍ من الأشجار ومن الناس، يبدو كصحراء شاسعة مترامية على مدى الرؤية، ثم توقفت حيث وجدت بقعة يغلي ماء أسود فيها ويتصاعد منه دخان .. نظرت داخل البقعة فلم أرَ خيالي وكأنه ليس لي أي وجود، ثم لمحت خيال الطائر وهو يحلق فوق بقعة الماء بجلده المبقع بقطرات الدم وشكله المقزز المخيف، وكان يحمل بمنقاره قميصاً شفافاً رماه على رأسي، وأنا أراقب صورته في المياه. تأملت القميص فوجدته لا يختلف كثيراً عما يرتديه الناس الذين قابلتهم في بداية رحلتي ثم همست لنفسي:
هذا القميص فيه حتفي.. لو ارتديته فسوف أصبح كرواد هذا المكان.. فلن أرى الناس من حولي، ولن أشعر بوجودهم، وسوف أستسلم كهؤلاء، تمثال بلا روح لعبث الزوار الجدد بأعضائي بلا شكوى أو رفض مني أو غضب ثم تداركت حين تذكرت:

أني أصبحت فعلاً بلا وجود.. إذ لم أستطع رؤية خيالي على سطح مياه البحيرة السوداء..! ترى هل متُّ ؟ أهذه هي الآخرة ؟ أأكون في مرحلة انتظار قرار المحكمين النهائي ليقضوا ببراءتي فأدخل الجنة ؟ أو بذنوبي فأدخل النار؟
حط الطائر الغريب على الأرض في الجهة المقابلة لي من بحيرة المياه السوداء، لوى رقبته ونظر بعينه المخيفة نفس النظرة النارية التي كان يطلقها علي وقتما كان واقفاً على حافة النافذة.. صرخ الطائر صرخة مدوية، انفجرت معها نافورة مياه سوداء من وسط البحيرة وانبعثت معها رائحة نتنة، فتبينت على الفور أنها مياه مجار.. تراجعت مشمئزة خوفاً من أن يتناثر الرذاذ على جسدي.. وكنت في ذهول .. تكررت الصرخات ومع كل صرخة منها تنفجر النافورة وتنبعث الرائحة.
ارتسمت خطوط سوداء رفيعة في الرمال المحيطة بالبحيرة، تتلوى وتتجه إلى جميع الاتجاهات كالأشعة، تنطلق من مركز البحيرة المستديرة، وعندما اقتربت مني تبينت أنها نفس الديدان السوداء التي كانت تخرج من إصبعي وتتجه لمنقار الطائر وإن كانت أكبر حجماً من ذي قبل وأسرع في حركتها، بدأت في التراجع إلى الخلف هرباً لكن يبدو أنني كنت الهدف، فتجمعت وتركزت في اتجاهي.. تسمرت قدماي في الأرض رعباً.. اقتربت الديدان أكثر وبدأت تزحف على جسدي، منها ما يلتف ليقيد ساقي ومنها ما يكبّل حركتي، أصرخ وأستغيث بذوي القمصان الشفافة دون جدوى.. فهم لا يرون أو يسمعون.. وفجأة بدؤوا يتوافدون إلى حيث نطاق البحيرة، ولكن عند حدود ما، وقبل أن يتخطوها يسقطون وينسلون من قمصانهم الشفافة، ويتحولون إلى أفاع صغيرة تزحف، تاركة قمصانها ملقاة على الرمال متجهة نحو البحيرة في مرح واحتفال، وتختفي فيها، ثم تخرج منها أكبر حجماً وأشد غلظة وأحلك سواداً من حالها قبل أن تغطس فيها، وقد نبت لكل منها نابان.
يقف الطائر مزهواً يلوّح بجناحه العاري وجلده المبقع بالدم والقذارة وآثار المياه السوداء على قدميه بأظافرهما المخلبية التي تنغرس بضراوة في الرمال أسفله كمن يبارك أبناءه
تتجه الأفاعي فور خروجها من البحيرة نحو الطائر، فيمنحهم نقرة في الرأس فينبطحن زاحفات من بين ساقيه، عائدين إلى قمصانهم الشفافة، وبمجرد ارتدائها يتحولون ويلتفتون نحوي وكأنهم فجأة كلهم أصبحوا يروني ويلحظون وجودي وكأنهم يتوعدوني:
استني عليا.. لما تجيلي.. لما أشوفك أدمرك.. أسحقك..!! حتركعي.. حتخضعي .. وتسجدي.. اكتمي صوتك .. انظري في الأرض.
ظللت أنظر نحوهم وجسدي مقيد بـالديدان، التي تتحول مع مرور ذوي القمصان الشفافة بجواري وتهديدهم لي إلى أسلاك شائكة، يزداد ضغطها فتنغرس في جسدي الذي أصبح ينزف من كل جزء فيه.
زعق الطائر زعقة انتصار ولوى رقبته وحدجني بعينه ينطلق منها الشرار.. لكني لم أخفْ ولم أضعف بل قررت أنـ .. وقبل أن أقرر اختفت البحيرة والطائر والقيود !! وبقيت وحدي في صحراء ليس فيها سوى الرمال.
بدأت السير على غير هدى ونال مني التعب ما نال، لكن خفت أن أجلس لأرتاح فيأتي الليل وأفقد حتى الرؤية وهي كل ما تبقى لي وسط هذا التيه، فظللت أمشي وأمشي وأمشي.
لمحت مجموعة من ذوي القمصان الشفافة يجلسون فوق أرائك في المكان المشجر الذي انزلقت إليه وقت أن وصلت إلى هنا، لم يلحظوني بالرغم من تهديداتهم، فقد كانوا منشغلين في جذب قطع من اللحم النئيء، فتابعت طريقي..

ألقيت بجسدي المرهق على الأريكة أسفل النافذة ألتقط أنفاساً من النسمات ....... كفيلة بسحب الأكسيجين من الأجواء وإشاعة الخمول في جسدي وعقلي......استرخيت تماما وغلبني النعاس ..... سمعت خربشات ......تبعها نقرة ... ألم شديد، تبينت في الظلام كائناً ظهر واقفاً بهيئة غريبة على النافذة...... فلم أتبين شيئاً.................. ولكن مع ذلك ظل الألم مستمراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصة جميلة ولفتة مبدعة
صلاح يوسف ( 2015 / 11 / 17 - 16:05 )
قصتك هذه تذكرني بقصص المبدع العالمي الروسي أنطون تشيخوف الذي درس الطب خمس سنوات ثم ترك الكلية ليتفرغ للأدب والمسرح، فأمتع الروس والعالم بإحساسه الإنساني الجميل والساحر. في القصة جاء الطائر أساساً لتفريخ البشاعة والإجرام ثم جاءت الديدان والأفاعي وذوو القمصان الشفافة .. إنه كوكبنا الذي أصبح يعد بالقبح والبشاعة.
دام قلمك مع كل الود


2 - لوحات
طلال سعيد دنو ( 2015 / 11 / 17 - 18:25 )
سيدتي المبدعة
لوحات سريالية مملؤة الم
ووصف يوصلنا الى ابعد ما في النفس البشرية من ماسي
كل لقطة من لقطاتك لوحة فنية سريالية
شكرا للامتاع


3 - قصتك لقطة من الجحيم سيدتي فاتن واصل
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 11 / 18 - 08:58 )
سيدتي الفاضلة

قبل قليل،علقت في مقال الأستاذ صلاح يوسف الذي تفضل بتناول قصتك من منظوره فمعذرة أن مررت على قصتك دون التعليق عليها أولا
أنقل لك ما جاء في تعليقي


قرأت قصة الفاضلة الأستاذة فاتن واصل،ولاحظت معلقا على الفيس بوك يدلي برأي قريب لرأيك وإن اختصره بكلمتين

لقد أشرت أستاذ صلاح إلى نقطة هامة وهي

أن يعمل الكاتب على أن يفتح أفقا أو أملا للخروج من هذا الكابوس
فلا يكفي أن يعبر الكاتب عن مشاعره،وتصوير الحالة التي هو عليها
فنحن لا نكتب مذكرات يومية خاصة،بل نخاطب القارئ ونعرض عليه مشكلة ستؤدي إلى النقاش حولها وتقديم الحلول المختلفة

هذا لا يمنع أبدا أن أشير إلى موهبة الأستاذة واصل،ولغتها البسيطة التي تصل إلى عقل القارئ بسلاسة

وكانت الأستاذة قد أتحفتنا برواية لم أتوقع منها هذا النفس الطويل،وهي التي دأبت على قصص قصيرة تختصر فكرة ما في صفحة أو صفحتين


قلمك جدير بالاحتفاء به،وأرجو لأقلام أبنائنا من بطلات وأبطال شباب مواصلة تجاربهم الأدبية الثرية
فما أحوجنا إلى تنشيط صفحة الأدب

آمل سيدتي أن أقرأ لك أكثر فالموهبة حاضرة والمادة بين يديك واللغة متوفرة والخيال الجامح ينتظر همتك

تحياتي



4 - شكراً للسادة المعلقين الكرام
فاتن واصل ( 2015 / 11 / 18 - 10:36 )
الأستاذ صلاح يوسف المحترم
أشكرك من صميم قلبي على إعتناءك بقراءة قصتي لدرجة أن تكتب عنها مقالا ناقداً منفصلا، أن أحظى باهتمام مفكر بقامتك فهذا أمر يسعدني بشدة، فشكراً لحضرتك.

الأستاذ الفنان طلال سعيد دنو
أشكر حضرتك على المرور والمتابعة الدائمة وسعيدة أن نالت القصة استحسانك، ومؤكد أن الفنان التشكيلي بالأساس لديه القدرة على رؤية ما تخفيه سطور الكاتب وما ترسمه ريشته من لوحات وصور وألوان. شكراً.

الأستاذ المحترم سامح ابراهيم حمادي
تحياتي وشكري على اهتمامك سواء بالتعليق على القصة أو على مقال الأستاذ صلاح، فهذا اهتمام كبير أتمنى أن أستحقه، ولكن سيدي أختلف مع حضرتك أن لدي الفنان حلولا لواقع استعصى على التفسير وهو ليس معادلة بسيطة من الدرجة الأولى، بل أنه من الغموض والتعقيد بحيث أني بالكاد استطعت أن أصفه من وجهة نظري.. عموما الحل والأمل نجدهما لدي المفكرين والفلاسفة والعلماء، أما الفنان فهو يعبر بانطباعاته عن واقعه أو التنبؤ برؤية مستقبلية وهذا في ظني كل ما يملك. تحياتي واحترامي.


5 - الأساتذة المعلقين من خلال الفيسبوك
فاتن واصل ( 2015 / 11 / 18 - 10:50 )
الأستاذ حامد يونس
لو كان الحل أن أذهب في رحلة أو أن أروّح عن نفسي بأي شكل لفعلت والمشكلة انه ليس كابوساً بل واقعاً مزعجاً لا نستيقظ منه أبداً، بل كل يوم يزداد كابوسية وإظلاما.
لذا فأنا أشكرك على النصيحة ولكن هذه هي حياتنا ولا يسعنا إلا تحملها حتى تنتهي. شكراً لمرورك والتعقيب.

الأستاذ والصديق العزيز محمود مزيغ
لا أملك مفاتيح الأمل كي أعطيها لك، ولو استطعت ان تهرب فلتفعل وبسرعة. شكراً على التعليق.


6 - نص جميل فعلا استاذة فاتن
ساميا ساميا ( 2015 / 11 / 20 - 20:07 )
شربته دفعة واحدة وفي عقلي توالى الصور والمعاني الكامنة بين السطور
انه لوحة ثرية وممتعة
دومي رائعة
مودتي


7 - الأستاذة ساميا ساميا
فاتن واصل ( 2015 / 11 / 20 - 21:05 )
شكرا للمرور والإطراء الجميل ، وأتمنى أن أبقى دوما عند حسن الظن. دومي بخير


8 - نص جميل فعلا استاذة فاتن
ساميا ساميا ( 2015 / 11 / 20 - 21:36 )
شربته دفعة واحدة وفي عقلي توالى الصور والمعاني الكامنة بين السطور
انه لوحة ثرية وممتعة
دومي رائعة
مودتي

اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر